اهتمت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الاثنين، بجملة من المواضيع المحلية والإقليمية والدولية، أبرزها فتح مراكز لاستقبال اللاجئين في بلجيكا، والوضع في تركيا وسلسلة الهجمات التي تشهدها البلاد، والانتخابات التمهيدية التي جرت، أمس، في الأرجنتين، إضافة إلى مواضيع أخرى. ففي بلجيكا، ركزت تعليقات الصحف على قرار الحكومة الاتحادية فتح أكثر من 2700 مركز استقبال للاجئين لمواجهة تزايد تدفقهم على البلاد، حيث كتبت صحيفة (لا ليبر بلجيك) أن هذا الإجراء، الذي يثير قضايا حول توزيع اللاجئين في البلاد، أثار قلقا لدى بعض البلدات التي يتعين عليها أن تتحمل حصتها من اللاجئين الجدد. وتحت عنوان "البلدات ترث القلق الذي يثيره طالبو اللجوء''، أشارت الصحيفة إلى أن توزيع اللاجئين على كل البلدات مهمة صعبة التحقيق، معتبرة أن العملية تحتاج إلى صياغة قرار سياسي لتنفيذ خطة التوزيع مما، يجعلها بالتالي مستحيلة. واعتبرت صحيفة (لاديرنيير أور)، من جهتها، أن فكرة توزيع اللاجئين بدأت تشق طريقها وهي ممكنة من الناحية القانونية، لكن صعبة من الناحية السياسية. وفي افتتاحية بعنوان ''استقبال اللاجئين أصبح مثيرا للشفقة'' أشارت (لا ليبر بلجيك) إلى غياب رؤية متماسكة طويلة الأجل لمعالجة قضية اللاجئين، مذكرة بأنه في الولاية التشريعية السابقة، قررت الحكومة الاتحادية إغلاق عدد كبير من مراكز استقبال اللاجئين، متجاهلة نداءات العديد من المنظمات غير الحكومية العاملة في هذا المجال، والتي توقعت وقوع انفجار في عدد المهاجرين في السنوات التالية. بدورها ركزت صحيفة (لوسوار) على نتائج استطلاع للرأي كشف عن أن أغلبية كبيرة (61 في المائة) من البلجيكيين يرون أن هناك الكثير من المهاجرين في البلاد، وأن 75 في المائة من الولونيين يرون أن هناك مبالغة في السكان المهاجرين و68 في المائة منهم يرون أن الهجرة بمثابة عبء على الضمان الاجتماعي، في حين يعتقد 59 في المائة أن الجريمة تفاقمت بسبب ارتفاع عدد المهاجرين. وفي فرنسا، سلطت صحيفة (لوموند) الضوء على الميثاق الأوروبي للغات الإقليمية أو لغات الأقليات، الذي وقعته فرنسا سنة 1999 إذ أنه لم تتم المصادقة عليه بعد، مؤكدة أن نص الميثاق بالإمكان أخيرا عرضه سنة 2016 على البرلمان للمصادقة. د/ت/نب/ع ع **********----------********** وقالت (لوموند) إنه كان يلزم فرنسا سبع سنوات من أجل التوقيع على هذا الميثاق، وستة عشرة سنة من أجل المصادقة على النص، معتبرة أن ذلك "استثناء فرنسي يحول أي نقاش حول ما يجمعنا وما يميزنا إلى دراما نفسية"، مضيفة أن مشروع قانون لهذا الغرض قدم من قبل مجلس الوزراء، يوم 31 يوليوز الماضي، ويمكن أن يتم وضعه على جدول أعمال المؤتمر البرلماني الذي يعتزم رئيس الدولة، فرانسوا هولاند، عقده سنة 2016. وعلى صعيد آخر، ذكرت صحيفة (ليبراسيون) أن عمر عثمان العنصر الأساسي الذي يجند "جهاديين" ناطقين بالفرنسية لحساب مجموعة تابعة لتنظيم (القاعدة) في سورية، قتل في هذا البلد، بعد أن أصيب بجروح خطيرة