ركزت الصحف المغاربية ، في أعدادها لنهار اليوم الأحد ، على المزايدات بين السلطة والمعارضة في الجزائر للجوء إلى الشارع يوم 24 فبراير الجاري، والمسيرة الوطنية التي نظمت أمس بالعاصمة التونسية تنديدا بالإرهاب. ففي الجزائر، توقفت الصحف بإسهاب عند تاريخ 24 فبراير الذي سيكون موعدا للنزول إلى الشارع حيث ستقيم فيه السلطة بحكومتها وإداراتها وأحزابها الموالية احتفالات رسمية للذكرى المزدوجة لتأميم المحروقات وتأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين، فيما ستخرج فيه المعارضة للتنديد بشروع استغلال الغاز الصخري. فتحت عنوان "الصخري يخرج السلطة والمعارضة للمواجهة في الميدان"، كتبت صحيفة (الخبر) أن مناسبة ذكرى تأميم المحروقات " تحولت إلى محطة لحشد التأييد في الشارع، سواء من قبل الحكومة التي برمجت تجمعين في ووغلة ووهران، أو بالنسبة لقوى المعارضة التي دعت لوقفات احتجاجية على الغاز الصخري تضامنا مع المجتمع المدني في عين صالح (جنوب) يوم 24 فبراير، وهو ما يؤشر لدخول السلطة والمعارضة في مرحلة أخرى جديدة من عملية "كسر العظام"، بعدما تحول ملف الغاز الصخري إلى حلبة شجار حول من يركع الآخر". وتابعت أن "الحكومة التي عجزت عن إقناع المحتجين في عين صالح، غير مستعدة لرفع الراية البيضاء وإعلان تراجعها عن الحفر لأنها ترى في ذلك مؤشر فشل لها، والمعارضة من جانبها لم تصدق عثورها على ورقة هامة تجند بها الرأي العام الوطني لأطروحاتها ، بعدما لم تستطع ، بملفها السياسي ، شد الأنظار إليها". واختارت صحيفة (الشروق) "السلطة والمعارضة في اختبار لتجنيد الشارع هذا الثلاثاء" عنوانا لمقال ضمنته قرار الحكومة إقامة الاحتفالات الرسمية للذكرى المزدوجة لتأميم المحروقات وتأسيس الإتحاد العام للعمال الجزائريين بولايتي وهران وورغلة ، ونزول الوزير الأول عبد المالك سلال إلى الولايتين لتنشيط تجمعين بالولايتين، في حدثين "سيكونان بمثابة الرد على دعوات تنسيقية الانتقال الديمقراطي الخروج إلى الشارع، وتنظيم وقفات احتجاجية تضامنا مع سكان عين صالح المطالبين الجهاز التنفيذي بوقف استكشاف الغاز الصخري". وتابعت أن "خروج عبد المالك سلال ونزوله إلى ولايتين في يوم واحد مدعوما بÜ'جيوش' المركزية النقابية وقياداتها الذين سيوزعون في الولايات لإحياء 'عيد ميلاد' نقابتهم يعد بحق اختبارا للسلطة والمعارضة لقدرة كلاهما على تجنيد الشارع". بدورها، قالت صحيفة (المحور اليومي) إن 24 فبراير "موعد لمعارك ساخنة تختلط فيها السياسة بمطالب اجتماعية"، حيث دخلت أحزاب المعارضة والموالاة "في سباق إعداد بروفات للسيطرة على الشارع في هذا اليوم"، في حين رأت صحيفة (البلاد) أن تنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطي (معارضة) "لا تزال تعول على خروج المواطن الجزائري لتقوية جبهتها في مواجهة السلطة، رغم علم المعارضة أن هذا المواطن طلق السياسة وعقلية التحزب بالثلاث، وأصبح لا يثق لا في السلطة ولا في المعارضة". واهتمت مختلف الصحف التونسية ، على الخصوص ، بالمسيرة الوطنية التي نظمت أمس بالعاصمة تنديدا بالإرهاب الذي يضرب البلاد، والوضع في ليبيا وتداعياته على تونس، علاوة على قضايا سياسية مختلفة. في هذا السياق وتحت عنوان "مسيرة الوحدة الوطنية ضد الإرهاب"، كتبت صحيفة (الضمير) في افتتاحيتها أن المسيرة المناهضة للإرهاب "التي احتضنتها بلادنا أمس مثلث نقطة فاصلة ومهمة في مسيرتنا الطويلة في محاربة الإرهاب من جهة، ومن جهة أخرى تحولا نوعيا في الممارسة السياسية يقطع مع الممارسات التقليدية القائمة على نوع من الانشطار بين مكونات المجتمع، قائم إما على عداءات سياسية قديمة أو على