انتخب محمد الموسوي، نائب رئيس تجمع مسلمي فرنسا، عشية أول أمس رئيسا للمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، في أول انتخابات يعرفها المجلس منذ أن شكله الرئيس نيكولا ساركوزي، تحت قبعة وزير الداخلية سنة 2003، حيث كانت الرئاسة توكل إلى اختيار السلطات الفرنسية التي نصبت عميد مسجد باريس الكبير، دليل أبو بكر، لولايتين متتاليتين. ولم يشارك اتحاد مسجد باريس في الاقتراع احتجاجا على طريقة اختيار المندوبين تبعا لمساحة أماكن العبادة. وكان تجمع مسلمي فرنسا، الذي يرأسه أنوار كبيبش، قد حقق فوزا ساحقا في الانتخابات التي جرت يوم ثامن يونيو لتجديد هيئات المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، بحصوله على 43,24% من أصوات الناخبين، وهي نسبة منحته 20 مقعدا من أصل 41، مقابل 23,30% لاتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا و12,73% للجنة التنسيق التركية، فيما حصل مرشحون آخرون «متنوعون» على 12,5% من أصوات الناخبين. وفور انتخابه، وعد الموسوي (44 عاما)، في تصريح ل«المساء»، بتكريس فلسفة الوسطية والاعتدال التي يتبناها التجمع، وتقوية علاقات التشارك مع كافة الأطراف، بما يسهم في تلبية تطلعات وحاجيات الجالية الإسلامية في مجال التأهيل والتأطير المستمرين للأئمة، ويساعد على إشاعة ثقافة التعايش بين مختلف مكونات الجالية الإسلامية بفرنسا دون تمييز في الهوية والانتماء. وقد بعثت إليه وزيرة الداخلية الفرنسية، ميشال أليو ماري «أصدق التهاني»، واصفة إياه بأنه رجل «التوافق الذي عرف كيف يجمع كافة مكونات الإسلام بفرنسا حوله، ورجل سلام وتسامح أيضا». ودعت الوزيرة الفرنسية المجلس إلى «الاهتمام بالشأن الديني بفاعلية، بدءا بمسألة تكوين وتأهيل الأئمة إلى بناء المساجد، مرورا بتنظيم مناسك الحج والذبح الحلال وتأهيل المرشدين في المستشفيات والسجون». وكان نائب رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية، فؤاد العلوي، ينافس الموسوي، قبل أن تتوافق كل المجموعات المؤلفة للمجلس، بغالبية 72 في المائة من أصوات أعضاء المجلس، على انتخاب الموسوي، وثلاثة نواب له، من بينهم عضو مسجد باريس، شمس الدين حفيظ، في خطوة تدعو إلى طمأنة المسجد الذي كان قد قاطع انتخابات 8 يونيو. والموسوي مغربي، متزوج من مساعدة اجتماعية، وهو أب لثلاثة أطفال، يقيم بفرنسا منذ 22 سنة، وهو لم يحصل بعد على الجنسية الفرنسية، ويعمل حاليا أستاذا لمادة الرياضيات بجامعة أفينيون، جنوبفرنسا. ويتطلع أبناء الجالية الإسلامية بفرنسا إلى أن يباشر المكتب فورا عملية إعادة النظر في سيره وأداء المجلس الذي يعاني من انتقادات عديدة على مستوى العطاء والانسجام المفقودين، ويشكو كذلك من بعض النفور وخاصة في أوساط الشباب الذين يعتبرون أنفسهم مبعدين عن مناصب المسؤولية التي تقتصر على أبناء الجيل الأول، وهناك أيضا عدم الانفتاح على المرأة الغائبة بشكل كبير عن هياكل المجلس وتنظيماته.