تناولت الصحف الأوروبية الصادرة اليوم الأربعاء جملة مواضيع، أبرزها الاتفاق الذي توصلت إليه اليونان مع الدائنين الدوليين حول خطة مساعدة ثالثة، والوضع الأمني في نيجيريا ، والانتخابات الرئاسية الأمريكية. ففي بلجيكا، شكل الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين اليونان والمؤسسات الدائنة حول خطة مساعدات ثالثة لأثينا أهم المواضيع التي ركزت عليها الصحافة. وتحت عنوان ''اليونان تحصل على خطة مساعدة ثالثة ''، كتبت صحيفة (لا ليبر بلجيك ) أن هذا الاتفاق ينهي الأزمة السياسية والمؤسساتية التي استمرت منذ يناير الماضي بين حكومة سيريزا، الحزب اليساري الراديكالي الحاكم في اليونان ، والدائنين. ولاحظت الصحيفة ، أنه مع ذلك ، فإن هذه الاتفاقية تمثل نقطة انطلاق لأزمة سياسية داخلية في البلاد يمكن أن تفضي إلى إجراء انتخابات مبكرة مع نتائج غير مؤكدة ، مشيرة إلى أن التصويت على هذا الاتفاق يوم الخميس المقبل في البرلمان اليوناني ، سيرجح كفة على أخرى ، إذ أن مصير حكومة تسيبراس الذي يواجه معارضة متزايدة داخل حزبه سيتوقف على نتيجة هذا التصويت. وفي مقال بعنوان '' اتفاق يكتنفه غموض كبير'' ، أكدت صحيفة (لو سوار) أن الاتفاق لا يقدم حلا طويل الأمد للمشكلة اليونانية طالما أنها مازالت تحتفظ بالكثير من "المناطق الرمادية "، ولاسيما في ما يتعلق بوتيرة دفع الأموال وبمستوى الرقابة وتدخل الترويكا. وأشارت الصحيفة إلى أن من شأن الإفراج عن الأموال أن يمنح دفعة قوية وضرورية للغاية للاقتصاد اليوناني الذي يواجه ضغطا كبيرا. نفس الرأي، عبرت عنه صحيفة (المستقبل) التي كتبت أن الاتفاق حول خطة ثالثة لمساعدة اليونان تم التوصل إليه فعلا لكن شكوكا قليلة مازالت تحوم حول الجدول الزمني لاعتماده النهائي، معتبرة أن الاتفاق يظل بالرغم من ذلك علامة على مرحلة جديدة في العلاقات بين أثينا ودائنيها الأربعة. وفي ألمانيا، اهتمت الصحف بالاتفاق الذي تمكنت اليونان من التوصل إليه أمس مع الدائنين الدوليين والذي ستحصل بموجبه مبدئيا على حزمة مساعدات ثالثة بعد مفاوضات عسيرة . وترى صحيفة (نوي أوسنايبروكر تسايتونغ) أنه على الرغم من التوصل الى الاتفاق تبقى أسباب التفاؤل الحذر قائمة ، إذ أن تخلف أثينا عن السداد ما زال يهدد بخروجها من منطقة الوحدة النقدية، مشيرة إلى أن ذلك كان بمثابة رسالة واضحة من قبل المانحين الدوليين على طاولة المفاوضات لذلك ، تقول الصحيفة ، على الحكومة اليونانية أن تعتمد الإصلاحات المطلوبة منها . صحيفة (زود دويتشه تسايتونغ) ترى أن الاتفاق مازالت تكتنفه بعض الشكوك موضحة أنه ل ايشكل مساعدات طارئة للإنقاذ ، بل عبارة عن حزمة ديون جديدة، مشيرة إلى أن بعض الذين خاطروا بأموالهم يرون أن خيار خروج اليونان من منطقة العملة الموحدة لا يزال قائما. وبالمقابل كتبت (زود دويتشه تسايتونغ) أن اليونان بحاجة فعلا إلى الوثوق بأن ديونها لن تستمر ومساعدتها من أجل البقاء في منطقة الأورو. أما صحيفة (فولكسشتيمة ) فكتبت في مقال تحليلي