اهتمت الصحف العربية ،الصادرة اليوم الخميس، بموضوع التحالف الدولي الذي بدأ يتشكل لمواجهة الإرهاب، وخاصة تنظيم (داعش) المتطرف والاجتماع الذي يعقد اليوم بجدة بحضور دول عربية ووزير الخارجية الأمريكي لبحث تشكيل هذا التحالف، فضلا عن مواضيع أخرى تهم على الخصوص القضية الفلسطينية والوضع في غزة بعد انتهاء العدوان الإسرائيلي على القطاع وتطورات الأوضاع في دول عربية منها اليمن وليبيا وسوريا. ففي مصر، واصلت الصحف المصرية تركيز اهتماماتها على التحرك الدولي ضد الإرهاب والاجتماع الدولي لمكافحة هذه الظاهرة، المقرر انعقاده بجدة، وردود الفعل حول الجهود التي تقوم بها الولاياتالمتحدة الأمريكية لحشد أكبر دعم لمواجهة تنظيم (داعش)، إلى جانب إثارتها للخلاف المصري السوداني حول محافظتي "حلايب وشلاتين". وهكذا، كتبت جريدة (الأهرام) في مقال لها بعنوان " اجتماع جدة.. نحو تحرك دولي لمكافحه التنظيمات المتطرفة" أنه وفي ما يوصف بأنه أول تحرك دولي ضد إرهاب تنظيم داعش الذي بدأ يتوغل داخل المنطقة العربية، وبمشاركة دولية وإقليمية وعربية، تستضيف جدة اجتماعا دوليا لمكافحة الإرهاب والتنظيمات المتطرفة. وأضافت أن هذا الاجتماع يأتي في أعقاب ما أعلنه العاهل السعودى الملك عبد الله بن عبد العزيز ومناشدته زعماء العالم الأسبوع الماضي بالإسراع في محاربة الإرهاب "بالقوة وبالعقل وبالسرعة"، محذرا من أنه إذا لم تتم مكافحته فإن الإرهابيين يستهدفون الوصول لأوروبا خلال شهر، وستليها أمريكا في الشهر التالي ، معتبرا أن صمت الدول عن مكافحة الإرهاب "لا يجوز أبدا في حقوق الإنسانية". أما جريدة (الأخبار) فأشارت تحت عنوان "جهود أمريكية مكثفة لمواجهة أكبر تهديد إرهابي منذ 11 شتنبر 2001" إلى أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما كثف جهوده لحشد أكبر دعم لاستراتيجيته ضد تنظيم (داعش)، التي كشف عنها خلال خطاب موجه للشعب الأمريكي تزامنا مع الذكرى الثالثة عشر لاعتداءات 11 شتنبر، في حين تستضيف السعودية اليوم اجتماعا بين وزير الخارجية الأمريكية جون كيري، الذي بدأ أمس جولة بالمنطقة ووزراء خارجية عشر دول عربية بينها مصر إضافة إلي تركيا. وقالت إن ذلك يأتي في الوقت الذي اعتبر فيه مسؤولون في المخابرات الأمريكية أن تصاعد نفوذ جماعات مسلحة مختلفة حول العالم يمثل أكثر تهديدات الإرهاب تعقيدا منذ هجمات 11 شتنبر. أما صحيفة (المصري اليوم) فقالت من جهتها، إن الولاياتالمتحدة الأمريكية تمارس ضغوطا كبيرة على بعض الدول العربية، لإقناعها بالمشاركة في التحركات العسكرية المرتقبة ضد تنظيم ''داعش'' الإرهابي في العراق وسوريا وتحمل الفاتورة المالية للحرب التي يأتي الإعداد لها مشابها لسيناريو حرب تحرير الكويت. وبخصوص الخلاف الذي استجد حول محافظتي "حلايب وشلاتين " بعد إعلان السودان حلايب دائرة انتخابية ، نقلت صحيفة (الوطن) عن مصادر ديبلوماسية قولها إن "مصر لن تتنازل عن شبر واحد من