اهتمت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الجمعة، على الخصوص بالتطورات المتسارعة للأزمة الاقتصادية والمالية في اليونان، إلى جانب جملة من القضايا المحلية والدولية. ففي بلجيكا، وتحت عنوان " الأموال الأوروبية تستأنف مسارها نحو اليونان"، كتبت صحيفة (لوسوار) أن الطريق تبرز أخيرا لليونان خاصة بالنسبة للانتعاش الاقتصادي، وذلك بفعل الانعكاس المالي الفوري بعد ااقرار الذي اتخذ أمس من قبل مجموعة الأورو بمنح مساعدة مالية للبلاد. وأضافت أنه مع الآفاق الظاهرة حاليا بمساعدات جديدة لمجموعة الأورو، فإن البنك المركزي الأوروبي فتح الباب نحو زيادة تسهيلات السيولة الطارئة بنحو 900 مليون أورو ما سيمكن من إعادة فتح البنوك اليونانية يوم الاثنين المقبل. من جهتها، أكدت صحيفة (لا ليبر بلجيك) أن المأساة اليونانية أعطت مكانها الآن على الخصوص للعب بين الأوروبيين الذين لا يريدون أن يتحملوا المسؤولية، مشيرة إلى أنه من الضروري أن تتبنى أوروبا خيارا سياسيا واقتصاديا واضحا بالنسبة لهذا الملف الذي يقوض كل يوم مصداقيتها بشكل كبير. وفي فرنسا، سلطت الصحف الضوء على التهديد الإرهابي في البلاد ، بعد إعلان السلطات عن إحباط اعتداءات ضد منشآت عسكرية. وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة (ليبراسيون) أنه "يتعين تلقى بارتياح العمل الذي قامت به الشرطة، التي نجحت في الوقاية من اعتداءات ،مضيفة ان الحكومات المتعاقبة استعملت طرقا مختلفة تتأرجح بين السرية الضرورية التي يتطلبها التحقيق وضرورة إخبار الجمهور بالتهديدات التي تحيق به. وأشارت الصحيفة إلى أن اليقظة تفرض نفسها في كل الأحوال. من جهتها، قالت صحيفة (لاكروا) إن الوزير الأول مانويل فالس يبحث عن الطمأنة ، من خلال الإصرار على تعبئة الجنود والشرطة ، حول الجهود الكبرى التي تم بذلها بفرنسا ، من اجل احتواء الخطر داخل حدود البلاد، أو في الخارج. واعتبرت الصحيفة أن التواصل الحكومي يكون في حاجة إلى انضباط كبير عندما يخيم خطرا من هذا النوع. وأكدت الصحيفة أن الإرهاب يتطلب من الجميع عدم الخضوع للخوف الذي يهدف الإرهابيون إلى نشره في كل مكان ، مشيرة إلى أن اليقظة الضرورية تفرض فطنة وهدوء كبيرا. من جانبها، اعتبرت صحيفة (لوموند) أن ما أعلنه وزير الداخلية بيرنار كازنوف أول أمس الأربعاء بشأن إحباط ،اعتداء ضد موقع للجيش ، شكل مفاجأة ، مضيفة انه تم تقديم الكشف عن هذه القضية التي اختيرت من ضمن اخرى عديدة توجد في طور المعالجة من قبل مصالح الاستخبارات والدفاع والداخلية. وقالت الصحيفة إن الحكومة تريد أن تظهر أن عملها فعال في الوقت الذي يوجد فيه قانونها المثير للجدل ، قيد الدراسة بالمجلس الدستوري. وفي ألمانيا، سلطت الصحف المحلية الضوء على تصريح وزير المالية فولغانغ شويبله الذي طرح من خلاله مجددا اقتراح خروج اليونان المؤقت من منطقة الأورو والذي يراه كأفضل خيار لهذا البلد. وكتبت صحيفة (تاغسشبيغل)، في تعليقها، أن حزبي الخضر واليسار (لينكه) المعارضين ، قررا التصويت في جلسة اليوم