انصب اهتمام الصحف العربية الصادرة اليوم الجمعة على الوضعين الأمني والسياسي في لبنان، وتطورات الساحة السياسية في اليمن،وإغلاق الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الأقصى، وقرار السويد الاعتراف بدولة فلسطين ومحاربة الإرهاب في المنطقة . ففي لبنان، كتبت (الأخبار) أنه لا يبدو أن خاطفي العسكريين اللبنانيين في عرسال (بلدة متاخمة للحدود السورية) في عجلة من أمرهم، إذ "يواصلون ابتزاز الدولة ويحصلون على مطالبهم، أموالا ومساعدات طبية وغذائية تضمن استمرارهم في احتلالهم لأحراش البلدة ، فيما لا تملك الحكومة إعطاء أهالي المخطوفين أي تطمينات أو ضمانات". وأشارت اليومية إلى أن ست شاحنات من المساعدات الغذائية والطبية أدخلت أمس الى عرسال، "ستنتهي على الأرجح في أيدي الخاطفين الذين يواصلون ابتزاز الدولة اللبنانية ويتلاعبون بها، وبأهالي المخطوفين"، مضيفة أن " آخر "فنون" الابتزاز توجه الموفد القطري في القضية، السوري أحمد الخطيب، إلى عرسال أمس لاستكمال المفاوضات مع خاطفي العسكريين ومحاولة الحصول منهم على لائحة خطية وواضحة بمطالبهم". أما (الديار) فاعتبرت أن تحديد رئيس مجلس النواب نبيه بري موعد جلسة التمديد للمجلس النيابي في 5 نونبر المقبل يضمن للنواب "الاستمرار ب (البرلمان) دون أي توكيل من الشعب". وفيما كان نواب الأمة يحتفلون بتحديد موعد جلسة التمديد، تضيف الصحيفة، كان الجيش يكمل انجازاته الميدانية على الأرض "عبر ضرب رموز التكفير والعصابات الارهابية في ظل حصانة شعبية اكتسبها الجيش بدماء شهدائه الأبطال". وقالت إن "الفرق كبير وشاسع بين المشهدين أمس، مشهد يؤسس لموت الحياة السياسية ومشهد يؤسس لحفظ البلد ومستقبله وأمنه وتطوره". وعلاقة بالموضوع نفسه، أبرزت (السفير) أن "أمر التمديد النيابي حسم، أما الفراغ الرئاسي، فلا مخرج له ولا مخرج". وفي الشأن الأمني، ذكرت الصحيفة أن "رسائل فرنسية وأمريكية وصلت مؤخرا إلى القيادة القطرية بوجوب التحرك سريعا على خط ملف الأسرى اللبنانيين لدى تنظيمي (جبهة النصرة) و(داعش)، خصوصا في ظل تجديد الإرادة الدولية بنزع أي فتيل تفجير في الداخل اللبناني، وهي الإرادة التي ترجمت بالحسم السريع لمعركة طرابلس". وكتبت صحيفة (البناء)، في السياق نفسه، أن "كل شيء كان ينتظر التفاهم بين إيران والسعودية، حتى تتحرك ملفات لبنان والمنطقة من العراق إلى سورية وفلسطين"، مضيفة الأجواء السعودية الإيرانية "اكفهرت فجأة، وتصاعدت اللهجة التصادمية، وبدا أن المنطقة ذاهبة إلى جولة مواجهة غير مفهومة في زمن (داعش)، حيث الخطر الأول هو الإرهاب". أما في اليمن، فاعتبرت صحيفة (الثورة)، في مقال لها، أن المهام أمام الحكومة المرتقبة "صعبة جدا" وبالتالي لن تتمكن من النجاح "إلا إذا كانت حكومة كفاءات يتسم أعضاؤها بالنزاهة والتخصص والخبرة والوعي، ويكون هدفها الأسمى إعلاء مصلحة الوطن والشعب على المصالح الشخصية والحزبية أو غيرها". واستطردت الصحيفة "لعل العقلاء أو الحكماء وحدهم يدركون بأن الأوضاع الخطيرة التي يشهدها الوطن تستدعي من الجميع تغليب المصلحة العليا للوطن على ما عداها من المصالح الحزبية أو الجهوية"، مؤكدة أن الأحزاب أو الأطراف المتصارعة مطالبة اليوم بأن تبادر أو تعمل على وقف العنف أو الاقتتال وأن تجنح إلى السلم و حقن الدماء وتوحيد الصف وعدم الخروج عن جادة الصواب حفاظا على استقرار الوطن. من جهتها ، ذكرت (نيوز يمن) انه في إطار مساعي الأممالمتحدة الرامية إلى مساعدة جميع الأطراف في تنفيذ بنود اتفاق السلم والشراكة بشكل كامل ودون انتقائية، عقد مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومستشاره الخاص لشؤون اليمن جمال بنعمر أمس في صنعاء لقاء مع ممثلي القوى السياسية الموقعة على