تمكنت مصالح الأمن المغربية بتعاون مع نظيرتها الإسبانية من إلقاء القبض على مواطن إسباني يتزعم شبكة إرهابية، كانت تقوم بإرسال المقاتلين إلى شمال مالي وليبيا وسوريا، حيث أدى التعاون الأمني بين الدولتين إلى تفكيك خلية إرهابية ينشط أعضاؤها في مدن العروي ومليلية وملكا في تجنيد متطوعين للقتال بالعديد من بؤر التوتر وتزوير جوازات السفر ويتزعمها المواطن الإسباني ذو توجه متطرف الذي يحمل اسم مصطفى واسمه الإسباني "رافائيل مايا أمايا". وقد أسفرت هذه العملية عن إيقاف ثلاثة أعضاء مغاربة بهذه الخلية بمدينة العروي وذلك تزامنا مع اعتقال رأسها المدبر وشركائه من طرف المصالح الأمنية الإسبانية. وراكم زعيم هذه الشبكة الإرهابية علاقات واسعة مع متطرفين مغاربة وأجانب، وسبق أن أقام بمدينة العروي حيث نسج ارتباطات وطيدة مع أفراد بارزين في الخلية التي تم تفكيكها خلال شهر نونبر 2012، المتخصصة في تجنيد مقاتلين مغاربة ضمن صفوف "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" بشمال مالي، قبل أن يستقر بمدينة مليلية ومنها تمكن من إرسال مجموعة من المتطوعين من مختلف الجنسيات للقتال بماليوسوريا وليبيا، إضافة إلى نشاطاته في مجال جمع تبرعات مالية مهمة أرسلت إلى تنظيمات إرهابية. ويتضح جليا من خلال التفكيكات المتوالية للشبكات الإرهابية التي تتخذ من بؤر التوتر، خاصة سوريا، واجهة لها من أجل استقطاب متطوعين مغاربة للقتال بها، إصرار تنظيم القاعدة والجماعات الموالية له، على استهداف استقرار المملكة المغربية وحلفائها، سيما وأن الهدف غير المعلن من وراء هذا الاستقطاب هو تعبئة هؤلاء المقاتلين من أجل العودة إلى أرض الوطن لتنفيذ عمليات إرهابية. وكانت السلطات الأمنية الإسبانية أعلنت عن تفكيك خلية إرهابية تنشط بين المغرب وإسبانيا، وقال وزير الداخلية الإسباني بمناسبة ذكرى الاعتداءات الإرهابية على مدريد "واضح أن إسبانيا ضمن أهداف الجهاد العالمي الاستراتيجية ولسنا بمفردنا بطبيعة الحال لكننا متأكدون أننا مستهدفون". وقال الوزير إن "إسبانيا تظهر في عدد من بيانات القاعدة وفروعها المحلية مثل تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وفروعها التي تقاتل نظام بشار الأسد". وأكد أن منذ 2004 اعتقل 472 إسلاميا متطرفا في إسبانيا بينما اعتقل 105 قبل تلك السنة، مضيفا أن عدد عناصر قوات الأمن التي تساهم في مكافحة الإرهاب "تضاعف خمس مرات" منذ 2004 وبلغ 1800 عنصر حاليا. وفي أبريل 2012 ونونبر 2013 انطلق عشرون جهاديا تتراوح أعمارهم بين 15 و49 سنة من إسبانيا الى سوريا وهم تسعة مغاربة مقيمين في مالكة، جنوب إسبانيا وخيرونا في كاتالونيا (شمال شرق) وسبتة و11 إسبانيا تقريبا كلهم من مواليد سبتة، وفق معهد الدراسات الاستراتيجية "الكانو".