ساد صمت مطبق على الساحة السياسية المغربية ولم يُنبس من قبل الناطق الرسمي للحكومة بأي كلمة تجاه الوثائق الواضحة والفاضحة التي نشرها موقع ويكيليكس الإلكتروني متطرقا لحرب الجوسسة التي تديرها الولاياتالأمريكية حول بلدان العالم لما فيها المغرب.. إذ لم يكف تسريب بعض الوراق السرية من قبل إدارة ذات الموقع الإلكتروني، وإفصاحها عن وجود أزيد من 1800 وثيقة إضافية بشأن معطيات تخابرية تحصلت عليها أمريكا بشأن المغرب، لفك عقدة لسان "من يهمهم الأمر.". بل حتى الساحة الإعلامية الوطنية غاب عنها النبأ وحضر التعتيم بكافة ردهات التحرير باستثناء تلك الخاصة بجريدة "أخبار اليوم" و الموقع الإلكتروني "لكُم" المفتتح يوم أمس الأربعاء. وتشتمل الوثائق التي عمّمها موقع ويكيليكس الفضائحي تقارير صدرت عن السفارة الأمريكية بالرباط إلى جانب أخرى صدرت عن سفارات أمريكية أخرى وأجهزة استخبارات متعاونة مع جهاز المخابرات المركزية بواشنطن، حيث يتواجد من بين المعطيات المنشورة نص برقية صادرة عن جهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد" تقول فيها إن "المغرب بلد متعاون في ملف الإسلاميين أكثر من الجزائر رغم كون الملك محمد السادس لا يهتم كثيرا بشؤون الحكم." وقد أورد موقع "لكم" الالكتروني بأنّ إحدى الوثائق السرية المسرّبة قد تضمنت نص محادثة جمعت مسؤولا بارزا بالأسرة الحاكمة بالإمارات والسفير الأمريكي المعتمد بذات الدولة، حيث أقر المسؤول الإماراتي بتوجيه دعم مالي بقيمة 40 مليونا من الدولارات استفاد منها المغرب عقب الأحداث الإرهابية التي ضربت الدارالبيضاء عام 2003، وأن تحركات قد تمّ تفعيلها مع دولة الكويت والمملكة العربية السعودية بغية تمكين المغرب من دعم إضافي تضامني يصل إلى 80 مليون دولار. موقع ويكيليكس أفصح أيضا عن تواجد أزيد من 240 وثيقة سرية أمريكية تهم الأوضاع بالأقاليم الصحراوية بأرشيفه الذي لم ينشر بعد، وهي الوثائق التي سبق وأن تحصل عليها الكونغريس الأمريكي عبر مركز الأبحاث التابع له، إذ من المرجح بقوة أن تشتمل على تفاصيل التحركات العسكرية بالمنطقة زيادة على معطيات ملامسة للأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والحقوقية بالصحراء ومنطقة تندوف. وضمن تبعات إقدام موقع ويكيليكس على نشر الوثائق الأمريكية السرية التي هزّت أركان العالم أعلنت الشرطة الدولية "الانتربول" قد أصدرت مذكرة توقيف حمراء في حق مدير الموقع "جُولْيَان اسنج" جراء توجيه تهم له ب "الاعتداء الجنسي على أفراد فوق التراب السويدي" بناء على مذكرات اتهام ووفي بها مقر "الأنتربول" في 20 نونبر المنصرم.