المحافظتين، وأن محاولات السودان المستمرة لضمهما تهدف افتعال توتر في العلاقات بين البلدين . وأضاف المصدر، حسب الصحيفة، أن مصر أكدت خلال أيام قليلة للمسؤولين السودانيين "أننا لن نتنازل عن شبر واحد من حلايب وشلاتين ، وأننا نتجنب المصادمات مع دول الجوار". وفي قطر، اهتمت الصحف باجتماع جدة والعلاقات القطرية التركية وموضوع إعمار غزة واستمرار الاعتداءات الإسرائيلية على المواطنين الفلسطينيين. وفي هذا الصدد كتبت صحيفة (الوطن) في افتتاحيتها بعنوان "دور قطري فعال في مؤازرة غزة" عن جهود قطر لمؤازرة قطاع غزة الذي تعرض مؤخرا لعدوان همجي إسرائيلي، تعرض فيه السكان، وتعرضت فيه البنيات التحتية التعليمية والصحية لتدمير كبير. وقالت إن هذه الجهود تعكس مدى ما توليه القيادة القطرية الرشيدة، من اهتمام عظيم للقضايا الحيوية للأمتين العربية والإسلامية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، ومن مؤازرة الشعب الفلسطيني والوقوف إلى جانبه، لتجاوز محنته الراهنة، والتي تضاعفت فيها معاناة أهل غزة بسبب استهداف وحشي من قبل إسرائيل للسكان وللبنيات التحتية. أما صحيفة (الشرق) فتحدثت من جهتها عن دور قطر في مجال الوساطة لفض عدد من الخلافات والقضايا الشائكة . وقالت في افتتاحيتها إن قطر أكدت "ريادتها لفض المنازعات وحل الخلافات الإقليمية والدولية، حتى أصبحت قبلة لكل المظلومين من أنحاء العالم، وتعدد قاصدوها طلبا للوساطة في حل النزاعات، أو الإفراج عن رهائن ومختطفين مدنيين أو عسكريين". وأعربت عن اعتقادها بأن سياسة قطر مكنتها من لعب دور الوسيط العادل الذي لا يميل إلى أي طرف في أي نزاع أو قضية إقليمية أو دولية، فتقاطرت عليها الوفود في قضايا متعددة، بدءا من القضية اللبنانية وقضية دارفور وجنوب السودان، وانتهاء بأزمة الأمة في غزة والرهائن والمختطفين. وفي البحرين، واصلت الصحف تحليل واقع تنظيم (الدولة الإسلامية) الإرهابي والتحالف الإقليمي الساعي إلى مواجهته، إذ اعتبرت جريدة (الوسط) في مقال بعنوان "مواجهة (داعش) في مرحلتها الحرجة"، أن هناك تعقيدات أمام تأسيس هذا التحالفº وذلك لأن "العواصم العربية الصديقة لواشنطن تمر بمرحلة انعدام الثقة وخيبة أمل بالإدارة الأمريكية لأنها لم تضرب النظام السوري العام الماضي، واكتفت بنزع أسلحته الكيماوية. كما أن كثيرا من الفصائل المقاتلة في سورية تشترك في الأفكار التي تتبناها (داعش) ولو بصورة أقل وحشية". ومن جانبها، رأت جريدة (الوطن) في مقال بعنوان "(داعش).. الطفل الذي ترعرع أمام أعيننا"، أن السيطرة السريعة لتنظيم (داعش) على مناطق شاسعة في العراق وسورية والجرائم التي يرتكبها كل يوم بحق من يخالفونه، لم يكن لها أن تتم لو أن العالم سارع إلى تقديم الدعم للثورة السورية منذ انطلاقتها، وتبنى فصائلها السورية المعتدلة قبل أن تتحول، بفعل فاعل، إلى صراع طائفي أكل الأخضر واليابس، وساهم في بقاء نظام الرئيس بشار الأسد إلى الآن ومنحه