اهتمت الصحف المغاربية، الصادرة اليوم الاثنين، بعدد من القضايا والمواضيع المحلية والدولية المختلفة والمتفرقة، من بينها على الخصوص الزيارة التي يقوم بها الرئيس التونسي الى مصر والحديث عن تعديل حكومي مرتقب في تونس، والذكرى ال27 للانتفاضة الشعبية في الجزائر، والاستعدادات الجارية لتنظيم حوار وطني شامل في موريتانيا. وفي هذا السياق توقفت الصحف التونسية عند الزيارة التي بدأها أمس الرئيس التونسي باجي قائد السبسي الى مصر والقضايا والمواضيع السياسية التي تشكل محور محادثاته مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي، خصوصا ما يتعلق منها بالعلاقات الثنائية بين البلدين ومستوى التعاون الأمني وتطوير التبادل التجاري علاوة على الملفين الليبي والسوري. وفي هذا الإطار أشارت صحيفة "الصباح الأسبوعي" إلى أن الرئيسين والوفدين الرسميين عقدا أمس جلستا عمل في قصر الرئاسة الاتحادية، ونقلت الصحيفة عن الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية التونسية معز السناوي قوله ، إن هذه المحادثات الثنائية والموسعة بين الجانبين أكدت "التقارب الكبير في وجهات نظر القيادتين، فيما يتعلق بالملفات الإقليمية، وخاصة ملفات ليبيا وسوريا وفلسطين". من جهتها أشارت صحيفة "الشروق" إلى أن الرئيسين التونسي والمصري دعيا خلال مؤتمر صحفي مشترك عقب محادثات رسمية بينهما الأطراف الليبية إلى قبول اتفاق السلام الذي ترعاه الأممالمتحدة من أجل استعادة الامن والاستقرار في بلادهم. وأضافت أن السبسي أكد خلال هذا المؤتمر الصحفي أن المباحثات تناولت أيضا " تنامي انتشار الإرهاب والتطرف بصورة باتت تهدد الأمن القومي واستقرار دول المنطقة، وأكدنا على ضرورة توحيد الجهود للتصدي الحازم لهذه الظاهرة البغيضة بكافة الوسائل بالتوازي مع تطوير الخطاب الديني ، بما يبرز القيم السمحة لديننا الإسلامي الحنيف". بدورها أشارت صحيفة "التونسية" إلى أن الطرفين أكدا على "تسوية سياسية" للملف السوري ، بما يضمن الحفاظ على وحدة وسلامة سوريا ويلبي تطلعات شعبها .وشددا على أن القضية الفلسطينية "ستظل تحتل الأولوية في السياسة الخارجية للبلدين حتى يحصل الشعب الفلسطيني على كامل حقوقه المشروعة". على المستوى السياسي، أشارت بعض الصحف الى احتمال إجراء تعديل حكومي في القريب العاجل .وفي هذا الصدد نقلت صحيفة "الشروق"، عن مصادر موثوقة قولها، إن ست وزارات سيشملها التعديل الحكومي المرتقب الإعلان عنه نهاية شهر أكتوبر الجاري أو بداية نونبر على أقصى تقدير. وأضافت أن الوزارات المعنية لها علاقة بقطاعات القضاء والسياحة والفلاحة والاقتصاد والملف الاجتماعي. من جهة ثانية واصلت الصحف تناولها للجدل المستمر حول مشروع قانون المصالحة الذي تم عرضه على البرلمان من أجل تسوية قانونية لملفات رجال أعمال في عهد الرئيس الأسبق بن علي. في هذا الصدد نقلت صحيفة "الصريح"، عن رجل السياسة التونسي في عهد الرئيس بورقيبة البشير بن سلامة ، قوله في حوار معه ، إن المصالحة " باتت أمرا ضروريا لإنهاء حالة الانقسام والتجاذبات والتفرقة "، في حين أشارت صحيفة "الصباح" إلى أن عددا من لوبي رجال الأعمال يضغطون على حكومة الحبيب الصيد من أجل إقرار إعفاء جبائي وتسهيلات مالية أخرى ضمن مشروع قانون المالية لسنة 2016. وفي الجزائر سلطت الصحف المحلية الضوء على الذكرى السابعة والعشرين للانتفاضة الشعبية ل5 أكتوبر 1988 التي أدت إلى مقتل ما يقارب 500 قتيلا. وطرحت هذه الصحف العديد من التساؤلات الكبرى حول مستقبل البلاد والدروس التي يتعين استخلاصها من هذه الانتفاضة. وفي هذا السياق سجلت