كشف موقع ويكيليكس أول أمس الأحد عن نحو ربع مليون برقية دبلوماسية أميركية سارعت كبريات الصحف العالمية إلى نشر أعداد منها تكشف عن خفايا الاتصالات الدبلوماسية الأميركية, مثل دعوة الرياضواشنطن إلى ضرب إيران. وسارع البيت الأبيض إلى التنديد بالعمل «غير المسؤول والخطير» لموقع ويكيليكس معتبرا أن هذه الخطوة يمكن أن تعرض حياة كثيرين للخطر. وما تم الكشف عنه هو عبارة عن «ربع مليون برقية دبلوماسية أميركية سرية» على ما كتبت الأحد صحيفة نيويورك تايمز التي حصلت على حق الاطلاع على وثائق ويكيليكس مع اربعة صحف ودوريات عالمية مهمة هي لوموند الفرنسية والغارديان البريطانية والباييس الاسبانية ودر شبيغل الالمانية. وقالت نيويورك تايمز إن هذه البرقيات «تقدم صورة غير مسبوقة للمفاوضات الخفية التي تقوم بها السفارات في العالم». وويكيليكس, الذي أكد سابقا أنه تعرض خلال النهار لعملية قرصنة معلوماتية, أوضح على صفحته الالكترونية انه بدأ الأحد بنشر عدد قياسي من الوثائق بلغ «251 ألفا و287» برقية دبلوماسية تغطي مرحلة تمتد من العام 1966 حتى فبراير الماضي. وأكد الموقع انه رغب في إبراز «التناقض» بين الموقف الأميركي الرسمي و»ما يقال خلف الأبواب الموصدة». وتفضح الوثائق التي نشرها الموقع الأحد طريقة التعاطي التي غالبا ما تبقى سرية للدبلوماسيين الأميركيين مع عدد من القضايا, حساسة كانت أم لا. وعلى سبيل المثال, نقلت صحيفة الغارديان إحدى هذه الوثائق الأميركية التي تكشف أن العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز دعا الولايات المتحدة إلى ضرب إيران و»قطع رأس الأفعى» لمنعها من انجاز برنامجها النووي. وبالنسبة إلى الملف الإيراني أيضا كشفت وثيقة نشرتها صحيفة لوموند الفرنسية أن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة في ديسمبر 2009 إن إستراتيجيتها للتفاوض مع إيران «لن تنجح». وتعرض مراسلة أميركية محادثة جرت في الأول من ديسمبر 2009 بين عاموس جلعاد مدير الشؤون السياسية والعسكرية في وزارة الدفاع الإسرائيلية وايلين تاوشر مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية. وقال جلعاد إن دبلوماسية الرئيس باراك أوباما التي تقوم على التفاوض «فكرة جيدة, ولكن من الواضح جدا إنها لن تنجح». وقد تكون بعض الوثائق مربكة بالنسبة للقاءات مستقبلية بين الولايات المتحدة وشركائها. وفي هذا الصدد, نقلت مجلة در شبيغل تصريحات غير محببة أطلقها دبلوماسيون أميركيون إزاء المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إذ قالوا أنها «تخشى المجازفة ونادرا ما تثبت عن مخيلة واسعة». أما بالنسبة إلى رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان, فان أجهزة الاستخبارات الأميركية تعتقد بأنه يبدي ريبة في تعاطيه مع الجميع و»أحاط نفسه بحلقة من المستشارين الذين يمتدحونه إلا أنهم يكنون له الازدراء». كما أن قادة آخرين نالوا حصتهم من هذه الوثائق الدبلوماسية, إذ ورد في إحداها أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي «نزق وسلطوي», فيما