أسفرت الانتخابات التي جرت يوم الأحد 8 يونيو 2008 لتجديد مكتب المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية عن فوز تجمع مسلمي فرنسا الذي يقوده المغاربة بنسبة 43,24% وجاء بعدهم اتحاد المنظمات الإسلامية بفرنسا بنسبة 30,2 في المائة وقد عرفت الانتخابات مقاطعة مسجد باريس الذي يشرف عليه الجزائري دليل أبو بكر الذي ظل يرأس المجلس منذ تأسيسه برغبة من وزير الداخلية آنذاك نيكولا ساركوزي، الذي أبدى رغبته في أن يتولى دليل أبو بكر الرئاسة. فوز المغاربة والذي كان متوقعا في انتخابات المؤتمر الثاني للمجلس يوم الأحد الأخير له أكثر من دلالة؛ فهو يعني أن الواقع هو عكس ما يُروج له البعض من انغماس مغاربة الخارج في حياة اللامبالاة إزاء التدين؛ فقد جاءت الانتخابات لتؤكد أنهم متدينون ويرتادون المساجد؛ بما أن الاقتراع يتم حسب تمثيلية المساجد وقد شاركت كل المساجد المعروفة بقربها من الجالية المغربية في الاقتراع الذي بلغت نسبة المشاركة فيه واحدا وثمانين في المائة أي بأقل من أربع نقط رغم مقاطعة مسجد باريس؛ وهذه دلالة أخرى على ثقافة المشاركة لدى مغاربة الخارج عكس مغاربة الداخل العازفين عن المشاركة. وكذلك فإن فوز تجمع مسلمي فرنسا وبمعيته الاتحاد يؤكد عمق التوجه المعتدل في صفوف المغاربة وتشبثهم بالتدين الوسطي المعتدل عكس ما يروجه بعض هواة الترهيب الذين لا يفوتون فرصة ليعلنوا أن مغاربة الخارج عرضة للانزلاق نحو التطرف . وهناك من جهة أخرى دلالة أن التعامل الإيجابي مع المجتمع المدني الممثل للجالية المغربية في الخارج والانفتاح على مختلف الجمعيات له دائما نتائج إيجابية. الدلالة الأخرى هي موقف الانفتاح الذي عبر عنه تجمع مسلمي فرنسا بحرصهم على الوحدة حيث صرح رئيس تجمع مسلمي فرنسا الفائز بالانتخابات السيد أنور كبيبش بأن لمسجد باريس أهميته الكبرى وله رمزيته. وسوف نعمل كل ما في وسعنا لاستعادة عضويته في المجلس.