اتفاق السلم والشراكة. وقالت الصحيفة إن بنعمر جدد خلال هذا اللقاء دعوته للأطراف اليمنية بالتعجيل بتشكيل الحكومة الجديدة، مؤكدا أن الأممالمتحدة ستعمل مع جميع الأطراف اليمنية لتذليل العقبات في سبيل الوصول إلى التنفيذ الكامل لاتفاق السلم والشراكة باعتباره الوسيلة الوحيدة لتجاوز الأزمة الراهنة في البلاد. وفي سياق ذي صلة، تحدثت صحيفة (الأولى) عن مبادرة أمريكية في مجلس الأمن الدولي، تتعلق بمشروع قرار ينتظر صدوره عن لجنة العقوبات الدولية بشأن اليمن، وينص على معاقبة أسماء سياسية يمنية، بدعوى عرقلتها للعملية السياسية. وطبقا لمصادر غربية، تضيف الصحيفة، فإن المبادرة الأمريكية استبعدت كلا من عبد الملك الحوثي زعيم جماعة (أنصار الله)، وأحمد علي نجل الرئيس السابق، واعتمدت أسماء الرئيس السابق علي عبد الله صالح، والقياديين في جماعة (أنصار الله) أبو علي الحاكم وأبو يونس الحوثيº مشيرة إلى أن لجنة العقوبات الدولية، تبحث منذ أشهر، إصدار قرار مستند لقرار مجلس الأمن الخاص باتخاذ إجراءات ضد من يوصفون بمعرقلي العملية السياسية في اليمن، وهو القرار المستند بدوره إلى الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة . وفي مصر، كتبت (الأهرام)، في افتتاحية بعنوان "إغلاق الأقصى وعبث إسرائيل"، أن القرار الإسرائيلي بإغلاق الحرم القدسي الشريف يأتي ليؤكد أن الاحتلال فقد رشده وأعصابه، ولم يعد يتحمل هجوم السلام الذي تشنه السلطة الوطنية الفلسطينية، بكثافة ونجاحه خلال الفترة الأخيرة. وبعد أن أشارت إلى أن قرار حكومة السويد بالاعتراف رسميا بدولة فلسطين "يمهد الطريق أمام أوروبا لتكمل مسيرة السويد، والتي رأينا بوادرها في قرار مجلس العموم البريطاني غير الملزم قبل أسابيع بالاعتراف بدولة فلسطين"، قالت إن استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وفي قلبها القدس الشريف "هو أحد الروافد المغذية للتطرف والإرهاب وربما بات التوصل إلى تسوية نهائية، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس إحدى الخطوات الضرورية والأساسية في الحرب ضد الإرهاب". وعلى صعيد آخر، وفي مقال بعنوان "وماذا بعد الخطر في سيناء ومواجهة سيناريو الهدم"، شن محمد عبد الهادي علام رئيس تحرير الصحيفة هجوما ضد جماعة " الإخوان المسلمين" وقال "كان من الممكن أن يمر تصدي المصريين، جيشا وشعبا، لحكم جماعة خلطت الدين بالسياسة مرور الكرام، أو نعتبره مجرد حقبة سريعة نتجاوزها نحو فجر جديد لبلدنا لو كانت الجماعة لا تملك أذرعا إرهابية ومالية ودعما من قوى كبرى". وأضاف أن "سحابة العنف والدم الأخيرة" على أرض سيناء "تؤكد أن هناك تخطيطا وتدريبا وتنسيقا رفيعا بين أجهزة استخبارية وبين تنظيمات الإرهاب الدولي في عموم المنطقة العربية وهي تحاول أن تحول دفة الصراع إلى داخل مصر". وارتباطا بالوضع الأمني في سيناء كتبت صحيفة (الوطن ) أن السلطات المصرية "لم تغلق معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة، بل سمحت بمرور 300 مواطن فلسطيني يوميا من أصحاب الحالات الإنسانية أو ذوى الظروف الطارئة". واعتبرت الصحيفة أن نزع ملكية 800 منزل على الحدود المصرية مع رفح مع تعويضهم وإعلان منطقة عازلة بعمق 500 متر على طول 13 كيلومتر هو "عمل سيادي لا يضر أبدا سوى القتلة والمخربين والمهربين الذين لا يريدون لمصر أي خير". وفي قطر تساءلت صحيفة (الراية) عن الذريعة التي تسمح على أساسها إسرائيل لنفسها بإغلاق المسجد الأقصى المبارك، ووصفت القرار بالخطير وأنه تتويج للانتهاكات اليومية من قبل سلطات الاحتلال بحق الأقصى من خلال الاقتحامات اليومية من قبل غلاة المتطرفين وجنود الاحتلال إرضاء لأطماع اليهود المتطرفين في بناء "الهيكل" المزعوم على أنقاض الأقصى