اهتمت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم السبت، على الخصوص بتطورات الأزمة اليونانية وقمة الأورو المقررة بعد غد الاثنين، وبتخزين النفايات النووية، والحرب الدائرة في اليمن، والنقل الجوي. ففي إسبانيا، تطرقت أبرز الصحف لقرار البنك المركزي الأوروبي، أمس الجمعة، رفع سقف المساعدات الطارئة التي تمنح للبنوك اليونانية. وتحت عنوان "البنك المركزي الأوروبي ينقذ اليونان إلى غاية بعد غد الاثنين" أوضحت (لا راثون) أن رئيس هذه المؤسسة المالية، الإيطالي ماريو دراغي، ضخ ثلاثة مليارات أورو لإنقاذ البنوك اليونانية أمام هروب الرساميل الذي تشهده البلاد. وأشارت اليومية إلى أن رئيس الوزراء اليوناني الكسيس تسيبراس يبحث عن خطة بديلة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، 48 ساعة قبل اتخاذ قرار التوقيع على اتفاق أو وقف المفاوضات مع مجموعة الأورو. أما (إلباييس)، التي أوردت أن خروج نحو 4 مليار يورو من اليونان هذا الأسبوع يهدد النظام المالي اليوناني برمته، فكتبت أن يوم الجمعة وحده عرف سحب 1,2 مليار أورو من قبل اليونانيين، مضيفة أن البنك المركزي الأوروبي وافق على زيادة تسهيلات السيولة الطارئة للبنوك اليونانية. من جهتها كتبت صحيفة (أ بي سي) أن وزراء مالية الدول الأوروبية ينتظرون الجديد الذي ستتقدم به الحكومة اليونانية لبدء الاعداد للقمة الطارئة لمجموعة الأورو المقررة بعد غد الاثنين في بروكسل. وأشارت اليومية إلى أنه في حال ما اعتبر المسؤولون الأوروبيون أن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق بين الطرفين، فإن الخروج المكثف للرساميل من اليونان يبقى دليلا على انعدام الثقة في اقتصاد هذا البلد. وفي سياق متصل أشارت (إلموندو) إلى أن تسيبيراس، الذي وقع اتفاقا مع روسيا في مجال الطاقة، قال "أنا هنا لأن الاتحاد الأوروبي لم يعد مركز العالم"، مذكرة بأن حزب سيريزا الحاكم في اليونان دعا إلى مظاهرة غدا الأحد بأثينا لدعم سياسات الحكومة تجاه الدائنين الدوليين. وفي ألمانيا اهتمت الصحف الصادرة اليوم السبت بمواضع ذات طابع دولي ومحلي إلا أن أبرزها كان الجدل بين الحكومة الاتحادية وحكومة بافاريا إثر تقديم وزيرة البيئة الاتحادية باربارا هندريكس خطة لإحداث أربعة مواقع مؤقتة لتخزين نفايات نووية بعد استعادتها من محطات للمعالجة في فرنسا وبريطانيا. وقد أثارت الخطة حفيظة حكومة بافاريا التي ترفض هذه المواد على أراضيها. وترى صحيفة (نوي أوسنايبروكر تسايتونغ) أن بافاريا قامت على مدى عقود بإنتاج النفايات النووية واستفادت من ذلك كثيرا، لكنها الآن لا تريد المشاركة في تخزين ولو جزء بسيط في من هذه النفايات معتبرة أنه حان الوقت لوضع حكومة سيهوفر هورست (عن الحزب الاجتماعي المسيحي) أمام الأمر الواقع. أما صحيفة (شتوتغارتر تسايتونغ) فذكرت من جهتها أن ألمانيا لديها التزام لتخزين النفايات النووية وجلبها من محطات المعالجة المتواجدة في كل من فرنسا وبريطانيا. وترى الصحيفة أن الأنانية لا تتلاءم مع مثل هذه المواقف لأن المسألة لها علاقة بالتزامات ومسؤوليات تتحملها الدول. من جانبها انتقدت صحيفة (راينفالتز) وزيرة البيئة