أولت الصحف الأوروبية الرئيسية، الصادرة اليوم الجمعة، اهتمامها للتدفق المتزايد لطالبي اللجوء على أوروبا، ولموضوع الهجرة غير الشرعية في ضوء المأساة الجديدة للاجئين في البحر الأبيض المتوسط والتي ذهب ضحيتها عشرات الاشخاص، فيما تم انقاذ 360 مهاجرا. ففي بلجيكا، استأثرت الإجراءات الحكومية المتخذة من أجل التعامل مع التدفق المتزايد لطالبي اللجوء باهتمام جل الصحف المحلية. وأوردت صحيفة (لافونير) أن مجلس الوزراء أعطى أخيرا موافقته على الزيادة في الطاقة الاستيعابية لمراكز اللجوء للتعامل مع تدفق طالبي اللجوء المتزايد، مضيفة أنه سيتم تعبئة ميزانية قدرها 15 مليون أورو لإنشاء هذه المراكز. ومن جهتها، أكدت صحيفة (لاديرنيير أورو) أن هذه التدابير ليست جديدة، إذ سبق أن وافقت الحكومة بالفعل على بعض الإجراءات على الآماد القصيرة والمتوسطة والطويلة. وتحت عنوان ''الخطة البلجيكية لمواجهة طالبي اللجوء''، اعتبرت صحيفة (لوسوار) أنه من أجل إضفاء الفعالية على هذه الخطة يتعين التعاون مع السلطات المحلية كأمر ضروري. وفي فرنسا، اهتمت صحيفة (لوفيغارو) بالاتفاق بين باريس وموسكو حول قضية السفينتين الحربيتين "ميسترال" اللتين تم إلغاء عملية بيعهما الى روسيا بعد التوتر الذي أعقب ضم شبه جزيرة القرم الى روسيا وبداية الحرب في أوكرانيا. وذكرت الصحيفة بأن "فلاديمير بوتين وهولاند وافقا على إلغاء عقد البيع الذي وقع سنة 2011 ، بخصوص حاملات طائرات هليكوبتر ميسترال، وهي سفينة حربية متنوعة الاختصاصات وفائقة الحداثة، وتعد مفخرة البحرية الفرنسية". ووفقا للصحيفة، كان "للرئيسين مصلحة مشتركة لتسوية القضية بسرعة"، فالرئيس بوتين مدرك لحاجة بلاده إلى مزيد من السيولة المالية في ظل ما تعرفه من أزمة اقتصادية، والرئيس هولاند مدرك هو الآخر لما تتطلبه عملية رسو وحراسة ميسترال في أحواض سان نازير من تكاليف باهظة. ومن جانبها، أوردت صحيفة (لبيراسيون) خبر غرق قارب يحمل مئات المهاجرين في البحر الأبيض المتوسط، مشيرة إلى أن هذه المأساة الجديدة تدين من جديد السياسة الاوروبية في مجال الهجرة التي توجد في طريق مسدود. وأضافت الصحيفة أن هذه الوفيات الجديدة تنضاف إلى قائمة طويلة من الذين غرقوا أو اختفوا في البحر الأبيض المتوسط، مما يدل على أن عمليات الإنقاذ البحري غير كافية، وأنه من الضروري القيام بمزيد من عمليات المراقبة والبحث لتجنب مآسي جديدة، وذلك بالموازاة مع محاولة تفكيك الشبكات الإجرامية التي تستفيد من محنة المرشحين للهجرة. أما صحيفة (لوموند) فركزت على نجاح صفقة تصدير الطائرة المقاتلة الفرنسية "رافال"، مشيرة إلى أن ثلاث طائرات تحمل الألوان المصرية حلقت فوق قناة السويس أمس الخميس بمناسبة تدشين توسعتها، بحضور الرئيس فرانسوا هولاند الذي كان ضيف شرف هذا الحفل. وأضافت الصحيفة "يبدو أن صفقة بيع 24 طائرة رافال إلى مصر، بمبلغ 5.2 مليار أورو، أنهت اللعنة التي مست هذه الطائرة، والتي يقاطعها العالم". وفي إسبانيا، اهتمت الصحف بتصريحات وزير العدل، رافائيل كاتالا، التي أكد فيها أن الحكومة الإسبانية منفتحة على إصلاح ممكن للدستور، لإعادة تحديد صلاحيات الدولة المركزية والجهات. وكتبت صحيفة (إلموندو) أنه بعد مطالب أحزاب المعارضة بالتفكير في إصلاح الدستور الإسباني، قالت الحكومة، على لسان وزير العدل، إنها منفتحة على إصلاح دستوري يحدد صلاحيات الدولة والجهات، لاسيما بعد مطالب حكومة جهة كاطالونيا الاستقلالية. وبدرورها، أشارت (لا راثون) إلى أن الغرض من الإصلاح، هو تحديد صلاحيات الحكومة المركزية والجهات، وتعزيز المساواة بين الجنسين، مشيرة إلى تصريحات كاتالا، التي أكد فيها أن بروز حقوق جديدة يملي إصلاح الدستور الإسباني، الذي سبق وأن عدل مرتين. وتحت عنوان "الحكومة تخطط لإعادة تحديد سلطات الدولة"، أوردت (إلباييس) أن رئيس الحكومة الإسبانية، ماريانو راخوي، رفض مقترحات لإصلاح الدستور خلال الولاية التشريعية الحالية، مشيرة إلى أن الحزب الشعبي (الحاكم) يعتزم إدراج هذا الإصلاح الدستوري ضمن برنامجه الانتخابي. ومن جهتها، كتبت صحيفة (أ بي سي) أن الحكومة تريد "كسر طابو" الإصلاح الدستوري منذ إقرار القانون الأساسي الاسباني سنة 1978، مشيرة إلى أن وزير العدل الإسباني شدد، مع ذلك، على أن هذه