شكلت تداعيات الانتخابات الرئاسية التونسية ومحاربة الإرهاب في الجزائر، أبرز اهتمامات الصحف المغاربية ، اليوم الأربعاء ، إلى جانب رفض الجمعية الوطنية الموريتانية بالإجماع توصية صادرة عن البرلمان الأوروبي بخصوص موريتانيا. ففي تونس، اهتمت الصحف بالسيناريوهات المتعلقة بتشكيل الحكومة الجديدة في سياق فوز الباجي قائد السبسي برئاسة الجمهورية، والانتظار المرتقب لأدائه اليمين الدستورية، وتنصيبه في منتصف الشهر المقبل. في هذا السياق، نقلت صحيفة (المغرب) عن رئيس مجلس نواب الشعب محمد الناصر قوله إنه "من المتوقع أن يؤدي الرئيس اليمين الدستورية أمام البرلمان خلال الأسبوع المقبل، وسننتظر أن يتم تنظيم حفل تنصيب الرئيس الجديد يوم 14 يناير المقبل اعتبارا لرمزية هذا التاريخ الذي يصادف الذكرى الرابعة للثورة". من جهة ثانية وتحت عنوان "نداء تونس يفتح ملف تشكيل الحكومة: أول امتحان لقائد السبسي"، كتبت الصحيفة أنه من المنتظر أن يفتح الحزب الحاصل على 86 مقعدا في البرلمان رسميا ملف الحكومة وتركيبتها ورئاستها يوم غد في اجتماع مكتبه التنفيذي الذي سيناقش نتائج المشاورات التي أجراها هذا الحزب بشكل غير رسمي، منذ الإعلان عن فوزه بالمرتبة الأولى في الانتخابات التشريعية. وتحت عنوان "غدا اجتماع مكتبه التنفيذي للنظر في المسألة... هذه مواصفات رئيس الحكومة المقبل حسب نداء تونس"، أشارت صحيفة (الصباح) إلى أنه بعد إعلان الهيئة المستقلة للانتخابات عن فوز الباجي قائد السبسي برئاسة الجمهورية مباشرة، انطلقت "التكهنات" والحديث عن رئيس الحكومة القادمة، ومن هي الأسماء التي ستطرح داخل حزب (نداء تونس) ومن هي الأطراف السياسية أو المستقلة التي تم الاتصال بها وعرض عليها ترؤس الحكومة المقبلة... ونقلت الصحيفة عن القيادي بحركة (نداء تونس) ناجي جلول أن الحكومة "لن تكون حكومة نداء تونس أو الأحزاب المتحالفة معه، ورئيسها لن يكون من بين وزراء بن علي إكراما للثورة"، مشددا على أنه لا يوجد اسم متداول إلى حد الآن لأن الإعلان عن رئيس الحكومة سيكون بعد اجتماع المكتب التنفيذي غدا الخميس. وتحت عنوان "لوضع حد للاحتقان.. 14 يناير تنصيب السبسي رئيسا¿"، كتبت صحيفة (الشروق) في افتتاحيتها "اليوم بعد انتخاب رئيس للجمهورية وقرب موعد تشكيل الحكومة الجديدة، تطرح العديد من الأسئلة عن مواعيد وإجراءات تسليم السلطة من المرزوقي إلى السبسي، ومن حكومة مهدي جمعة إلى الحكومة الجديدة..". وأضافت الصحيفة أن الدستور لم يحدد آجالا وإجراءات محددة لتسليم مقاليد الحكم - على مستوى رئاسة الجمهورية والحكومة - من السلطات المتخلية إلى السلطات الجديدة. في المقابل أشارت إلى وجود "شبه توافق على أن تنتهي مهام الحكومة الحالية متم شهر فبراير على أقصى تقدير ثم يتم بعد ذلك تسليم المشعل للحكومة الجديدة". من جهته، كتب المحرر السياسي في صحيفة (الضمير) في افتتاحية العدد "لا زلنا ننتظر مواقف الطرف الفائز في الانتخابات، قرارات من قبيل التحالفات المقبلة، وطبيعة الحكومة القادمة هل ستكون حزبية أم مشكلة من التكنوقراط، وهل ستتخذ شكل حكومة الوفاق الوطني أم حكومة ائتلافية". وأضاف أن تونس بحاجة إلى أن "تمضي إلى المستقبل وفي أسرع وقت ممكن حتى تتمكن من مواجهة التحديات المفروضة عليها (...). لذلك نحن بحاجة إلى مصالحة وطنية حقيقية وشاملة تنهي حالة الاحتقان التي خلفتها عملية الشد والجذب في السنوات الأخيرة". وفي الجزائر، لا حديث للصحف إلا عن الإرهاب في البلاد على