قال مدير موقع "وِيكِيلِيكْسْ" الإلكتروني "جُوليَانْ آسَنْجْ" ، ضمن حوار رقمي مع زوار النسخة الرقمية من جريدة "الغَارْدْيَانْ" البريطانية، إنّ حياة طاقم الموقع وسلامتهم البدنية قد أضحت تستدعي التكفل بها من قِبل الرأي العام العالمي بعد بروز تهديدات بالتصفية الجسدية وجهت لكافة الأفراد من صحفيين وتقنيين من قبل جهاز الاستخبارات المركزية الأمريكية.. قبل أن يضيف "آسَنْجْ" بأنّ كافة المعنيين بهذه التهديدات قد حملوها بجدّية وشرعوا في تفعيل احتراز جدّ صارم ضمن تحركاتهم بغية تفادي أي إجراء عنيف يروم إيذاءهم. وأردف "جُوليَانْ" على متن ذات الحوار بأنّ إنشاء موقع ويكيليكس عام 2007 كان يهدف منه التأثير على الدينامية العالمية للقرارات الكبرى المؤثّرة، وأن هذا الهدف كان يُتصور بلوغه ضمن أفق زمني يمتدّ إلى نهاية العام 2008، ويزيد: "صدى عملنا لم يكن مواكبا لحجم توقعات مشروعنا، إذ لم نبصم إلاّ على إنجاز وحيد برز أثناء فضح الممارسات التي عرفتها الانتخابات العامّة بدولة كينيا، وقد استدعى الأمر تمديد الأفق الزمني لانتظارنا بعامين آخرين.. وينتظرنا حاليا الشيء الكثير". وأوضح "آسَنْجْ" أن ما صدر مؤخرا عن رئاسة الوزراء الأسترالية بزعامة "جُولْيَا غِيَارْدْ" وكذا تحركات المدعي العام "رُوبِيرْ مَاكْلِيلاَنْدْ" قد أوضحا بأن وضعه لقدميه فوق التراب الأسترالي لم يعد مستحيلا فحسب.. وإنما صار يقتضي الخضوع لإكراه بدني جرّاء تفعيل مساطر قضائية رام محرّكوها من المسؤولين الأستراليين مجاملة الولاياتالمتحدةالأمريكية.. وتفادي أي إحراج أثناء تلبية ذات المسؤولين لدعوات حضور الحفلات التي تقيمها سفارة أمريكا ب "كَامْبِيرَا".. حسب تعبير "جُولْيَانْ آسَنْجْ". وقال مدير "وِكِيبِيكْسْ" بأنّ العمل الذي تمّ إرساء قواعده خلال السنوات الأربع الماضية قد تُوّج بتحقيق نسبة كبيرة من الأهداف المرسومة، وأن هذا العمل قد تمّ بمجهود الكبير بذله طاقم "وِيكِيلِيكْسْ" ومختلف المصادر التي يستند عليها في استقاء معطياته عبر وثائق رسمية أصلية وغير منتجة من قبل المزوّدين بالمعلومات.. وزاد: "إذا كان العسكري الشاب بْرَادْلِي مَانِينْغْ متهما من قبل البانتَاغون الأمريكي بتسريب أسرار إلينا، فهذا يجعله بطلا عالميا فريدا.. رغم كون نشاطاتنا طيلة السنين ال4 الماضية قد تمّت دون أن يُتهم أحد بمساعدتنا على تسريب الحقيقة.. إذ سبق وأن نشرنا معطيات مضمنة سلفا بتقارير لمنظمات دولية، ومفصحة عن أسماء لأشخاص مشاركين في قلب الأحداث.. إنه أسلوب عملنا الذي سنستمر فيه مستقبلا". كما أبرز "آسَنْجْ" بأن الاهتمام لا ينبغي أن يطال ماهية دوره ومّا إذا كان صحفيا أم لا، إذ قال: "صحيح أنني راكمت تجارب في الكتابة والإعلام منذ أن كان عمري 25 سنة، إلاّ أنّي أخبر المنشغلين بدوري داخل وِيكِيلِيكْسْ أنّ بإمكانهم تشبيهي بمدير نشر أو رئيس تحرير رغم كوني حقيقة لا أقوم إلاّ بدور التنسيق بين أفراد الطاقم".. كما زاد: " الأشهر ال7 الماضية أرهقت المشتغلين على وِيكِيلِيكْسْ بفعل التحركات التخريبية للأمريكيين ونجاحها في التأثير على أرشيف وثائق سبق نشرها بالموقع.. والجهود المبذولة حاليا تتركز على ما هو تقني محض لضمان تحصل الزوار على كامل محتويات الموقع، الحديث منها والقديم، رغم الإكراهات التقنية المرتبطة بالنشر على الإنترنت".