اهتمت الصحف العربية الصادرة اليوم الأحد بمواضيع أبرزها التحرك الأمريكي لحشد الدعم لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية المتطرف في العراق وسوريا، وتطورات الأوضاع الامنية في اليمن العراق وسوريا، وتطورات القضية الفلسطينية، والقمة القطرية التركية التي ستحتضنها الدوحة. ففي مصر، اهتمت الصحف بالخصوص بمباحثات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري حول القضية الفلسطينية، والحرب ضد الإرهاب، والعلاقات الثنائية، ومحاكمة قياديي تنظيم "جماعة الإخوان المسلمين" المحظورة في مصر، والانتخابات التشريعية المقبلة. وكتبت صحيفة (الأهرام) في افتتاحيتها أنه "لا يمكن أن تقتصر مواجهة الإرهاب على التنظيمات الموجودة في العراق وسوريا فقط، وتتجاهل التنظيمات المشابهة المنتشرة في ليبيا، ولا يقدم المجتمع الدولي العون للبرلمان الليبي ليتمكن من القيام بدوره في إعادة بناء دولته، وفرض السيطرة على كامل أراضيه ومواجهة الميليشيات المسلحة". واعتبرت الصحيفة، في مقال آخر بعنوان "ليبيا هاجس مصر الأخطر، أن "المجتمع الدولي يبدو غافلا عن مخاطر تحول ليبيا إلى قاعدة لجماعات الإرهاب، باستثناء فرنسا التي حذر وزير دفاعها جون إيف من خطر وقوع ليبيا، في أيدي "الجماعات الإرهابية" التي تشكل تهديدا مباشرا على الأمن الأوروبي وأمن دول البحر المتوسط، منها على الخصوص مصر وتونس والجزائر والمغرب". وفي الشأن السياسي المصري يرى سكرتير عام حزب الوفد في مقال نشرته صحيفة (الوفد) بعنوان " فكر وثقافة جديدان" أنه "لابد لمجلس النواب المقبل أن يقود ثورة تشريعية في كافة المجالات لتغيير منظومات (الزراعة والتعليم والسلطة القضائية والصحة والإعلام) ما يتطلب من الشعب المصري اختيار النائب القادر على المشاركة في هذه الثورة التشريعية " أما صحيفة (المصري اليوم ) فذكرت أن تحالف التيار المدني "يشيد برفض مصر التدخل العسكري في الشرق الأوسط"، مشيرة إلى أن المنسق العام للتحالف ناجى الشهابي أشاد في بيان صدر عقب اجتماع اللجنة التنفيذية للحزب الذي انعقد أمس السبت، بخطاب الخارجية المصرية الذي أوضحت فيه عدم منطقية حشد الموارد لهزيمة تنظيم (داعش)، بينما تحجب هذه الموارد عن مصر وهي تخوض حربا ضد العدو المشترك نفسه على أراضيها". وفي قطر، كتبت صحيفة (الراية) في افتتاحية بعنوان "موقف موحد ضد تنظيم الدولة الإسلامية"، أن محاربة هذا التنظيم أصبحت واجبا على جميع الدول لقطع دابره ومنعه من استغلال الدين الإسلامي الحنيف لأغراض خاصة به، مشددة على ضرورة الالتزام بشدة خلال الحرب على هذا التنظيم باحترام القانون الدولي كي لا تؤدي إلى تفتيت دول المنطقة أو خلق نزاعات طائفية جديدة تقود في النهاية إلى مزيد من عدم الاستقرار. وأكدت أن اجتماع جدة الأخير يشكل البداية الحقيقية لموقف دولي موحد لمواجهة ظاهرة التنظيم الذي سيتعدى خطره المنطقة والعراق وسوريا إذا لم يتكامل الجهد الدولي لتسريع الإجراءات الحاسمة لمواجهته. وفي نفس الموضوع، اعتبرت صحيفة (الشرق) أن واشنطن تكرر، في حشدها لتحالف لمحاربة "داعش"، نفس الأخطاء التي ارتكبتها في حالات مماثلة من قبل، مضيفة أنه كان بالإمكان، ومنذ وقت طويل، تلافي الكثير مما يحدث اليوم من مخاطر جمة في المنطقة، ولجم التطرف الذي نشأ وترعرع في كنف الأزمة السورية. وقالت إن الدعوة الامريكية الحالية لقيام تحالف دولي ضد تنظيم (داعش) تحتاج إلى إجراء المزيد من التشاور مع الدول العربية حول تفاصيلها وأهدافها المرجوة، كي يصبح المشاركون فيها مجرد أدوات تستخدم لأغراض لا تصب في مصلحة المنطقة وشعوبها. وفي البحرين، تابعت الصحف نفس الموضوع، إذ نقلت صحيفة (أخبار الخليج) عن