مزيدا من فرص المناورة على المستوى الداخلي والخارجي. وفي مقال بعنوان "العرب والتحالف الذي تريده أمريكا"، أكدت جريدة (أخبار الخليج) أنه على الرغم من أن الدول العربية في مقدمة الدول التي يهمها محاربة الإرهاب في المنطقة، إلا أن أسئلة محددة يجب أن تكون إجاباتاها واضحة بالنسبة لهذه الدول، قبل أي حديث عن المشاركة في التحالف الذي تريده أمريكا، وفي مقدمة هذه الأسئلة "ما هي طبيعة هذا التحالف بالضبط، وما هي أهدافه الحقيقية، وعلى أي أسس بالضبط يطلبون انضمام الدول العربية¿". وأوضحت الجريدة أنه من واقع الاستراتيجية الأمريكية المتبعة، وما تفعله واشنطن حتى الآن في العراق والمنطقة العربية عامة، "هناك من دواعي القلق والشكوك العميقة في حقيقة نوايا أمريكا، ما يجعل من انضمام العرب إلى هذا التحالف على النحو الذي تريده أمريكا، أمرا مرفوضا". ومن ناحيتها، تناولت جريدة (البلاد) الموضوع من زاوية أخرى، إذ اعتبرت أن كل ما تقوم به (داعش) من جرائم بشعة هو "ما يشكل نقلا بحذافيره من هدي وإرشاد كتب الظلام في التراث، حتى في طريقة الإمساك بالضحية وعملية نحرها ما تجد أمثلة أثره في ظلام كتب التراث التي تسير على نهجها (داعش) من أجل إقامة دولة الخلافة!"، مبرزة أن "الاسلام السياسي يرفع لواء القدسية على كتب التراث وأئمتها وفقهائها لكي يحقق منافعه الذاتية ومصالحه السياسية". وفي اليمن، شكلت تطورات الأزمة التي يمر منها اليمن والتصعيد الحوثي المحور الأساسي لاهتمامات الصحف . وفي هذا الصدد نقلت صحيفة (الثورة) عن رئيس هيئة الاصطفاف الشعبي اليمني يحيى حسين العرشي دعوة لجميع الأطياف والمكونات الحزبية ومنظمات المجتمع المدني إلى "تحمل مسؤولياتها أمام الوطن وتجاوز كل الخلافات للخروج من الأزمات المتلاحقة، ومن أجل اليمن". ودعا العرشي في الحديث الذي خص به الصحيفة اليمنية الرسمية أيضا إلى "التعامل مع المرحلة والأيدي بعيدة عن الزناد ... لأنه بالحوار والسلم نحقق ما نبتغيه ... ولان نهج الطريق المؤدي إلى العنف ستكون له نتائج كارثية على الوطن"، مشددا على ضرورة الإسراع بتشكيل حكومة إنقاذ وطني "للاضطلاع بمسؤولياتها في هذا الظرف الاستثنائي". وبدوره رأى الكاتب في صحيفة (اليمن اليوم) عباس غالب أن "الأمل يحدو الجميع بأن ترفع الأطراف المعنية أصابعها عن الزناد"، معتبرا أن تحقيق هذا الهدف يتطلب "التأكيد على ضرورة العمل حثيثا بين مختلف الأطراف لتجنيب اليمن أن يكون مجرد اسفنجة لامتصاص انعكاسات الصراع المحتدم والمؤسف في بعض دول المنطقة". ودعا الكاتب في هذا الصدد إلى مصالحة مجتمعية وشراكة وطنية لا يستثنى فيها أحد، "خاصة في ظل ارتفاع أسهم قوى مؤثرة على الساحة الوطنية كالحوثيين والحراك الجنوبي السلمي وغيرها من القوى الصاعدة التي لا بد أن يكون لها حضور في أية صيغة لبناء اليمن الجديد". وتحت عنوان "استراحة متحاربين" سجلت صحيفة (الأولى) ما ساد العاصمة اليمنية أمس من هدوء حذر بعد