استحوذ موضوع الإرهاب والحرب على تنظيم "الدولة الإسلامية"، والانتهاكات الإسرائيلية في فلسطين، على اهتمامات الصحف العربية، الصادرة اليوم الخميس، فضلا عن تطرقها إلى عدة مواضيع أخرى تهم الأوضاع الأمنية والسياسية والاجتماعية في كل من مصر وليبيا اليمن ولبنان. وهكذا تركز اهتمام الصحف الأردنية على الحاجة إلى حرب برية على تنظيم "داعش" في العراقوسوريا، وحاجة الأردن إلى مزيد من المساعدات لمواجهة التحديات المالية، إضافة إلى إزالة أجهزة تجسس إسرائيلية قديمة مدفونة في الأردن. وهكذا كتبت (الدستور) أن الضربات الجوية التي يوجهها التحالف الدولي لتنظيم "داعش" الإرهابي لن تؤدي غاياتها النهائية دون تدخل بري عبر جوار سورية والعراق في توقيت ما. واعتبرت، في مقال بعنوان "حرب برية لا يمكن تجنبها"، أن الضربات الجوية ستضعف التنظيم مرحليا، لكنها لن تقضي عليه، وأن التدخل البري سيكون ضروريا، على الرغم من أنه سيؤدي إلى الإضرار بالجيوش وتوريطها في حروب عصابات. وعن الموضوع ذاته كتبت يومية (السبيل)، أن الحرب على الإرهاب لن تنتهي إلا بالبر "وهذا ليس تحليلا بل هي حقيقة يعرفها القاصي والداني"، إذ مهما كان القصف عنيفا لن ينهي تنظيما بقوة "الدولة الإسلامية". غير أن الصحيفة، أكدت أن انتقال الأردن، في مستوى التنسيق مع الولاياتالمتحدة، من مرحلة اللوجستي والاستخباراتي إلى القصف الجوي "لا يعني القبول بالدخول في معركة برية لا علاقة لنا بها". من جهتها، قالت جريدة (الغد) إن ما يتلقاه الأردن من مساعدات لرفع التحديات المالية التي يواجهها "لا يكاد يساوي شيئا، وهو بالتالي لا يحمي البلد واقتصاده، بل يبقيهما في عين العاصفة"، مشيرة إلى أن ذلك يقابله مزيد من القروض التي "لا تملك الحكومة خطة لضبطها وسدادها". وأوضحت الصحيفة، في مقال بعنوان "يغرقوننا بحلو الكلام فيما نغرق في الدين"، أن الأردن يتطلع إلى مزيد من المنح وليس القروض التي ترهق الميزانية، "وتقتل فرص الحكومة في إحداث التنمية". واعتبرت أنه لا يبدو أن ثمة فهما استراتيجيا لهذه المسألة من المانحين الذين "يغرقوننا بحلو الكلام، فيما نغرق نحن في مديونية ثقيلة، تهدد الحاضر والمستقبل، وتتحمل كلفها الأجيال الحالية والمقبلة". وتحدثت صحيفة (الرأي) عن إزالة أجهزة تجسس إسرائيلية قديمة كانت مدفونة في منطقة عجلون، وقالت إن بعض المعلقين الذين استغربوا أن يستمر تجسس إسرائيل على الأردن بعد توقيع معاهدة السلام وقعوا في "خطأ جسيم" حين اعتقدوا أنه كان على إسرائيل أن تعترف من تلقاء نفسها بأجهزة التجسس التي دفنتها في الأراضي الأردنية وتبادر إلى تدميرها احتراما لحالة السلام بين الدولتين. وأوضحت الصحيفة أن معاهدة السلام جاءت لإنهاء حالة الحرب وتطبيع العلاقات الدبلوماسية والتجارية، وليست معاهدة صداقة أو تحالف أو دفاع مشترك. وذهبت إلى أنه "حتى لو كان هناك تحالف بين الأردن وإسرائيل"، فإن "ذلك لن يحول دون تجسس طرف على آخر، فالحلفاء يتجسسون على بعضهم". وفي الإمارات، أكدت صحيفة (البيان)، في افتتاحيتها، على ضرورة وجود رؤية شاملة لمحاربة الإرهاب وتطويقه، تقوم على التعاون الوثيق بين الجهود الحكومية والبرلمانية داخل كل دولة وتوسيع الأمر إلى شراكة دولية فعالة والتوافق الدولي على عقد اتفاقية شاملة لمكافحته، موضحة أن ذلك سيشكل "خارطة طريق" إلى نهاية عصر الإرهاب. وتطرقت صحيفة (الخليج)، في افتتاحيتها، لاحتمال سقوط مدينة "عين العرب" الكردية السورية، المحاذية للحدود التركية، في أيدي تنظيم (داعش)، مشيرة إلى أن وضع تركيا شروطا لإنقاذ أهل المدينة من مصير