اهتمت الصحف العربية الصادرة، اليوم الاثنين، بالقضية الفلسطينية في ظل استمرار إسرائيل في ممارساتها التعسفية وآخرها اقتحام المسجد الأقصى، ورمزية رفع العلم الفلسطيني أمام مقر الأممالمتحدة، والأزمة السورية وتداعياتها إقليميا ودوليا. ففي مصر، كتبت صحيفة (الأخبار) في عمود لأحد كتابها عن الحملة العسكرية التي يشنها الجيش المصري منذ أسبوع لملاحقة الجماعات المسلحة في سيناء يشيد بما تم إنجازه، مؤكدا أن ما تم هو " تفعيل لتطلعنا الى وضع نهاية للوجود الارهابي في شمال سيناء". وأكدت أنه كان لابد من اللجوء لهذه الاستراتيجية المستندة الى البراعة والحرفية العسكرية والقائمة على "عدم اعطاء أي فرصة لهؤلاء الارهابيين لارتكاب جرائمهم او الهرب وتضييق الخناق عليهم حتى يلفظوا أنفاسهم الاخيرة". واعتبرت أن العنوان الذي أعطي لهذه الحملة وهو (حق الشهيد) الذي قدم حياته دفاعا عن بلده "اختيارا موفقا قصاصا وتكريما وتمجيدا لشهدائنا الابرار الذين سقطوا في ساحة الشرف بيد حلف التآمر والغدر". أما صحيفة (اليوم السابع) فكتبت في افتتاحيتها عن الحكومة الجديدة التي كلف الرئيس عبد الفتاح السيسي وزير البترول شريف اسماعيل بتشكيلها وقالت إنه يتعين على الحكومة الجديدة أن تدرس بجدية مجالات الإخفاق التي كانت عليها الحكومة السابقة في ضوء المهام التي حددها الرئيس السيسي. وأضافت أن على هذه الحكومة أن تستذكر أسباب الإخفاق حتى لا تكرر الأخطاء نفسها، وأن على الوزير الجديد ألا يتعامل على أساس أن الذي سبقه لم يقم باي شىء "فالوزير الناجح هو الذي يضيف ويراكم النجاح". بدورها، كتبت صحيفة (الشروق) في مقال لأحد كتابها عن حكومة ابراهيم محلب المستقيلة، وقالت إنه يجب قول كلمة حق في حكومة محلب بعد أن أنهت مهمتها، مؤكدة أن محلب بذل جهدا حقيقيا ونجح مرات وأخفق في مرات أخرى في حدود المتاح والصلاحيات المتاحة له والظروف التي مرت بها حكومته. وبالإمارات، أبرزت صحيفة (البيان)، في افتتاحيتها، أن الخطوة التي اتخذتها الجمعية العامة للأمم المتحدة برفع علم فلسطين أمام مقرها في نيويورك، على رمزيتها، كانت أكثر مما تتحمله عنصرية دولة الاحتلال الإسرائيلي، التي اقتحمت أمس، قواتها المسجد الأقصى في استفزاز لمشاعر الفلسطينيين والعرب والمسلمين. وأشارت الصحيفة إلى أنه "ما كاد نصر الفلسطينيين الدبلوماسي المحدود يتحقق في أروقة الأممالمتحدة، حتى قامت قوات الاحتلال القلقة من التعاطف الدولي المتزايد على المستوى الرسمي والشعبي مع حقوق الشعب الفلسطيني، بالانقضاض على المعتكفين العزل داخل باحة المسجد، فجرحت العشرات منهم، في اعتداء غاشم جرى بتنسيق واضح بين المستوطنين والشرطة الإسرائيلية". أما صحيفة (الخليج)، فشددت في افتتاحيتها من جهتها، على أنه بالرغم من أن اتفاق أوسلو، كان مجحفا بكل المعاني للشعب الفلسطيني، وبالرغم من تحيزه للاحتلال إلا أنه لم ير النور سوى في ما يتعلق بما يهم أمن الكيان الاسرائيلي. وأوضحت الصحيفة أن "الشيء الوحيد الذي تم تنفيذه منن (الاتفاق) أن الكيان تخلص من عبء الاحتلال حينما وافق على قيام سلطة