يوم دام تبعته ردود أفعال سياسية متباينة، فيما واصل الجانبان التصعيد الإعلامي، وتحميل بعضيهما مسؤولية ما حدث، وذلك في الوقت الذي واصلت فيه جماعة الحوثي مسيراتها واعتصاماتها في عدد من المدن. ونقلت (الأولى) في هذا الصدد عن مصادر محلية قولها إن المعتصمين بمداخل العاصمة والقادمين من محافظات أخرى (حوثيون) واصلوا منع السيارات الحكومية والتابعة للجيش من الدخول إلى صنعاء ومغادرتها عبر الطرق الرئيسية التي يتمركزون فيها، "احتجاجا على اعتداء قوات الأمن على المعتصمين والمحتجين". وفي الإمارات، خصصت الصحف اهتماماتها لتطور المشهد السياسي في العراق وجهود محاربة الإرهاب، إلى جانب قضايا ومواضيع محلية. وكتبت صحيفة (الاتحاد) أن السلطات الإماراتية تتوفر على رؤية واضحة وخطة معتمدة لتحسين تنافسية الدولة، مشيرة إلى تأكيد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي أن المصلحة الوطنية العليا تحتم تحسين تنافسية الإمارات عالميا. وفي الشأن العراقي، كتبت صحيفة (الخليج) في افتتاحيتها، أن العراق خطا خطوة صحيحة في اتجاه تعزيز العملية السياسية بعد إعلان تشكيل الحكومة العراقيةالجديدة برئاسة حيدر العبادي وحصولها على ثقة البرلمان، مؤكدة أن ذلك يقضي بذل الكثير من الجهد والعمل لإخراج البلاد من أتون المحاصصة الطائفية وإنقاذها من المأزق الذي وضعها فيه الاحتلال الأمريكي من خلال "سياسات خبيثة أدت إلى تفكيك عرى وحدته الوطنية وسيادته وتركته نهبا للفوضى والفساد والإرهاب". ومن جانبها، شددت صحيفة (البيان) في افتتاحيتها على حاجة العراق إلى تكريس أسس ومقومات الدولة العصرية المؤهلة دون غيرها لضبط حدود الحريات والحقوق وتوازن المصالح في مناخ يتسم بالأمن الجماعي والاستقرار السياسي، مشيرة في السياق ذاته إلى أن التوترات الطائفية في المنطقة وخاصة المنبثقة عن الصراع في سوريا والأزمة السياسة والأمنية في العراق، وفرت بيئة خصبة لتنظيم (داعش) للتمدد في البلدين وتنفيذ ممارساته الإجرامية واللا إنسانية. أما صحيفة (الوطن)، فخصصت افتتاحيتها لذكرى اعتداءات 11 شتنبر 2001 الإرهابية، مؤكدة أن العالم يجد نفسه اليوم في مواجهة تهديدات إرهابية أخطر وأكثر من السابق، في ظل الحاجة إلى تعزيز التعاون والتنسيق بين الدول. وفي السودان تمحور اهتمام الصحف أساسا حول الاجتماع الذي سيعقده مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بجنيف في نهاية الشهر الجاري. وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة ( الخرطوم) أن " أغلب الإرهاصات تفيد أن هذه الجلسة لن تكون عادية بالنسبة للسودان على الأقل، وذلك بسبب ما رشح من معلومات وأحداث تقول الكثير من الدلائل إنه سيكون لها ما بعدها" ، مبرزة أن السودان، الذي أبدى استعدادا تاما للتعاون مع كافة آليات الأممالمتحدة المتعلقة بحقوق الإنسان، يصف وضعية حقوق الإنسان بالبلاد بالمثالية مقارنة مع كثير من الدول المجاورة في وقت يصر