المبارك. وأكدت أن ليس هناك من تفسير أو وصف لقرار إغلاق المسجد الأقصى والذي حدث لأول مرة منذ احتلال القدس عام 1967 سوى أنه مؤامرة جديدة لتقسيمه زمنيا ومكانيا، مسجلة تزامن القرار الإسرائيلي باعتراف السويد رسميا بدولة فلسطين الذي وصفته بأنه قرار شجاع وتاريخي، يؤكد أن العالم بدأ يدرك حقيقة نوايا إسرائيل العدوانية. وقالت إن المطلوب من بقية دول العالم أن تحذو حذو السويد من أجل ردع إسرائيل وإجبارها على وقف جميع أشكال الانتهاكات ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته الإسلامية والمسيحية. وبدورها، قالت (الوطن) إن قرار السويد "شجاع" لأنه أول قرار من نوعه تتخذه دولة في الاتحاد الأوروبي، وهو قرار، سيفتح الباب واسعا، أمام اعترافات أوروبية أخرى بل اعترافات عالمية، مضيفة أن السويد، بهذا الاعتراف المنصف، أحقت حقا تاريخيا، وانتصرت لمقاومة شعب اغتصبت حقوقه في أرضه، "وظل يقاوم، لأكثر من نصف قرن، كيانا غاصبا وعنصريا ومدعوما للأسف من القوى العالمية الكبرى". وخلصت الصحيفة إلى أن "ما هو مطلوب من هذا العالم، هو العدل والاعتدال، ورد المظالم التاريخية.. والسويد بهذا القرار التاريخي، كتبت أولى صفحات هذا الكتاب العالمي، الكتاب الذي ظل يترجاه الفلسطينيون، ويتشوق إليه كل الذين سلبت حقوقهم، ويتعرضون للجرائم الكبرى، والفظائع". وفي السياق ذاته، كتبت (الشرق) أنه "لولا الصمت العربي والإسلامي والدولي المعتاد على جملة انتهاكات غير مسبوقة بحق المسجد الأقصى المبارك، لما وصلت جرأة سلطات الاحتلال اليوم إلى حد إغلاق الحرم القدسي تماما قبل أن تعاود فتحه لاحقا". وأكدت أن سلطات الاحتلال السياسية والأمنية و"مراجعه الدينية" تعمل ب"تنسيق متقن على فرض أمر واقع جديد في المدينة المقدسة والمسجد، وهي تقوم بذلك بنجاح وبشكل منهجي وعلى مراحل لتكريس أمر واقع وتقسيم المسجد مكانيا وزمانيا"، مضيفة أنه "في غياب رد فعل عربي حقيقي على جرائم إسرائيل قد نصحو غدا على خبر يقول إن المسجد الأقصى هدم أو نسف من قبل المتطرفين، أو سقط بفعل الحفريات تحته". وبالإمارات، أشادت (الاتحاد) بالإعلان عن فوز إمارة دبي باستضافة الدورة العشرين للمؤتمر العالمي للاتحاد الدولي للعلاقات العامة حول قانون التسجيل العقاري 2016، موضحة أن فوز دبي باستضافة هذا المؤتمر الذي ينظمه المركز الدولي لقانون التسجيل العقاري (سيندر)، جاء بعد حصولها على أغلبية الأصوات، متفوقة على كل من الصين وكولومبيا. وفي موضوع آخر، كتبت الصحيفة عن استكمال الشيخ محمد بن حمد بن محمد الشرقي ولي عهد إمارة الفجيرة والشيخ راشد بن سعود بن راشد المعلا ولي عهد إمارة أم القيوين أمس إجراءات التسجيل بالخدمة الوطنية، بمركز تجنيد الشارقة. ونقلت عنهما تأكيدهما على أن الالتحاق بالخدمة الوطنية "واجب مقدس وشرف كبير". أما صحيفة (البيان)، فخصصت افتتاحيتها للاعتداءات الإسرائيلية المتكررة ضد المسجد الأقصى، مشيرة إلى أن تل أبيب رأت أن ردود الفعل الدولية الباهتة تعني ضوء أخضر لكي تمارس إرهابا موصوفا واستفزازا غير مسبوق يتمثل في إغلاق المسجد الأقصى للمرة الأولى منذ احتلاله عام 1967. وعبرت عن الأمل في "رد عربي واضح وقوي" يفهم تل أبيب أنه لا يمكنها المضي إلى ما لا نهاية في استثمار المشكلات الداخلية لكل دولة عربية واللعب على وتر التناقضات الدولية لأن تلك السياسة ستنتهي إلى طريق مسدود وفشل ذريع بدأت نتائجه تنجلي في الآونة الأخيرة مع عاصفة الانتقادات التي واجهتها إسرائيل من المجتمع الدولي. وتطرقت (الخليج) في افتتاحيتها إلى موضوع التغير المناخي، وذلك عشية انعقاد قمة المناخ العالمية الثلاثاء المقبل بنيويورك لوضع العالم في "طريق جديد" من أجل تخفيض الانبعاثات الغازية التي تقف وراء التغير المناخي .