عاد الخلاف بين المتنافسين السابقين على رئاسة المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية إلى الواجهة، مؤخرا. وكان عميد مسجد باريس، جزائري الأصل، الدكتور دليل بوبكر، قد اعترض، بشدة، على قرار المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، الذي يرأسه محمد الموساوي، ذو الأصول المغربية، ويتعلق (القرار) بوضع «رزنامة مواعيد دينية ثابتة» والقطع مع «ليلة الشك»، المتعلقة برؤية هلال رمضان، وما إذا كان ظاهرا أم محتجبا. وكان المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية قد أعلن، في بحر الأسبوع الجاري، بدء اشتغاله على وضع «رزنامة ثابتة تحدد مواعد الأعياد الدينية الإسلامية» انطلاقا من مطلع السنة القادمة. وأكد محمد الموساوي، رئيس المجلس، أن «اتخاذ القرار جاء بناء على سند علمي وحاجة عَمَلية، غايتها مساعدة الصائمين على تنظيم حياتهم المهنية في المؤسسات الخاصة والعامة». و«تغطي هذه الرزنامة، السنوات الخمس المقبلة، اعتمادا على أبحاث علمية فلكية تُشرِف عليها معاهد إسلامية عالمية»، يقول المجلس. ورغم تأكيد محمد موساوي، رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، أن «غالبية مسلمي فرنسا أعلنوا تأييدهم لهذا القرار»، فقد لقي اعتراضا قويا من طرف الدكتور دليل بوبكر، عميد مسجد باريس، الذي صرَّح لعدد من وسائل الإعلام الفرنسية والعربية أن «مسجد باريس والمؤسسات التابعة له وكذا التنظيمات الإسلامية الأخرى لا توافق على هذا المقترَح، بحكم مخالفته معلوماً من الدين بالضرورة». واستطرد عميد مسجد باريس قائلا إن «الحديث النبوي صريح في اعتماد ليلة الشك لتحديد رؤية هلال رمضان أو شوال، حيث يقول صلى الله عليه وسلم «صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غُمَّ عليكم فأتموا الثلاثين». وأضاف «الجزائري» دليل بوبكر، الذي سبق أن نافس بشراسة، في يونيو من السنة الجارية، «المغربي» محمد الموساوي على رئاسة المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، قائلا: «لم يُؤخذ مقترح اعتماد الحساب بدل الرؤية في تحديد بداية صوم رمضان ويوم العيد بعين الاعتبار من قِبَل أغلب المنظمات الإسلامية العاملة في الساحة الفرنسية، بسبب مخالفته الشّرع والواقع، وأبرزها مسجد باريس والأتراك والأفارقة، وهي تنظيمات كبيرة جداً». وتجدر الإشارة إلى أن مسألة اللجوء إلى الوسائل العلمية لضبط مواعيد الأعياد الدينية وفق رزنامة ثابتة كان قد تقرَّر العمل به سنة 2006 في الولاياتالمتحدةالأمريكية، حين اعتمد مجلس الإفتاء في أمريكا الشمالية رزنامة مواعد استنادا إلى قواعد حسابية. إلا أن الفرق بين الرزنامة الأمريكية ومثيلتها الفرنسية هو أن الأولى أخذت في الاعتبار «درجة رؤية الهلال»، الشيء الذي سوف لن يتم التنصيص عليه في مشروع رزنامة المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية.