ركزت الصحف الأوروبية الصادرة، اليوم الجمعة، اهتمامها على مأساة مصرع 130 شخصا في غرق قارب لمهاجرين من القرن الإفريقي في عرض جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، والأزمة الاقتصادية بالبرتغال، والاختلافات بين الديمقراطيين والجمهوريين حول مشروع الميزانية الأمريكية، والإصلاحات الديمقراطية التي أعلن عنها رئيس الوزراء التركي. ففي بلجيكا، اعتبرت صحيفة (لا ليبر بلجيك) أن مأساة لامبيدوزا "لا يمكن احتمالها" وتساءلت "إلى متى سنشاهد هذه الصور المفجعة تتكرر¿"، قائلة "هؤلاء الموتى في كل يوم يعكسون ببساطة عجزنا عن مساعدة أولئك الذي ولدوا هناك وكانوا يسعون للوصول إلى هنا". أما كاتب افتتاحية (لوسوار)، فأبرز أن "هناك الكثير مما ينبغي فعله بدءا بمحاربة أكثر فعالية لعصابات الوسطاء الذين يغتنون من بؤس الآخرين، وتنظيم عمليات إنقاذ عاجلة للمهاجرين السريين التائهين، بدل انتشال الجثت، وعدم عرقلة حق منح اللجوء والحماية في حالة التهديد وتقاسم استقبال اللاجئين"، في حين اعتبرت (لافونير) أن "أوروبا التي يحلم بها سكان القوارب يقع على عاتقها دور باعتبارها تحتمي وراء مسارات عديدة لعرقلة من الهجرة". وفي فرنسا، كتبت صحيفة (أجوردوي أون فرانس) أن ايطاليا تعيش على وقع الصدمة بعد غرق مركب يقل مهاجرين، مشيرة الى أن منظر الجثث مكدسة في الميناء الصغير للامبيدوزا يشبه مستودعا للأموات بالهواء الطلق. وأضافت الصحيفة أن الجزيرة التي تعتبر بوابة أوروبا الواقعة في أقصى جنوب صقلية شهدت أمس إحدى أكبر مآسي الهجرة في تاريخها، مشيرة إلى أنه خلال 24 ساعة وصل نحو ألف شخص إلى الساحل الإيطالي، من بينهم 230 سوريا تم إنقاذهم في عرض ساحل لامبيدوزا. ومن جهتها، اعتبرت صحيفة (لوفيغارو) أن غرق مركب المهاجرين في قناة صقلية هو الأكثر مأساوية خلال السنة، مذكرة بأن نحو 6200 مهاجر قضوا غرقا لدى محاولتهم الوصول إلى أوروبا خلال عشر سنوات . أما صحيفة (ليبراسيون) فقالت إن هذه المأساة خلفت الكثير من مشاعر الحزن وجدلا كبيرا أيضا، مضيفة أن البابا فرانسوا وصفها ب"وصمة عار يجب ألا تتكرر"، فيما اعتبرها الرئيس الايطالي انريكو ليتا "مأساة كبيرة" واستغلتها مجموعات كراهية الأجانب لمهاجمة الحكومة. من جانبها كتبت صحيفة (لاكروا) أن غرق مركب المهاجرين يعتبر بلا شك اكبر مأساة تشهدها هذه الجزيرة المتوسطية، مشيرة إلى أن إيطاليا لم تشهد قط هذه الأعداد من الجثث المكدسة داخل أكياس بلاستيكية. وفي إسبانيا، كتبت يومية (أ بي سي)، القريبة من الحكومة، تحت عنوان "العار" أن الحادث المأساوي لغرق هذا القارب هز إيطاليا والعالم برمته، مضيفة أن 300 شخص على الأقل لقوا حتفهم على ساحل لامبيدوزا، مما يفرض على البلدان المعنية ردا مشتركا على ظاهرة الهجرة غير الشرعية. من جهتها، قالت صحيفة (إلموندو) "إن مأساة المهاجرين غير الشرعيين بلامبيدوزا يسلط الضوء على الاتحاد الأوروبي"، مبرزة أن سلطات إيطاليا طالبت بروكسيل بمزيد من الإمكانات كي لا تتحول