كشفت المنظمة الدولية للهجرة, اليوم الثلاثاء, أن مهاجرين نجوا من مأساة غرق قارب قبالة سواحل ليبيا أفادوا, عقب وصولهم إلى جزيرة لامبيدوزا الايطالية, أن ما بين500 و600 شخص تعرضوا لحادث قبالة السواحل الليبية أواخر الأسبوع الماضي, وأنهم كانوا "مجبرين على ركوب البحر من قبل قوات تابعة للحكومة الليبية". ونقلت المنظمة في بيان لها عن شهود عيان أن عددا من المهاجرين الذين كانوا في انتظار رحلة هروب جديدة على الشاطئ الليبي فكروا في إلغاء تلك المغامرة عندما رأوا كيف غرق المركب قبالة الشاطئ, إلا أنهم فوجئوا بوابل من النيران ينطلق بشكل غير مباشر باتجاههم. وأكدت المنظمة أنها المرة الأولى التي يدلي بها الفارون من ليبيا بوجود مثل هذا الإكراه على خوض تلك الرحلات غير الآمنة. وحسب المصدر ذاته, قالت المنظمة إن عددا من المهاجرين كانوا يزجون زجا في القوارب حتى ولو لم يكن معهم رسوم العبور التي تفرضها العصابات المنظمة لتلك الرحلات أو أنها تكتفي بتحصيل رسوم رمزية منهم, إلى جانب تجريدهم من مدخراتهم وممتلكاتهم بما فيها الهواتف المحمولة. ويرجح أن يكون القارب غرق بين يومي الخميس والجمعة الماضيين, في حين لازال يجهل مصير من كانوا على متنه, مما يزيد من عدد مآسي القوارب التي تقل المهاجرين اليائسين الساعين للهروب من الصراع الدائر في ليبيا. وقالت المنظمة الدولية للهجرة إن أكثر من10 آلاف و371 مهاجرا من جنسيات مختلفة وصلوا جزيرة لامبيدوزا الإيطالية أو جزيرة لينوسا المجاورة منذ بدء الأزمة الليبية, وآخر تلك الدفعات كان1887 شخصا على متن خمسة قوارب في نهاية هذا الأسبوع وحده. كما تأمل المنظمة مواصلة عمليات الإجلاء البحري من ميناء مصراتة الليبي لمنع المزيد من المآسي من هذا النوع وللتخفيف من معاناة العمال المهاجرين والمدنيين الجرحى, حيث تمكنت حتى الآن من إجلاء6263 شخصا من مصراتة إلى بنغازي بتمويل من الحكومات الأسترالية والبريطانية والألمانية والإيرلندية, فضلا عن المساعدات الإنسانية التابعة للمفوضية الأوروبية.