للبرلمان "البوندستاغ" ب "لا" حول مشروع مجموعة الأورو المتعلق بالتفاوض مع أثينا حول حزمة مساعدات ثالثة تبلغ قيمتها 86 مليار أورو. وأشارت الصحيفة إلى أن المعارضة تعتبر أن حكومة أثينا قبلت بالوضع الحالي مكرهة بعد أن رضخت لاملاءات الاتحاد الأوروبي مضيفة أنها في البرلمان لن تدعم " مقاربة شويبله المعادية للديمقراطية ، وللمجتمع وأوروبا ". من جهتها، كتبت صحيفة (راينشة بوست) في تعليقها أنه على الرغم من سخط الاشتراكيين المتكرر على اقتراح شويبله القاضي بخروج اليونان المؤقت من منطقة الأورو فإن كلامه يبدو مع ذلك، بمثابة "مرهم"، مشيرة إلى أن النواب في "البوندستاغ " سيصوت غالبيتهم لصالح إعطاء تفويض للحكومة من أجل مواصلة المفاوضات مع اليونان حول حزمة المساعدات ، لأنهم ، وفق الصحيفة ، على ثقة من أن شويبله له القدرة على ذلك. وبالنسبة لصحيفة (تريغيشه فولكسفرويند) فإن "فولفغانغ شويبله ربما سار في الطريق الخطأ "، معتبرة أن " وزير المالية عنيد وصعب في نفس الوقت أكثر من أي سياسي آخر ، وإذا كان متأكدا من أنه على صواب فإنه من الصعب ثنيه عن أي قرار ". واهتمت الصحف أيضا بزيارة وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتانماير إلى كوبا التي بدأها منذ أمس ، فلاحظت صحيفة (نويه أوسنايبروكر تسايتونغ) أنه منذ وقت ليس ببعيد ، كانت هذه الزيارة "أمرا غير وارد تماما " مشيرة إلى أن رحلة شتاينماير إلى كوبا تعتبر نقطة تحول بالنسبة لهذا البلد إذ لم تعد دوليا ، معزولة. وأضافت أن زيارة وزير الخارجية تبعث أيضا إشارة على تحسن في العلاقات مع الولاياتالمتحدةالأمريكية منذ أشهر معتبرة أن هذه المبادرة بارقة أمل في حدوث مزيد من التغيير في كوبا . أما صحيفة (فيستفاليشن ناخغيشتن) فكتبت في تعليقها أنه "من الواضح أن ألمانيا لم تبق في هذا الحوار على الهامش ، بل إن المبادرة فتحت الباب مجددا للدبلوماسية الألمانية المتأنية " مذكرة في هذا الصدد بمشاركة ألمانيا في مجموعة من المبادرات آخرها إنجاح الاتفاق التاريخي مع إيران حول برنامجها النووي. وفي إسبانيا، لازال الوضع في اليونان والآثار المترتبة على الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين حكومة هذا البلد ومجموعة الأورو يشكل أبرز عناوين الصحف الصادرة اليوم. وهكذا كتبت (إلموندو)، تحت عنوان "الكسيس تسيبراس مضطر للقيام بتعديل حكومي" ، أن رئيس الوزراء اليوناني يصارع من أجل "الحفاظ على استقرار حكومته، على الأقل، على المدى القصير"، وذلك من خلال التقليل من "الانشقاق" داخل حزب سيريزا بعد موافقة البرلمان على تدابير التقشف القاسية. وأشارت اليومية، في هذا السياق، إلى أن 39 من نواب حزب سيريزا ال149، الذي يتزعمه تسيبراس، رفضوا منح دعمهم لهذه الخطة، وضمنهم وزير المالية السابق يانيس فاروفاكيس. بدروها أوردت (إلباييس)، تحت عنوان "أوروبا تعيد فتح صنبور المال لليونان بعد الموافقة على خطة الانقاذ"، أن مجموعة الأورو وافقت أمس الخميس على منح قرض بقيمة 7 مليار أورو، وأن للبنك المركزي الأوروبي