لم ينف عميد مسجد باريس، الجزائري دليل أبو بكر أن استقالة مسجد باريس الكبير من إدارة المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية، الهيئة التمثيلية للاسلام لدى السلطات العامة التي يترأسها المغربي محمد الموسوي، كانت بدوافع سياسية . ففي حوار أجرته معه يومية الخبرالجزائرية، سألت «الخبر» عن تصنيف الصحافة الفرنسية لقرار الانسحاب من المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية على أنه «سياسي بين الجزائر والمغرب» قياسا ل«هيمنة» الجالية المغربية على مجلس الديانة، فقال «السلطات الجزائرية تتابع فقط قرارات الجالية وقرارات المسجد لكنها في النهاية تدعم جاليتها وتدعم قراراتها». وأضاف ‹›الأمر واضح هنا، السلطة الجزائرية تدعم قرارات الجزائريين والمغرب أيضا وتركيا كذلك›› . وكان دليل بوبكر المقرب من السلطات الجزائرية، قد أعلن الاربعاء استقالة مسجد باريس الكبير من إدارة المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية، التي يتهمها ب«التفرد بالادارة»، حسب قوله . وأعلن بوبكر الذي كان أول رئيس للمجلس الفرنسي للديانة الاسلامية وهو اليوم رئيس فخري له، انسحاب ممثلين اثنين لمسجد باريس الكبير من المكتب التنفيذي لهذه الهيئة التي تضم 15 عضوا، لكنه لم يوضح ما اذا كان هو شخصيا معنيا بهذا الاجراء. ومعلوم أن المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية الذي انشىء في 2003 برعاية نيكولا ساركوزي عندما كان وزيرا للداخلية، يضم جمعيات إسلامية من مختلف الاتجاهات، مقربة الى حد ما من الدول الاصلية لمؤسسيها وتتنازع تأييد حوالى مليونين الى ثلاثة ملايين مسلم. ويرأس المجلس المغربي محمد الموسوي نائب رئيس تجمع المسلمين في فرنسا . دليل بوبكر ذهب أبعد من ذلك، فقد أعلن أن المسجد سيتولى مراقبة هلال شهر رمضان في فرنسا وإعلان أول أيام الصيام، بشكل مستقل عن المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، في خطوة تصعيدية أخرى! ومعلوم أن المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية هو الذي كان يتولى جمع لجنة الأهلة ترقبا لرمضان وعيد الفطر، ما يعني احتمال ظهور إعلانين متخالفين للصيام سيربك مسلمي فرنسا . من جهته أعرب محمد الموسوي عن «دهشته من القرار الفظ» لدليل بوبكر و«الذي اتخذ من دون تشاور مسبق». واعلن أنه ينتظر التاسع عشر من يوليوز، موعد الاجتماع المقبل للمكتب التنفيذي لبحث هذه الاستقالة مع مختلف مكوناته. أما وزير الداخلية الفرنسي مانويل فالس، فقد عبر عن أسفه «للانقسامات والحسابات الشخصية والتنافس» داخل المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية، وأعرب عن أمله في «أن يكون مكرسا فقط للمسائل المتعلقة بالديانة».