التغييرات "ليست أولوية" في حد ذاتها. وفي ألمانيا، سلطت الصحف الضوء على أزمة الكارثة الجديدة للاجئين في البحر الأبيض المتوسط حيث وصل أكثر من 360 مهاجرا، نجوا من غرق مركبهم، إلى باليرمو، ونقلوا على متن سفينة تابعة للبحرية الإيرلندية إلى بر الأمان. وأشارت الصحف إلى أن عمليات الإغاثة مازالت متواصلة بحثا عن أكثر من 230 مفقودا يرجح أنهم لقوا حتفهم. وكتبت صحيفة (تاغستسايتونغ )، في تعليقها، أن ما وقع كارثة إنسانية جديدة وأن حوادث مشابهة ستقع مستقبلا "طالما لا تزال الطريق مسدودة نحو أوروبا"، مذكرة بمصرع أزيد من 200 لاجئ حتى الأربعاء الأخير. أما صحيفة (نويه أوسنايبروكر تسايتونغ) فذكرت بالاقتراح الذي تم تقديمه مؤخرا، بخصوص بناء مراكز استقبال للاجئين بشمال إفريقيا على أن تتولى مفوضية اللاجئين الدولية والأمم المتحدة الإشراف عليها، وذلك من أجل وقف تدفق أعدادهم من إفريقيا وآسيا على أوروبا، مشيرة إلى أن ردود الفعل على هذا الاقتراح كانت "رافضة ومنتقدة بشدة". من جهتها، عبرت صحيفة (زود دويتشه تسايتونغ) عن سخطها لما يواجهه اللاجئون في عرض البحر من مآسي لا تطاق، مشيرة إلى أنه يتعين على دول أوروبا أن تبذل المزيد من الجهود في هذا الصدد، مع الموافقة، قبل كل شيء، على توزيع عادل للاجئين في ما بينها، ووضع سياسة جديدة للهجرة تمكن من إيجاد طرق قانونية وآمنة للوصول إلى أوروبا، وتحسين مستوى مراقبة ورصد السفن في البحر الأبيض المتوسط، قبل أن تستدرك بالقول أن كل القوانين لن تمنع عشرات الآلاف من المخاطرة بحيواتهم. ومن جانبها، اعتبرت صحيفة (هاندلسبلات) أن لأوروبا الكثير من الحلول لهذه المأساة، وأنه مع تكاثر حوادث غرق اللاجئين بعرض المتوسط يتعين على الاتحاد الأوروبي المرور إلى مرحلة حاسمة وبذل جهود أكبر، مشددة على أن "عدم الاهتمام الأوروبي بهذه المآسي يعد أمرا مخجلا". وفي البرتغال، اهتمت الصحف المحلية بتحذيرات صندوق النقد الدولي من ارتفاع حجم الدين العمومي، وبافتتاح قناة السويسالجديدة بمصر. وكتبت صحيفة (دياريو دي نوتيسياس) أن صندوق النقد الدولي سبق أن حذر من عبء الدين العمومي خلال هذا العام الذي سيكون أعلى مما كان متوقعا في السابق، حيث وصل في شهر ماي الماضي الى 126.3 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، قبل أن ينتقل اليوم إلى 127.1 في المائة. وأضافت الصحيفة أن صندوق النقد يبدو أكثر تشاؤما بشأن الديون البرتغالية وتأثيرها المحتمل على النمو في الأجل المتوسط، مشيرة إلى أن الصندوق الدولي ما فتئ يشير إلى الأزمة اليونانية للتذكير بما يمكن أن تتعرض له البرتغال مستقبلا. وعن افتتاح الشطر الجديد من الممر المائي البالغ طوله 72 كلم لقناة السويس بمصر، اعتبرت صحيفة (بوبليكو) أن هذا الحدث سمح للرئيس المصري بإظهار مدى وقوف المجتمع الدولي إلى جانبه، مشيرة إلى أن هذه المناسبة شكلت فرصة لثلاثة لقاءات رفيعة المستوى بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند ورئيس الوزراء اليوناني، الكسيس تسيبراس، ورئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس. وفي النرويج، انصب اهتمام الصحف على مواضيع محلية ودولية، من بينها التنافس بين المرشحين للفوز بترشيح الحزب الجمهوري في الولاياتالمتحدة لرئاسيات 2016. وفي هذا الصدد، أبرزت صحيفة (في غي) أن دونالد ترامب، البالغ من العمر 69 عاما، (عن الجمهوريين) لم يستبعد، خلال مناظرته التلفزيونية الأولى، الترشح للانتخابات الرئاسية كمستقل إذا انهزم في الاقتراع التمهيدي، مشيرة إلى أنه في حال حدث ذلك سيكون الأمر بمثابة هدية للحزب الديمقراطي الذي سيكون أكثر حظا للفوز بالرئاسيات. ومن جهتها، أشارت صحيفة (داغبلاديت) إلى أن دونالد ترامب يعد الوحيد الذي لم يقدم وعدا بدعم مرشح الحزب وأنه حدد موقفه من كونه قد يترشح مستقلا في الانتخابات الرئاسية التي ستجري خلال السنة المقبلة، على الرغم من أن ذلك سيضر بالجمهوريين. على صعيد آخر، توقفت صحيفة (افتنبوستن) عند عودة تنظيم الأنشطة الشبابية في جزيرة أوتويا بالنرويج التي كانت مسرحا لمجزرة وقعت في 22 يوليوز 2011 حين نفذ المتطرف أندش بريفيك هجوما مسلحا على مخيم لشبيبة حزب العمال النرويجي، ما أسفر عن مقتل تسعة وستين شابا وشابة في مقتبل العمر.