في الصورة رجل يدلي بصوته في انتخابات المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية في باريس فازت قائمة "تجمع مسلمي فرنسا"، التي تمثل غالبية من الفرنسيين من أصول مغربية والمدعومة من قبل السلطات المغربية، بمعظم مقاعد المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية بفرنسا (الممثل الرسمي لمسلمي فرنسا) في الانتخابات التي جرت أمس الأحد، بحسب النتائج النهائية الرسمية التي أعلنت في نفس اليوم. "" وعزز "تجمع مسلمي فرنسا" بهذا الفوز حظوظه في الفوز بمنصب رئاسة المجلس، وهو ما يطوي نهائيا مرحلة رئاسة دليل أبو بكر عميد مسجد باريس المركزي، خاصة في ظل مقاطعة مسجد باريس المركزي للانتخابات. وجرت انتخابات المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية الأحد في المقاطعات ال"25" التي تكون فرنسا من أجل انتخاب أعضاء المجالس الجهوية (المناطقية) والمكتب الوطني (المركزي) للمجلس. وينتظر أن يتم انتخاب المكتب التنفيذي للمجلس المركب من 11 عضوا ورئيس المجلس يوم 22 يونيو الجاري من جانب الأعضاء المنتخبين بالمجلس. وحصل "تجمع مسلمي فرنسا" على نسبة 43.24% من الأصوات، أي ما يعادل 20 مقعدا من جملة 41 مقعدا يكونون المكتب الوطني للمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، فيما جاء اتحاد المنظمات الإسلامية بفرنسا في المرتبة الثانية بنسبة 30.23% من الأصوات، أي ما يعادل 12 مقعدا، وجاءت لجنة تنسيقية أتراك فرنسا في المرتبة الثالثة ب 12.73% من الأصوات، أي ما يعادل 4 مقاعد، فيما توزعت بقية المقاعد على مقعد واحد لكونفدرالية مسلمي فرنسا و4 مقاعد لصالح المساجد المستقلة. وتأسس "تجمع مسلمي فرنسا" في يناير سنة 2006 على أنقاض "كونفدرالية مسلمي فرنسا" التي ترأسها محمد البشاري، حيث جرى صراع داخل الأجنحة المكونة للكونفدرالية أفضى وقتها إلى تأسيس "التجمع" بمباركة من السلطات المغربية التي رأت أنه أصبح لها "مخزونا بشريا مهما" من المغاربة المقيمين بفرنسا والذين يسيطرون على عدد كبير من المساجد. ونظم "تجمع مسلمي فرنسا" مؤتمرا ضخما يوم 23 فبراير الماضي في مدينة مراكش المغربية حضره حوالي 250 عضوا يمثلون مختلف الأقاليم الفرنسية، وهو ما اعتبر في نظر المراقبين دليلا على الأهمية التي تعطيها السلطات المغربية تزايد ثقل مواطنيها من حاملي الجنسية الفرنسية، وخاصة في مواجهة "التشدد الإسلامي"، وهو الأمر الذي لقي مباركة من قبل السلطات الفرنسية ذاتها. غائبون ورابحون وفي ظل المقاطعة التي أعلنها مسجد باريس المركزي، المدعوم من الجزائر، للعملية الانتخابية احتجاجا على النظام الانتخابي فإنه من الواضح أن "تجمع مسلمي فرنسا" تمكن من ترجيح الكفة لصالحه والاستعداد لانتزاع منصب رئاسة المجلس عن طريق الدفع بمرشحه "محمد الموسوي" يوم 22 يونيو الجاري كرئيس جديد للمجلس خلفا لدليل أبو بكر. وعلى الرغم من الغالبية التي أحرزها المغاربة في تركيبة المكتب الجديد للمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية فإن اتحاد المنظمات الإسلامية بفرنسا والذي احتل المرتبة الثانية تمكن بدوره من تعزيز مواقعه داخل المجلس، بل إنه تمكن من السيطرة على غالبية المجالس الجهوية للمجلس، حيث تمكن الاتحاد عن طريق رئيسه "التهامي إبريز" من الفوز مرة أخرى بإدارة مدينة باريس، كما تمكن من السيطرة على مدن ليون ومرسيليا وبوردو. وأشارت مصادر من داخل الاتحاد ل"إسلام أون لاين" إلى أن "الفوز الذي حققه الاتحاد في هذه المدن الكبرى مهم جدا وسيدفعه إلى التخلي عن فكرة ترشيح فؤاد علوي لمنصب الرئاسة". وفي كل الأحوال، يضيف المصدر ذاته، "فإن السلطات والرأي العام الفرنسي ليس مهيأ لتقبل فكرة أن يكون رئيس المجلس الرسمي لمسلمي فرنسا من منظمة تصنف على أنها قريبة من جماعة الإخوان المسلمين". من جهتهم، تمكن الأتراك من الرفع من مستوى وجودهم في المكتب الوطني للمجلس بأربعة أعضاء بعد أن كانوا يتوفرون على عنصر وحيد في المجلس المنتهية ولايته. وإذا قدم "حيدر دميريك" رئيس تنسيقية الأتراك ترشحه لرئاسة المجلس، فإن كل المعطيات تقول إنه ليس له حظ فيها أمام "التسانومي المغربي" لنتائج الانتخابات. كما أظهرت الانتخابات ولادة قوة جديدة، وهي "اتحاد الجمعيات المسلمة في المنطقة 93"، والتي دخلت الانتخابات في منطقة باريس وفازت بمقعدين في المجلس الجهوي للمدينة، وهو الاتحاد الذي برز خلال أحداث انتفاضة الضواحي التي شهدتها فرنسا سنة 2005 احتجاجا على التهميش الاجتماعي لسكان هذه المناطق. عن إسلام اونلاين أنقر هنا لمعرفة المزيد حول نتائج وكواليس انتخابات المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية بفرنسا