تصف إحدى البرقيات الدبلوماسية رئيس الوزراء الايطالي بأنه «ضعيف جسديا وسياسيا». واستبقت السلطات الأميركية عملية النشر عبر اتصالها بأكثر من عشرة بلدان لتنبيهها إلى ضرورة استيعاب اي تداعيات محتملة لنشر هذه الوثائق. ولم تتضمن المعلومات التي كان موقع ويكيليكس نشرها حول افغانستان في يوليو الماضي معلومات مهمة في حين ان المعلومات التي كشف عنها والمتعلقة بالعراق ركزت على تجاوزات ارتكبت بين فصائل عراقية متعددة. وقبل ساعات من نشر موقع ويكيليكس هذه المراسلات الدبلوماسية دافع مدير هذا الموقع جوليان اسانج عن الوثائق السرية الأميركية التي سينشرها موقعه قائلا «وفق معلوماتنا (...) لم يتعرض فرد واحد للخطر بسبب أي معلومة قمنا بنشرها». وأوضحت نيويورك تايمز أن البرقيات الدبلوماسية وردتها «قبل أسابيع عدة» وان الوثائق التي قد «تعرض أشخاصا للخطر» أو «تهدد الأمن القومي» لم يتم نشرها. وأشارت الصحيفة إلى أنها عملت مع إدارة الرئيس أوباما حول الموضوع. *** 1- دول الخليج كما إسرائيل طالبت واشنطن بالحزم حيال إيران كشفت وثائق موقع ويكيليكس أن دول الخليج كما إسرائيل حضت الولايات المتحدة بشدة على تبني موقف حازم حيال إيران على خلفية برنامجها النووي, وان العاهل السعودي وصل إلى حد دعم الخيار العسكري. وكشفت الوثائق الدبلوماسية الأميركية التي حصل عليها موقع ويكيليكس ونشرتها عدة صحف كبرى في العالم مساء الأحد, أن القلق حيال البرنامج النووي الايراني للاشتباه باخفائه شقا عسكريا لا يقتصر على إسرائيل وحدها بل يطاول أيضا عددا من الدول العربية. وبحسب الوثائق, فان العاهل السعودي الملك عبدالله كان الأكثر صراحة بشان هذه المخاوف في الضغوط التي مارسها على الولايات المتحدة بهذا الصدد. وكشفت إحدى الوثائق الصادرة عن سفارات أميركية إن السفير السعودي لدى الولايات المتحدة عادل الجبير قال في 17 أبريل 2008 إن العاهل السعودي «دعا الولايات المتحدة مرارا إلى مهاجمة إيران لوضع حد لبرنامجها النووي». ونقلت الوثيقة التي ذكرتها عدة صحف هي البريطانية ذي غارديان والأميركية نيويورك تايمز والفرنسية لوموند, أن العاهل السعودي نصح الأميركيين ب»قطع رأس الأفعى» وشدد على أن العمل مع الولايات المتحدة للتصدي للنفوذ الإيراني في العراق هو أولوية إستراتيجية للملك ولحكومته. وتشير المراسلات الدبلوماسية ال 250 ألفا والتي تعتبر «سرية» وتم تبادلها بين وزارة الخارجية الأميركية وسفاراتها في العالم, في شكل عام إلى القلق الذي ينتاب الدول العربية حيال ايران وبرنامجها النووي على رغم نفي إيران مرارا سعيها لحيازة السلاح الذري, وفق صحيفة لوموند الفرنسية التي نشرت بدورها مضمون تلك المراسلات. وأوردت وثيقة نشرتها لوموند أن ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة أكد في الأول من نوفمبر 2009 لدى استقباله الجنرال الأميركي ديفيد بترايوس انه «يجب وقف هذا البرنامج», مضيفا أن «خطر تركه مستمرا يفوق خطر وقفه». وتعليقا على هذه التسريبات قال مستشار في الحكومة السعودية طلب عدم كشف هويته لفرانس برس ان «كل