قررت السلطات الإسبانية تشديد مراقبتها الأمنية على "دواعش" يقبعون في مختلف مؤسساتها السجنية، بعد أن تحولت أخيرا إلى بؤر لتلقين الفكر الجهادي، بهدف استقطاب متعاطفين جُدد من داخل ذات المرافق التأديبية، لتأييد تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام". وقامت السلطات الأمنية الإسبانية بتفعيل خطة أطلقت عليها اسم "برنامج التدخل مع السجناء الإسلاميين"، تهدف إلى مراقبة أنشطة العديد من المعتقلين المتشددين، حفاظا على الأمن الداخلي للبلاد، ولضمان اندماجهم في المجتمع الاسباني، بعد انتهاء مدة السجن. ووفق ما أوردته صحيفة "إلموندو" الإسبانية، فإن هذا البرنامج يشمل مراقبة 186 سجينا، مقسمين إلى 3 مجموعات، الأولى تضم 74 معتقلا يمتازون بقدرة كبيرة على استقطاب مقاتلين آخرين، والثانية تحوي 104 عنصرا، كانوا ينشرون الفكر التكفيري عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أما المجموعة الأخيرة، 8 أفراد، فقد شملت متطرفين بدرجة أقل. ويُظهر تقرير وزارة الداخلية الإسبانية وجود تسعة أفراد متطرفين، معروفين بنشاطهم لخدمة الفكر المتشدد، والتشجيع على تنفيذ أعمال عدائية داخل وخارج إسبانيا، كما أنهم كانوا يحظون بمكانة مرموقة داخل هرم الخلايا الإرهابية التي كانوا ينتمون إليها". وفيما يلي أسماء السجناء التسعة الأكثر خطورة: مارتينيث: شريط يظهر إعدام مواطنين اختار أنطونيو ساينث مارتينيث اعتناق الإسلام، وأطلق على نفسه اسم "علي"، وتزوج من فتاة من أصول مغربية، قبل أن يعتقل في أبريل 2015 بتهمة "تشكيل خلية إرهابية ترسل الشباب للقتال بصفوف تنظيم البغدادي، والتخطيط لتنفيذ أعمال إرهابية فوق التراب الأيبيري"، بعد أن كان يشتغل بمحل للحلاقة بمدينة برشلونة. وتمكنت عناصر الشرطة أثناء مداهمة منزله من العثور على يوميات يحكي فيها كيفية اعتناقه للدين الإسلامي، وكيف تبنى الفكر السلفي، هذا بالإضافة إلى صور التقطها للأماكن التي كان ينوي تفجيرها خاصة البرلمان الكتالوني، وولاية أمن شرطة إقليم كطالوينا المعروفة باسم "لوص موصوص دي إسكوادرا"، كما كان يخطط لاختطاف شخصيات معروفة، وتوثيق لحظة إعدامهم عبر شريط فيديو على طريقة "داعش". لحسن إكسريين: معتقل سابقا بسجن غوانتانامو لحسن اعتقل في شهر يونيو 2014، وهو زعيم خلية إرهابية تطلق على نفسها "لواء الأندلس"، وتتبنى الفكر السلفي الجهادي، وتقوم بتجنيد وتوفير الحماية للراغبين في الالتحاق للتنظيمات الإرهابية، كما كانت تسهل تواصلهم مع قيادات قتالية من داخل بؤر التوتر. وتم توقيف لحسن سنة 2001 بأفغانستان، وسجن في غوانتانامو، قبل أن يجري تسلميه إلى السلطات الإسبانية سنة 2005، والتي أكدت أنها عثرت لحظة مداهمة مقر إقامته على محتويات مكتوبة ومصورة ومسجلة تمجد أعمال "داعش" وجبهة النصرة. عبد السلام الحدوتي: يجند الأطفال للقتال كان عضوا بخلية "لواء الأندلس" الإرهابية، ويشتغل على تجنيد الأطفال الصغار، إذ تم العثور على شريط فيديو سجله بمنطقة غابوية حيث كان يتواجد رفقة أطفال قاصرين كان يلقبهم ب ""أشبال الموحدين المجاهدين الشجعان". ووفق ذات المصدر، كان عبد السلام يحكي للأطفال الصغار عن قصص دامية، تتسم بأجواء العنف وفصل الرؤوس عن الأجساد، كما تمكنت عناصر الشرطة أيضا من احتجاز مجموعة من التوثيقات البصرية لصور أطفال ب"داعش" وهم يقومون بإعدام رهائن. فريد محمد علال اعتقل محمد فريد علال في يناير السنة الجارية، وتشبع بالفكر المتشدد خلال مدة إقامته بالسجن، على خلفية جرائم تخص الاعتداء بالضرب، واعتراض