الجزيرة إلى "مقبرة". وتطرقت صحف أخرى مثل (إلباييس) و(لا راثون)، أيضا، لهذه الفاجعة، وأوردت في هذا الصدد تصريحات البابا فرانسيس، الذي وصف غرق هذه السفينة ب"العار" معربا عن "حزنه" لوفاة مئات الأشخاص. وفي بريطانيا، وصفت صحيفة (الغارديان) الحادث ب"المأساوي"، مشيرة إلى قيام السلطات الإيطالية في أعقاب الحادث بتوجيه نداء عاجل للمجتمع الدولي ولاسيما أوروبا من اجل التحرك سريعا لوضع حد لعملية التهريب والاتجار في البشر وما ينجم عنه من عواقب وخيمة. ومن جهتها تابعت صحيفة ( الاندبندنت) تفاصيل الحادث المأساوي الذي قضى على آمال العشرات من المواطنين الأفارقة الراغبين في الوصول الى السواحل الإيطالية، والولوج الى "الجنة الأوروبية". وأشارت الى ان حوض البحر الأبيض المتوسط تحول الى "مقبرة" للمهاجرين السريين. أما صحيفة (الديلي تلغراف) فاعتبرت، على لسان نائب رئيس الوزراء الايطالي أنجيليو ألفانو ان المأساة الانسانية تعد "فاجعة جديدة ليس فقط بالنسبة لإيطاليا وإنما لكل أوروبا". وسلطت الصحيفة الضوء على جذور الهجرة السرية وتبعاتها على البلدان الأوروبية التي تستقبل تدفقات المهاجرين، موضحة ان أعداد المهاجرين ارتفعت بشكل كبير منذ بداية "الربيع العربي". وركزت الصحف البرتغالية اهتمامها على نتائج آخر فحص للحسابات العمومية من قبل ترويكا الدائنين التي منحت شهادة ارتياح للبلد مع الإبقاء على صرامتها القطعية إزاء العجز العمومي. وكتبت (لوخورنال دو نيغوسيوس) في هذا الشأن "أن الحكومة لا تزال ملزمة بتفعيل إجراءات التقشف الجديدة"، مضيفة "إذا كانت سنة 2013 تميزت بارتفاع معمم للضرائب، فإن السنة المقبلة سيميزها تقليص كبير في النفقات العمومية. وأبرزت صحيفة (إل) أن الترويكا لم تغير موقفها وفرضت نسبة عجز لا تتجاوز 4 في المئة في 2014"، في حين أوردت أسبوعية (صول) أن الضوء الأخضر للدائنين يفتح الباب أمام تحرير شطر جديد من القرض قيمته 5,6 مليار أورو مرتقبة في نونبر المقبل. وفي سويسرا، كتبت (لوطوم) بشأن الاختلافات حول الميزانية الأمريكية بين الجمهوريين والديمقراطيين، أن "المأساة السياسية في واشنطن تهدد بإضرار بالغ بمصداقية الدولة المضطرة لتقليص النفقات بقوة في غياب اتفاق حول الميزانية"، معتبرة أنه "لا يرى اي مخرج لأزمة الميزانية في الأفق والخزينة تحذر من فصل جديد من عجز الأداء الكارثي". من جهتها، اعتبرت (لاتريبون دو جنيف) أنه في ظل شلل تام للدولة الفدرالية، فإن الجمهوريين والديمقراطين مضطرون للاتفاق. وفي تركيا، ركزت الصحف المحلية اهتمامها على التصريحات الأخيرة لرئيس الوزراء رجب طيب أردوغان في حوار تلفزي مساء أمس الخميس بشأن حزمة الإصلاحات الديمقراطية التي أعلن عنها الإثنين الماضي وتشمل بالخصوص الحريات العامة التي ينبغي أن تستفيد منها مختلف الأقليات العرقية في البلاد، خاصة الأكراد، والقوانين الانتخابية، والأحزاب السياسية، ورفع الحظر عن الحجاب في المؤسسات العمومية. وركزت الصحف بالخصوص على تصريحات أردوغان بشأن