بدأ الرئيس التونسي المنتخب الباجي قائد السبسي اليوم الأربعاء زيارة إلى الجزائر تستغرق يومين يبحث خلالها قضايا ذات اهتمام مشترك، كالإرهاب والوضع الأمني في ليبيا ومنطقة الساحل، إضافة إلى ملفات اقتصادية وسياسية ثنائية أخرى. اختار الرئيس التونسي الجديد الباجي قائد السبسي الجزائر كأول محطة له بحكم العلاقات المتينة التي تربط البلدين والدور الذي لعبته الجزائر في مواجهة الإرهاب على الحدود التونسيةالجزائرية، إضافة إلى المساعدات المالية التي قدمتها لتمكين تونس من تنظيم الانتخابات التشريعية والرئاسية في وقتها المحدد. وعشية انتقاله إلى الجزائر، تطرق الباجي قائد السبسي في حوار حصري مع جريدة "الوطن" الجزائرية إلى الأهداف المرتقبة من هذه الزيارة والملفات التي ستطرح للنقاش بين الجانبين. وكشف السبسي عن علاقة صداقة خاصة وقوية مع عبد العزيز بوتفليقة تعود إلى 50 سنة، ما جعل تونسوالجزائر تتقاسمان علاقات سياسية واقتصادية "رائعة جدا" حسب ما قال. وفي سؤال حول الإسلاموفوبيا التي تعصف بأوروبا، دعا السبسي إلى عدم الخلط بين الإسلام كدين تسامح، والإسلام السياسي الذي يستخدم من أجل الوصول إلى أهداف معينة. "التونسيون ثاروا من أجل الديمقراطية وحرية التعبير" وقال الرئيس التونسي "لم أجد في القرآن سورة تدعو إلى العنف أو إلى فرض رأي بالقوة. لقد قلت في خطاب بفرنسا أن الإسلام يتماشى مع الديمقراطية، لكن بالمقابل على المجتمعات الغربية أن لا تركز كثيرا عليه وأن ترى فيه المشكل الأساسي". وبخصوص مشاركة حزب النهضة في الحكومة الجديدة التي يترأسها الحبيب الصيد، أجاب الرئيس التونسي أن هذه الحركة غيرت من خطابها وأصبحت تقول نحن تونسيون قبل كل شيء وإسلامنا هو إسلام تونس، مضيفا أن "النهضة عبرت عن رغبتها في المشاركة في الحكومة كونها فازت ب86 مقعدا في البرلمان وتمثل فئة من المجتمع التونسي". وفي سؤال حول الربيع التونسي، صرح السبسي أن التونسيين لم يثوروا من أجل الزواج بأربع نساء أو مع امرأة واحدة، بل بحثا عن الديمقراطية وحرية التعبير والكرامة ولتحسين وضعهم الاجتماعي والاقتصادي. وأضاف أن "الثورة" لم تكتمل بعد كون أن تونس لا تزال تعاني من مشاكل اقتصادية كبيرة مثل البطالة التي تطال أكثر من 600 ألف شخص، وانتشار الفقر في المجتمع التونسي. الجزائر شريك تونس الاستراتيجي في المنطقة وفي ما يتعلق بالوضع في ليبيا، أكد الرئيس التونسي أن بلاده ضد أي تدخل عسكري في هذا البلد المجاور. وهو الموقف نفسه الذي اتخذته الجزائر. وقال "نحن ضد التدخل العسكري في أي مكان. نحن نشجع المحادثات السياسية بين دول المنطقة"، منوها بأن حل مشاكل الإرهاب التي تواجهها بلاده يتطلب وقتا أكثر وتنسيقا أقوى وأعمق مع الجزائر ودول المنطقة. وأنهى السبسي بالقول أن تونس تنظر إلى الجزائر على أنها الشريك الأمني والاقتصادي الهام في المنطقة، داعيا إلى تفعيل التعاون الاقتصادي أكثر لتحسين ظروف معيشة الشعبين اللذين اختلطا كثيرا بحكم التاريخ والجغرافيا، خاصة في المدن والقرى الحدودية يقول الرئيس التونسي.