سبيل المارة وحيازة أسلحة نارية بطريقة غير قانونية، وتزعم عصابة إجرامية بمدينة سبتةالمحتلة. وأقدم فريد محمد علال على إطلاق الرصاص ضد دورية للشرطة الوطنية الإسبانية بحي "El principe" وضد مواطنين آخرين، قبل أن يختار تبني المذهب التكفيري بعد انتهاء عقوبته الحبسية انتقاما. سميرة يرو: تجند النساء اعتقلت سميرة يرو، الحاملة للجنسية المغربية، في مارس من السنة الحالية، بينما كانت تحاول السفر إلى سوريا رفقة ابنها، البالغ من العمر 3 سنوات، قصد الانضمام إلى "داعش"، قبل أن يتم إيقافها بمطار "إل برات" بمدينة برشلونة بعد عودتها من تركيا. واعتقلت سميرة من طرف العناصر الاستخباراتية للجمهورية التركية، حيث كانت تود الالتحاق بصفوف "داعش"، كما كانت تقوم بتجنيد وإرسال النساء الأوروبيات والمغربيات للالتحاق بهذا التنظيم الإرهابي"، وفق البيان الصادر عن وزارة الداخلية الإسبانية. سيلبيا C: تجند مجاهدات النكاح اعتقلت ذات المواطنة الإسبانية في يونيو السنة الجارية، بعدما ولجت عالم التطرف بطريقة عصامية، وعن طريق مواقع الانترنيت وشبكات التواصل الاجتماعي، ولم يكن هدفها القيام بأعمال عدائية، وإنما مساعدة "الجنود الجهاديين" على تحقيق "التوازن العاطفي" عن طريق جهاد النكاح. وقضت سيلبيا مدة أربعة أشهر في موريتانيا، حيث كانت على تواصل دائم بقيادات من "داعش"، قبل أن تقرر العودة إلى جزيرة "لانثاروتي" بجزر الكناري لاستئناف نشاطها، كما تمكنت من إرسال ما يزيد عن عشرة نساء من مختلف الجنسيات. بنعيسى: الدرع العسكري بنعيسى لغموشي بغدادي جرى إيقافه في شهر ماي من السنة الماضية، وكان قائد لخلية متشددة تقوم على تدريب المقاتلين بمخيمات إرهابية شمال مالي، كما أنه كان يتمتع بقدرة كبيرة على استمالة متعاطفين جدد مع التنظيمات الإرهابية. وتمكن من إرسال 26 فردا مغاربة وإسبان للقتال مع تنظيم القاعدة بمنطقة الساحل، خصوصا بمالي وليبيا حيث كان يقاتل هو الآخر، إذ قضى أيضا مدة ثمانية أشهر بسوريا، قبل أن يقرر العودة إلى ثغر مليلية المحتل بعد تلقيه تدريبات في فن القتال وصناعة الأسلحة. دافيد محمد محمد: يلقن التطرف لأبنائه اعتقل محمد دافيد في يونيو السنة الحالية، وكان يقوم بتجنيد وإرسال النساء إلى سورياوالعراق، كما أن العناصر الأمنية الإسبانية عثرت في بيته على مجموعة من المحتويات المكتوبة والمسموعة والمرئية تحرض على القتال والجهاد، كما أنه كان يعرض ذلك على أبنائه، كي يعتادوا على مثل هذه المشاهد. ووفق بيان وزارة الداخلية الإسبانية فإن المعني، البالغ من العمر 29 سنة، كان يسجل خطبا دينية متطرفة تحث على العنف وعدم الطاعة للقانون الإسباني، وتدعو إلى تطبيق الشريعة الإسلامية، وقتل المخالفين من "الكفار"، ورفض جميع الأنظمة الحكومية تمهيدا لقيام الخلافة، مضيفة بأنه كان يشتغل جنديا في صفوف الجيش الإسباني، ضمن فرقة المهندسين، قبل أن يتم طرده بعدما تبث تورطه في سرقة معدات عسكرية. مصطفى مايا أمايا: احتل مسجدا بالقوة مصطفى مايا أمايا، إسباني من أصل بلجيكي، اعتقل في شهر مارس من السنة الماضية، بعد ثبوت ضلوعه في نشر أفكار متشددة، كما أنه كان يعد بمثابة القوة المحركة لخلية إرهابية تلقن الفكر المتطرف، وإرسال المقاتلين إلى سوريا. وتوبع مصطفى قضائيا عام 2001 من طرف محكمة مدينة "مالقا" الإسبانية، لاحتلاله مسجدا بطريقة غير قانونية، وعلق ببابه بيانا يحمل عنوان: "الطالبان والنساء"، يدافع فيه عن حق النساء في ارتداء النقاب، باعتباره زيا تقليديا شأنه شأن ملابس رقصة "الفلامنكو".