فيه الأمريكيون والأوربيون على تدهور هذه الحقوق بدون أي سند. من جهتها، قالت صحيفة ( التيار) " يستعد المؤتمر الدولي لحقوق الإنسان في دورته الحالية لإدانة السودان - كالعادة بإيعاز من الدول الكبرى، التي دائما ما تضعنا أمام البند الرابع الذي يفرض علينا مراقبا أمميا لحقوق الإنسان، مما يزيد ضغوطا سياسية واقتصادية على هذا الوطن عاما بعد عام حتى وصلت إلى سبعة عشر إدانة في العقدين الماضيين". واهتمت صحيفة ( الرأي العام ) باللقاء الذي جرى أمس بالخرطوم بين الرئيس البشير والوسيط الإفريقي ثامبو أمبيكي، معتبرة أن هذا اللقاء" كان مثمرا من حيث إنجاح مشروع الحوار الوطني، لم يكن أكثر المتفائلين يتوقع هذه النتائج بالنظر إلى تعقيدات المشكل السوداني وأسقف التفاوض التي تتبناها الأطراف المتباعدة .. النتائج التي خرج بها اللقاء جاءت إيجابية وقد خرج منها السودان منتصرا لأنها لبت رغبات الأطراف كافة وأماطت الأذى عن طريق الحوار". وتوقفت صحيفة (اليوم التالي) عند إعلان إحدى اللجن الخاصة بالإعداد للانتخابات العامة المزمع تنظيمها بالسودان في العام القادم، إدراج منطقة حلايب المتنازع عليها مع مصر، دائرة انتخابية سودانية ، قائلة إنه " على متنافسي الدائرة وضع تاريخ حلايب وأهميتها في الاعتبار والدعوة إلى ممارسة السيادة وعدم رفع اليد، وترك فراغات تتمدد فيها السلطات المصرية". أما صحيفة ( الانتباهة) فقد تطرقت إلى انتخاب رئيس ومكتب جديد لاتحاد الصحافيين السودانيين أول أمس، حيث أشارت إلى أن قيادة الاتحاد الجديدة مواجهة بأسئلة الحرية والمسؤولية الوطنية والواجب الوظيفي للصحافة تجاه المجتمع وواقع الصحافيين وحالة أوضاعهم ، مشددة على أن البرامج وخطط العمل من جانب هذا الاتحاد يجب أن تصوب وتوجه إلى الحقائق الموضوعية وليس من أجل الشعارات والدعاية السياسية. وفي الأردن، تركز اهتمام الصحف على موضوع المشاركة الأردنية في التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش"، في ضوء زيارة جون كيري لعمان، إضافة إلى اهتمامها بإجراءات إغلاق جمعيات ومؤسسات تتلقى تمويلا أجنبيا، وبالمشهد الفلسطيني بعد وقف العدوان الإسرائيلي على غزة. فقد اعتبرت صحيفة "العرب اليوم" أن من حق بعض النواب، الذين وقعوا مذكرة تحذر من الانضمام للتحالف الدولي الجديد ضد "داعش"، إبداء الحذر والقلق بشأن المشاركة الأردنية في هذا التحالف، مضيفة أنه "في الوقت الذي ندعو فيه لتحصين المجتمع ضد التطرف ونثق فيه بالأجهزة الأمنية، لا يوجد مبرر للتسرع في إظهار الحماس لتحالف دولي لا أحد يعرف ما الذي يريده بصورة محددة". وقالت إن من يطرحون قراءة مغايرة للمشاركة في التحالف الجديد لديهم وجهة نظر، "لا بد من مناقشتهم بدلا من التنديد بهم"، مشيرة إلى أن "التحالفات الدولية في الجوار أدت إلى وجود + دول فاشلة +، ولم تستأصل العنف والإرهاب ولم تحقق الاسترخاء وتسببت بإنتاج أطنان من المتشددين والمتطرفين". وعن الموضوع