أعلنت الجزائر، في خطوة استباقية ضد المغرب لاكتساح المساجد في فرنسا قبيل شهر رمضان القادم، أنها قررت إرسال 120 إماما جزائريا لعمارة مساجد فرنسا، التابعة لمسجد باريس الكبير، الذي يسيطر عليه جزائريون والذي لا يخضع للمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، الذي يرأسه المغربي محمد الموساوي، خلفا للجزائري دليل أبو بكر، الذي بقي يرأس مسجد باريس الكبير بعدما أعلن في يونيو 2006 انسحاب المسجد من عضوية وتبعية المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية. وأعلن وزير الشؤون الدينية والأوقاف الجزائرية، أبو عبد الله غلام الله، أن 120 إماما جزائريا سيتوجهون إلى فرنسا للقيام بمهمة التوجيه الديني والعبادة للجالية المسلمة في فرنسا، كما سيعملون، حسب الوزير الجزائري، على تقديم النصيحة والحفاظ على تماسك الأسر المسلمة من خلال الالتزام بتعاليم القرآن ومبادئ الإسلام وشروط العبادة. ورأت مصادر إعلام فرنسية في إعلان الجزائر إرسال 120 إماما جزائريا إلى مساجد فرنسا، التابعة لمسجد باريس الكبير، إعلان «حرب أئمة» على المغرب في إطار التنافس الذي يجمع البلدين منذ سنين فوق التراب الفرنسي من أجل السيطرة على المشهد الديني بين المغرب، الذي فاز عبر دورتين انتخابيتين برئاسة المجلس الفرنسي للديانة الفرنسية، الذي كان تحت سيطرة الجزائر، وبين الأخيرة، التي لم تتقبل فقدان سيطرتها على هذا المجلس وإعلان الجزائري دليل أبو بكر، عميد مسجد باريس الكبير، انسحابه وعدم تبعية المسجد، الذي يعتبر عمدته، مع باقي مساجد أخرى للمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، الذي يرأسه المغربي محمد الموساوي منذ يونيو 2008. وكان المغرب قد أرسل في السنة الماضية قرابة 180 إماما مغربيا تمّ توزيعهم على كافة مساجد فرنسا، كما أرسل في سنة 2008 قرابة 150 إماما مغربيا، مقابل 76 إماما جزائريا فقط. ورأت مصادر صحافية فرنسية أن «حرب الأئمة» بين المغرب والجزائر لا تقتصر على جانب التأطير الديني، بل تتعداها إلى حرب تمويل بناء المساجد وإصلاحها والسيطرة عليها، كما تمتد «شظايا» هذه الحرب حتى إلى تأطير مسلمي فرنسا المتحدرين من أصول إفريقية، في وقت كانت الجزائر قد أعلنت تجميد مساهماتها المالية في بناء مسجد مرسيليا الكبير بعد فوز الإمام المغربي عبد الرحمان غول برئاسة جمعية مسجد مرسيليا، والذي سيتولى تسيير مرافق هذا المسجد خلفا للجزائري نور الدين شيخ.