فرجة متنوعة ... متعة غامرة وحضور جماهيري لافت باربارا هندريكس ... بلوز حيثما حللت تألقت مغنية البلوز الأميركية باربارا هندريكس والمطربة اللبنانية إليسا مساء الثلاثاء في إطار الدورة الرابعة عشر لمهرجان «موازين» التي بدأت في 29 ماي الماضي وتنتهي في السادس من يونيو، وغنت هاندريكس (إيف ماريا) و(أحيانًا أشعر كأنني طفل بلا أم) و(ليلة دافئة)، وهي من أشهر أغانيها التي تتغنى بالإنسان والسلام والحب، كما غنت للمساواة ونبذ العنصرية التي سادت في فترة من الفترات في الولاياتالمتحدة بين البيض والسود قبل حركات التحرر في ستينات القرن الماضي. وظهرت هاندريكس (66 عامًا)، وهي واحدة من أهم مغنيات البلوز على مسرح محمد الخامس الذي تدفق عليه الجمهور بكثافة في الرباط، بملابس سوداء تحيل على البساطة والزهد في مظاهر الحياة البراقة. وأتحفت باربارا هندريكس، جمهورها الغفير بأغان من ريبرتوارها الغني رفقة مجموعتها الموسيقية "بلوز باند- بلو إفري وير أي كو" (بلوز حيثما حللت)، والتي تتشكل من الموسيقيين السويديين ماتياس ألغوتسون على البيانو والأرغن، وماكس شولتز على القيثارة، وكريس مونتغمري على الكونرباص. وتعد باربارا هندريكس، العازفة والممثلة والمؤلفة، إحدى أعظم مغنيات 'البلوز'. فقد سجلت أكثر من 80 أسطوانة لشركات مثل "سوني" أو "ديكا". ما بين سنتي 1983 و2004، وسجلت أكثر من 50 أسطوانة حصريا ل "إيمي كلاسيكس"، لتطلق سنة 2006 شركة التسجيلات الخاصة بها باسم "أرتي فرتوم". وباربارا هندريكس هي سفيرة النوايا الحسنة للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وقد تولت هذا المنصب لأطول فترة.وتقديرا لالتزامها البارز، منحت في عام 2002 لقب السفيرة الفخرية للنوايا الحسنة لمدى الحياة لتصبح سفيرة المفوضية الوحيدة من المشاهير التي تحظى بهذا اللقب. يذكر بأن باربارا هندريكس، المزدادة سنة 1948 بستيفن - أركانساس (الولاياتالمتحدة)، تحمل الجنسية السويدية أيضا بعد زواجها من مدير الإضاءة في فرقتها السويدي ألف إنكلوند. إليسا تتحف جمهورها وعلى منصة النهضة الخاصة بالأغاني العربية أطربت المغنية اللبنانية إليسا جمهورها بباقة من أشهر أغانيها، بدأتها بأغنية (موطني) التي تفاعل معها الجمهور كثيرًا. وشدت إليسا أيضًا أغنيات لداليدا وفيروز وعبد الحليم حافظ، بينما ردد جمهورها الذي كان بالآلاف أشهر أغانيها مثل (حالة حب) و(عايشالك) و(يا مرايتي). وعلى قدر السعادة التي عبرت عنها اليسا بتجديد صلتها مع الجمهور المغربي، بعد خمس سنوات على مشاركتها الماضية في مهرجان " موازين.. ايقاعات العالم"، أتحفت الفنانة جمهورها العريض، بنخبة من انجح أغانيها المنتقاة من ألبومات حققت على التوالي نجاحات مدوية. وبعد رحلة غنائية في محطات بارزة من رصيدها، كرست تفرد الأسلوب الفني لإليسا وذكاء اختياراتها للنصوص والألحان، ورقي إحساسها في الأداء، ودعت النجمة جمهورها على أمل " لقاء قريب" واصفة الأمسية بأنها " واحدة من أحلى الحفلات" التي أحيتها في مشوارها الفني. وكانت اليسا قد أثنت في ندوة صحافية قبيل الحفل على الجمهور المغربي الذي قالت انه اعتاد تجاوز التوقعات، من ناحية الحضور العددي والتفاعل الفني مع الفنانين. يذكر أن إليسا خوري من مواليد دير الأحمر بالبقاع اللبنانية. كانت بدايتها الفنية في عام 1992 حين شاركت في برنامج ستوديو الفن وحصلت من خلاله على الميدالية الفضية. تم بيع أكثر من 30 مليون نسخة من ألبوماتها، وهي الفنانة اللبنانية الأولى الحاصلة على جائزة الموسيقى العالمية والعربية الوحيدة التي توجت بها ثلاث مرات عام 2005 و2006 و2010. صدر أول ألبوم لها في 1999، بعنوان "بدي دوب" وشكل نجاحا مهما في مسيرتها الفنية، تلاه ألبومها الثاني "واخرتها معاك" الذي تضمن ديو "بتغيب