ذاته، كتبت "الدستور"، في مقال بعنوان "نحن والتحالف الدولي ضد داعش"، فقالت "أن نكون جزءا من هذا التحالف، فهذا أمر مفهوم ... لكن المفهوم أيضا أن تكون لنا، كغيرنا من الدول الأعضاء، مواقف وضوابط ومحددات... حتى لا نضطر لدفع أثمان نحن في غنى عنها". وأعرب كاتب المقال عن اعتقاده بأن هناك "حاجة لمبادرة حكومية واضحة، تخاطب من خلالها الرأي العام الأردني (...) مبادرة تحدد أسس وموجهات ومنطلقات وأهداف التموضع الأردني في الحرب على الإرهاب". أما "السبيل"، فذهبت إلى أن زيارة كيري إلى عمان "سيكون لها أثر سريع ومباشر"، مضيفة أن مشاركة الأردن في التحالف "تبدو محسومة في اتجاه ال+ نعم +، لكن السؤال الأساسي هو عن شكل المساهمة وطبيعتها، هل هي رمزية أم جوهرية، ثم ثمة جدل آخر حول كونها عسكرية أم مجرد استخباراتية". وحذرت الصحيفة من "التورط في حرب لا ناقة لنا فيها ولا جمل"، معتبرة أن "داعش" "موجودة في الأردن بشكل تعلمه الأجهزة الأمنية، وهنا يكمن خطر محاربتها تحت عنوان أجندة غربية". وقالت إن الحرب ضد الإرهاب "ليست لنا والأجندات الخاصة يجب أن تتوقف". وتناولت صحيفة "الغد" موضوع الإجراءات التي أعلنتها مؤخرا الحكومة الأردنية تجاه عشرات الجمعيات والمنظمات "غير الربحية"، والمتمثلة في إغلاق 36 جمعية ومؤسسة، معتبرة أن هذه الإجراءات أعادت إلى الواجهة قضية الجدل حول التمويل الأجنبي. وبعد أن أشارت إلى أن التقديرات الدقيقة والواضحة لما يضخ في الأردن من تمويل أجنبي لجمعيات ومؤسسات ومراكز دراسات "تبدو أمرا صعبا وغير متوفر"، خلصت إلى أن "الثابت الوحيد في عالم التمويل الأجنبي، أنه يزخر اليوم بالفوضى وغياب الشفافية، والجهود المشتتة، دون أي تنسيق وطني. وهو أمر بحاجة إلى تنظيم، بما يفوق قدرة وزارة التنمية الاجتماعية منفردة". وتطرقت صحيفة "الرأي"، من جهتها، إلى المشهد الفلسطيني، فاعتبرت أن هناك بعد الاتفاق بين فصائل المقاومة وحكومة الاحتلال "مشهدا فلسطينيا جديدا أو ربما متجددا، وأول معالمه عودة التوتر بين حماس وفتح"، مشيرة إلى "تعثر عملية الوفاق والمصالحة، فغزة تحت حكم حماس، والضفة تحت حكم فتح وكلا الحكومتين تحت وطأة الاحتلال". وسجلت أن ما بين "هدوء جبهة الضفة والتنسيق الأمني بين السلطة وإسرائيل، واتفاق القاهرة الأخير قاسم مشترك هو توقف المقاومة غير المحدود زمنيا، فإسرائيل لا تثق بأحد سواء اعترف بها أم لا، وليس لها صديق وما يهمها أولا المعطيات على الأرض". وبلبنان، استأثر الوضع الأمني واجتماع جدة بخصوص (داعش) وتساؤلات عن حضور لبنان، على اهتمامات الصحف ، إذ أشارت (الحياة) في نسختها اللبنانية، إلى أنه من المنتظر أن يشارك لبنان في الاجتماع الذي ينعقد اليوم في جدة" ناقلة عن مصادر بوزارة الخارجية اللبنانية تأكيدها بأن "أي عمل مشترك عربي- إقليمي دولي ضد الإرهاب أمر أكثر من مطلوب. ولبنان بمشاركته ينطلق من وجود قرار قوي ومفيد صادر عن اجتماع الجامعة العربية