مأساوي يدل على أنها تريد ثمنا سياسيا لعمل إنساني وهو ثمن يتناقض مع كل القوانين والشرائع الدولية ويصب في مجرى تحقيق مصالح ومنافع من خلال استخدام الدم الكردي ورقة للابتزاز لإقامة منطقة عازلة على طول الحدود مع سوريا بما يحقق طموحات تركية تاريخية في الأرض العربية ولا علاقة له بعمل إنساني. وأكدت صحيفة (الوطن)، في افتتاحيتها، وجود تقارير عن ظاهرة "تجنيد الشباب" لصالح التنظيمات المتطرفة مثل "داعش" والقاعدة وجبهة النصرة وفجر ليبيا وبيت المقدس، مشيرة إلى أن الأنترنت وشبكات التواصل المختلفة ووسائل الاتصالات والإعلام، أضحت تشكل أهم أدوات هذا التجنيد. وأوضحت أن الأفكار والظروف الاقتصادية والاجتماعية التي يعيشها هؤلاء الشباب، خاصة الذين تنقصهم الثقافة الدينية الحقيقية والرؤى المعتدلة للنظر في قضايا إنسانية واجتماعية وسياسية، تشكل أهم الأسباب لسقوطهم في براثن هذه التنظيمات. وفي قطر اهتمت صحيفتا (الراية) و(الشرق) بما يجري في المسجد الأقصى من انتهاكات إسرائيلية متواصلة لحرمة المسجد، وقالت (الراية)، في افتتاحيتها بعنوان "إسرائيل تلعب بالنار"، إن قيام اسرائيل بمنع الفلسطينيين من الدخول للمسجد بحجة تمكين اليهود من أداء الصلاة في جبل الهيكل المزعوم يشكل استفزازا صريحا لمشاعر المسلمين والشعب الفلسطيني، ما ينذر بعواقب وخيمة. وأكدت أن المجتمع الدولي مطالب بوضع حد لهذه المخططات الإسرائيلية التي تستهدف جر المنطقة إلى صراع ديني بين المسلمين واليهود. وشددت على ضرورة أن يدرك المجتمع الدولي أن ما قامت به قوات الاحتلال الإسرائيلي بأوامر مباشرة من نتنياهو (رئيس الوزراء)، من اقتحام للمسجد الأقصى وإلحاق أضرار بالجامع القبلي، وتأمين دخول العديد من المستوطنين اليهود لأداء شعائر تلمودية وتقسيم المسجد الأقصى من الناحية الزمانية والمكانية، هو أمر خطير لا يجب السماح به. وقالت صحيفة (الشرق)، في افتتاحيتها بعنوان "نداء عالمي لحماية الأقصى"، إن الإجراءات الإسرائيلية في المسجد الاقصى ودعوات فتح باب للصهاينة بالمسجد، أو تقسيم زمني ومكاني له، مخالفة واضحة للقانون الدولي، واعتداء صارخا على أرض إسلامية، وسط صمت عربي وإسلامي، إلا القليل. وأكدت أن العالم الإسلامي والعربي مطالبان بهبة شعبية تدعو العالم الحر إلى مواجهة الكيان الإسرائيلي، وتنهي حالة الصمت غير المبررة، حتى ينصرا قضيتهما الأولى وأقصاهما ويبقى لهما في هذا العالم موطئ قدم. واهتمت صحيفة (الوطن)، في افتتاحيتها بعنوان "قطر ومساندتها للجهود الدولية لمكافحة الإرهاب"، بموضوع الإرهاب، مبرزة دعم قطر للجهود الدولية لمكافحة الإرهاب، وهو ما أكدته مجددا في كلمة لمندوبتها في الأممالمتحدة عند اجتماع لجنة الأممالمتحدة السادسة (اللجنة القانونية) حول "التدابير الرامية إلى القضاء على الإرهاب الدولي". وأبرزت أن البيان القطري، الذي ألقي أمام اللجنة الأممية، تضمن جملة إجراءات قامت بها قطر لمكافحة الإرهاب كما واصلت جهودها الكبيرة على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية لتنفيذ استراتيجية الأممالمتحدة لمكافحة الإرهاب. وفي مصر، كتبت جريدة (المصري اليوم)، في مقال على صفحتها الأولى بعنوان " داعش على حدودنا الغربية ومصر تبحث خطة المواجهة"، أنه في الوقت الذي أعلن فيه "مجلس شورى شباب الإسلام" في درنة شرق ليبيا مبايعته لتنظيم "داعش" وصل، أمس الأربعاء، منسق التحالف الدولي لمواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية" الجنرال جون آلن إلى القاهرة قادما من الأردن، في زيارة لمصر تستغرق يومين، في إطار جولة