بتروح" الذي أدته مع النجم راغب علامة. وتوالت ألبوماتها الناجحة بعد ذلك بدءا ب "عايشالك"، ""أحلى دنيا"، "بستناك"، "أيامي بيك"، و"تصدق بمين"، الذي أصبح الألبوم الأكثر مبيعا في تاريخ شركة روتانا، وصولا الى "حالة حب" سنة 2014. موسيقى في كل ميناء وكان جمهور المهرجان، قد حط الرحال ببوينوس آيرس، يوم الأحد الماضي، ليجوب عوالم الطانغو، مع الفنانة الأرجنتينية ديبورا روس، في إطار الحفلات التي تقدم تحت شعار "موسيقى في كل ميناء"، لاكتشاف الطانغو الذي يعد فنا يتجاوز الموسيقى وحدها إلى مجموعة من الأغاني والرقصات وفنون العيش وأساليب الحياة. وبموقع شالة الأثري، أتحفت المغنية الأرجنتينية جمهورها بقصائد خالدة من وحي تراث بوينوس آيرس، أغاني تتخطى الحواجز والحدود لتصير جزءا من ثقافات شعوب وأصوات أخرى. وقالت ديبورا روس، على هامش حفلها، "الطانغو هو وجه الأرجنتين، يحكي معيش وذكريات شعب بأكمله". ورفقة ثلاثة موسيقيين متمرسين في عزف نغم الطانغو على الآلات الموسيقية، أدت روس أغاني "ريبيلديا" و"غولوندريناس" و"تورميناتو" بحساسية عالية واستغراق كامل. وأكدت الفنانة الأرجنيتينة، التي تزاوج في عروضها بين الطانغو التقليدي والمعاصر وتانغو نويفو داستور بيازولا، أنها تولي اهتماما كبيرا للكلمات في عروضها، مقارنة نفسها "بآلة موسيقية في خدمة الشعر". وبعدما أبرزت جمالية قصائد الكاتب الأرجنتيني الشهير خورخي لويس بورخيس، ونوهت بالأغاني التي ألفها أسطورة الطانغو كارلوس غارديل، جادت على جمهورها بمقاطع من آخر مشاريعها الموسيقية ذات الجمالية الفنية الخاصة "طانغوس بيندييطس" (الطانغو المعلق). وتعيد ديبورا روس في هذا المشروع الموسيقي الإطلالة على بعض أجمل قصائد الطانغو، وتعيد خلقها داخل تصميم غير عادي ومبتكر. "الطانعو المعلق، هو طانغو تقليدي مع لمسة جمالية عصرية تواكب التغيرات الجارية"، تقول ديبورا. وتغنت الفنانة، التي تصف موسيقى الطانغو التي تؤديها بالتعبيرية، أمام جمهور شغوف، بالحياة والحب والآمال والحنين والألم والفراق إضافة إلى مواضيع أخرى. وتميز حفل روس بأدائها لرقصة طانغو مع الراقص خورخي رودريغيز مسافرة من خلالها بجمهور الرباط إلى قلب بوينوس آيريس ليكتشف عوالم ال"مليونغاس" (أماكن رقص الطانغو). وتحول موقع شالة الأثري إلى مركز إبداع غنائي غير مسبوق، حيث يشهد هذا الأخير إبداعات بلدان بعيدة تروم إحياء التقاليد الموسيقية الأكثر تميزا في المعمور، كما يحظى الحاضرون بفرصة لاكتشافها خلال الحفلات التي ستقدم تحت شعار "موسيقى في كل ميناء". وستتيح هذه الحفلات لجمهور عالي الذوق أن يحط الرحال في موانئ عديدة، بين ميناء أثينا (كاترينا فوتيناكي)، إسطنبول (أزليم أزديل)، مالقة (لويس دي لا كراسكا)، نغاباتينام (سريشتي نينا راجاراني)، بوينوس آيريس (ديبورا روس)، برايا (كارمن سوزا)، لشبونة (ماريا بيراسارت) ومارسيليا (لو كور دو لا بلانا). الفلسفة و القيم وتستمر فعاليات الدورة 14 لمهرجان «موازين»، بإحياء العديد من العروض الفنية والغنائية المتميزة. وبدأ مهرجان موازين إيقاعات العالم في 18 مايو 2002، وأصبح على مدى سنوات أحد أبرز المهرجانات الموسيقية بفضل اجتذابه المواهب والنجوم من مختلف أنحاء العالم. وتتأسس فلسفته المهرجان على ست ركائز وهي المشاركة والتبادل : تشجيع التبادل بين الفنانين والجمهور وبين الفنانين أنفسهم التسامح والانفتاح : ضمان تمثيلية أكبر لمختلف الثقافات تنوع الأساليب والفنون : الانفتاح بشكل أكبر على جميع أشكال التعبير الفني الأصالة والمعاصرة : التحام الفنون التقليدية بأشكال التعبير الأكثر معاصرة جودة وأصالة : يتجلى ذلك في الحفاظ على الموروثات الثقافية الولوجية : تمكين جميع الأفراد من إمكانية الولوج مجانا إلى 90% من العروض.