الاتحادية هندريكس على " افتقادها للحس الدبلوماسي الضروري " مشيرة أنه كان من الحكمة بالنسبة للوزيرة أن تحدد مسألة نقل حاويات النفايات النووية ليس فقط مع الشركات المتخصصة ، ولكن أيضا مع جميع حكومات الولايات المعنية. وأشارت الصحيفة إلى أن هذا المسعى صعب ويتطلب مهارة وتخطيطا محكما تفاديا لوقوع أي حادث نووي . صحيفة (لوبيكر ناخغيشتن) كتبت من جانبها أن باربرا هندريكس كانت واضحة في موقفها بخصوص موضوع الطاقة وأنها لم تعد ترغب في الدخول في سجال مع الفريق البافاري إلا أن هذا الموقف تقول الصحيفة جاء متأخرا. وذكرت الصحيفة أن أحدث مواقع التخزين المؤقتة في المحطات النووية توجد في كل من بروكدورف وفيليبسبورغ وبيبليس وايسار،إذ من المتوقع أن تستوعب هذه المواقع 26 حاوية من النفايات النووية الألمانية التي تمت معالجتها وتخزينها في فرنسا وبريطانيا. وفي النرويج، اهتمت الصحف بالعديد من المواضيع المحلية والدولية، من ضمنها الحرب في اليمن والحوار بين فرقاء الأزمة في هذا البلد، حيث أشارت صحيفة (داغبلاديت) إلى أن جلوس المسؤولين في الحكومة اليمنية في المنفى والمتمردين الحوثيين يوم أمس الجمعة في جنيف لم يحقق أي نتيجة، معتبرة أن كل طرف تشبث بمواقفه وذهبا إلى حال سبيلهما دون أن يتم التوصل إلى اتفاق. من جهتها، أشارت صحيفة (في غي) إلى أن سنة 2014 يمكن أن تكتب في التاريخ باعتبارها إحدى السنوات الأكثر دموية منذ الحرب الباردة. وأضافت أن هذه السنة عرفت العديد من الصراعات العنيفة جدا، إذ قتل أكثر من 100 ألف شخص في الحروب، وفقا لأحدث الأرقام الصادرة عن عدد من الباحثين. وأرجعت ذلك أساسا إلى الحرب الدائرة في سورية والعنف في دول مثل العراق وأفغانستان وأوكرانيا ونيجيريا. وفي فرنسا كتبت صحيفة (لوموند) ان المصنعين والناقلين الجويين المشاركين في معرض الطيران المقام بلوبورجي بالضاحية الباريسية الى غاية الاحد، اعربوا عن التزامهم لفائدة نقل جوي مستدام ومنخرط في مجال مكافحة الانحباس الحراري. وأضافت الصحيفة أن مطارات باريس، و(اير فرانس كا .ال. ام) وتجمع صناعات الطيران بفرنسا، التزموا في وثيقة سلمت الخميس الى وزيرة البيئة الفرنسية سيغولين رويال، ووزير الخارجية لوران فابيوس، بالتقليص من انبعاث الغازات الدفيئة، مشيرة الى ان مطارات باريس تتوقع الرفع بنسبة 15 في المائة في الطاقات المتجددة الى غاية 2020 ، فيما تعهدت (اير فرانس،كا. ال. ام) بتقليص انبعاث ثاني اوكسيد الكربون بنسبة 20 في المائة عن كل مسافر الى غاية التاريخ نفسه مقارنة مع سنة 2011 . من جهتها سلطت صحيفة (لوفيغارو) الضوء على الجولة التي يشرع فيها وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس اليوم السبت بمنطقة الشرق الاوسط، بهدف تقديم مشروع قرار من المزمع عرضه على الاممالمتحدة من اجل تسوية النزاع الاسرائيلي الفلسطيني. وقالت الصحيفة ان استئناف المفاوضات والتوصل الى تسوية نهائية للنزاع وانقاذ حل الدولتين، تشكل رهانات وتحديات جولة فابيوس في الشرق الاوسط ، مذكرة بان هذه المبادرة تاتي ستة اشهر بعد اخرى لم تكن مثمرة. وفي بلجيكا اهتمت الصف أيضا بالأزمة اليونانة والمفاوضات المستمرة