دخل موقع “ويكيليكس” أمس، مرحلة الصراع من أجل البقاء على شبكة الانترنت برفض عدة جهات استضافته ومحاولات حكومية لاسكاته، فيما أصدرت السويد مذكرة توقيف جديدة بحق مؤسسه جوليان أسانج الذي يعتقد أنه متخف في مكان ما ببريطانيا. وفيما نشر الموقع وثائق جديدة، أبدت استراليا استعدادها لمساعدة الولاياتالمتحدة على توقيفه صاحبه أسانج، وقالت على لسان مدعيها العام روبرت ماكليلاند إنها تدرس امكانية الغاء جواز سفره باعتباره مواطناً استرالياً، ضمن الجهود الرامية لاعتقاله، وسط تقارير بريطانية أفادت بإمكانية توقيفه خلال 10 أيام. وبالتوازي، كشف موقع “باي بال” الأميركي المتخصص في خدمات التحويلات المالية الالكترونية أنه حجب التبرعات لويكيليكس ومؤسسة ألمانية ناشطة في في تلقي الإعانات للموقع. وكان مؤسس ويكيليكس الذي يعتقد أنه موجود في بريطانيا، أعلن أمس الأول، أنه عزز التدابير الأمنية لضمان سلامته بعد أن تلقى تهديدات بالقتل إثر بدء موقعه بنشر 250 ألف برقية دبلوماسية أميركية سرية. وفي ستوكهولم، أصدر المدعون السويديون مذكرة توقيف جديدة بحق أسانج لاستجوابه على خلفية الاشتباه بتورطه في “عملية إغتصاب وتحرش جنسي” بحق امرأتين لوقائع جرت في أغسطس الماضي بالسويد. وصرحت كارين روزندر المتحدثة باسم مكتب المدعي “طلبوا المزيد من المعلومات بشأن العقوبة القصوى لكل التهم المدرجة في الملف..عادة يتم ادراج أخطر تهمة في الملف”. وأفادت تقارير في بريطانيا أن اسانج قد يعتقل خلال 10 أيام. لكن مارك ستيفنز محامي أسانج في لندن، أعلن أنه لم يتلق كما لم تتلق شرطة “اسكتلنديارد” مذكرة الوقيف الجديدة التي اصدرتها السويد. واضطر موقع ويكيليكس إلى تغيير اسم نطاق الانترنت ونقله إلى سويسرا بعد أن اغلقته شركة “أمازون” الأميركية. حاولت فرنسا منع استضافة ويكيليكس على المواقع الالكترونية الفرنسية. وقال وزير الصناعة والطاقة والاقتصاد الرقمي الفرنسي اريك بيسون في رسالة وجهها إلى هيئة متخصصة، إن “هذا الوضع غير مقبول..لا يمكن لفرنسا ايواء مواقع الكترونية تنتهك سرية العلاقات الدبلوماسية وتعرض للخطر أشخاصاً تحميهم السرية الدبلوماسية”. وصرحت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون التي اتصلت بعشرات من القادة الأجانب بعد تسريبات ويكيليكس أمس، أنها تنوي متابعة الاتصالات طوال “أسابيع”، موضحة أن وسائل الإعلان لم تطلع بعد على عدد كبير من ال250 ألف برقية دبلوماسية أميركية. وكشفت وثيقة دبلوماسية أميركية سربت إلى الموقع أن الولاياتالمتحدة كانت تشتبه في 2009 بأن اليمن اخفى عنها وجود مخزون من الصواريخ المحمولة المضادة للطائرات لديه، يمكن أن تتحول إلى سلاح خطير إذا وقعت في اياد غير أمينة. وقالت صحيفتا “الجارديان” البريطانية و”نيويورك تايمز” الأميركية إن الرئيس علي عبدالله صالح أبلغ جون برينان نائب مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي باراك أوباما في سبتمبر 2009 “منحتكم باباً مفتوحاً بشأن الأرهاب. ومن ثم لست مسؤولاً”. وأفادت مذكرة دبلوماسية أميركية أخرى نشرها الموقع أن الزعيم الليبي معمر القذافي أثار ذعراً نووياً بتركه كمية من اليورانيوم عالي التخصيب دون حماية لمدة شهر إثر خلاف مع الأممالمتحدة. ونقلت صحيفة “الجارديان” عن هذه الوثيقة أن كمية من اليورانيوم عالي التخصيب وضعت في 7 حاويات مخصصة للنقل وليس للتخزين، وتركت في نوفمبر 2009 في منشأة نووية ليبية بحماية حارس واحد مسلح. ونقلت برقية عن سيف الإسلام القذافي نجل الزعيم الليبي قوله إن ليبيا ترفض الوفاء بوعدها نقل شحنات اليورانيوم لأنها “ضاقت ذرعاً” من بطء تحسن العلاقات مع واشنطن. من جهة أخرى، ذكرت مذكرة أخرى أن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة كان يرى في 2007 أن “فرنسا لم تقبل فعلياً يوماً الاستقلال الجزائري” وتحاول تصفية حساباتها مع بلاده “عبر دعم المغرب”. من جانب آخر، أعلن متحدث باسم الجيش الباكستاني أمس، أن الجيش يدعم القيادة المدنية والديمقراطية في البلاد في اطار الدستور، بعدما سلطت البرقيات الأميركية المسربة الضوء على قوة الجيش في باكستان متحدثة عن “استخفاف” القوات المسلحة بالسياسيين في البلاد. استقالة وزير مالية أفغانستان إثر التسريبات شكك الرئيس الأفغاني حامد كرزاي أمس بشدة في صحة البرقيات الدبلوماسية الأميركية المسربة بواسطة ويكيليكس، في حين قدم وزير المالية الأفغاني عمر زخيلوال استقالته بسبب برقية دبلوماسية أميركية أفادت أنه وصف الرئيس كرزاي بأنه “رجل ضعيف” مؤكداً أمس أن العلاقات مع السفارة الأميركية في كابول تضررت. وتعليقاً على البرقيات الدبلوماسية قال كرزاي في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني في كابول أمس، “لا نعرف ماذا نفعل بهذه الحكاية، هل يجب تصديقهم أم لا...أميل إلى عدم التصديق”. وأفادت سلسلة البرقيات الأميركية بانتقادات شديدة للرئيس الأفغاني واصفة اياه بأنه “ضعيف وقليل الكفاءة ومتورط في نظام شديد الفساد”. من جهته، أبلغ زخيلوال مؤتمراً صحفياً أنه لم يستخدم مطلقاً كلمة “ضعيف” لوصف كرزاي وأن السفير الأميركي كارل ايكنبري كان قد “استخدم اسمي لتدعيم رأيه في رئيسنا”.