رصدت الصحف المغاربية ، الصادرة اليوم الاثنين ، جملة من المواضيع، أبرزها الاحتجاجات التي لا تكاد تتوقف بالجزائر، والوضع الأمني في تونس وليبيا، بالإضافة إلى الحوار المرتقب بين الأغلبية الحاكمة والمعارضة في موريتانيا. ونالت احتجاجات الشغيلة التعليمية في الجزائر بالنصيب الأوفر من اهتمامات الصحف المحلية، خاصة في ظل إضراب أساتذة التعليم الثانوي والتقني المتواصل لليوم السادس على التوالي "دون أن تتحرك وزارة التربية الوطنية التي ترى أن الإضراب غير شرعي، عكس النقابات المؤطرة له التي تراه شرعيا يجسد بحسب مقولة 'نكون أو لا نكون"، وفق صحيفة (النهار). وبينما عبرت صحيفة (أخبار اليوم) عن المخاوف من سنة بيضاء تستوجب تدخل السلطات العليا بالجزائر، أبدت صحيفة (البلاد) في مقال تحت عنوان "الضمير الغائب" أسفا لواقع التربية حيث "المدرسة تتنفس اصطناعيا، وغالبا ما تم الالتفاف على حقوق التلاميذ الذين يسددون فاتورة الآخرين"، مضيفة أن "رهان الجزائر على (منظومتها التربوية) فاشل، ودليل ذلك تدحرجنا إلى الرتبة ما بعد المائة في تصنيف الأنظمة التربوية في العالم". وبتزامن مع هذا الإضراب، أثارت الصحف الوقفات التي من المقرر أن يشهدها الشارع الجزائري سواء للنظام الذي أقرها للاحتفال بذكرى تأميم المحروقات، أو تلك التي برمجتها المعارضة في مختلف أرجاء الجزائر تضامنا مع سكان مناطق الجنوب في احتجاجاتهم ضد استغلال الغاز الصخري، مشيرة إلى أن المعارضة الممثلة في (تنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطي) مددت هذه الوقفات إلى خارج البلاد في فرنسا وبريطانيا وسويسرا. وتساءلت صحيفة (الشروق) في هذا الصدد عن معنى "التصريحات الغريبة الصادرة عن بعض أشباه السياسيين" تتهم التنسيقية المذكورة "بالعمل على زعزعة استقرار البلاد ونشر الفوضى لمجرد أنها دعت إلى وقفات متضامنة مع أهلنا في الجنوب الذين خرجوا في مسيرات رافضين استغلال الغاز الصخري". الصحيفة وهي ترى أن ما تقوم به تنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطي "هو تضامن مشروع مع سكان الجنوب"، تعتبر أن "ذلك لن يغطي الإخفاق العام لهذه الأحزاب في تأطير الشارع، لأسباب متعلقة بالوضع داخل هذه الأحزاب وبما قامت به السلطة على مدار السنوات الماضية حينما أفرغت العمل السياسي من محتواه وصنعت طبقة سياسية على المقاس". صحيفة (صوت الأحرار) شككت في نوايا المعارضة بخصوص هذه الوقفات. وكتبت " إذا كانت المعارضة تتضامن مع سكان الجنوب، فهل هذا يعني، بمفهوم التضاد، أن الموالاة ضد الجنوب وأن السلطة تعادي هذه الجهة من الوطن وأن الخبراء الذين كان لهم رأي معين في مسألة استغلال الغاز الصخري، يحملون الضغينة لسكان هذه المنطقة". وذهبت إلى أن "هذه الرؤية التجزيئية والتقسيمية للوطن الواحد ومحاولة إعطاء الانطباع بأن الجنوب مهدد وأن سكان الشمال مدعوون للتضامن معه، تحمل الكثير من الأخطار، خاصة وأنها توحي بأن الجزائر ليست واحدة ولا هي موحدة". وانفردت صحيفة (الخبر) بتناول الاحتجاجات من جانبها الحقوقي، حيث أفادت بأن نشطاء قدروا عدد المتابعين في قضايا تتصل بحقوق الإنسان في الجزائر بحوالي 30 إلى 40 حالة، منذ بداية سنة 2015 ، لافتة إلى أن التهمة المكيفة في ملفات هؤلاء غالبا ما تكون "التجمهر غير المسلح". وقالت الصحيفة إن هذه "تهمة يراها رجال القانون 'مطاطة ومتداخلة' مع حق التظاهر المكرس دستوريا"، بما يؤكد بأنها "مؤشرات سنة حقوقية سوداء في الجزائر". واهتمت مختلف الصحف التونسية ، على الخصوص ، بالوضع الأمني في تونس وليبيا، علاوة على قضايا الشأن الاجتماعي. على المستوى الأمني، نقلت صحيفة (الشروق) عن كاتب الدولة التونسي المكلف بالشؤون الأمنية رفيق الشلي، قوله خلال حفل نظمته التنسيقية الوطنية المستقلة للعدالة الانتقالية، إن صدور قانون الإرهاب يبقى من الأولويات المطروحة أمام مجلس نواب الشعب، في ظل "التهديدات التي نواجهها من ليبيا"، مؤكدا أن الحل الأمني لمكافحة الإرهاب "لا