رفع المساعدات الطارئة للبنوك اليونانية، الي ستظل، مع ذلك، مغلقة إلى غاية 19 من يوليوز الجاري. وأضافت اليومية أنه أمام هذا الوضع، يقوم رئيس الوزراء اليوناني الكسيس تسيبراس ب"مناورات لضمان استقرار" حكومته، إذ عقد أمس الخميس اجتماعات مع مساعديه المقربين لتحليل "نتائج" تصويت البرلمان اليوناني على تدابير خطة إنقاذ بلاده، ورفض أو امتناع 39 نائبا من بين ال149 الذين ينتمون لحزب سيريزا التصويت. وفي سياق متصل ذكرت صحيفة (لا راثون)، تحت عنوان "البنك المركزي الأوروبي يمنح الأكسجين للبنوك اليونانية لتفتح أبوابها الاثنين القادم"، أنه رغم هذا التصويت، لازالت ألمانيا مصرة على خورج مؤقت لليونان من الأورو، فيما قرر البنك المركزي الأوروبي رفع السيولة الطارئة الممنوحة للبنوك اليونانية إلى 900 مليون أورو. وأشارت اليومية إلى أن الأزمة داخل حزب سيريزا تجعل زعيمه، أالكسيس تسيبراس، "على حافة الاستقالة"، مبرزة أن هذا الأخير "قد لا يستمر" في منصبه بعد تصويت البرلمان يوم 22 يوليوز الجاري على الحزمة الثانية من التدابير المتعلقة بالإصلاحات التي تضمنها الاتفاق المبرم الاثنين الماضي ببروكسل. وفي النرويج، اهتمت الصحف المحلية بعدد من المواضيع المحلية والدولية، من ضمنها الأزمة اليونانية، إذ أشارت صحيفة (داغبلاديت) إلى أن البنوك اليونانية ستفتح أبوابها يوم الاثنين المقبل بعد أن قرر البنك المركزي الأوروبي زيادة العرض المقدم بشأن أزمة الائتمان. واعتبرت أن ائتمان البنك المركزي الأوروبي لا يزال بالنسبة للنظام المصرفي اليوناني بمثابة شريان الحياة لبلاد مهددة بالإفلاس. وذكرت بإجبار الأزمة البنوك لتغلق منذ 29 يونيو الماضي وتقييد السحوبات النقدية عند 60 أورو في اليوم. من جهتها، أشارت صحيفة (افتنبوستن) إلى اعتقال العديد من الأشخاص بعد أن وقعت أعمال شغب عندما صوت البرلمان اليوناني لصالح اتفاق يسمح بتنفيذ برنامج قرض جديد لليونان. وأضافت أن ميدان سينتاجما الواقع أمام البرلمان اليوناني عرف اندلاع أعمال شغب، وألقت الشرطة القبض على العديد من المتظاهرين، مبرزة أن من بين المعتقلين أجانب من دول أوروبية. وفي هولندا، كتبت صحيفة (دي فولكسكرانت) أن وزير المالية الهولندي ورئيس مجموعة الأورو جيرون ديجسيلبلويم اعتبر أن المفاوضات يجب أن تنتهي، مضيفا أن المفاوضات يجب أن تركز الآن على كيفية وضع اليونان على السكة. وأضافت أن تصريح هذا الوزير يأتي ردا على وزير المالية الألماني الذي خلق جدلا في الأيام الأخيرة، والذي قال إن انسحاب اليونان من منطقة الأورو سيكون أفضل، مشيرة إلى تصريح رئيس الوزراء مارك روتا أمس الخميس حول هذا الموضوع. من جهتها، اهتمت صحيفة (إن إر سي) بحادث تحطم طائرة في أوكرانيا في يوليوز سنة 2014، مشيرة إلى أن الصور الجديدة على تحطم طائرة ماليزيا، حيث قتل نحو 300 من الركاب، ثلثي منهم هولنديون. وأبرزت أن الصور الجديدة، وشريط فيديو مدته أربع دقائق، بثه موقع إخباري سيعرض على فريق التحقيق الدولي المتكون من هولندا واستراليا وبلجيكاوماليزيا.