فلسطينية تأخذ على عاتقها هذا العبء. لكن الأرض لم تعد كما كان مقررا لأهلها". وارتباطا بالموضوع ذاته، أكدت صحيفة (الوطن)، في افتتاحيتها، أن الاحتلال الإسرائيلي الغاشم، يصر على الاستمرار بجرائمه البشعة وانتهاكاته الصارخة للمقدسات والأوقاف في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، مضيفة أن هذه الانتهاكات تأتي في خضم السياسات التعسفية والقمعية التي ينتهجها الاحتلال بحق الفلسطينيين العزل، من خلال مضايقتهم وحصارهم والتعدي على أملاكهم وأرضهم، وارتكاب أبشع التصرفات اللاإنسانية والوحشية بحقهم. وشددت الافتتاحية على أن الجرائم الممنهجة التي يرتكبها الاحتلال كل يوم هي ترجمة للنوايا الخبيثة التي يكنها تجاه القضية العربية الفلسطينية، وتأتي تأكيدا على تشبث الاحتلال بسياسته التعسفية والعدوانية تجاه الفلسطينيين والمنطقة بأسرها، وفي ظل الصمت الدولي غير المبرر تجاه كل هذه الجرائم. وفي البحرين، أوضحت صحيفة (الوسط) في مقال بعنوان "نتجهز للتقشف" أن الحفاظ على مستوى المعيشة يتناقض مع تقليص الميزانية وترشيد الاستهلاك، والسبب أن دول الخليج لم تكن لديها خطة استراتيجية محكمة في حال هبوط أسعار النفط، مشيرة إلى أن شعوب الخليج بالذات "لا تعرف منذ السبعينات قيمة دعم الخبز واللحوم والحليب، ولكنها ستعرف الدرس عاجلا جدا". وأبرزت الصحيفة دعوة الحكومة الجهاز المركزي للمعلومات إلى فتح باب التسجيل عبر النظام الإلكتروني أمام المواطنين الراغبين في الاستفادة من التعويض النقدي مقابل رفع الدعم عن اللحوم، قائلة "نحن لا نشك في أن الحكومة تحاول جهدها من أجل إحداث التوازن وعدم الإضرار بالمعيشة، ولكننا أيضا نعلم بأن رفع الدعم عن اللحوم آلية كبيرة وتحدث للمرة الأولى في البحرين، وعليه يريد الشارع البحريني معرفة المعايير للمستحقين من الاستفادة من التعويضات النقدية". وعلى صعيد آخر، اعتبرت صحيفة (الوطن) أن الأمن والاستقرار قد يكونا المطلب الأساسي لدول مجلس التعاون، ولكنه مطلوب أيضا التعامل مع مسألة الأمن الاقتصادي والاجتماعي بجدية أكبر، ذلك أن "نموذج الدولة الريعية بات على المحك، ويحتاج لمعالجة فورية دون تأخير، فظروف الستينات والسبعينات اختلفت الآن، وصار المطلب دولة خليجية ليست ريعية". وترى الصحيفة في مقال بعنوان "ماذا نريد من الحروب الكبرى¿"، أن ثمة أسئلة كثيرة بحاجة لإجابة، أبرزها هل من مصلحة دول مجلس التعاون الخليجي "التورط أكثر" في صراعات المنطقة، وإن كان هذا التورط عسكريا¿، وإلى أي مدى يمكن الدخول في مواجهات إقليمية سياسية¿، وهل من مصلحة هذه الدول انقسام المنطقة بشكل إثنو Ü طائفي¿ أم يمكن التعامل معها بمرونة أكبر إذا كانت انقساماتها سياسية¿ وما مصير الجماعات الثيوقراطية الراديكالية التي تسعى لإقامة ثيوقراطياتها في الشرق الأوسط¿. و في قطر، أدانت الصحف إقدام قوات خاصة تابعة للاحتلال الإسرائيلي، على اقتحام باحات المسجد الأقصى المبارك حيث وصفت صحيفة ( الشرق) في افتتاحيتها هذا الاقتحام "بالمرفوض والمدان، ولا ينبغي السكوت على الاقتحامات المتكررة من قوات