صحيفة "ليبيرتي" أنه بعد مرور 27 عاما على هذه الأحداث المأساوية لم يتم إرساء الديمقراطية بعد في الجزائر. وأبرز كاتب المقال أنه ، على العكس من ذلك وتحت ذريعة التهديد الإرهابي، فقد تم المنع شبه الشامل للاحتجاجات العامة ومحاصرة الحركة النقابية باستثناء تلك الموالية للسلطة، ، وتقييد عمل الأحزاب السياسية. وأضافت الصحيفة أن الأسوأ من كل ذلك أدى الفساد ، الذي أصبح نمطا تدبيريا، والمال الحرام الذي بات رافعة حقيقية للقرار ، في نهاية المطاف إلى قتل كل أمل - على الأقل حتى الآن في إرساء ديمقراطية حقيقية بالجزائر. وأشارت الصحيفة إلى أن "رياح الحرية التي هبت على الجزائر لم تكن في الواقع سوى قوسا سرعان ما تم إغلاقه لتغرق البلاد في حلقة مفرغة من العنف، وتبين أن التغييرات المعلنة في أعقاب الأحداث لم تكن في النهاية سوى ترقيعا يمكن من استمرارية النظام. من جهتها لاحظت صحيفة "لوطوم دالجيري" أن البلاد شهدت "فوضى كبيرة " في سعيها لإرساء نموذج مجتمعي يجمع بذكاء بين الحداثة والأصالة المتجذرة في غنى تاريخها الطويل. وأعربت الصحيفة عن أسفها لكون هذه المحطة ليست سوى ذكرى تؤرخ لضياع الفرصة في جعل الجزائر بلدا صاعدا ، مشيرة إلى أن المشكلة تكمن في نفس النظام الذي بسط هيمنته على المجتمع كله ، ومنع الجزائريين من "التحليق"، متسائلة عما " تبقى من الوعود الجميلة بعد سبعة وعشرين عاما يعش فيها الجزائريون إلا على الكفاف". وأبرزت صحيفة "الوطن" أن هذا الانفتاح لم يعمر طويلا، وبسرعة تم غلقه من قبل سلطة لا تهتم إلا باستمراريتها ولو على حساب مطالب الشعب. وأوضحت الصحيفة أن الجزائر تقهقرت عوض أن تتقدم حيث عاشت عشر سنوات سوداء، وانحدرت في دوامة فوضى لمدة عشرة سنوات طويلة، لتسقط من جديد في أزمة اقتصادية بسبب انهيار أسعار النفط. وختمت الصحيفة "بعد 27 عاما، نعيش اليوم في نفس الأجواء وفي نفس الظروف التي كانت سائدة سنة 1980". وفي موريتانيا تطرقت الصحف المحلية إلى الاستعدادات الجارية لتنظيم حوار وطني شامل. وفي هذا الإطار سلطت جريدة (الشعب) الضوء على الزيارات التي تقوم بها بعثات وزارية لشرح مضامين ونتائج اللقاء التشاوري الذي عقد مطلع الشهر الماضي في نواكشوط، والتي أجمعت على أن الحوار" صمام أمان التعايش السلمي وواجهة للديمقراطية المتحضرة"، وبالتالي ضرورة مشاركة كافة مكونات الطيف السياسي في رسم سياسة البلاد المستقبلية. أما صحيفة ( لوتانتيك ) فقالت إنه أمام مقاطعة الفاعلين الحقيقيين للحوار السياسي ، أي المعارضة ،لاسيما المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة ، يرى المراقبون وفق ما يرسم في الأفق أن الحوار المرتقب يوم 10 أكتوبر سيحمل بالأحرى تسمية "مشاورات بين الأغلبية". وأشارت جريدة (لوكوتديان دي نواكشوط) إلى أن وفودا من حكومة الوزير الأول ، يحي ولد حدمين، تقوم منذ أيام بجولات في نواكشوط والمدن الداخلية بهدف إقناع السكان بوجاهة الحوار المنشود وفي نفس الوقت إظهار أن خيار المعارضة ممثلة في "المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة المقاطعة" خيار خاطئ. على صعيد آخر تحدثت الصحف عن حالات إصابة بحمى نزيفية في بعض المناطق. وفي هذا الصدد أوردت صحيفة (الشعب) بيانا لوزارة الصحة ذكرت فيه أنها اتخذت جميع الإجراءات اللازمة بشأن الاشتباه في حالات من الحمى النزيفية ، مؤكدة أن الوضعية الصحية في البلاد هي تحت السيطرة وتجري متابعتها بدقة. وأشارت الصحيفة ،استنادا إلى ذات البيان، إلى حالة وفاة يشتبه بأنها ناتجة عن حمى نزيفية وأثبثت التحاليل البيولوجية إصابتها بÜحمى الوادى المتصدع. د