اهتمت الصحف الأوروبية الرئيسية الصادرة اليوم السبت بالنقاش الدائر حول كيفية التعامل مع الأعداد المتزايدة من اللاجئين الذين يتدفقون على مختلف بلدان أوروبا ، وبالانتخابات التمهيدية في الولاياتالمتحدة في ضوء أول مناظرة للمرشحين الجمهوريين ، بالإضافة إلى عدد من القضايا ذات البعد المحلي أو الإقليمي. ففي بلجيكا ،واصلت الصحف اهتمامها بمسألة استقبال طالبي اللجوء حيث أوردت صحيفة " لافونير" أن لجنة الداخلية في مجلس النواب ستعقد اجتماعا استثنائيا يوم الاربعاء المقبل لمناقشة مسألة تدفق طالبي اللجوء في بلجيكا مع وزير الدولة لشؤون اللجوء و الهجرة ثيو فرانكين . وبينما تأخذ مشكلة استقبال طالبي اللجوء بعدا جديدا، تضيف الصحيفة ، فإن الاجتماع سيمكن من مناقشة قرار الحكومة الاتحادية القاضي بإحداث 2500 سرير إضافي لاستيعاب اللاجئين في عشر بلديات. من جهتها ، تساءلت صحيفة "لا ليبر بلجيك"، إذا ما كان القرار الحكومي متسرعا، مشيرة الى أن الحكومة تعاملت مع وضعية مفاجئة كل تهاون بشأنها قد يؤدي الى مزيد من التعقيد. وأضافت الصحيفة أنه لاستقبال اللاجئين في ظروف إنسانية ، يجب تعبئة الموارد المالية الكافية ، مضيفة أن تدبير شؤون اللاجئين قضية حساسة تتطلب الشجاعة، وبرودة الدم والانسجام. وفي فرنسا، تطرقت صحيفة "لوموند" لموضوع السياسة الأمريكية " المحدودة" في ما يخص الحرب ضد التنظيم الإرهابي للدولة الإسلامية، مشيرة الى أنه بعد سنة واحدة من الضربات الجوية ضد "داعش" فإن الجهاديين لم يتراجعوا . وأضافت الصحيفة أنه بعد عام من بدء الضربات، فإن البيت الأبيض " يواصل إصدار إحصاءات تشهد على فعالية هذه الإستراتيجية "، مشيرة مع ذلك ، إلى أنه على الرغم من الانتصارات المحققة ضد الجهاديين في عين العرب شمال سوريا، أو في تكريت، في العراق، فإن احتلال الرمادي وتدمر من قبل الإرهابيين جاء لينسي تلك الانتصارات . وحسب "لوموند"، هناك ثلاثة أسباب رئيسية تقف وراء الوضع الراهن، وهي التدفق المستمر للمقاتلين الأجانب ، وقدرة " داعش" على إيجاد مصادر التمويل ، ومنها البترول وكذلك القدرة على التكيف مع القصف الجوي. من جانبها، اهتمت صحيفة "لو فيغارو" بموضوع الجفاف هذا العام في فرنسا، حيث قالت إن شهر يوليوز من صيف 2015 هو ثالث شهر من حيث الحرارة منذ عام 1900، وهو يشكل "مأساة للزراعة والثروة الحيوانية والغابات ". ولاحظت الصحيفة أنه بسبب ارتفاع درجات الحرارة ، احترق أكثر من 1500 هكتار في المناطق المطلة على البحر الأبيض المتوسط و 3000 هكتار في جنوب غرب البلاد منذ فاتح يناير. أما صحيفة " ليبيراسيون" ، فسلطت الضوء من جانبها، على صادرات الأسلحة الفرنسية التي حققت أرقاما قياسية هذه السنة ، على الرغم من إلغاء عقد بيع سفينتي ميسترال لروسيا. وأضافت الصحيفة أنه " منذ وصول الحزب الاشتراكي إلى السلطة عام 2012، حقق سلسلة من النجاحات في مجال بيع الأسلحة إلى الخارج"، مشيرة الى أن باريس تنوي إعادة بيع سفينتي ميسترال بدلا من اقتنائها لفائدة البحرية الفرنسية. ونقلت الصحيفة عن مصادر من وزارة الدفاع ، أن رغبة العديد