في إطلاق النار عليه يوم 29 يوليوز الماضي. وهذا العنصر المنحدر من مدينة نيس (40 سنة)، والمعروف لدى مصالح المخابرات، تقول (ليبيراسيون) كان واحدا من أكبر المجندين للمقاتلين الشباب الفرنسيين، إذ كان متخصصا في إنجاز أشرطة فيديو دعائية بمؤثرات في مستوى أفلام هوليوود، ينشرها على شبكة الإنترنت، وتحظى بحجم مشاهدة كبيرة. من جهتها، سلطت صحيفة (لا كروا) الضوء على قرار السلطات الروسية إتلاف المئات من الأطنان من المواد الغذائية الغربية، المستوردة بطرق غير شرعية وتدخل ضمن قائمة الحظر الروسية التي فرضت على واردات المنتجات الغذائية من دول شاركت في فرض عقوبات على روسيا، وذلك ردا على العقوبات الاقتصادية ضد موسكو لدورها المفترض في الأزمة الأوكرانية. واعتبر كاتب الافتتاحية في تحليله أن هذا الرد "سيكون بالتأكيد رادعا لأولئك الذين قد تسول لهم أنفسهم انتهاك الحظر. ولكن له أيضا أهمية سياسية"، قائلا إنها رسالة أيضا إلى أوروبا على أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لا يرضخ للضغوط الأوروبية في السياسة الخارجية. وفي ألمانيا اهتمت الصحف بعدة مواضيع أبرزها "الوحشية غير المسبوقة" التي أظهرتها الشرطة الأمريكية مؤخرا ضد المواطنين السود، فكتبت صحيفة (نوي أوسنايبروكر تسايتونغ) أن "الأعمال الوحشية للشرطة تظهر واضحة على أشرطة الفيديو التي تنشر عبر الانترنيت، والتي تبين حقيقة ما يحدث"، مشيرة إلى أن الأشرطة توضح حقيقة أن ضباط الشرطة متهمون غالبا بالقتل الذي لا معنى له وغير المبرر. واعتبرت (نوي أوسنايبروكر تسايتونغ) أنه على خلفية هذه الأعمال أصبح على الأمريكيين تغيير سياستهم الأمنية وطرق تدريب إفراد الشرطة وكيفية ومتى يتعين استعمال الأسلحة النارية التي لا تكون على أساس التنوع الثقافي. من جهتها، عبرت صحيفة (كولنر شتات أنتسايغر) عن قلقها إزاء أعمال القتل التي تقوم بها الشرطة، مشيرة إلى أنه لاشيء تغير منذ أحداث شغب فيرغيسون، إثر إطلاق النار على مراهق أسود أعزل من طرف ضابط شرطة أبيض السنة الماضية، وهاهو السيناريو نفسه يتكرر، تقول الصحيفة، إذ قتل شاب أسود آخر منذ يومين على يد شرطي، في ولاية تكساس. وترى الصحيفة أن "ما يحدث في أقدم ديمقراطية في العالم، غير عادي بل محزن، يضع الشرطة في الولاياتالمتحدة في قفص الاتهام ويبين أن العنصرية عميقة الجذور في البلد، إذ عادت بعد أكثر من خمسين سنة على النهاية الرسمية للفصل العنصري، بقتل الأفارقة بعنف الشرطة، بنسبة سبعة أضعاف عن البيض، وهي أرقام مروعة"، تقول الصحيفة. أما صحيفة (مانهايمر مورغن) فكتبت أنه بعد سنة واحدة على الوفاة المأساوية لمايكل براون البالغ من العمر 18 سنة في فيرغيسون، فإن العديد من الأمريكيين استخلصوا أن شيئا ما غير صحيح يقع، وذلك على خلفية ما يتعرض له السود من عنف من قبل الشرطة والتقارير المنتظمة التي تصدر حول هذا العنف . وترى الصحيفة أن كل أعمال جديدة من هذا النوع تدفع إلى إعادة التفكير في الوضع، مذكرة بأن أسوأ أعمال شغب ضد العنصرية التي شهدتها