تم تأجيل انتخاب رئيس جديد للمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية إلى 30 من يونيو الجاري، للمرة الثانية، وذلك بعد انسحاب إمام مسجد باريس الجزائري دليل بو بكر من الاجتماع بسبب خلاف مع وفد المغرب ومجلس الأتراك المسلمين في فرنسا، وذلك بسبب مطالبهم الجديدة، والتي منها مطلبهم بتولي أحد الأتراك للسكرتارية العامة للدورة الجديدة. وكان من المقرر أن تتولى الجزائر رسميا رئاسة المجلس للدورة المقبلة، وقد تم ذلك بالتوافق والتراضي بين المنظمات والفيدراليات الإسلامية، إلا أن الجزائر اعتبرت دعم المغرب لطلب مجلس الأتراك للديانة الاسلامية مؤامرة ضدها، للحد من صلاحيات الرئاسة الجديدة للجزائر. وكانت وزارة الداخلية تراقب هذا المشهد المعقد، ولم تتدخل في الشأن الداخلي للمنظمات الإسلامية، إلا أن أحد أعضائها قال لموقع "العربية.نت"، فضل عدم ذكر اسمه، إن "وزارة الداخلية غير مسرورة بهذا التصرف، وهذه الخلافات، ورحبت بالتأجيل ليتسنى لها التشاور مع جميع الأطراف من أجل ترطيب الأجواء لغرض اختيار رئيس جديد قبل شهر رمضان". وذكر عبد الله زكري رئيس مرصد معاداة الإسلام والمسلمين، أن الأعمال المعادية للإسلام والمسلمين ازدادت ب25% في الربع الأول من السنة الجارية، كما تعرض عدد من المساجد للتدنيس. يذكر أن الخطاب متزايد الحدة حول مكافحة التطرف الإسلامي في الخطابات السياسية ووسائل الإعلام في فرنسا، يثير قلقا متزايدا بين المسلمين المدعوين الأحد إلى اختيار رئيس جديد لمجلسهم في فرنسا. وقد يشوش التنافس بين أنصار جامع باريس الكبير الموالي للجزائر ومنظمة تجمع مسلمي فرنسا القريبة من المغرب، عملية تعيين الرئيس الجديد للمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية. وعلاوة على ذلك، يقاطع الاقتراع اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا، القريب من الإخوان المسلمين، ويقدر المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية عدد المسلمين في فرنسا بنحو خمسة ملايين نسمة، 20% منهم يمارسون الشعائر الدينية بانتظام، و60% خلال شهر رمضان. وفي مثال يضاهي ممارسات العديد من البلدان الإسلامية، نشر المجلس الفرنسي للديانة الفرنسية لأول مرة هذه السنة موعد بداية شهر رمضان مسبقا بدون انتظار رؤية هلال الشهر كي يمكن المسلمين العاملين من برمجة عطلهم مسبقا. لكن في المقابل يحظر قانون 1905 رسميا على السلطات العمومية تمويل بناء أماكن العبادة، باستثناء منطقة الزاس وموزيل شرق البلاد. وفي فرنسا اليوم ثلاثة آلاف مكان عبادة للمسلمين، حسب ما ذكر المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، مولت بناءها دول إسلامية مثل السعودية والجزائر.