نية حزبه العدالة والتنمية تقديم مرشحات محجبات خلال الانتخابات المحلية المرتقبة سنة 2014 في تركيا، والإجراءات الواجب اتخاذها لتفعيل قرارات الحكومة بشأن تدريس لغات ولهجات غير التركية، موضحة أن المدارس مستعدة لتوفير دروس باللغة الكردية. وفي ألمانيا، اعتبرت (لاندستسايتونغ) أن "مأساة اللاجئين المتكررة بالسواحل الإيطالية وأماكن أخرى في البحر المتوسط ،هي وصمة عار على أوروبا"، مؤكدة أن على الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي أن تعدل من قوانين الهجرة وأن تمنح أكثر حق اللجوء للحد من هذه المآسي ومن محاولات دخول القارة بشكل غير قانوني. وكتبت (باديشن نوينستن ناخغيشتن) أن "البحر الأبيض المتوسط يعتبر منذ مدة طويلة أكبر مقبرة جماعية في باب أوروبا، حيث يصعب تحديد عدد الذين يموتون وهم في طريقهم إلى القارة في حوادث القوارب مثل ما حصل قبالة سواحل لامبيدوزا"، مسجلة أن مآسي الهجرة السرية إلى أوروبا كثيرة، لكن ليس هناك من يبادر للبحث عن حلول بعيدة المدى "لأن قضية الهجرة تعد من المواضيع الساخنة ولا أحد يرغب في حرق أصابعه". من جهة أخرى تناولت الصحف الاحتفالات التي نظمت أمس بمناسبة عيد وحدة الألمانيتين، وركزت صحيفة (دي فيلت) بهذا الخصوص على الخطاب الذي ألقاه الرئيس الألماني يواكيم غاوك في الحفل الرسمي الذي نظم بمدينة شتوتغارت حيث أبرز عددا من المحاور ذات الأولوية بالنسبة له منها تشكل الحكومة الاتحادية، و مكافحة الشيخوخة، وإعطاء الأولوية للسياسة الخارجية ، ثم إصلاح هياكل الاتحاد الأوروبي. أما (لودفيغسبورغر كرايزتسايتونغ) فاعتبرت أن ألمانيا التي قطعت أشواطا هامة بعد الحرب العالمية الثانية وحققت الوحدة يجب أن تحظى بمكانتها على الساحة العالمية تنسجم مع قوتها على مختلف الأصعدة . وفي روسيا، كتبت صحيفة (نيزافيسيمايا غازيتا)، تحت عنوان "الجمهوريون يمنعون أوباما من لقاء بوتين"، أن إلغاء زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى أندونيسيا يعني إلغاء لقائه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي كان سيتم على هامش أشغال قمة مجموعة دول آسيا والمحيط الهادئ في جزيرة بالي . وقالت الصحيفة إن معلومات وردت من واشنطن تقول إن الرئيس الأميركي باراك أوباما ألغى زيارة مقررة إلى أندونيسيا للمشاركة في قمة بالي. وكان مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف، قد أعلن اتفاق الجانبين الروسي والأمريكي على عقد لقاء رئيسي الدولتين على هامش القمة في السابع من أكتوبر الجاري. وتناولت صحيفة (روسيسكايا غازيتا) موضوع إغلاق السفارة الروسية بطرابلس اثر الهجوم الذي تعرضت له مساء الأربعاء الماضي من قبل مسلحين تحت ذريعة الاحتجاج على مقتل ضابط ليبي على يد مواطنة روسية، مضيفة أن وزارة الخارجية الروسية قررت إجلاء غالبية موظفي السفارة بعد أن أبلغ وزير الخارجية الليبي محمد عبد العزيز السفير الروسي بأن الجانب الليبي لا يستطيع أن يوفر الأمن للسفارة في هذه المرحلة.