عداءات إيديولوجية دفينة". صحيفة (الشروق) كتبت من جهتها في افتتاحية العدد أن "التجربة أثبتت أن الإرهاب لا يضرب إلا زمن الاحتقان السياسي، وذلك بغاية تغذية الخلافات بين الخصوم وتعفين الأوضاع بما يوفر لعناصره المزيد من المجالات للتمدد والتوسع"، مضيفة أنه "عندما يتأكد الإرهاب أن الكل ضده، وأن لا أحد يبحث عن استغلال أو توظيف مآسيه لن يقدر على فعل أي شيء". من جهة ثانية، نقلت الصحيفة عن الوزير المكلف بالهيئات الدستورية والمجتمع المدني كمال الجندوبي قوله في تصريح صحفي، أن "الحل السياسي هو المخرج الوحيد" للأزمة الليبية رغم كل الصعوبات، مشيرا إلى التزام تونس باحترام إرادة الشعب الليبي ورفض أي تدخل أجنبي في ليبيا. وعلاقة بهذا الموضوع، أشارت صحيفة (الصباح) إلى توالي الإدانات وبيانات الاستنكار للتفجيرات التي هزت أمس الأول الجمعة مدينة بنغازي شرق طرابلس مما أسفر عن عشرات القتلى والجرحى. ومن جهتها ، وتحت عنوان "مخاوف من وصول أسلحة كيمياوية لجماعات مسلحة في ليبيا"، خصصت صحيفة (المغرب) حيزا ضافيا للتطورات الأمنية والسياسية الأخيرة في ليبيا. وأشارت ، نقلا عن مصادر عسكرية ليبية ، إلى أن "ميليشيات مسلحة استولت على أسلحة كيميائية من بقايا مخازن معمر القذافي"، مضيفة أن هذه المصادر لديها مخاوف من أن تصل مواد فتاكة لتنظيم (داعش) الإرهابي. على المستوى السياسي، نقلت الصحف عن كمال جندوبي قوله في تصريح صحفي، أن رئيس الحكومة التونسية الحبيب الصيد سيعلن عن أولويات برنامج عمل حكومته خلال 100 يوم في غضون الأيام القليلة القادمة، بعد أن قدم كل وزير ورقة عمله. وتطرقت صحف نهاية الأسبوع في موريتانيا إلى انعقاد الدورة الرابعة عشرة للجنة الوزارية المغاربية المتخصصة المكلفة بالموارد البشرية، وحادثة السير التي أودت بحياة 14 عسكريا. وأشارت هذه الصحف إلى أن اللجنة الوزارية المختصة المكلفة بالموارد البشرية باتحاد المغرب العربي ناقشت خلال اجتماعها بنواكشوط جملة من المواضيع منها حصيلة العمل المغاربي المشترك في القطاعات التي تندرج ضمن اختصاصات اللجنة ما بين الدوريتين ودراسة وضعية المؤسسات الاتحادية والوضع الحالي للاتفاقيات المغاربية المبرمة في إطار اللجنة. كما تدارست مواضيع تهم مجالات التربية والتعليم والبحث العلمي والتكوين والتشغيل والشؤون الاجتماعية والجالية المغاربية والصحة والشباب والرياضة والأوقاف والشؤون الدينية والقضائية والقانونية والثقافية والداخلية والجماعات المحلية والإعلام، وهي مواضيع أصدرت بشأنها توصيات تم اعتمادها من قبل المجلس الوزاري. ومن المواضيع الأخرى التي تناولتها هذه الصحف حادثة السير المؤلمة التي تعرضت لها شاحنة عسكرية كانت تقل فصيلا من الهندسة العسكرية على طريق شنقيط - أطار (شمال موريتانيا) والتي أودت بحياة 14 عسكريا وإصابة آخرين بجروح متفاوتة الخطورة. وأشارت ، في هذا الصدد ، إلى إعلان رئاسة الجمهورية حدادا وطنيا لثلاثة أيام على إثر هذا الحادث الأليم. كما توقفت عند مصادقة مجلس الوزراء على عدد من مشاريع المراسيم شملت تجديد مجموعة من رخص التنقيب عن المعادن في مناطق متفرقة من البلاد. وعلى صعيد آخر، تطرقت صحيفة (الشعب) إلى ظاهرة الأمية في المجتمع الموريتاني، فأبرزت سعي السلطات الموريتانية إلى علاج هذه الظاهرة والقضاء عليها بوسائل شتى. ولاحظت أن نسبة الأمية شهدت انخفاضا من 61 بالمائة عام 1988 إلى 50 بالمائة سنة 2009، موضحة أن نسبة الأمية في صفوف النساء تصل إلى 53 بالمائة مقابل 34 بالمائة لدى الرجال. وترى الصحيفة أن ضعف الإقبال على الدراسة وقيود المجتمع على حركة المرأة لهما دور بارز في انتشار ظاهرة الأمية بين النساء.