حط جمهور مهرجان (موازين)، أمس الأحد، الرحال ببوينوس آيرس، ليجوب عوالم الطانغو، مع الفنانة الأرجنتينية ديبورا روس، في إطار الحفلات التي تقدم ضمن هذا المهرجان (29 مايو - 6 يونيو) تحت شعار "موسيقى في كل ميناء"، لاكتشاف الطانغو الذي يعد فنا يتجاوز الموسيقى وحدها إلى مجموعة من الأغاني والرقصات وفنون العيش وأساليب الحياة. وبموقع شالة الأثري، أتحفت المغنية الأرجنتينية جمهورها بقصائد خالدة من وحي تراث بوينوس آيرس، أغاني تتخطى الحواجز والحدود لتصير جزءا من ثقافات شعوب وأصوات أخرى. وقالت ديبورا روس، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش حفلها، "الطانغو هو وجه الأرجنتين، يحكي معيش وذكريات شعب بأكمله". ورفقة ثلاثة موسيقيين متمرسين في عزف نغم الطانغو على الآلات الموسيقية، أدت روس أغاني "ريبيلديا" و"غولوندريناس" و"تورميناتو" بحساسية عالية واستغراق كامل. وأكدت الفنانة الأرجنيتينة، التي تزاوج في عروضها بين الطانغو التقليدي والمعاصر وتانغو نويفو داستور بيازولا، أنها تولي اهتماما كبيرا للكلمات في عروضها، مقارنة نفسها "بآلة موسيقية في خدمة الشعر". وبعدما أبرزت جمالية قصائد الكاتب الأرجنتيني الشهير خورخي لويس بورخيس، ونوهت بالأغاني التي ألفها أسطورة الطانغو كارلوس غارديل، جادت على جمهورها بمقاطع من آخر مشاريعها الموسيقية ذات الجمالية الفنية الخاصة "طانغوس بيندييطس" (الطانغو المعلق). وتعيد ديبورا روس في هذا المشروع الموسيقي الإطلالة على بعض أجمل قصائد الطانغو، وتعيد خلقها داخل تصميم غير عادي ومبتكر. "الطانعو المعلق، هو طانغو تقليدي مع لمسة جمالية عصرية تواكب التغيرات الجارية"، تقول ديبورا. وتغنت الفنانة، التي تصف موسيقى الطانغو التي تؤديها بالتعبيرية، أمام جمهور شغوف، بالحياة والحب والآمال والحنين والألم والفراق إضافة إلى مواضيع أخرى. وتميز حفل روس بأدائها لرقصة طانغو مع الراقص خورخي رودريغيز مسافرة من خلالها بجمهور الرباط إلى قلب بوينوس آيريس ليكتشف عوالم ال"مليونغاس" (أماكن رقص الطانغو). وتحول موقع شالة الأثري إلى مركز إبداع غنائي غير مسبوق، حيث يشهد هذا الأخير إبداعات بلدان بعيدة تروم إحياء التقاليد الموسيقية الأكثر تميزا في المعمور، كما يحظى الحاضرون بفرصة لاكتشافها خلال الحفلات التي ستقدم تحت شعار "موسيقى في كل ميناء". وستتيح هذه الحفلات لجمهور عالي الذوق أن يحط الرحال في موانئ عديدة، بين ميناء أثينا (كاترينا فوتيناكي)، إسطنبول (أزليم أزديل)، مالقة (لويس دي لا كراسكا)، نغاباتينام (سريشتي نينا راجاراني)، بوينوس آيريس (ديبورا روس)، برايا (كارمن سوزا)، لشبونة (ماريا بيراسارت) ومارسيليا (لو كور دو لا بلانا). *و.م.ع