يكفي ولا بد من معالجة شاملة للظاهرة". من جهة ثانية، وتحت عنوان "من يحتوي الحريق الليبي "، كتبت الصحيفة في افتتاحية العدد أن الحريق الليبي بات يأخذ "أحجاما وأشكالا مرعبة تنذر كلها بنتائج وخيمة وكارثية ليس على الشعب الليبي الشقيق فحسب، بل على مجمل دول الجوار وأبعد من ذلك بكثير... حيث تقع دول شمال المتوسط في مرمى شظايا هذا الحريق الذي أشعله الغرب ومازال يتردد الآن في البحث عن سبل تطويقه وإخماده". من جهتها، نقلت صحيفة (الصباح) عن وزير الخارجية التونسي الطيب البكوش خلال لقاء حزبي، تأكيده التزام تونس "بالحياد تجاه الطرفين المتصارعين في ليبيا وإرساء تمثيل قنصلي لدى حكومة طرابلس وحكومة بنغازي" ، في الوقت الذي تساءل فيه المحرر السياسي بذات الصحيفة، في كلمة العدد، "هل موقف الحياد تجاه ما يحدث في ليبيا منطقي"، مشيرا إلى أن موقف الحياد يتطلب "عملا ميدانيا على الصعيد السياسي لمحاولة جمع الفصائل المتناحرة في ليبيا...". على المستوى الاجتماعي، توقفت الصحف التونسية عند اللقاء المرتقب ، اليوم الاثنين ، بين الحكومة والمكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل الذي من المتوقع أن ينظر في الوضع الاجتماعي وإيجاد الحلول للاتفاقيات المبرمة سابقا. وعنونت جريدة (التونسية) صفحتها الوطنية ب"اليوم لقاء الجد بين الحكومة واتحاد الشغل: مفاوضات كل عامين مقابل فرملة الإضرابات"، في وقت أشارت صحيفة (الصريح) إلى أن تونس تحتاج إلى 10 مليار دولار للنهوض باقتصادها الوطني. وتناولت الصحف الموريتانية مواضيع متفرقة من أبرزها الحوار المرتقب بين الأغلبية الحاكمة والمعارضة، وفوز فيلم "تمبكتو" بجائزة (سيزار) الفرنسية. وكتبت صحيفة (الفجر) أن الحوار المنتظر بين السلطة والمعارضة لم يقطع منذ شهرين أي خطوة للأمام، رغم أن الأغلبية أعدت عدتها لهذا الحوار، ورغم أن المعارضة أجرت مشاورات مطولة في هذا الشأن. وأضافت الصحيفة "ومع ذلك، يتجه طرفا المشهد السياسي ، كل على شاكلته لتسخين خطوطه الأمامية وعرض عضلاته استعدادا لهذا الحوار الذي يترنح ويتأرجح بين حالتي الانعقاد والانصرام". ومن جهتها، علقت صحيفة (الأمل الجديد) على الموضوع بقولها إن هناك فرقا كبيرا بين حوار حقيقي تريد منه أطرافه الخروج بالبلد من "المأزق السياسي الذي يتخبط فيه إلى مستقبل أكثر إشراقا، وبين حوار محاصصة يريد منه كل طرف تحقيق مكاسب ضيقة". وترى الصحيفة أن القرائن تشير إلى أن الحوار المرتقب قد لا يكون أحسن حالا من الحوارات السابقة، وأنه قد لا يهدف إلى أكثر من تطبيع المشهد السياسي الحالي لا أكثر ولا أقل. وتطرقت الصحف إلى تتويج فيلم "تمبكتو" للمخرج الموريتاني عبد الرحمن سيساكو، الجمعة الماضي بباريس ، بجائزة (سيزار) باعتباره أفضل فيلم في هذه المسابقة الفرنسية، فيما نال سيساكو جائزة أفضل مخرج. وفي هذا الصدد، اعتبرت صحيفة (لوتانتيك) أن فيلم "تمبوكتو" بحصده سبعا من جوائز (سيزار)، ارتقى بالفن السابع الموريتاني إلى مصاف العالمية، فيما أشارت (لوكوتديان دي نواكشوط) إلى أن موريتانيا باتت بتتويج هذا الفيلم الذي يحكي واقع الحياة في شمال مالي تحت سيطرة الجماعات الإرهابية، رابع بلد إفريقي يحرز جائزة (السيزار). كما نشرت الصحف بيانا لوزارة الثقافة والصناعة التقليدية اعتبرت فيه أن تتويج فيلم "تمبكتو" كأحسن فيلم في منافسات جائزة (سيزار السينمائية) يمثل "تشريفا للوطن الموريتاني وإبرازا لما يتحلى به أبناؤه من قدرات ومهارات خلاقة، بقدر ما يشرف القارة الإفريقية كلها والعالم العربي". وتطرقت الصحف إلى انعقاد الدورة الرابعة عشرة للجنة الوزارية المغاربية المتخصصة المكلفة بالموارد البشرية بنواكشوط، وحادثة السير التي تعرضت لها شاحنة عسكرية كانت تقل فصيلا من الهندسة العسكرية على طريق شنقيط - أطار (شمال موريتانيا) والتي أودت بحياة 14 عسكريا وإصابة آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، وإعلان حداد وطني لثلاثة أيام على إثر هذا الحادث الأليم.