أولت الصحف الأوروبية الصادرة اليوم الخميس اهتمامها لعدد من المواضيع، من ضمنها، قضية الهجرة السرية ،والموقف الروسي من مشروع إنشاء محكمة خاصة لمحاكمة المسؤولين عن إسقاط الطائرة الماليزية، فضلا عن هجمات الجيش التركي المتواصلة ضد حزب العمال الكردستاني وتأثيرها على المنطقة. ففي فرنسا، تطرقت الصحف إلى قضية الهجرة عقب محاولات مهاجرين ليلة الثلاثاء الى الأربعاء التسلل الى موقع نفق تحت المانش بمنطقة كالي (شمال فرنسا) من اجل العبور نحو انجلترا ، مذكرة بأن شخصا من جنسية سودانية لقي مصرعه في هذه المحاولات. في هذا الصدد، كتبت صحيفة (لاكروا) أن مئات المهاجرين حاولوا ليلة الثلاثاء الى الاربعاء اقتحام الموقع الضخم للنفق الأوروبي بكوكيل ، وفشل الكثير منهم في مسعاهم، فيما صدم أحدهم من قبل شاحنة. من جهتها، قالت صحيفة (لوموند) إن الوضع أصبح خارج السيطرة مع محاولات التسلسل المتكررة، مشيرة الى انه منذ شهرين تم إحصاء ما بين 1500 و2000 محاولة كل ليلة، مشيرة الى ان المهاجرين يجربون حظهم عبر مجموعات من عشرة وفي بعض الاحيان من مائة. من جانبها أكدت ان السلطات تتحرك في جانبي المانش بمنطق المقاربة الامنية مشيرة الى ان بعض المحافظين بالمملكة المتحدة يدعون الى تدخل الجيش الفرنسي. اما صحيفة (لوفيغارو) فاعتبرت انه عوض الانكباب على اسباب ظاهرة الهجرة، تفضل فرنساوانجلترا التساؤل حول تداعياتها، وهو ما لن يؤدي بالطبع الى أي حل. في السياق ذاته كتبت صحيفة (إلباييس) الاسبانية، تحت عنوان "عبور المهاجرين لنفق كالي يعني أزمة في أوروبا"، أن مهاجرا سودانيا توفي أمس الأربعاء بعد أن صدمته شاحنة أثناء محاولته العبور إلى المملكة المتحدة، ليرتفع عدد المهاجرين الذين قتلوا في نفق بحر المانش منذ يونيو الماضي إلى تسعة. وأشارت الجريدة إلى أنه لمواجهة هذا الوضع، عززت فرنسا والمملكة المتحدة التدابير الأمنية، مشيرة إلى أن نحو 500 شخص يوجدون حاليا في مخيم كالي في انتظار ركوب إحدى الشاحنات التي تعبر هذا النفق بغية الوصول إلى بريطانيا. من جهتها أوردت صحيفة (إلموندو)، تحت عنوان "كالي ستتحول إلى لامبيدوزا أخرى"، شهادات مراسلها الخاص إلى كالي قال فيها إن 3000 شخص ينتظرون في غابة كالي بفرنسا عبور نفق النفق والوصول إلى المملكة المتحدة (يتبع). وذكرت اليومية أن غالبية هؤلاء المهاجرين ينحدرون من إفريقيا جنوب الصحراء، وأن أغلبهم قدموا من السودان، لكن يوجد هناك، أيضا، أفغان وباكستانيون وسوريون وإريتريون وإثيوبيون، ينتظرون فرصة ا التسلل إلى إحدى الشاحنات للعبور إلى الجانب الآخر. أما صحيفة (لا راثون) فكتبت، تحت عنوان "الهجرة غير الشرعية تصل إلى نفق المانش"، أن المملكة المتحدة تعتزم بناء جدار في محطة كالي وأن فرنسا سترسل فرقة من الشرطة بغية الحد من تدفق المهاجرين على هذه المنطقة. بدورها أفادت ( أبي سي)، تحت عنوان "ضغط الهجرة يصل إلى آخر الحدود .. نفق المانش"، أن أزمة الهجرة بهذا المعبر تسببت أمس الأربعاء في وفاة مواطن سوداني (25 سنة) بعد أن دهسته إحدى الشاحنات ليرتفع عدد القتلى بالمنطقة إلى 9 في غضون شهرين، مضيفة أن فرنسا قررت إرسال 120 من عناصر الشرطة ينضافون إلى 450 آخرين من عناصر الشغب المنتشرين في كالي، فيما ستقدم بريطانيا 10 ملايين أورو لتعزيز أمن النفق، وبناء جدار بعلو ثلاثة أمتار، ومشيرة إلى أن البلدين قررا، أيضا، ترحيل الأشخاص بدون وثائق إلى بلدانهم الأصلية. في المنحى ذاته تطرقت صحيفة (لاديرنيير أور ) البلجيكية الى تعدد محاولات التسلسل الى موقع نفق المانش، وهي وضعية تقلق لندن، وتفرض على باريس تعبئة تعزيزات للشرطة. وأضافت الصحيفة أنه خلال الأيام الأخيرة ومنذ تعزيز إجراءات المراقبة بميناء كالي، يشهد موقع كالي يوميا محاولات اقتحام عديدة من قبل المهاجرين، مبرزة انه تم خلال هذا الاسبوع تسجيل محاولة 2300 شخص للعبور الى الجانب الاخر من المانش. من جانبها قالت صحيفة (لاليبر بيلجيك) ان الاسباب التي تجعل من المملكة المتحدة بلدا مفضلا للمهاجرين السريين، تكمن في كونها، تعتبر ملاذا للباحثين عن العمل واللجوء. وفي ألمانيا اهتمت الصحف بعدد من المواضيع كان أبرزها إعلان الحكومة الألمانية تحسين سياسة اللجوء عبر إتاحة فرص التدريب المهني للاجئين الشباب وتسهيل التحاقهم بسوق العمل، إذ وافق مجلس الوزراء الألماني أمس على لائحة جديدة بهذا الشأن وضعتها وزيرة العمل والشؤون الاجتماعية، أندريا ناليس، والتي تعود إلى اتفاق بين الحكومة الاتحادية والولايات. وأشادت صحيفة ( فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ ) بقرار مجلس الوزراء ، لتمكين طالبي اللجوء الشباب من فرص الحصول على تكوين وبالتالي ولوج سوق الشغل مشيرة إلى أنه "بأي حال من الأحوال فإن الناس الذين يأتون إلى ألمانيا كلاجئين ، لهم الحق في اللجوء باستثناء اللاجئين القادمين من دول البلقان "، مضيفة أن وزيرة العمل والشؤون الاجتماعية الألمانية ، ناليس تستحق كل تقدير لكونها كانت وراء هذا الإصلاح الكبير لقانون الهجرة. أما صحيفة (دي فيلت ) فانتقدت بشدة حرمان اللاجئين من دول البلقان من اللجوء في ألمانيا وتصنف بلدانهم الأصلية في خانة البلدان الآمنة معتبرة أنه " أمر مجحف في حق الكثير من الاشخاص. من جهتها اعتبرت صحيفة (مونشنير ميركور ) أن "الجدل القائم حول قانون الهجرة أمر مزعج" مشيرة إلى أن ألمانيا أصبحت تتوفر على قانون هجرة حديث يجعل منها ثاني دولة في العالم تحظى بشعبية أكبر بالنسبة للمهاجرين . وبالمقابل ترى الصحيفة أن على ألمانيا أن توظف متخصصين لمواجهة متطلبات اللاجئين الذين سيتدفقون عليها والذين من المتوقع أن يصل عددهم إلى قرابة 500 ألف لاجئ. وعبر صحيفة (راين نيكار- تسايتونغ ) عن رأي مختلف، موضحة أن ألمانيا ستواجه مشاكل كبيرة أمام مئات الآلاف من طالبي اللجوء ، إذا لم يكن لديها قانون هجرة جدير بتنظيم قضية اللجوء . وفي النرويج، اهتمت الصحف بالعديد من المواضيع المحلية والدولية، من ضمنها الموقف الروسي من مشروع إنشاء محكمة خاصة لمحاكمة المسؤولين عن إسقاط الطائرة الماليزية (الرحلة ام اتش 17) في يوليوز 2014 في شرق أوكرانيا. وأوضحت صحيفة (في غي) أن روسيا تعترض على مشروع القرار الأممي لإنشاء هذه المحكمة، مشيرة إلى استخدامها حق النقض (الفيتو) ضد قرار لمجلس الأمن في هذا الشأن، ومؤكدة أن روسيا تقترح بشكل منفصل إجراءات للتحقيق في هذا الحادث. من جهتها، أشارت صحيفة (افتنبوستن) إلى هجمات الجيش التركي المتواصلة ضد حزب العمال الكردستاني وتأثيرها على المنطقة، كما نقلت انتقادات على سياسات وقرارات الرئيس رجب طيب أردوغان التي وصفتها بالمتسرعة. من جانبها، أشارت صحيفة (داغبلاديت) إلى تأكيد إدارة الأمن الوطني الأفغانية خبر وفاة زعيم حركة طالبان المتمردة الملا محمد عمر. وأبرزت أن هذه الإدارة، والتي تعتبر بمثابة المخابرات الأفغانية، أن الملا محمد عمر توفي قبل عامين من الآن، وذلك في ظروف غامضة.