شن اليمين المتطرف الفرنسي هجوما على المغرب ودول عربية أخرى، بسبب الجدل القائم في فرنسا حول مضاعفة عدد المساجد في مختلف المدن الفرنسية حتى تتلاءم مع عدد مسلمي فرنسا، معتبرا أن المساجد تحولت إلى "فضاء لتلقين الشباب مبادئ التطرف"، وبأن "هناك صراعا حول التأثير في المسلمين في بين المغرب والجزائر". هذه التصريحات جاءت على لسان فلوريان فيليبو نائب مارين لوبين زعيمة حزب اليمين المتطرف، في تعلقيه على مطالب المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية بالرفع من عدد مساجد فرنسا البالغ عددها حاليا 2200 مسجدا، مؤكدا أنه "يطلب تجميد أعمال بناء جميع المساجد لأنها تحولت إلى مركز لتطرف الشباب". فلوريان فيليبوت اعتبر أن المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية ما هو إلا أداة للتأثير تستغل المساجد والإسلام في فرنسا، لصالح أربع دول عربية وهي المغرب، الجزائر، مصر والسعودية، مضيفا بأن هناك صراعا بين هذه الدول حتى تكون مؤثرة في فرنسا وذلك من خلال تمويل المساجد "وكلما كان المسجد أكبر كلما كانت الدولة أكثر تأثيرا في صفوف مسلمي فرنسا". ورفض ذات المتحدث أن يكون المشكل في فرنسا هو مشكل "أماكن العبادة وإنما مشكل صراع على النفوذ بين الدول العربية" خصوصا بين المغرب والجزائر والسعودية، ويمكن تفسير إقحام اليمين المتطرف للمغرب في جدل بناء المساجد في فرنسا، بكون الحزب كان من أشد المعارضين لفكرة إرسال الأئمة الفرنسيين إلى المغرب من أجل التكوين على مبادئ "الإسلام الوسطي". وواصل نفس المتحدث تصريحاته المعادية لأماكن عبادة المسلمين عندما قال إنه "في حال لم تكن جميع المساجد أماكن للتطرف فإن 100 في المائة من أماكن التطرف هي المساجد"، ومن وجهة نظر نفس المتحدث فإن المساجد أصبحت هي المسؤولة عن انتشار "التطرف والعنف" في فرنسا. السياسي الفرنسي سخر من مطلب مضاعفة عدد مساجد فرنسا خلال العامين القادمين، معتبرا أن المطلب يعني أن يتم بناء مسجد خلال كل ثلاثة أيام، "أعتقد أن هذا سيكون أكبر مشروع تنجزه فرنسا في تاريخها"، ويرى عدد من المراقبين أن موقف اليمين المتطرف من الرفع من عدد المساجد لا يمكن وصفه بالمفاجئ، إذ سبق لنفس الحزب أن طلب من حكومة بلده أن تفتحص مصادر تمويل جميع المساجد.