الأمن والمستوطنين، وأن الاعتداء على المقدسات، والمصلين، جريمة بشعة، ينبغي التصدي بكل قوة لمرتكبيها ومحاسبتهم"، مطالبة المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لحماية المدينة المقدسة. ما يجري في المسجد الأقصى، تضيق الصحيفة، "عدوان سافر وجريمة حرب"، مؤكدة أن دخول قوات الاحتلال إلى باحاته "انتهاك خطير لحرمة المسجد الأقصى ومشددة على انه "ليس مقبولا الاعتداء على المصلين، والمعتكفين ومحاولة إخراجهم بالقوة، وكل هذا يتنافى مع حرمة المقدسات، والتعاليم التي نصت عليها الشرائع السماوية". بدورها، ترى صحيفة (الراية) في افتتاحيتها أن هذا السلوك الهمجي "يمثل جريمة حرب جديدة وتصعيدا خطيرا ينذر بعواقب وخيمة ويؤكد أن إسرائيل تخطط لانتهاك المقدسات الدينية بالمدينة المقدسة وفرض منطق الأمر الواقع بها بحجج واهية وغير منطقية هدفها تمكين المنظمات الصهيونية من تدنيس المسجد الأقصى وأداء الطقوس التلمودية فيه". واعتبرت الصحيفة أن ما يحدث في القدس من انتهاكات إسرائيلية "هو تطهير عرقي، وديني وعنصري وسيتسبب في إشعال صراع ديني في المنطقة وأن إسرائيل تتحمل مسؤولية هذا التصعيد في المدينة المقدسة والمنطقة خاصة "، ملاحظة أن إسرائيل استغلت صمت المجتمع الدولي وبدأت في تسريع برامج وخطط التهويد بهدف منع قيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة والقابلة للحياة. من جهتها، أكدت صحيفة (الوطن) في افتتاحيتها أن تجدد الانتهاكات الإسرائيلية في المسجد الأقصى المبارك "يعكس المواقف الإسرائيلية التي لا ترغب في السلام بالمنطقة وتسعى لفرض مخططاتها بمنطق القوة". ولاحظت الصحيفة في افتتاحيتها أن التوقيت الراهن تحتشد فيه تحديات خطيرة تواجه القضية الفلسطينية وما لم تتحرك الاطراف الفلسطينية والعربية والإسلامية مدعومة بمواقف دولية حاسمة لمواجهة ما تقوم به اسرائيل من انتهاكات، فإن ذلك يفتح الباب على واقع مجهول يتنامى فيه العنف والعنف المضاد. وفي الأردن، تطرقت صحيفة (الدستور)، في مقال لها، للحوار الجاري في المملكة بشأن قانون الانتخاب، فقالت إن أبرز معلم إصلاحي يمكن أن تسجله اللجنة المكلفة بفتح الحوار الوطني هو إقرار تصويت المغتربين، ذلك أن تصويتهم "حق للأردني في أي زمان ومكان ولا يجوز ربطه بامتيازات حملة الجنسية الثانية". وكتبت صحيفة (الغد)، في مقال بعنوان "الاحتلال الإسرائيلي يقترب من الخط الأحمر"، أنه رغم الظروف الصعبة والقاسية التي يعيشها الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، فإن تنفيذ الاحتلال الإسرائيلي لمخطط التقسيم الزماني والمكاني في المسجد الأقصى، كفيل بإشعال شرارة انتفاضة فلسطينية جديدة. وحسب كاتب المقال، فإن ثمة أدوات وخيارات سياسية ودبلوماسية أمام الأردن والسلطة الفلسطينية في التعامل مع الخطوة العدوانية الجديدة للاحتلال الإسرائيلي، "نتوقع اللجوء إليها لإجبار إسرائيل على التراجع عن مخططها الخطير في القدس، وتحديدا على مستوى التحرك دوليا وأمام مجلس الأمن وغيره، أو بخطوات تصعيدية تكون مرتبطة باتفاقيتي السلام مع هذا