وزير الخارجية، الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، قوله في تعليق على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر)، إن اجتماع باريس المقرر عقده، غدا الاثنين، سيشارك فيه من يريد إنقاذ الشعبين السوري والعراقي من الإرهاب والقتل والتشريد، وأنه "لا مكان لمن ساهم في قتلهم وتشريدهم"، نافيا بذلك أن يكون قد رحب بمشاركة إيران في الاجتماع. وأضافت الصحيفة أن الوزير أوضح في تصريحات صحفية أن أعضاء (داعش) هم من أبناء المنطقة لذلك "يجب أن نعمل على وقف انضمام آخرين إلى هذه التجمعات الإرهابية، وهذا الأمر يحتاج إلى وقت وتركيز واهتمام وليس مجرد الخروج ببيان أو عقد مؤتمر". وفي مقال بعنوان "أغرب تحالف في التاريخ"، كتبت صحيفة (الوسط) أنه "بعد عقود أو قرون، سيذكر عام 2014، باعتباره العام الذي شهد أغرب تحالف في التاريخ!"، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة، التي أعلنت انسحابها من منطقة الشرق الأوسط، بعد حربين مدمرتين في العراق وأفغانستان، "تعود اليوم مرة أخرى لتقود تحالفا جديدا، وهذه المرة ضد تنظيم إرهابي تروج مخابراتها أنه بحدود 31 ألفا، وربما تكون الحقيقة ضعف ذلك مرتين". ومن جهتها، اعتبرت صحيفة (الوطن) في مقال بعنوان "مخاض صعب بانتظار واشنطن في الشرق الأوسط"، أن الولايات المتحدة "عليها التصالح مع العرب والخليجيين قبل أن تعتقد أنها تحظى بدعم شعبي، خاصة بعد حالة فقدان الثقة الخليجية والعربية إثر موجة الثورات العربية المدعومة أمريكيا". وبدورها، أكدت (البلاد)، في مقال بعنوان "توقيف المحرضين.. حجر الأساس في الحرب ضد الإرهاب"، أن تطويق الفكر المتطرف يعد أهم مرحلة من مراحل الحرب على الإرهاب، مبرزة أنه "من المحال تحقيق نتائج حاسمة ضد الارهاب ما لم يقض أولا على المحرضين لمحاسبتهم حسابا عسيرا طالما لا أحد فوق القانون". وفي اليمن، شكل تطور الأوضاع في البلاد في ظل تعثر المفاوضات بين السلطات اليمنية والقيادة الحوثية محور اهتمامات الصحف المحلية. وركزت صحيفة (الثورة) في هذا الصدد على كلمة الرئيس عبد ربه منصور هادي أمس أمام مشايخ وأعيان منطقة حريز، جنوبصنعاء، التي وقعت فيها الأسبوع الماضي مواجهات بين أفراد الجيش ومسلحي الحوثي، مبرزة بالخصوص قوله إن "أي اقتحام للمرافق الحكومية وأقسام الشرطة أو البيوت محرم ولا يجوز السكوت عليه"، وأيضا قوله "السلاح منتشر لدى كل الناس وكل سيدافع عن منزله وحرمته والدولة ستعمل على عدم سفك الدماء". وشكلت تصريحات الرئيس موضوع انتقاد شديد في صحيفة (أخبار اليوم) على لسان المحلل السياسي عبد الناصر المودع، الذي اعتبر أنها تشيرا إلى "ضعف الدولة وإلى عجزها أو إلى الرغبة في عدم تحمل المسؤولية"، مؤكدا أنه واجب رئيس الدولة أن يصرح بأن الدولة جاهزة بمؤسساتها للدفاع عن ممتلكات الشعب وللوقوف أمام كل من يريد أن يعبث بأمن الدولة وأمن المواطن، وأن أمن الدولة وأجهزة الدولة هي الوحيدة هي القادرة على مواجهة أي أخطار". وأضاف المودع في هذا السياق "أن تخويل المواطنين حماية أنفسهم والدفاع عن ممتلكاتهم ومكاسب الدولة تعني حربا أهلية، كون المواطنين يعتقدون بأنهم يدافعون عن مصالحهم بأدواتهم وجهودهم الذاتية". وتحت عنوان "صنعاء النار تقترب من البارود"، لخصت صحيفة (اليمن اليوم) رؤيتها للوضع بقولها "أعلنت الدول العشر أمس في بيان دعمها لبقاء الحكومة، داعية الأطراف الى مساعدتها في اجراء إصلاحات اقتصادية مهمة، كما أدانت بيانات (أنصار الله) الداعية الى اسقاطها، في وقت تواصل فيه لجنة المفاوضات اجتماعاتها بالتزامن مع تحضيرات ميدانية واقتراب النار من برميل البارود". وأشارت الصحيفة في هذا الصدد إلى