هذا سلبي جدا, وهذا ليس جيدا لبناء الثقة». وأضافت الصحيفة الفرنسية أن وثائق عدة تعكس رغبة دول الخليج في الحصول على سلاح أميركي. وكتب دبلوماسي في التاسع من فبراير 2010 أن ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد «يعتبر أن منطق الحرب يسود المنطقة, وهذه القراءة تفسر هاجسه بتعزيز قوات الإمارة». وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني خلال لقائه مساعد وزير الطاقة الأميركي دانيال بونينان في العاشر من ديسمبر 2009 واصفا العلاقة بين بلاده وإيران «إنهم يكذبون علينا ونحن نكذب عليهم». كذلك كتب دبلوماسي آخر من القاهرة في فبراير 2009 أن الرئيس المصري حسني مبارك «يكن كرها شديدا للجمهورية الإسلامية» بحسب الوثائق. والإسرائيليون من جهتهم شككوا كثيرا في محادثاتهم مع مسؤولين أميركيين في جدوى سياسة اليد الممدودة حيال إيران التي أعلن عنها الرئيس الأميركي باراك أوباما في رسالة وجهها إلى قادة هذا البلد وشعبه في مارس 2009. ونقلت برقية أميركية حديثا دار في الأول من ديسمبر 2009 بين عاموس جلعاد مدير الشؤون السياسية والعسكرية في وزارة الدفاع الإسرائيلية وايلين تاوشر مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية. وكتبت المسؤولة الدبلوماسية الأميركية «قال جلعاد إنه غير واثق من أن إيران قررت صنع سلاح نووي, لكنها (مصممة) على امتلاك خيار صنع هذا السلاح». وأضاف جلعاد وفق هذه البرقية إن دبلوماسية الرئيس الأميركي التي تقوم على التفاوض «فكرة جيدة, ولكن من الواضح جدا أنها لن تنجح». وفي برقية أخرى بتاريخ 18 نوفمبر 2009, كتب الدبلوماسيون الأميركيون «أكد ممثل للموساد (الاستخبارات الإسرائيلية) أن طهران تدرك أنها بتجاوبها مع المبادرة (الأميركية) تستطيع الاستمرار في ممارسة لعبة الوقت». وأضافت البرقية «من وجهة نظر الموساد فان كل ما ستقوم به إيران هو استخدام أي مفاوضات لكسب الوقت. وبذلك, ستمتلك إيران بحلول 2010 و2011 القدرة التكنولوجية على صنع سلاح نووي». وذكرت برقية أميركية أخرى أن الموقف الروسي حول الملف الإيراني يبقى «غامضا» بالنسبة للإسرائيليين, فيما تكشف الوثائق أن فرنسا تدعو بشكل واضح إلى الحزم. وقد وصف جان-دافيد ليفيت المستشار الدبلوماسي للرئيس نيكولا ساركوزي إيران ب»دولة فاشية», في حديث مع مسؤول أميركي في 16 نوفمبر 2009. 2- واشنطن طلبت من بكين منع كوريا الشمالية من تسليم صواريخ لإيران أشارت وثائق كشفها موقع ويكيليكس الالكتروني ونشرتها صحيفة ذي غارديان البريطانية أن واشنطن طلبت من الصين منع كوريا الشمالية من تسليم إيران قطع صواريخ غير أنها أبدت خيبة أملها لقلة تجاوب بكين مع هذا الطلب. وأوردت الصحيفة برقية دبلوماسية تعود إلى العام 2007 تعرض فيها الولايات المتحدة على الصين تفاصيل عملية تسليم قطع صواريخ كان من المفترض أن تمر عبر بكين, مطالبة الصين ب»رد مناسب». وبحسب وزارة الخارجية, فان الدبلوماسيين تلقوا تعليمات بنقل المخاوف الأميركية «على أعلى مستوى ممكن». وتابعت الوثيقة أن «الولايات المتحدة تعتقد أن انتشار