اهتمت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الخميس، بعدد من القضايا أبرزها الهجوم الإرهابي على متحف باردو في تونس العاصمة، والأزمة الاقتصادية اليونانية، والانتخابات الإسرائيلية، إضافة إلى قضايا أخرى دولية. ففي فرنسا، تطرقت الصحف إلى فوز الوزير الأول الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في الانتخابات التشريعية التي نظمت يوم 17 مارس الجاري، مشيرة إلى أن هذا الفوز يقوض أمل إقامة الدولة الفلسطينية. وكتبت صحيفة (لاكروا) في هذا الصدد أن الوزير الأول المنتهية ولايته استطاع بحسه السياسي تحريك مشاعر القلق لدى الكثير من الإسرائيليين ،ليتم انتخابه ك"ضامن لأمنهم". وأوضحت الصحيفة أن التوترات والحروب في الشرق الأوسط تجعل هذه الفرضية خطيرة ، حيث أن نتنياهو أعلن عن تأييده المطلق لسياسة استعمار الأراضي الفلسطينية من قبل اليهود. من جهتها، اعتبرت صحيفة (لوموند) أن إسرائيل انحرفت بعد اتباعها نهج "القومية والهوية والأمن" والتي من شأنها نسف بصيص الأمل المتبقي للتوصل إلى حل سياسي مع الفلسطينيين ، مضيفة أن بنيامين نتنياهو أفلح بشكل استثنائي وعلى عكس التوقعات في تحويل المشهد خلال الانتخابات التشريعية الأخيرة. من جانبها، قالت صحيفة (ليبراسيون) إن الوزير الأول المنتهية ولايته تمكن من أن يضمن لحزبه 30 من 120 مقعدا بالكنيسيت في حين أن غالبية الناخبين الإسرائيليين ينظرون بنوع من الارتياب إلى ولاية جديدة لنتنياهو من أربع سنوات. واعتبرت الصحيفة أن صورة نتنياهو كانتهازي والفضائح المرتبطة بزوجته، ومواقفه بخصوص العلاقات مع الفلسطينيين، والقرارات التي اتخذها خلال الحرب على غزة في يوليوز، كلها عناصر تبدو كافية لاستبعاده من منصب الوزير الأول. وفي روسيا، سلطت جل الصحف الضوء على الهجوم الإرهابي الذي استهدف أمس الأربعاء ، متحف "باردو" القريب من مقر مجلس النواب غرب تونس العاصمة، مما أسفر عن مقتل 22 شخصا من بينهم 17 سائحا من جنسيات بولونية وإيطالية وألمانية وإسبانية. وفي هذا الصدد، أشارت صحيفة (روسيسكايا غازيتا) إلى رود فعل المجتمع الدولي التي أدانت بقوة هذا العمل الإجرامي الذي استهدف أبرياء لا ذنب لهم، موضحة في هذا السياق أن موسكو أدانت بشدة هذا العمل الهمجي الإرهابي الذي وقع في تونس العاصمة ، مؤكدة تضامنها مع السلطات التونسية لمكافحة الإرهاب. وأورت الصحيفة بيان الخارجية الروسية التي أعربت فيه عن إدانتها الشديدة لهذا العمل الإرهابي الشنيع، معربة عن تعازيها الصادقة لأسر الضحايا و تضامنها مع السلطات التونسية لمكافحة الإرهاب. من جهة أخرى، تطرقت صحيفة (نيزافيسيمايا غازيتا) إلى العقوبات المفروضة على روسيا، بعد مضي سنة على انضمام شبه جزيرة القرم إليها ، مشيرة في هذا الصدد إلى أن الخارجية الأمريكية أعلنت عشية الذكرى السنوية الأولى لانضمام القرم إلى روسيا الاتحادية عن أن العقوبات الأمريكية المفروضة على روسيا ستبقى سارية الى أن تعود القرم الى أوكرانيا، أي إلى الأبد، تضيف الصحيفة . وأشار المراقبون، تقول الصحيفة، إلى أن موقف الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي بشأن شبه جزيرة القرم لا يزال موحدا، ولكن من المحتمل أن يظهر الانقسام قريبا، لأن الاتحاد الأوروبي تقلقه هذه القضية من وجهة نظر القانون الدولي، في حين لا يقلق الولاياتالمتحدة سوى مصالحها الجيو-سياسية فقط. أي أنها ستستخدم ورقة القرم للضغط في المفاوضات بين أوكرانياوروسيا