تحت عنوان "رحلة نحو المجهول " أن الشكوك في قدرة اليونان على السداد لا تساور الجهات المانحة فقط بل حتى حكومة أثينا نفسها، مضيفة أن هذه الشكوك تترجمها إشارات كثيرة صدرت عن المانحين كصندوق النقد الدولي الذي يطالب ببرنامج إصلاح مقنع إضافة لانسحاب بعض الدول من المشاركة في البرنامج الجديد . صحيفة (راين نيكتار تسايتونغ) من جانبها اعتبرت أن "ملف اليونان تمت تسويته مبدئيا"، مشيرة إلى أنه بهذه التسوية تقول أوروبا لليونانيين "لن نخذلكم "، على الرغم من الشكوك القائمة حول قدرة حكومة أثينا على تنفيذ الاتفاق بالنجاعة المطلوبة . من جهتها، قالت صحيفة (فيستفاليشن ناخغيشتن) أن حكومة تسيبراس بعد هذا الاتفاق "يمكن أن تطلق دخانا أبيض" مشيرة إلى أن هذه الأخيرة تعهدت بالقيام بالإصلاحات ويتعين عليها أن تترجم التزاماتها إلى أفعال، مضيفة أنه بالنسبة لبروكسل ، وبالأخص حكومة برلين ، من الضروري تبديد كل الشكوك. وبدورها اهتمت الصحف الفرنسية بالاتفاق بين اليونان والمتفاوضين من المفوضية الأوروبية والبنك المركزي الأوروبي وصندوق النقد الدولي ، والموافقة على الخطة الثالثة من المساعدات لفائدة اليونان. وكتبت صحيفة (لوموند) أن هذه الخطة يتعين أن تمكن اليونان الحصول على ما يقرب من 86 مليار أورو على مدى ثلاث سنوات وتسديد ،في 20 غشت، قرضا بقيمة 4ر3 مليار أورو للبنك المركزي الأوروبي ، مؤكدة أنه يتعين على اليونان بالمقابل، أن تحد من العجز في ميزانيتها على مدى ثلاث سنوات وتقوم بتنفيذ 35 إجراء هيكلي. وأضافت الصحيفة أنه إذا تم تأكيد الاتفاق اليوم الثلاثاء ، فإن الماراطون الجديد سيبدأ، مشيرة إلى أن البرلمان اليوناني ، سيضطر لقطع عطلته لهذا السبب، إذ عليه المصادقة على مشروع المذكرة التي تؤطر الإفراج عن القرض الجديد وعلى جملة من "الإجراءات ذات الأولوية "، أي المزيد من الإصلاحات والتخفيضات في الميزانية. صحيفة (ليبيراسيون) لاحظت من جانها أن الاتفاق في الوقت الراهن لا يعدو أن يكون اتفاقا تقنيا ، مضيفة أنه إذا تم الاتفاق السياسي في الأيام القليلة المقبلة ،فإن الشطر الأول من المساعدات يتعين أن يدفع لليونان قبل 20 غشت الجاري، وهو التاريخ الذي ينتظر فيه البنك المركزي الأوروبي سداد ما قيمته 4ر3 مليار أورو من قبل أثينا. من جانبها، عبرت صحيفة (فيغارو) في افتتاحيتها عن اعتقادها أنه بهذا الاتفاق الذي تم التوسل إليه بين اليونان ودائنيها تكون أوروبا "أخيرا قد أغلقت قوسي الهستيريا التي كانت ستقود إلى الهاوية "، موضحة أن إنقاذ أثينا مؤقت وأن منطقة الأورو الآن في مأمن من العاصفة المالية. ومع ذلك ، يقول كاتب الافتتاحية فإن"الأمور الصعبة بدأت الآن " بالنسبة لليونان مشيرا إلى أن التنفيذ الفعلي والفوري للإصلاحات والمدخرات التي وعدت بها أثينا لدائنيها يتعين أن لا تواجه الآن أي إكرهات. وفي إسبانيا ، تركز اهتمام الصحف ، بشكل خاص ، حول الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين حكومة اليونان والبلدان الدائنة بشأن