رفضت المحكمة العليا السويدية اليوم دعوى الاستئناف التي رفعها محامي مؤسس موقع ويكيليكس، جوليان أسانج، مؤكدة الحكم بسجنه لتورطه في جرائم جنسية. وبرفض دعوى الاستئناف، يظل أمر الاعتقال الدولي بحق أسانج والصادر عن الإنتربول، ساريا. ويشتبه في ارتكاب أسانج العديد من الجرائم الجنسية خلال فترة إقامته بالسويد في أغسطس/آب الماضي ليشارك آنذاك في عدة مؤتمرات حول نشاطه في موقع ويكيليكس الإلكتروني الذي نشر منذ نحو شهر وثائق سرية عن الحرب في العراق وأفغانستان وقام بتسريب مراسلات دبلوماسية سرية أمريكية مطلع الأسبوع الجاري. وكانت محكمة الاستئناف في سفيا بستوكهولم قد رفضت في 24 من الشهر الماضي الاستئناف الأول ضد حكم الحبس، وأيدت القرار الذي أصدرته المحكمة الابتدائية. وأكد بجورن هورتيج، محامي أسانج، أنه سيعارض تسليمه إلى السويد. وأبدى هورتيج "إحباطه" إزاء القرار الذي اتخذته المحكمة العليا اليوم. وينص القرار على أن تظل درجة الإنذار في الشرطة الدولية "عند الدرجة الحمراء"، الأعلى داخل الإنتربول، والتي يتم إعلانها عند صدور قرار اعتقال بحق مطلوبين خطرين دوليا، وقد صدر القرار بناء على طلب من النيابة السويدية. وذكرت صحيفة (إندبندنت) البريطانية أن أسانج يوجد حاليا بصورة سرية في بريطانيا. وأوضحت الصحيفة أن شرطة (سكوتلانديارد) تجري اتصالاتها منذ أكثر من شهر بمحامي أسانج، وأنها فقط تنتظر الأوامر بالتحرك للقبض عليه. وكان أسانج، وهو أسترالي الجنسية (39 عاما)، قد أعطى الشرطة بياناته فور وصوله إلى الأراضي البريطانية في أكتوبر/تشرين أول الماضي. وأكدت مصادر أمنية للصحيفة أن لديهم رقم هاتف أسانج ويعلمون أين يوجد حاليا. وتلقت وكالة مكافحة الجرائم الكبرى والمنظمة في بريطانيا أمر الاعتقال الدولي الذي أصدره (الإنتربول)، إلا أنها لم تحصل على تصريح للقبض على أسانج. وكشفت الصحيفة أن هناك اعتقادات قوية بوجود أسانج في مكان ما جنوب شرقي إنجلترا. وكان أسانج قد أكد براءته من هذه التهمة، مبينا أنها تأتي في إطار حملة تهدف لتشويه سمعته بعد الوثائق السرية التي نشرها على الموقع. ووضع مؤسس موقع (ويكيليكس) جوليان أسانج أرشيفا غامضا على الإنترنت منذ بضعة أسابيع بعنوان "insurance.aes256" والذي ربما يتضمن كافة أسراره في حالة تعرضه للخطر، وفقا لما تؤكده العديد من المواقع الإلكترونية المتخصصة. وتحول سبب وجود الأرشيف ومحتواه إلى جدل كبير على العديد من المواقع الإلكترونية وخاصة بعدما بدأ ويكيليكس تسريب أكثر من 250 ألف وثيقة سرية أمريكية خلال الأسبوع الجاري. ولم يكشف ويكيليكس أو أسانج حتى الوقت الحالي عن مضمون الأرشيف أو سبب نشره. يشار إلى أن الإنتربول أصدر الثلاثاء الماضي مذكرة توقيف دولية بحق أسانج الذي توجه له تهمة الاغتصاب والاعتداء الجنسي، بناء على الطلب الذي تقدمت به النيابة العامة في السويد في 20 نوفمبر/تشرين ثان الماضي لاعتقاله.