والاتحاد الأوروبي. أما صحيفة ( كومرسانت) فتطرقت، من جانبها، إلى الانتخابات التشريعية في إسرائيل التي انتهت بفوز حزب الليكود ، موضحة أن استطلاعات الرأي أعطت لتحالف اليسار الاتحاد الصهيوني ولإسحاق هرتزوغ الفوز ، ولكن ذلك لم يتحقق في نهاية المطاف ، حيث تجاوزه منافسه الرئيسي حزب الليكود اليميني بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وتساءلت الصحيفة عما إذا كان نتنياهو سيتمكن من الاحتفاظ بمنصبه ، مبرزة أنه من المتوقع أن معركة شرسة ستقوم في الأيام القادمة بين المتنافسين لجذب تعاطف شركاء الائتلاف المحتملين. من جهتها، اهتمت الصحف النرويجية بالهجوم الإرهابي الذي استهدف متحف "باردو" في العاصمة التونسية وأسفر عن مقتل عدد من الأشخاص. وذكرت صحيفة (في غي) أن المهاجمين كانوا مسلحين ببنادق الكلاشينكوف. وأكدت أن من بين قتلى الاعتداء سياح من بولونيا وإيطاليا وألمانيا واسبانيا وفرنسا وكولومبيا واليابان. وأشارت الصحيفة إلى أن تونس انتهجت مسارا ديمقراطيا ناجحا بعد موجة الربيع العربي سنة 2011، مضيفة أنه رغم صغر هذا البلد فإن العديد من الشباب سافروا إلى سورية والعراق للقتال . من جانبها، أشارت صحيفة (افتنبوستن) إلى أن المهاجمين الإرهابيين كانوا يطلقون النار على كل من يتحرك، مشيرة إلى مقتل 19 من الرهائن. واعتبرت الصحيفة أن السياحة في هذا البلد العربي ستتضرر لكون مداخيله تعتمد على نشاط القطاع السياحي. من جهتها، اعتبرت صحيفة (داغبلاديت) أن هذا الهجوم قد يكون عملا انتقاميا بسبب مقتل إرهابي تونسي في ليبيا خلال الأسبوع الماضي. وأشارت الصحيفة استنادا إلى وسائل إعلام إلى أن أحمد الرويسي الذي قتل مؤخرا في مدينة سرت الليبية كان يشغل موقعا قياديا في تنظيم أنصار الشريعة الإرهابي التونسي. وفي السويد، تركز اهتمام الصحافة المحلية على الهجوم على متحف باردو في تونس أيضا ، وقالت صحيفة (داغينس نيهيتر) إن الهجوم حدث سيئ بالنسبة للحكومة التونسية والمجتمع المدني في تونس، مشيرة إلى أنه منذ انتفاضات الربيع سنة 2011، انخفضت عائدات السياحة في تونس بنسبة 25 في المائة مع انسحاب عدة شركات سياحية كبيرة من البلاد. وأشارت الصحيفة إلى أن ثلثي اليد العاملة في تونس تشتغل في قطاع الخدمات والسياحة، والتي تعد العمود الفقري للاقتصاد المحلي، مضيفة أن هذا الهجوم الإرهابي من المحتمل أن يؤثر على القطاع السياحي. وقالت الصحيفة إن ما يثير القلق أكثر هو أن التهديد الإرهابي الكامن قد تتحقق في تونس، مشيرة إلى أن العديد من السياسيين التونسيين قتلوا على أيدي المتطرفين الإسلاميين. وأشارت إلى أن تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) يتواجد بقوة في تونس مشيرة إلى أنه وفقا لوزارة الداخلية التونسية فإن نحو 2400 تونسي التحقوا بالجماعات الجهادية في سورية والعراق. من جانبها، روت صحيفة (افتونبلاديت) شريط أحداث الهجوم الإرهابي في تونس، مشيرة إلى أن المهاجمين كانوا يرتدون الزي العسكري ومسلحين ببنادق كلاشنيكوف عندما هاجموا متحف باردو . من جهتها، اعتبرت صحيفة (اكسبريسن) أن الهجوم ضربة قوية للحكومة وللصناعة السياحة في البلاد، الذي يعتمد بشكل كبير على عائدات هذا القطاع. وقالت الصحيفة إن تونس، مقارنة مع بلدان أخرى، شهدت أحداث "الربيع العربي" وعرفت الفوضى وتنظيم انتخابات برلمانية ورئاسية في نهاية السنة الماضية. وفي إسبانيا، تركز اهتمام الصحف حول الهجوم الإرهابي الذي