خطة إنقاذ ثالثة لفائدة هذا البلد. وفي هذا الصدد كتبت صحيفة (أ بي سي) أن اليونان قبلت خطة إنقاذ مع "تخفيضات وإصلاحات صعبة "، مشيرة إلى أن الدول الدائنة فرضت على الحكومة اليونانية القيام بمراجعة تهم على الخصوص تقليص المعاشات ونفقات القطاع العام. وأضافت اليومية أن حزب الأغلبية في اليونان ، سيريزا، يعيش أزمة داخلية بسبب هذا الاتفاق ، مبرزة أن الجناح الراديكالي في هذه الهيئة السياسية اليسارية "أعلن الحرب على سياسة التقشف ". من جهتها أوردت صحيفة (لا راثون) ، تحت عنوان "تسيبراس يستسلم لتجنب إفلاس اليونان "، أن الترويكا توصلت إلى اتفاق مع الحكومة اليونانية الذي ستحصل بموجبه أثينا على 86 مليون أورو مقابل إصلاحات صعبة. وأشارت اليومية ، في سياق متصل ، إلى أن اليونان ستضطر ، أيضا، بموجب هذا الاتفاق إلى إدخال سلسلة من الإصلاحات على قطاعي الطاقة والمالية ، وإنشاء صندوق للثقة. أما (إلباييس) فذكرت أن رئيس الوزراء اليوناني ، الكسيس تسيبراس، يغامر بمنصبه بعرضه الاتفاق مع بروكسل على برلمان بلاده ، التي يتعين عليها اعتماد 35 إجراء عاجلا غدا الخميس للحصول على أموال الإنقاذ. وأضافت اليومية أن هذه التدابير ستؤثر ، بالخصوص ، على القطاع الفلاحي ، مشيرة إلى أن مزارعي الشمال بدؤوا أمس الثلاثاء التعبئة للاحتجاج على هذا الاتفاق. وتحت عنوان "الطريق بات مفتوحا أمام إنقاذ سياسي لليونان "، كتبت صحيفة (إلموندو) أنه بعد الاتفاق التقني بين مجموعة الأورو والحكومة اليونانية ، سيتوصل الطرفان لاتفاق نهائي بعد غد الجمعة بشأن خطة الإنقاذ الثالثة. وأضافت اليومية أن بروكسل أعربت عن ارتياحها لوتيرة المفاوضات مع أثينا بهذا الخصوص. وفي النرويج، اهتمت الصحف بالعديد من المواضيع المحلية والدولية، من ضمنها الوضع الأمني في نيجيريا، إذ أشارت صحيفة (في غي) إلى القتل الذي تمارسه جماعة "بوكو حرام" الإرهابية التي اتهمت بالوقوف وراء انفجار في سوق في إحدى ولايات شمال شرق نيجيريا ، ما أدى لمقتل العشرات. وذكرت بأن مئات الأشخاص قتلوا خلال الأسابيع الأخيرة في المنطقة في عدد من الهجمات الدامية التي شنتها جماعة "بوكو حرام " الإرهابية. من جهتها، تطرقت صحيفة (داغبلاديت) إلى الانتخابات الرئاسية الأمريكية وتسليط الضوء على المرشح الجمهوري دونالد ترامب الذي قالت إنه يريد كسب الانتخابات التمهيدية داخل حزبه بطرق عدة. وأضافت أن شعار "لنجعل أمريكا عظيمة من جديد " الذي اتخذه ترامب يروج في العديد من المواقع الالكترونية ، معتبرة أنه يذكر بالمجد السابق لبلاده وهو جزء من خطابه الذي يستعمله لكسب ود الأمريكيين والفوز بترشيح الحزب الجمهوري. من جانبها ، أشارت صحيفة (افتنبوستن) إلى أن دونالد ترامب يعتبر حاليا أكثر شعبية من المرشحين الآخرين للحزب الجمهوري. وأوردت عدة تحليلات حول هذا المرشح الجمهوري من بينها رأي يعتبر أن ترامب يتطرق لمواضيع كثيرة في الوقت الذي يسود فيه انطباع لدى مجموعة من الأشخاص بكون الولاياتالمتحدة تسير في الاتجاه الخاطئ.