الكيان، وبالعلاقات الدبلوماسية معه". أما (الرأي) فاعتبرت، في مقال بعنوان "موسكو.. وإدخال الأسد من خرم الإبرة!" أنه لولا التدخل الروسي "الشائن، والتدخل الإيراني أيضا"، لما استطالت الأزمة السورية، ولما بلغ عدد القتلى والمفقودين والمعتقلين هذه الأرقام الفلكية، ولما كانت هذه الهجرة الزاحفة التي باتت تجتاح العديد من دول العالم القريبة والبعيدة. وأضافت أن "روسيا حاولت إدخال نظام بشار الأسد من خرم الإبرة وإلزام المعنيين بالأوضاع المتفاقمة في سورية بتشكيل تحالف جديد عنوانه الخادع مواجهة (داعش)"، مع أن هناك تحالفا دوليا يضم عشرات الدول "وهو مستمر بالانخراط يوميا في حرب جوية وأحيانا برية ضد هذا التنظيم الإرهابي، مما يعني أنه كان بإمكان روسيا الالتحاق به منذ البدايات، بدل البحث عن تحالف جديد لا غرض ولا مهمة له إلا إعادة تأهيل نظام قاتل". وبلبنان، كتبت صحيفة (النهار) تقول بأن الاهتمام الدولي بلبنان "يبدو مركزا على قضية اللاجئين السوريين"، الذين تحولت قضيتهم عالمية وهي تؤثر الى حد كبير على القارة الاوروبية تحديدا. وفي ذات السياق، أشارت الصحيفة إلى أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون سيقوم بزيارة سريعة لبيروت، اليوم الاثنين، حيث يتفقد أحد مخيمات اللاجئين السوريين، كما سيلتقي رئيس الوزراء تمام سلام. وأبرزت أن زيارة كاميرون تأتي قبيل زيارة مماثلة للرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في مطلع الشهر المقبل للاطلاع على أوضاع اللاجئين. وفي سياق، منفصل اهتمت (الجمهورية) بخطة الحكومة لحل أزمة النفايات والتي ترتكز على لامركزية تدبير النفايات، إذ أشارت الى أن الحراك في الشارع سجل تحفظاته على هذه الخطة رافضا تطبيقها، الأمر الذي يضع صدقية الحكومة على المحك. وأبرزت أنه يعول حاليا على الحوار الثنائي بين "تيار المستقبل" و"حزب الله" يوم غد والجلسة الثانية للحوار الوطني الأربعاء المقبل من أجل مد الحكومة بالزخم اللازم بغية السير بخطتها. من جانبها، قالت (السفير) إن الأيام والأسابيع تمر ب"كلفة باهظة وموجعة على اللبنانيين، نتيجة "تحلل جسم دولتهم المتهالك وفقدانه أبسط شروط المناعة" والمنعة، ما أوجد بيئة حاضنة لكل أنواع الجراثيم التي تمتهن صناعة "الموت البطيء". وفي هذا السياق، ذكرت بأن أزمة النفايات "لا تزال عصية على الحل، من دون أن تنجح" الخطة الوزارية حتى الآن، في العبور من الورق الى الشارع، بفعل "الممانعة الشعبية" التي تواجهها في المناطق المقترحة ل"استضافة" مطامر المرحلة الانتقالية. واعتبرت أن "المفارقة في هذا المأزق"، أن كلا من أطرافه يملك من المعطيات والأسباب ما يسمح له بأن يظهر على حق، فالحكومة، وفق الصحيفة، "محقة في التمسك بخطتها المصنفة، وفق معيار الواقعية، بأنها أفضل الممكن أو الحل الأقل سوءا قياسا على الاحتمالات الأخرى". كما أن الناس وأهل الحراك المدني محقون أيضا " في الاعتراض والاحتجاج، لأن التجارب علمتهم أنه لا يمكن الوثوق في هذه الدولة التي تجعل المؤقت دائما، وتقول شيئا ثم تفعل شيئا آخر..." تضيف الصحيفة.