تطرقت الصحف الجزائرية، الصادرة اليوم الاثنين، للشق الاجتماعي في ظل إضراب أعلنته شغيلة التعليم في مجموع التراب الوطني، بينما واصلت الصحف بموريتانيا الخوض في موضوع الحوار السياسي المرتقب بين الأغلبية الحاكمة والمعارضة في هذا البلد. ففي الجزائر، استوقف الصحف الإضراب في قطاع التعليم الأسبوع المقبل، وموقف الوزارة الوصية منه، والذي اعتبرته ب"غير القانوني". وذكرت أن نقابات التربية المستقلة قررت قطع الهدنة مع الوصاية، والدخول في إضراب لشل المدارس والثانويات، خلال الفصل الجاري، حيث أعلن عن "إضراب ليوم واحد متجدد ابتداء من 16 فبراير الجاري"، فيما أكدت نقابات أخرى بالقطاع أن حركتها الاحتجاجية "الإنذارية" ستكون في 10 فبراير، بينما قررت تنسيقية الأساتذة المتعاقدين تنظيم وقفة احتجاجية أمام الوزارة. وفي المقابل، نشرت الصحف رد الوزارة الوصية بخصوص هذا الإضراب. وأوردت بأن وزارة التربية الوطنية أنذرت تكتل النقابات، ودعته إلى عقد "جلسة صلح" والتفاوض قبل الدخول في إضراب، مشيرة إلى أن الحركة الاحتجاجية، المعلن عنها يومي 10 و11 فبراير الجاري، "لن تكون قانونية إذا لم يسبقها حوار بناء". ونقلت صحيفة (البلاد) عن مصادر تربوية وصفتها ب"المطلعة" أن مصالح وزارة التربية الوطنية سارعت إلى استدعاء الشركاء الاجتماعيين لعقد جلسات حوار فردية مع كل نقابة لدراسة المطالب المرفوعة. وحسب الصحيفة، فإنه بالرغم من أن قرار الإضراب كان موحدا بين سبع نقابات، فإن الوزارة تعمدت استدعاء كل نقابة على حدة "في إطار تكريس سياسة 'فرق تسد' التي طالما اعتمدتها السلطات في التعامل مع النقابات لكسر التكتلات". ويأتي هذا الإضراب بينما لم تهدأ الاحتجاجات في مناطق الجنوب الجزائري للتعبير عن رفض الساكنة المحلية لقرار استغلال الغاز الصخري، وفق صحف منها صحيفة (المحور اليومي) التي أفادت بأن ممثلي الحرس البلدي "التقوا أمس الوزير الأول عبد المالك سلال في إطار جلسات الحوار بين تنسيقية الحرس البلدي ووزارة الداخلية من أجل إعادة فتح الحوار مجددا لتسوية مطالبهم التي وصفوها بالبسيطة والمشروعة ودفعتهم للخروج إلى الشارع عدة مرات". ومن جهة أخرى، نشرت صحيفة (الخبر) قراءة في حصيلة الدورة الخريفية للبرلمان الذي يختتم اليوم، قالت فيه إنه "بصفر من القوانين المقترحة، ينهي البرلمان دورته الخريفية التي لا تشذ حصيلتها عن حصائل الدورات السابقة، لكنها تنفرد بسيل غير مسبوق من الانتقادات التي وجهت إلى سلوك رئيس المجلس الوطني الشعبي (الغرفة الأولى) محمد العربي ولد خليفة، وإحباط مبادرات النواب، والخروق التي كرست هيمنة الحكومة على نشاط المجلس". إلا أن القاسم المشترك الذي ميز الصحف هو خيبة الأمل بعد إقصاء المنتخب الجزائري، مساء أمس، في ربع نهاية كأس إفريقيا للأمم الجارية بغينيا بيساو على يد نظيره الإيفواري، "لينتهي حلم الشعب الجزائري الذي لطالما راوده من أجل معانقة الكأس الثانية في تاريخ الكرة الوطنية وهذه المرة خارج الحدود الجزائرية". وفي موريتانيا، تطرقت الصحف إلى الحوار السياسي المرتقب بين الأغلبية الحاكمة والمعارضة. وأفادت صحيفة (الأمل الجديد) بأن مشاورات أولية بدأت بين المعارضة والوزير الأمين العام لرئاسة الجمهورية، مولاي ولد محمد الاغظف، الوزير الأول السابق، من أجل البحث عن آلية ملائمة للحوار وضمانات مقبولة من مجمل الأطراف السياسية للذهاب نحو حلول متوافق عليها للأزمة السياسية في البلد. وتحدثت الصحيفة عن حالة من "الارتباك السياسي" تسود المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة المعارض بسبب تباين مواقف بعض الأحزاب المنضوية تحت لوائه. وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة (الفجر) أن الأمين العام لرئاسة الجمهورية تابع مشاوراته مع منتخبي الأغلبية من نواب وشيوخ وعمد حول المسائل المتعلقة بالحوار، حيث أطلعهم على بنود الحوار والأهداف المتوخاة منه. ونقلت الصحيفة عن زعيم حزب التحالف الشعبي التقدمي مسعود ولد بلخير قوله إن أي حوار غير شامل "لا يمكن أن يعتبر حوارا لتجاوز الأزمة السياسية في البلاد". ومن جهة أخرى، تناولت صحيفة (الشعب) الخطاب الذي ألقاه الرئيس الموريتاني محمد وعبد العزيز في القمة 24 للاتحاد الإفريقي في أديس أبابا، والذي استعرض فيه حصيلة رئاسته الدورية للاتحاد التي سلمها لرئيس زيمبابوي روبرت موغابي. وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس ولد عبد العزيز اعتبر أن رئاسته للاتحاد الإفريقي مكنت من تحقيق الأهداف التي تصبو إليها شعوب القارة من خلال تعزيز دور ومكانة إفريقيا في العالم والحفاظ على وحدتها ضمن تنوعها الثقافي وتعزيز الديمقراطية والحرية والسلم والأمن والاستقرار والحكامة الرشيدة. وتوقفت الصحيفة بالخصوص عند دعوة الرئيس ولد عبد العزيز إلى مد يد العون للبلدان المتضررة من داء (إيبولا) وإعفائها من الديون المترتبة عليها، وكذا إلى تشكيل قوة لمواجهة أخطار جماعة (بوكو حرام) المسلحة التي تهدد الأمن والسلم في نيجيريا والدول المجاورة لها.