خلفية مقتل عبد المالك قوري الملقب ب(خالد أبو سلمان) زعيم تنظيم (جند الخلافة) الذراع المحلي لتنظيم (الدولة الإسلامية) قبل يومين في ولاية بومرداس (60 كلم شرق الجزائر العاصمة) على يد قوات الجيش. وخصصت صحيفة (الخبر) مساحة واسعة للموضوع وبعناوين عريضة ضمنها "ضرب رأس (جند الخلافة) لم يكلف أكثر من ثلاثة أشهر وثمانية أيام". ونقلت الصحيفة عن خبير أمني قوله إن جماعة (جند الخلافة) "عجزت عن مواكبة الصدى الإعلامي الذي حققته عبر عملية خطف واغتيال الرهينة الفرنسي هيرفي غوردال"، عازيا ذلك إلى "فشلها التام في تجنيد عناصر إلى صفوفها وخلق قاعدة خلفية للإسناد". وتحت عنوان "نهاية معركة"، كتبت صحيفة (المحور اليومي) أن تصفية زعيم هذه الجماعة "عملية معقدة شارك فيها إرهابيون ألقي عليهم القبض قبل أيام، قادوا قوات الجيش إلى عبد المالك قوري الذي ارتكب عدة أخطاء". وإلى جانب هذا الحدث، توقفت الصحف عند إفرازات الرئاسيات التونسية في ضوء انتخاب الباجي القائد السبسي رئيسا للبلاد. ونشرت صحيفة (الشروق) حوارا مطولا مع رئيس الحكومة التونسية سابقا والأمين العام ل(حركة النهضة) المستقيل منها حمادي الجبالي، قال فيه "وصلنا مع بعضنا بتونس إلى مرحلة لا أقول متقدمة لكن جيدة في بناء التجربة الديمقراطية، (...) وهذا مبعث فخر، وانتصار للخيار الديمقراطي في تونس، ولا أحد ينكر أن النهضة ساهمت في نجاح ما تحقق، النهضة أكبر طرف ساهم وأكبر طرف تضرر من خلال نتائج الانتخابات". وأعرب عن التخوف من "أن يكون الحكم بيد حزب واحد، (...) والنتائج تجعلني أخشى هيمنة نداء تونس. هذا في المطلق، لو أن النهضة فازت في التشريعات قلت لا نرشح من عندنا في الرئاسيات"، مضيفا "نحن أمام حزب له كل مقاليد السلطةº البرلمان والرئاسة له، والحكومة قادمة، هذا هو الخطر...". في المقابل، نقلت صحيفة (أخيار اليوم) عن باحث سياسي أن الرئيس السبسي "هو الأنسب للمرحلة المقبلة بالنظر إلى طبيعة التحديات الأمنية والاقتصادية وارتباطها بصورة تونس في الخارج". أما في موريتانيا، فشكل رفض الجمعية الوطنية الموريتانية بالإجماع توصية صادرة عن البرلمان الأوروبي بخصوص هذا البلد، الموضوع الأبرز الذي تناولته الصحف المحلية. وفي هذا الصدد، أشارت صحيفة (الشعب) إلى دعوة الجمعية الوطنية الموريتانية ، في توصية أصدرتها ، أمس ، البرلمان الأوروبي إلى "الابتعاد عن التدخل في الشؤون الداخلية تنفيذا للقوانين والأعراف الدولية"، مؤكدة رفضها لتوصيته المتعلقة بموريتانيا الصادرة يوم 18 دجنبر الجاري. وقالت الصحيفة إن الجمعية الوطنية الموريتانية طالبت البرلمان الأوروبي بضرورة التثبت من المعلومات قبل إصدار الأحكام وصياغة التوصيات، مشيرة إلى أن التوصية التي أصدرها البرلمان الأوروبي بخصوص موريتانيا تنطوي على " الكثير من المغالطات". وذكرت الصحف بأن أصل المشكل يرجع إلى إصدار البرلمان الأوروبي يوم 18 دجنبر الجاري توصية يطالب فيها بإطلاق سراح الناشط الحقوقي بيرام الداه ولد عبيد رئيس مبادرة انبعاث الحركة الانعتاقية لمكافحة الرق ( إيرا ) المحظورة وعدد من أعضاء الحركة، ومطالبة الحكومة الموريتانية بالقضاء على العبودية. وفي سياق متصل، ذكرت (الأخبار أنفو) أن محاكمة بيرام التي كانت مقررة يوم غد الخميس، تأجلت للأسبوع المقبل بعد فترة من الأخذ والرد. أما صحيفة (لوكوتيديان دو نواكشوط) فقد أشارت، من جهتها، إلى أن حوالي أربعين منظمة غير حكومية قد طالبت ب "محاكمة عادلة " لبيرام ورفاقه..