اهتمت الصحف العربة الصادرة اليوم الثلاثاء بأشغال مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية، والأوضاع الأمنية خاصة في اليمن والعراق وكيفية مواجهة تنظيم (داعش)، وكذا للقضية الفلسطينية. ففي قطر، اهتمت الصحف بالأوضاع في عدد من الدول العربية كاليمن والعراق وسوريا وليبيا، وكذا اجتماع اللجنة الوزارية المفوضة بالبت في النظام الأساسي لجائزة الأمير نايف بن عبد العزيز للأمن العربي بالدوحة، والتي تضم في عضويتها سبع دول عربية منها المغرب. وبخصوص ما يشهده اليمن من تظاهرات وتجاذبات بين الحكومة والحوثيين، أعربت صحيفة (الراية) عن اعتقادها بأن الحوثيين يسعون لتحقيق أهداف أخرى غير منظورة من خلال تصعيدهم للاعتصامات وإغلاق الطرق والشوارع الرئيسية المؤدية للوزارات والمصالح الحكومية بصنعاء ورفضهم للمبادرات التي قدمتها الرئاسة اليمنية ومن بينها إقالة الحكومة وتكوين حكومة إنقاذ وطني تضم جميع الفئات. ومن هنا فإن هذا التصعيد، تقول الصحيفة، غير مبرر وسيقود اليمن إلى عواقب وخيمة، ولذلك فمن الواجب أن يلتزم الحوثيون بعدم التصعيد على الأرض والعمل مع الحكومة والفصائل اليمنية الأخرى لإيجاد مخرج ناجع للأزمة الحالية من أجل منع دخول اليمن في نفق مظلم خاصة في ظل عدم الثقة وحشد القبائل وتربص القاعدة بالجميع في اليمن. واستطردت أن ما يقوم به الحوثيون الآن من تجييش للشارع واحتلال للمصالح الحكومية وإغلاق منافذ العاصمة إنما يمثل خروجا غير مبرر عن الإجماع الوطني اليمني خاصة بعدما التزمت الرئاسة اليمنية بمقررات الحوار الوطني. وباليمن، تركز اهتمام الصحف على مستجدات الوضع الداخلي، وأجمعت على أن الازمة اليمنية لم تفتأ أن ازدادت تعقيدا واستعصاء. وهكذا اعتبرت صحيفة (اليمن اليوم) أن "الحرب استكملت أركانها" في صنعاء، من خلال تمدد المخيمات واستمرار توافد المسلحين، مشيرة في هذا الصدد إلى تأكيد الرئيس عبد ربه منصور هادي أمس، خلال اجتماع اللجنة الأمنية العليا، على أنه "لا يمكن السماح للحوثيين بمواصلة التصعيد"، وأيضا لقول عبد الملك الحوثي في كلمة متلفزة الليلة الماضية "سنلجأ الى خيارات استراتيجية تتعدى صنعاء ومحيطها". وفي صحيفة (الاولى) أكد على البخيتي عضو المكتب السياسي لجماعة (أنصار الله) الحوثية أن الازمة اليمنية ليست ناجمة عن الخلاف حول أسعار المشتقات النفطية وانما عن "أزمة ثقة"، وكتب في مقال تحت عنوان "أزمة الثقة وسياسة التصفيق" أن "هناك أزمة ثقة حقيقية بين مختلف الأطراف السياسية، بدأت مع نهاية مؤتمر الحوار الوطني، حيث أدارت السلطة الأمور بسياسة التصفيق". وأضاف المسؤول الحوثي انه "منذ ذلك التاريخ، عندما لم تطرح مخرجات المؤتمر للتصويت العلني وعد الأصوات المؤيدة والمعترضة، وتم ذلك بالتصفيق للوثيقة، ولم نعرف حتى الان كم النسبة التي حصلت عليها، نشأت أزمة الثقة"، مشيرا الى أن "نفس الطريقة أديرت بها لجنة الأقاليم وتدار بها الهيئة الوطنية ولجنة صياغة الدستور، ومؤخرا ما سمي بالاصطفاف الوطني". أما صحيفة (أخبار اليوم) فأوردت ما اعتبرته دليلا على "ارتباط جماعة الحوثي المسلحة بالمشروع الإيراني الفارسي التوسعي في المنطقة" حيث أوردت مضمون قصاصة نسبتها لوكالة (فارس) الإيرانية الرسمية، دعا فيها، نائب رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية العميد مسعود جزائري، حسب ترجمة الصحيفة، الولاياتالمتحدة وحلفائها الى "الالتفات لمطالب المتظاهرين الحوثيين". ونقلت وكالة (فارس) عن المسؤول العسكري الإيراني (تضيف أخبار اليوم)، قوله "إن الشعب اليمني لا يسمح للأجانب ومن ضمنهم الأمريكيين والرجعيين العرب ... بالتدخل في الشؤون الداخلية لبلادهم"، مشيرا الى