بالمنطقة لبحث دعم التعاون لمواجهة التنظيمات الإرهابية. وأضافت أنه بعد اجتماعه مع إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، أمس، قال عبد الله الثني، رئيس الحكومة الليبية المعين من قبل مجلس النواب المنعقد في طبرق شرقي البلاد، إن بلاده تقوم بالتنسيق مع الجانب المصري في ما يتعلق بتأمين الحدود، ورفع الكفاءة القتالية لوحدات الجيش الليبي، وتدريب أفراد الشرطة في جميع المجالات، لمواجهة الإرهاب. ومن جانبها كتبت جريدة (الأهرام)، في افتتاحية بعنوان "استقرار ليبيا"، أن الزيارة الحالية التي يقوم بها رئيس الوزراء الليبي، عبد الله الثني، إلى مصر تأتي في وقت تمر فيه ليبيا بتطورات عصيبة بسبب الصراع المسلح بين الميليشيات التي يدعي كل منها أنه يمثل ليبيا ويخدم مصالح بلده ولا يدري أنه في الوقت نفسه يدمرها ويجرها تدريجيا إلى أتون حرب أهلية لا يعلم مداها إلا الله وحده. وأضافت أن الزيارة مهمة لأنها بمثابة رسالة قوية إلى العالم بأن ليبيا تقوم بتنفيذ التزاماتها من خلال التنسيق مع دول الجوار وخاصة مصر، كما قال السفير الليبي في القاهرة فايز جبريل، ولأن المبادرة المصرية للمصالحة في ليبيا تقوم مبادؤها على الاعتراف بالشرعية المنتخبة، وضرورة وقوف دول الجوار الليبي إلى جانب تلك الشرعية وهو ما يدعم الوحدة الوطنية في ليبيا، وبالتالي العملية السياسية والحوار الوطني بين الفرقاء الليبيين. وفي مقال لها بعنوان "بدأت الحرب الدبلوماسية للحد من انتشار الاعتراف بالدولة الفلسطينية"، كتبت جريدة (الأخبار) أن الحروب تنوعت والهدف واحد ... هذا حال لسان السلطة الفلسطينية التي بدأت تحركاتها وحربها الدبلوماسية كي تواجه الفيتو الأمريكي المتوقع على طلبها الذي ستقدمه لمجلس الأمن عشية انتخابات التجديد النصفي للكونغرس والذي يقضي بأن تنتهي إسرائيل احتلالها للأراضي الفلسطينية بحلول نونبر عام 2016 وإنشاء جيش للدفاع عن الشعب الفلسطيني". وقالت إنه على الرغم من صعوبة حصول الطلب الفلسطيني على موافقة تسعة أعضاء في مجلس الأمن من أصل 15 عضوا، والتهديدات الأمريكية باستخدام الفيتو ضد الطلب الفلسطيني، والضغوط الإسرائيلية على الدول الأعضاء، تسعى السلطة الفلسطينية لتحقيق مكاسب سياسية جديدة مثل التحاقها بالمزيد من المنظمات الدولية ومنها محكمة جرائم الحرب الدولية، إلى جانب الحصول على اعتراف المزيد من دول العالم بالدولة الفلسطينية. وشكل اعتذار مدير مكتب رئاسة الجمهورية أحمد عوض بن مبارك عن قبول تكليفه بتشكيل الحكومة اليمنية الجديدة، أبرز مادة خبرية في اهتمامات الصحف اليمنية، حيث نشرت صحيفة (الثورة)، على صدر صفحتها الأولى، بيانا للجنة المكلفة بمعالجة التداعيات المترتبة على تكليف بن مبارك بتشكيل الحكومة، أعلنت من خلاله قبول الرئيس عبدربه منصور هادي الاعتذار الذي رفعه بن مبارك إليه عن تشكيل الحكومة وموافقة تنظيم (أنصار الله) التابع لجماعة الحوثي "مبدئيا على وقف الفعاليات الاحتجاجية والتصعيدية التي كانوا يعتزمون القيام بها ابتداء من صباح اليوم الخميس في أمانة العاصمة صنعاء". وتحت عنوان "تدشينا لواقع سياسي على غرار الحالة اللبنانية .. تجاذبات القوى السياسية تعصف بالسلم والشراكة"، لاحظت صحيفة (الأيام)، في تعليق لها، أن قرار الرئيس عبد ربه منصور هادي، أمس، تكليف مدير مكتبه أحمد عوض بن مبارك بتشكيل الحكومة "أثار حفيظة قوى سارعت إلى إعلان الرفض كجماعة الحوثي والمؤتمر الشعبي وحلفائه ما يرجح الدخول في أزمة جديدة في سياق البحث عن حكومة تلبي رغبة جميع الأطراف، وهو ما لا يمكن، حسب مراقبين".