من الدول في شراء الأسلحة الفرنسية مكنت من تحقيق نتائج قياسية حيث بلغت قيمة الطلبات هذا العام حوالي 15 مليار أورو ، الى حدود 30 يونيو 2015 ، مقابل 8.2 مليار سنة 2014. وفي إسبانيا، اهتمت الصحف بتصريحات رئيس الحكومة المركزية، ماريانو راخوي، الذي قال إنه مستعد للنظر في إصلاح الدستور، لكن خلال الولاية التشريعية المقبلة. وكتبت (إلموندو)، تحت عنوان "راخوي يقبل إصلاح الدستور"، أن رئيس الحكومة الإسبانية، الذي اجتمع أمس الجمعة بالعاهل الإسباني الملك فيليبي السادس في مايوركا، بدا منفتحا على النظر في تعديل المواد المتعلقة بصلاحيات الدولة والجهات، مذكرا بأنه سبق تعديل الدستور مرتين. من جهتها، أوردت صحيفة (لا راثون) أن راخوي وضع كشرط لفتح الباب أمام إصلاح الدستور، وجود توافق سياسي كاف، مشيرة إلى أن رئيس الحكومة المركزية قد ينظر في تعديل الدستور، لكن خلال الولاية التشريعية المقبلة. وتابعت اليومية أن هذه التعديلات لن تشمل وحدة وسيادة إسبانيا، في إشارة إلى الطموحات الانفصالية لحكومة جهة كتالونيا، بزعامة أرتور ماس. وتحت عنوان "راخوي يفتح الباب أمام إصلاح دستوري في الولاية التشريعية المقبلة" أوردت (إلباييس) أن إطلاق نقاش حول هذ الإصلاح أثار جدلا داخل الحزب الشعبي (الحاكم)، مضيفة أن عدد من قادته يرون أن هذه التغييرات قد تؤدي إلى إلغاء الدستور. وفي سياق متصل أوردت صحيفة (أ بي سي) تصريحات راخوي، الذي أكد أن الانفصاليين لن يقبلوا بإصلاح الدستور، لأن ما يسعون إليه هو القضاء على السيادة الوطنية، مشددا على أن أولوية حكومته خلال هذه الولاية التشريعية هو إنهاء الأزمة الاقتصادية بإسبانيا. وفي ألمانيا ركزت تعليقات الصحف الصادرة اليوم على العديد من المواضيع الدولية والمحلية كان أبرزها النقاش الدائر حول كيفية التعامل مع الأعداد المتزايدة من اللاجئين الذين يتدفقون على مختلف مناطق ألمانيا. فتناولت صحيفة (فولكشتيمة) في تعليقها تحليل المفوض السامي لشؤون اللاجئين للأمم المتحدة الذي أكد على أن الوقت قد حان لوضع حد للفوضى التي تشهدها حركة اللاجئين خاصة بجزر يونانية في البحر المتوسط والتي وصل إليها أزيد من 124 ألف لاجئ هذا العام، معتبرة أن البلاد المهددة بالإفلاس سيزيد من إرهاق كاهلها هذا التدفق الكبير للاجئين . وأشارت الصحيفة إلى أن التضامن الذي دعت إليه المفوضية من قبل الأوروبيين لم يصل بعد الى المستوى المطلوب، مبرزة أن حتى بالنسبة لأوروبا الشرقية فقد وصل الأمر إلى حد إغلاق هنغاريا لحدودها مع صربيا التي يأتي منها المهاجرون غير الشرعيون بحثا عن منفذ إلى ألمانيا بحجة محاربة الظاهرة وهو الأمر الذي رفضته صربيا ومفوضة الاممالمتحدة . وفق صحيفة (فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ) فإن اللاجئين من دول البلقان كان نحو أوروبا في بدايته بسبب الحرب التي عصفت بالمنطقة واليوم تغير فأصبح اللجوء على خلفية الوضع الاقتصادي المتردي، مشيرة إلى أن العديد منهم جاؤوا إلى ألمانيا في تسعينيات القرن الماضي خوفا على حياتهم واليوم تحولوا من لاجئي حرب إلى "لاجئين اقتصاديين " يأملون في ضمان عيش أفضل. بالنسبة لصحيفة (نويه أوسنايبروكر تسايتونغ) فقد استنتجت من خلال التطورات التي تشهدها حركة اللجوء ، أن طالبي اللجوء من دول غرب البلقان أصبحوا يتنافسون مع لاجئين قادمين من دول تشهد حرب أهلية مثل سورية والعراق الذين تنطبق عليهم شروط اللجوء. وأضافت الصحيفة أن الضغط الذي سببته الأعداد المتزايدة من طالبي اللجوء في ألمانيا دفعت سلطات برلين إلى البحث عن عدة حلول تكون أكثر واقعية ، همت بالخصوص تسريع إجراءات اللجوء ، وترحيل اللاجئين من دول البلقان ، والإسراع في عملية إدماج من يستجيبون لشروط الإقامة في ألمانيا . ي سويسرا ، اختارت الصحف التعليق على أول مناظرة للجمهوريين للانتخابات التمهيدية للترشح للرئاسيات المقبلة في الولاياتالمتحدة حيث كتبت صحيفة "لوتون" أن هناك العديد من المرشحين الجمهوريين، ولكن الفارق بينهم ضئيل، الأمر الذي يجبرهم على بدل مجهود إضافي للتميز عن بعضها البعض. وأضافت الصحيفة أن المرشح دونالد ترامب يجذب الانتباه لكونه الوحيد الذي أعلن استعداده للترشح كمستقل في حال ما لم يختره ناخبو الحزب. أما صحيفة " لاتريبيون دو جنيف " فأكدت أن " المرشحين تنافسوا في انتقاد سبع سنوات من ولاية الرئيس باراك أوباما وبرنامج المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، بينما أجمعوا على الدفاع على البرنامج الجمهوري في مجال الهجرة أو الإجهاض. وأضافت الصحيفة أن " ال 17 متنافس جمهوري أبانوا عن وحدة إيديولوجية غير عادية ، خاصة تجاه قرارات الرئيس الديمقراطي حول إيران، و مجالات الصحة والبيئة". من جانبها ، انصب اهتمام صحيفة " 24 أور" على "ظاهرة ترامب دونالد"، الملياردير الذي يحظى بشعبية والذي تميز عن الباقين خلال المناظرة الأولى للانتخابات التمهيدية في الحزب الجمهوري. أما المرشحين الآخرين، تضيف اليومية ، فيتعين عليهم التصرف بسرعة لتجنب الفشل أمام الملياردير ترامب . وفي النرويج، اهتمت الصحف بالعديد من المواضيع الوطنية والدولية، من ضمنها قرار اتحاد شبيبة حزب العمال النرويجي تنظيم مخيمه الصيفي في جزيرة أوتويا التي كانت مسرحا لمجزرة وقعت سنة 2011 ما أسفر عن مقتل نحو 69 من أعضائه. وفي هذا الصدد، أشارت صحيفة (داغبلاديت) إلى مشاركة ما يقرب من 1000 شخص المخيم الصيفي لشبيبة حزب العمال النرويجي، مبرزة تصريحات مسؤولين في الحزب أكدوا فيها أن كل الأجيال حضرت للجزيرة للتعبير عن تجديدها لنشاطها في هذا المكان الذي شهد مجزرة رهيبة. وأكدت أن تنظيم تجمع للشباب بالجزيرة يأتي تكريما للضحايا وهم من أعضاء الشبيبة خلال هجوم المتطرف أندرس بريفيك الذي أسفر عن مقتل عشرات الشباب. من جهتها، أوردت صحيفة (في غي) شهادات ناجين من هذه المجزرة والذين عبروا عن سعادتهم بالعودة مجددا إلى نفس الجزيرة وأنه من الجيد التوجه إلى نفس المكان الذي ترك فيهم أثرا بليغا. وأكد بعضهم أن نظرتهم للعودة لإقامة المخيم في الجزيرة تغيرت لكونهم كانوا يعتقدون بأنه من الضروري إقامته في السنة الموالية للمجزرة، ولكن الأمر احتاج أربع سنوات لإقامة المخيم في نفس المنطقة.