حصول اشتباكات ومناورات في صنعاء أمس "أسفرت عن إصابات في صفوف الحوثيين، لكنها لم تصل الى الحجم الذي يعطل مسار المفاوضات التي من شأنها إشراكهم في صنع القرار، في حين أعلنت جماعة الحوثي عن انضمام لواء ووحدات عسكرية في محيط العاصمة إلى المعتصمين". وتناولت الصحف الأردنية من جهتها، بالخصوص، مواضيع الإصلاح في الأردن والمشاركة في التحالف الدولي ضد الإرهاب والزيارة في رواتب تقاعد أعضاء مجلسي النواب والأعيان. فكتبت صحيفة (الغد)، في مقال بعنوان "تماسك يؤكد ضرورة الإصلاح"، أن هناك اقتناعا يتنامى بأن التدرج في الإصلاح "خير من التسرع في تبني ما لم يجهز الاستعداد المؤسساتي أو التنظيمي لتطبيقه"، معتبرة أن "ما يلزم الآن هو خريطة طريق توضح بشكل أكثر تفصيلا الأهداف المنشودة للإصلاح وبرنامج تنفيذها". وخلصت إلى أن ما أثبته الأردن من تماسك وصلابة سبب لتعزيز الثقة في النهج الإصلاحي وحافز للمضي به إلى الأمام، فنجاح هذا النهج "ضرورة وطنية. لكنه يتجاوز ذلك ليشكل حاجة إقليمية لأنموذج تغيير سياسي ناضج في منطقتنا التي أنهكها الفشل". ومن جهتها، تطرقت صحيفة (العرب اليوم)، في مقال بعنوان "الأردن في التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب"، أن الأردن يتميز، على مستوى العالم، بسرعة أدائه وفعالية هذا الأداء في الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، قائله إنه في هذا التحالف "ليس مطلوبا من الأردن، ويجب أن لا يكون مطلوبا منه، إرسال جيشه خارج حدوده"، على اعتبار أن "هذه مهمة الدول المصابة بوباء الإرهاب المنظم، ومهمة العالم المهدد به، وخاصة منها تلك التي تتحمل مسؤولية خروج داعش للفضاء". وتطرقت (الدستور) لموضوع "الحرب العالمية الجديدة"، فقالت إن العالم "يستعد لموجة جديدة من الحروب، والغريب في الأمر أن العالم العربي والإسلامي، سوف يبقى ميدانا لحروب العالم الجديدة كما كان سابقا"، مؤكدة على ضرورة استعداد شعوب المنطقة "لتحمل عبء المرحلة وتغيراتها، وأن تستعد لدفع الثمن الباهظ. أما صحيفة "السبيل"، فتناولت موضوع الزيادة في تقاعد أعضاء مجلسي النواب والأعيان، فكتبت أن الحكومة رفضت حصول المعلمين قبل شهر على "علاوة الطبشورة" بحجة عدم سماح ميزانية الدولة بذلك. وفي المقابل، تضيف الصحيفة، تمت الموافقة على زيادة رواتب تقاعد النواب والأعيان، لتخلص إلى أن "ميزانية الدولة تتحمل طلبات الكبار والمتنفذين والوزراء والنواب والأعيان، لكنها تضن على الكادحين والعمال والمعلمين". وفي الإمارات، كتبت صحيفة (الاتحاد) أن قرار سلطات أبوظبي المتعلق بتطوير عمارة المساجد وزيادة أعدادها يشكل ركنا من أركان "رؤية أبوظبي 2030"، التي تسعى لتطوير عاصمة عالمية وحديثة تتميز بالحفاظ على هويتها الثقافية وموروثها الاجتماعي. ومن جانبها، أشادت صحيفة (الوطن) في افتتاحيتها باختيار الجنرال المتقاعد جون الن، الخبير بالأوضاع العسكرية والأمنية والسياسية في العراق وأفغانستان، ليضطلع بمهام المنسق للجهود الدولية في الحملة ضد الإرهاب، خاصة ضد تنظيم (داعش) في العراق وسوريا، مبرزة أن هذا الاختيار يعبر عن إرادة قوية للولايات المتحدة في خوض حرب جديدة في مرحلة جديدة من تطور الحركات الإرهابية في العالم وهي حركات كشفت سريعا عن مدى خطورتها ومراميها البعيدة والقريبة. أما صحيفة (الخليج)، فانتقدت في افتتاحيتها موقف تركيا الملتبس بخصوص الحرب على (داعش)، موضحة أن حكومة رئيس الوزراء داوود أوغلو ليست متحمسة للانخراط في أي مواجهة مع التنظيم وتفضل أن تبقى على الحياد ولن تسمح باستخدام أراضيها وتحديدا قواعدها الجوية منطلقا لغارات على مراكز قيادة و تجمعات التنظيم في العراق أو سوريا.