فشلت مساعي جزائرية حثيثة بذلتها أطراف ديبلوماسية في مسعى تفجير المجلس الوطني للديانة الفرنسية الذي يرأسه بموجب اقتراع ديمقراطي فرنسي من أصول مغربية . وكانت جمعيات و تنظيمات مدنية بفرنسا تأتمر بتعليمات الخارجية الجزائرية و في مقدمتها مسجد باريس الذي يرأسه دليل أبو بكر قد حاولت مرارا خلخلة التوازنات المذهبية والعرقية الممثلة داخل المجلس الذي يشكل المحاور الرسمي فيما يتعلق بتنظيم حقل الشعائر الاسلامية بفرنسا باعلان استقالات مبرمجة من داخل مجلسه الاداري ثم التلويح بخلق مجلس بديل يتخذ طابعا علمانيا و ممارسة شتى الضغوط على وزارة الداخلية الفرنسية لحل المجلس الوطني المنتخب وإعادة انتخابه بشروط و قواعد مخدومة تضمن استمرار "محظيي الجزائر " في تمثيل الاسلام الرسمي بفرنسا وهي المؤامرة التي رفضت الحكومة الفرنسية القبول بالتورط فيها لما تنطوي عليه من عواقب و تداعيات سياسية و إجتماعية . و كانت العديد من الأصوات المحتجة قد تصاعدت في أوساط قرابة ستة ملايين فرنسي في أعقاب تصريحات صحفية لعميد مسجد باريس لجريدة إسرائيلية نوه فيها بالاحتلال الصهيوني الغاشم ، وأنكر على الفلسطينيين حقهم التاريخي في تشييد وطن مستقل , على أن الأوساط الديبلوماسية الجزائرية لم توقف دعمها اللامشروط لدليل أبو بكر و أوفدت في أكثر من مناسبة موفدين عنها لفرنسا محملين بشيكات ضخمة لبسط سيطرة الجمعيات المقربة منها على مراكز العبادة المسجلة بالتراب الفرنسي تمهيدا للانتخابات المقبلة للمجلس الفرنسي للديانة الاسلامية لتفويت الفرصة لفوز جديد للوائح المرشحين من أصول مغربية . و لم تقف مغامرات الجزائر عند هذا الحد بل حركت وسائل إعلام مقربة منها لزرع الفتنة و الشقاق و التفرقة في أوساط المكونات العرقية للجالية المسلمة بفرنسا بذريعة إتهامات موجهة الى المنتسبين للأصول المغربية و مفادها سيطرتهم على مصليات و مساجد تابعة لجمعيات جزائرية و خوضهم لحرب خفية تهدف إلى التموقع بالمؤسسات الدينية لنزع المناصب الهامة التي كانت بحوزة الجزائريين طيلة السنوات الماضية من خلال وضع معايير تخدم ما يصفه زارعو الفتنة بالمخطط المسطر، بالاعتماد على قانون وزارة الداخلية الفرنسية الذي يحدد التمثيل بمساحة أماكن العبادة و إتهام مغاربة بمحاولة اقتحام مسجد باريس عنوة الأسبوع الماضي . و أصبح في حكم المؤكد و البديهي أن المسؤولين الجزائريين يضعون مخطط العودة المبرمجة بقوة لانتزاع التمثيلية الرسمية لمسلمي فرنسا ضمن أجندة جبهات الحرب المتعددة التي تخوضها الديبلوماسية الجزائرية منذ سنوات ضد المصالح المغربية.