استهدف أمس الأربعاء متحف باردو في تونس، مخلفا قتلى من بينهم إسبانيان اثنان، إضافة إلى عدد من الجرحى. وكتبت صحيفة (لا راثون)، تحت عنوان "مذبحة جهادية على أبواب أوروبا"، أن الهجوم استهدف بلدا في خضم التحول الديمقراطي الكامل، مشيرة إلى أن أحد المهاجمين كان قد انضم إلى المجموعة الإرهابية "الدولة الإسلامية في العراق". من جهتها، أوردت (إلموندو) أن الارهابيين كانوا ينوون مهاجمة مقر البرلمان التونسي خلال جلسة مناقشة قانون جديد حول مكافحة الإرهاب، مضيفة أن المهاجمين فتحوا النار بعد ذلك على حافلة للسياح أمام متحف باردو على بعد أمتار من البرلمان. وتحت عنوان "الإرهاب يضرب الانتقال في تونس" لاحظت (إلباييس) أنه يوجد من بين الضحايا إسبان ويابانيون وبولنديون وفرنسيون وأستراليون وكولومبيون، فيما لم يتم بعد تحديد هوية ضحايا آخرين، مضيفة أن المهاجمين احتجزوا عددا من الأشخاص رهائن داخل المتحف. وفي سياق متصل، أوردت صحيفة (أ بي سي)، تحت عنوان "تونس، المشهد الجديد للإرهاب"، أن وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإسبانية، تحاول تحديد مكان سائحين إسبانيين اثنين فقدا بعد الهجوم الذي استهدف متحف باردو في تونس. وفي اليونان، تناولت الصحف مصادقة البرلمان على قانون يهدف مواجهة الأزمة الانسانية في البلاد ويهدف لتقديم دعم شهري من مائة أورو لعشرات الآلاف من الأسر الفقيرة، وربط مجاني بالكهرباء لنحو 300 ألف أسرة فقيرة ، مشيرة إلى أن القانون الذي سيثير حفيظة الأوروبيين وسيعتبرونه تحديا من قبل حكومة تزيبراس حظي بموافقة المعارضة وبالخصوص حزبي الديمقراطية الجديدة والحزب الاشتراكي العضوين في الائتلاف الحكومي السابق. من جهة أخرى، كتبت (تا نيا) أنه قبيل اجتماع القمة الأوروبية اليوم الخميس في بروكسيل واللقاء الخماسي المرتقب على هامشها لبحث الأزمة الاقتصادية اليونانية قام الرئيس الأمريكي باراك أوباما مرة أخرى بتدخل لفائدة الحكومة اليونانية واتصل هاتفيا بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركيل ليحثها على "إيجاد حلول واقعية" للازمة اليونانية. وأضافت الصحيفة أن أوباما أكد لميركيل على ضرورة إيجاد حل يمكن اليونان من استعادة النمو الاقتصادي وتجاوز سنوات الركود الطويلة والأزمة، مشيرة إلى أن الاتصال الهاتفي يأتي في وقت يعقد فيه ليل الخميس في بروكسيل اجتماع خماسي بمشاركة كل من رئيس الوزراء اليوناني اليكسيس تزيبراس، وميركيل والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ورئيس المفوضية الاوربية يونكير ورئيس البنك المركزي الأوروبي دراغي ورئيس مجموعة الأورو وزير المالية الهولندي جيروين نتيسلبلوم. وسيبحث الاجتماع بالخصوص أزمة السيولة ونقص الموارد المالية في اليونان في وقت يرفض الاتحاد الأوروبي منحه مزيدا من التمويل إلى حين تنفيذه لإصلاحات اقتصادية يراها ضرورية، ومواصلة سياسة التقشف التي تسعى الحكومة الجديدة إلى وقفها. وتطرقت صحيفة (كاثيمينيري) لتنفيذ برنامج عاجل للمساعدة الانسانية للسكان الأكثر فقرا في العاصمة اليونانية أثينا، تم إطلاقه يوم الأربعاء بقيمة 3ر4 مليون أورو من تمويل منظمات خيرية وحكومات كل فنلندا وإيسلاندا وليشتنشتاين. وأوضحت الصحيفة أن البرنامج سيستفيد منه 3600 أسرة محتاجة تعاني الفقر والبطالة بسبب الأزمة الاقتصادية التي تمر منها البلاد، حيث سيتم تقديم مساعدات طبية ومواد غذائية لها علاوة على المساعدة في البحث عن شغل.