ان ايران "تدافع دائما عن الحقوق والمطالب المشروعة للشعوب". وفي الأردن، انصب جزء كبير من اهتمامات الصحف على موضوع التحالف ضد تنظيم "داعش" الإرهابي، إلى جانب مواضيع الغاز الإسرائيلي الذي يعتزم الأردن استيراده عن طريق شركة أمريكية، والمساعدات الخارجية، و"الانقسام" الفلسطيني. وهكذا، تناول مقال في صحيفة (الرأي) موضوع التحالف ضد "داعش"، فسجل أن هناك حديثا كثيفا من جهات سياسية وإعلامية داخل الأردن وخارجه حول مشاركة الأردن في التحالف القادم ضد تنظيمات الإرهاب وعلى رأسها "داعش". وأوضحت الصحيفة أن الأردن ليس في وضع حرج وليس في موضع الاتهام، والحديث الرسمي "يجب أن لا يكون تبريريا ودفاعيا، فالموقف من داعش وقبلها القاعدة واضح جدا نظريا وعمليا"، مشيرة إلى أن الإرهاب ليس له صديق، والأردن عدو واضح للتطرف، "لكننا لسنا من سينقذ العالم منه وحدنا، وسنقدم ما نستطيع ضمن محددات مصالحنا". وبخصوص عزم الأردن استيراد الغاز من إسرائيل، رأت صحيفة (الغد)، في مقال بعنوان "غاز إسرائيلي : ترى من المستفيد¿"، أن مبدأ التوقيع للحصول على غاز إسرائيلي، عبر شركة أمريكية، "تحوم حوله العديد من الشكوك، خصوصا في ما يتعلق بالكميات المتفق عليها، والتي تضع الأردن تحت رحمة إسرائيل". أما "السرية في القرار"، تضيف كاتبة المقال جمانة غنيمات، فيفسرها "علم الحكومة العميق بأن مثل هذا التوجه لا ولن يروق للشارع الأردني، الذي يرى في إسرائيل عدوا"، وتساءلت عما إذا كانت الحكومة "تملك تفسيرا لإقدامها على هذه الخطوة، وهل تقدر على تقديم تبريرات توضح أسباب إعاقة استكمال المشاريع الخاصة بمختلف مصادر الطاقة الأخرى، وهي التي تمطرنا يوميا بسعيها إلى تحقيق أمن الطاقة، وتعكف على إنشاء ميناء للغاز في العقبة، يمكن من استيراده من الأسواق العالمية". وتوقفت صحيفة (العرب اليوم)، في مقال بعنوان "أين المساعدات¿"، عند موضوع المساعدات الخارجية للأردن، فقالت إن "التأخر" في هذه المساعدات "لا يبدو مريحا"، وخاصة في ظل الأعباء الملقاة على كاهل الأردن نتيجة تبعات اللجوء السوري والمصاريف العسكرية المتعاظمة بسبب الأوضاع المقلقة في العراق وسورية. وأعرب كاتب المقال عن اعتقاده بأن "السياسة بدأت تطغى على الاقتصاد، خصوصا مع إخفاق برنامج الإصلاح المالي في مواجهة معطيات سياسية وفورة سكانية اختصرت عشرات الأعوام في عامين ونيف". غير أنه سجل أن ذلك "لا يعني بكل تأكيد استكانة الحكومة للمعطيات السياسية وتجاهل الاقتصاد، خصوصا أن أسوأ السيناريوهات يحتاج من الاقتصاد الأردني خلال السنوات المقبلة عبور مرحلة حرجة كتلك التي تعامل معها سنة 2012". أما صحيفة (الدستور)، وتحت عنوان "في أسباب عودة الانقسام الفلسطيني"، فكتبت أن كافة قضايا الخلاف بين فتح وحماس وضعت فجأة، ومن دون مقدمات، على موائد الإعلام والفضائيات، وانتقلت إلى الاجتماعات العربية والإقليمية رفيعة المستوى. واعتبرت أن "اللافت في هذه الجولة من جولات الانقسام، أن الرئيس محمود عباس، هو الأكثر نشاطا وهجومية في توجيه الانتقادات (...) حتى ان مساعديه وعددا من كبار قادة فتح والسلطة، بدوا أكثر هدوء في تناولهم لقضايا السجال والتراشق الإعلامي"، مضيفة أن حماس بدورها "بدت أكثر ميلا لتبني خطاب + دفاعي +، يغلب عليه الميل للتهدئة واحتواء الموقف، فهي بحاجة للسلطة والمصالحة إن هي أرادت رفع الحصار وإعادة الإعمار. بلبنان، تواصل الصحف اهتمامها بتداعيات ملف العسكريين المخطوفين لدى التنظيمات الإرهابية، بتتبعها للغليان الذي يعرفه الشارع الغاضب، وكذا بالتطورات الإقليمية الدولية لملف تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، إذ كتبت (الأخبار) مستغربة "آخر النأي بالنفس، ترك السلطة الشوارع لحكم الزعران (المشاغبين)، يهددون بإحراق البلاد وأهلها بعدما كادوا يشعلون فتنة مذهبية، ويشتركون في الاعتداء على الأبرياء من السوريين"، مضيفة أن السلطة نأت بنفسها أيضا عن محتلي عرسال (التنظيمات الإرهابية). وأشارت إلى أن الجيش "أتم انتشاره ليفصل بين عرسال وجرودها (أحراشها) المحتلة. يوم أمس، وصلت وحداته إلى موقعه في قلعة الحصن، لينهي بذلك، بحسب مصادر عسكرية، المرحلة الأكبر من عملية انتشار لا تزال بحاجة إلى نحو 48 ساعة، قبل التمكن من القول إنها محكمة". أما (الجمهورية)، فأبرزت أن "التطورات الخارجية المتصلة بالتحضيرات الدولية لقيام أوسع تحالف ضد الدولة الإسلامية لم تحجب التطورات الداخلية التي وصلت إلى حد الخطف والخطف المضاد (...) ودقت ناقوس الخطر الذي استدعى التحرك سريعا لتنفيس الاحتقان وضبط الشارع والحؤول دون تفاقم الأوضاع". وكتبت (المستقبل) أن "البلد يقف حابسا أنفاسه على شفير منزلق فتنوي سحيق تستعر نيرانه في هشيم المنطقة بينما يجهد العقلاء من أبناء الوطن للجم تمددها إلى الداخل على بساط دواعش العصر، سواء أولئك الإرهابيين خاطفي العسكريين أو من يحذون حذوهم وينتهجون نهجهم". من جهتها، علقت (السفير) على الأوضاع الأمنية المتدهورة بقولها "لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم الثامن بعد المائة على التوالي (...) لكأنها دولة كرتونية، تراقب ما يجري، وتتغنى بامتلاكها أوراق قوة، فيما العسكريون المخطوفون لا يزالون تحت رحمة المجموعات الإرهابية لليوم الثامن والثلاثين على التوالي". ونقلت (النهار) عن بعض سفراء الدول الكبرى ببيروت حثهم "الزعماء اللبنانيين على ممارسة دورهم في إحتواء التدهور" وإشارتهم إلى أن "إن دولهم لن تتدخل أكثر مما تفعل الآن"، معتبرة أنه "يخطئ كل طرف يظن أن التدهور في لبنان سيجبر دولهم على تغيير حساباتها لأن لهذه الدول أولويات مختلفة في الوقت الراهن". وفي الإمارات ، سلطت الصحف الصادرة اليوم الضوء على عدد من القضايا المحلية، إلى جانب الوضع على الساحة العربية وخاصة منها في فلسطين والعمل العربي المشترك. وبخصوص الشأن المحلي ، كتبت صحيفة (الاتحاد) ، عن افتتاح مركز محمد بن راشد للابتكار الحكومي ، الذي يروم تطوير منظومة متكاملة من الأدوات الحديثة لمساعدة الجهات الحكومية على الابتكار في مجالات السياسات الحكومية والخدمات المقدمة للجمهور والهياكل التنظيمية والعمليات والإجراءات بما يعزز من تنافسية دولة الإمارات العربية المتحدة في القطاع الحكومي ، ويعمل على تحويل الابتكار الحكومي لعمل مؤسسي منظم ضمن الحكومة الاتحادية. وأبرزت صحيفة (الوطن) في افتتاحيتها ، إعلان وزراء الخارجية العرب عن حزمة من الإجراءات الجديدة من أجل تفعيل العمل العربي المشترك، وخاصة في ظل مواجهة تحديات كبيرة تتعلق بالإرهاب وضرورة استئصاله والقضية الفلسطينية . أما صحيفة (الخليج) فكتبت في افتتاحيتها عن عدم حسم الفصائل الفلسطينية موقفها بخصوص مسألة المفاوضات مع إسرائيل ، كما أنها لم تنفض يدها من الراعي الأمريكي رغم يقينها بأن المفاوضات عبثية ولا طائل تحتها وأن الولاياتالمتحدة هي شريك أساسي لإسرائيل في إهدار الحقوق الفلسطينية . ومن جانبها ، خصصت صحيفة (البيان) افتتاحيتها ، لدعوة الفصائل الفلسطينية إلى وحدة الصف من أجل مواجهة الآلة العسكرية الإسرائيلية ، مبرزة أن التراشق الإعلامي بين حركتي (فتح) و(حماس) جاء مخيبا للآمال لاسيما وأنه يأتي في ظل ترقب تحقيق تقدم في مفاوضات القاهرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي ومع تلويح الرئيس الفلسطيني باللجوء للمنظمات الدولية وإعلانه خطة لإنهاء الاحتلال.