مطلع الأسبوع، ولا يمكن أن يكون اعتراض على هذه المشاركة من الفرقاء طالما وجهته مكافحة الإرهاب التكفيري". وقالت إن "هناك حذرا لبنانيا من أن يؤثر استبعاد الدول الغربية روسيا وإيران عن الائتلاف الدولي لمحاربة الإرهاب، سلبا في الوضع اللبناني... في وقت تتطلب مكافحة الإرهاب وضع الخلافات جانبا". واعتبرت (الجمهورية) أن خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما " شكل محطة فاصلة بين مرحلتين، حيث بدأ اعتبارا من اليوم العد العكسي الفعلي لإخراج "الدولة الإسلامية" من العراق، وذلك بغض النظر عن المدة التي يمكن أن تستغرقها الترجمة العملية للقرار الدولي، خصوصا أن من مصلحة أوباما أن يضع هذا الإنجاز في "(جيبه) عشية الانتخابات النصفية للكونغرس الأمريكي. ولكن اللافت أن الرئيس الأميركي استبق خطابه باتصال هاتفي أجراه مع العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، في إشارة إلى أن واشنطن لن تقدم على أي خطوة في المنطقة من دون التنسيق مع الرياض". وعلى نفس الصعيد، و"على وقع تمدد التهديد التكفيري في جسم المنطقة" أبرزت (السفير) أن لبنان "يشارك اليوم عبر وزير الخارجية في لقاء جدة المخصص للبحث في سبل مواجهة الإرهاب" مضيفة أن المشاركة في هذا اللقاء تطرح تساؤلات عدة، من بينها، "ما الذي تستطيع الدول الحاضرة أن تقدمه للبنان في ظل "النيات المضمرة" لبعضها، وما الذي يستطيع هو أن يقدمه في ظل واقعه الصعب، على مستوى القدرات العسكرية المتواضعة لجيشه، والوضع المالي الصعب، والشغور في رئاسة الجمهورية¿" "كيف للبنان" تقول الصحيفة- "أن يكون شريكا حقيقيا في الحرب على الإرهاب، فيما تسليح الجيش لا يزال يتم بÜ"القطارة"، مع إبقاء مليارات الدولارات المخصصة لدعمه مجرد حبر على ورق، والاستمرار في حرمانه من العتاد النوعي حرصا على أمن إسرائيل¿ هل سيرتب حضور لبنان التزامات تفوق طاقته على التحمل، أم سيرتب على الدول التزامات حياله، وهل سيضعه في قلب العاصفة أم سيحميه منها¿ وإلى أي حد سيكون ممكنا تحصيل دعم حقيقي للدولة في مواجهة الارهاب، بينما المجتمع الدولي يتقاعس في ملف إنساني يفترض انه اقل تعقيدا، كما يتبين عبر مماطلته في تقديم الحد الادنى من المساعدات الحقيقية، لاحتواء تداعيات قضية النازحين السوريين". من جهتها قالت (الديار) إنه" يبدو" أن لبنان " أمام خلاف وزاري في شأن اشتراكه في الجبهة الدولية التي ترأسها واشنطن لمحاربة (داعش)، بسبب استبعاد واشنطن لسوريا من الجبهة الدولية وكذلك ايران وروسيا". وعلى المستوى الأمني، أجمعت كل الصحف على أن "هاجس الإرهاب التكفيري لا يزال الحاضر الأقوى بمخاطره الداهمة التي تتخذ أشكالا مختلفة"، معتبرة أن الوضع يسير نحو "التهدئة مبدئيا، بعدما أيقن الجميع أن المزايدات تزيد الوضع تعقيدا ، لا بل يمكن أن تضع البلاد على شفير الهاوية، فيما المعالجات لا يمكن أن تتمø إلا بتضافر جهود الجميع وتوافق القوى السياسية كلها".