بعد «التنسيق الأمني» بين المغرب وإسبانيا الذي أسفر، يوم الجمعة الماضي، عن تفكيك خلية إسلامية متشددة تستقطب مقاتلين وترسلهم إلى الجبهة السورية، حسب ما أعلن في بلاغين منفصلين للبلدين، تبين أن الخلية، التي تتكون من سبعة أفراد، يقودها مواطن إسباني، مصطفى مايا أمايا، وهو- حسب ما أفادت الداخلية الإسبانية، إسباني مولود في بلجيكا، وقد اعتقل في مليلية مع اثنين فرنسيين، وأنه كان يستخدم الانترنت لتجنيد المقاتلين ومساعدتهم على الانضمام إلى حركات مثل جماعة الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) المنشقة عن القاعدة وجبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة في سوريا وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي. ويوجد من بين المعتقلين ثلاثة مغاربة كانوا ينشطون في مدن العروي، حسب ما ذكره بيان لوزارة الداخلية المغربية، فضلا عن متهم تونسي اعتقل في مالقة. وحسب ما قاله وزير الداخلية الاسباني، خورخي فرنانديز، فإنها «أكبر مجموعة في أوروبا تجند مقاتلين للصراع في سوريا، وأن بعض أعضائها عادوا إلى اسبانيا قادمين من مناطق حروب عملوا فيها مع منظمات مرتبطة بتنظيم القاعدة»، مضيفا أن «الخلية تفككت تماما، الآن، لأن كل أعضائها اعتقلوا ومن بينهم مزورو الوثائق ومنظمو الدعم اللوجيستي والجهاديون». وكان بلاغ للداخلية المغربية قد أوضح أن زعيم الخلية، الذي راكم علاقات واسعة مع متطرفين مغاربة وأجانب، سبق أن أقام بمدينة العروي حيث نسج ارتباطات وطيدة مع أفراد بارزين في الخلية التي تم تفكيكها خلال شهر نونبر 2012، والمتخصصة في تجنيد مقاتلين مغاربة ضمن صفوف «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» بشمال مالي، قبل أن يستقر المعني بالأمر بمدينة مليلية ومنها تمكن من إرسال مجموعة من المتطوعين من مختلف الجنسيات للقتال بماليوسوريا وليبيا، إضافة إلى نشاطاته في مجال جمع تبرعات مالية مهمة أراسلت إلى تنظيمات إرهابية. وانضم مئات المقاتلين من المغرب وتونس والجزائر، فضلا عن إسلاميين أوربيين من أصول عربية، الى قوات معارضة لنظام الأسد، يهيمن عليها الاسلاميون في الحرب الأهلية في سوريا.