منذ أربعة أشهر مع الترويكا من أجل التوصل لاتفاق يسمح بالإفراج عن الشطر الثاني من خطة الإنقاذ الثانية التي وعد بها الاتحاد الأوروبي أثينا سنة 2011 بقيمة 7,2 مليار أورو. فتحت عنوان "يومان لإنقاذ اليونان" كتبت صحيفة (لوسوار) أن الحسم في مستقبل هذا البلد داخل منطقة الأورو سيتم نهاية الأسبوع الجاري، بعد فشل الاجتماع الذي عقدته مجموعة الأورو أول أمس الخميس. وأضافت اليومية أن كل المؤشرات تشير إلى أن اتفاقا بين حكومة الكسيس تسيبراس وبين دائنيها بات أمرا بعيد المنال في الوقت الراهن، وإن كان يتعين التوصل إلى اتفاق بعد غد الاثنين خلال الاجتماع الخاص الذي ستعقده مجموعة الأورو. من جهتها قالت (لا فونير) أن قمة الأورو العاجلة المقررة بعد غد الاثنين، لن تكون الفرصة الأخيرة، مشيرة إلى أنه قبل "الخط النهائي" يوم 30 يونيو، تاريخ وجوب سداد اليونان ما عليها لصندوق النقد الدولي، ستعقد قمة أوروبية أخرى عادية نهاية الأسبوع. وأشارت الصحيفة إلى أنه حتى وإن وجب التوصل لاتفاق بحلول ذلك التاريخ، فإن هذا لا يعني نهاية مشاكل اليونان التي سيتعين عليها الشروع في إصلاحات جديدة لتنظيف وضعها الاقتصادي على المدى الطويل. وفي إيطاليا، بدورها تطرقت الصحف للمواجهة بين اليونان ودائنيها مشيرة إلى عمليات السحب المكثفة للأموال من الشبابيك البنكية لدرجة أنه "لن يكون بمقدرو البنوك اليونانية، ابتداء من بعد غد الاثنين، تلبية طلبات زبائنها". وكتبت (كورييري ديلا سيرا)، تحت عنوان "البنوك بدون أموال ابتداء من بعد غد الاثنين"، أن اليونانيين سحبوا أربعة ملايير أورو من الشبابيك البنكية، مشيرة إلى أنه "ليست هناك مناوشات أمام البنوك، لكن البلاد ستعرف قريبا نقصا في السيولة مع اقتراب أسبوع الحسم في تجنيب اليونان الإفلاس". وأضافت اليومية أنه في انتظار انعقاد القمة الاستثنائية لرؤساء دول وحكومات منطقة الأورو، التي ستنكب بعد غد الاثنين على دراسة الأزمة اليونانية، أبرم رئيس الوزراء اليوناني الكسيس تسيبراس اتفاقا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لبناء خط أنابيب للغاز سيعبر اليونان، وسيربط موسكو بأنقرة. من جهتها كتبت (المساجيرو) أن اليونانيين تدفقوا على الشبابيك البنكية الأوتوماتيكية، فيما لا زال تسيبراس، متفائلا بشأن التوصل لاتفاق مع الدائنين، مشيرة إلى أنه في انتظار نتائج القمة الاستثنائية المقبلة، حذر رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، أمس الجمعة، رئيس وزراء اليونان من أنه يتعين على "حكومة بلاده قبول ما نعتقد أنه مساعدة جيدة أو السير نحو الإفلاس". وفي سياق متصل أشارت صحيفة (لا ريبوبليكا) إلى أن البنك المركزي الأوروبي رفع سقف السيولة الطارئة التي يمكن للبنوك اليونانية اقتراضها من البنك المركزي إلى 1,8 مليار أورو، مقابل 3 مليار التي تطالب بها اثينا. وأضافت اليومية أنه في غضون ذلك، بلغ حجم المسحوبات من شبابيك البنوك اليونانية 4,2 مليار أورو خلال هذا الأسبوع، مذكرة بأن وزراء المالية ثم رؤساء دول وحكومات منطقة الأورو سيجتمعون بشكل عاجل بعد غد الاثنين بعد فشل مفاوضات مجموعة الأورو أول أمس الخميس بلوكسمبورغ.