الولاياتالمتحدة منذ 1990، اندلعت، من سخرية التاريخ، في فترة ولاية أول رئيس أسود. وفي النرويج، اهتمت الصحف، بالخصوص، بالوضع في تركيا وسلسلة الهجمات التي يعرفها هذا البلد في الآونة الأخيرة، إذ أشارت صحيفة (افتنبوستن) إلى مقتل شخصين مؤخرا بعد هجوم انتحاري ضد مركز للشرطة. وذكرت أن الحادث يأتي بعد بدء قوات الأمن التركية هجوما، الشهر الماضي ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني، مشيرة إلى أن تصعيد تركيا جاء أيضا على خلفية محاربتها لتنظيم "الدولة الإسلامية" والغارات الجوية التي شنتها على مواقع له في سورية. من جهتها، أشارت صحيفة (داغبلاديت) إلى نفاق إسرائيل التي اعتبرت أنها في حالة صدمة بسبب تعرض رضيع فلسطيني للحرق عندما أضرم متطرفون يهود النار في منزل عائلة فلسطينية أثناء نومها. وأضافت أنه منذ ذلك الحين ورئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، وغيره من القادة السياسيين يتعاملون بشدة مع المتطرفين اليهود، الذين كانوا وراء هذا الحريق. من جانبها، أشارت صحيفة (في غي) إلى العنف الذي تعرفه مالي خاصة الحصار الذي قام به مسلحون شمال شرق العاصمة، وقتل فيه 12 شخصا، على الأقل. ونقلت الصحيفة تصريحا لأحد المحللين النرويجيين، الذي قال إن هذه العملية قد تكون محاولة اختطاف فاشلة أو أنها هجوم إرهابي، مبرزة أنه من الغريب أن لا تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، خاصة مع وجود جماعات إسلامية متشددة كثيرة. وفي إسبانيا، اهتمت الصحف الرئيسية بالانتخابات التمهيدية التي جرت، أمس الأحد، في الأرجنتين، والتي تأتي قبيل الانتخابات الرئاسية المقررة يوم 25 أكتوبر القادم. وهكذا كتبت (أ بي سي)، تحت عنوان "الانتخابات التمهيدية بداية نهاية الكيرشنريزم "، في إشارة لرئيسة الأرجنتين الحالية كريستينا دي كيرشنر، أن "ما بعد ال كيرشنريزم بدأ"، بعد فوز المعتدل دانييل سكيولي في انتخابات، أمس، بهذا البلد الأمريكي اللاتيني. وأضافت اليومية أن العمدة السابق لمدينة بوينس آيرس، الليبرالي موريسيو ماكري، سيتقدم هو أيضا للانتخابات الرئاسية بعد فوزه في انتخابات، أمس، التمهيدية. أما (إلباييس) فأوردت أنه بعد انتصار الكيرشنريزم في انتخابات 2007 و2011، جاءت استحقاقات هذه السنة أكثر توازنا، مما يثير توترا شديدا بين القوى المتنافسة، التي حشدت آلاف الأشخاص لمراقبة عملية التصويت تجنبا لأي تلاعب ممكن في النتائج. من جهتها كتبت (لا راثون)، تحت عنوان "الأرجنتينيون يختارون بين دفن أو استئجار الكيرشنريزم" أن الانتخابات التمهيدية في الأرجنتين تعد مقياس حرارة لقوة الأحزاب السياسية، مبرزة أن الحملة الانتخابية تميزت بمنافسة شديدة بين الأحزاب ومختلف المرشحين لرئاسة الجمهورية. وفي سياق متصل ذكرت (إلموندو) أنه بعد هزيمة أمس، سيحاول الكيرشنريزم تجديد نفسه ليضمن للرئيسة الحالية، التي تحظى بشعبية كبيرة في الأرجنتين ، حضورا في مسلسل صنع القرار وفي الحياة السياسية لبلادها، أمام فوز محتمل للمرشح دانييل سكيولي.