التكنولوجيا المرتبطة بهذه الصواريخ سيزداد بين كوريا الشمالية وإيران وان البلدين سيسعيان لتحقيق عمليات نقل التكنولوجيا عبر الأراضي الصينية». وتضمنت البرقية التي حصلت عليها ويكيليكس قائمة ب11 عملية تسليم يعتقد أنها تمت عبر مطار بكين في طائرات ركاب مدنية كورية شمالية وإيرانية ويعتقد أن كوريا الشمالية نقلت خلالها لإيران أجنحة معدة للصواريخ. وتقول الوثيقة انه بالرغم من تأكيدات المسؤولين الصينيين بأنهم لم يجدوا أدلة على نقل معدات حساسة عبر الأراضي الصينية, «يبدو أن عمليات التسليم هذه جرت ولا تزال تجري مرورا ببكين».كما نقلت البرقية الاستياء الأميركي لعدم تجاوب الصين مع مطالب سابقة وأشارت إلى أن واشنطن تتوقع زيادة «كبيرة جدا» في هذه النشاطات. ولفتت الوثيقة السرية إلى أن الرئيس الأميركي السابق جورج بوش كان طرح هذا الموضوع مباشرة مع نظيره الصيني هو جينتاو. وتابعت أن عمليات التسليم تخالف قرارات مجلس الأمن الدولي حول إيران وكوريا الشمالية والقواعد التي حددتها الصين بنفسها على صعيد ضبط تصدير التكنولوجيا الحساسة. وبحسب الغارديان التي كانت من الصحف الكبرى في العالم التي اطلعت على وثائق ويكيليكس قبل نشرها على الموقع, لا يعرف ما إذا كانت الصين ردت على الطلب الأميركي. وامتنعت وزارة الخارجية الصينية عن التعليق على المسالة ردا على أسئلة فرانس برس الاثنين. والصين هي الداعم الرئيسي لكوريا الشمالية ومن كبار مستوردي النفط الإيراني. وشددت واشنطن لدى بكين على أن خطوتها تستند إلى معطيات فعلية وطلبت من دبلوماسييها أن «يوضحوا للمسؤولين الصينيين أن الولايات المتحدة تدقق في كل المعلومات التي تردها قبل أن تتقاسمها (مع دول أخرى)» وأضافت البرقية أن الولايات المتحدة «تطلب من السلطات الصينية اخذ ذلك بالاعتبار وبالتالي الرد بالشكل المناسب على المعلومات» التي نقلتها إليها. وأشارت وثائق أخرى نقلتها صحيفة نيويورك تايمز الأحد إلى أن الاستخبارات الأميركية على قناعة بان إيران حصلت من كوريا الشمالية على صواريخ فائقة التطور يمكن أن يصل مداها إلى أوروبا. وبحسب الصحيفة التي أوردت برقية دبلوماسية مؤرخة في 24 فبراير الماضي, فان «تقارير سرية للاستخبارات الأميركية توصلت إلى خلاصة مفادها أن إيران حصلت على صواريخ فائقة التطور مصممة على قاعدة نموذج روسي». ولفتت البرقية إلى أن إيران حصلت من كوريا الشمالية على 19 من هذه الصواريخ وهي نسخة مطورة من صاروخ «ار-27» الروسي, موضحة أن طهران «تعمل على امتلاك تكنولوجيا للتمكن من تصنيع جيل جديد من الصواريخ». 3- أمريكا ترى أن وزير الخارجية الألمانية شخص متغطرس أظهرت وثائق نشرها أول أمس الأحد موقع ويكيليكس الالكتروني المتخصص في كشف الأسرار أن دبلوماسيين أمريكيين وصفوا وزير الخارجية الألماني جيدو فسترفيلي بأنه متغطرس ومختال بنفسه ومنتقد لأمريكا. وهذه التقارير جزء من حزمة تضم أكثر من 250 ألف وثيقة لوزارة الخارجية الأمريكية حصل عليها ويكليليكس ووزعت على وسائل الإعلام في الولايات المتحدة وأوروبا وكشفت أيضا عن معلومات حساسة وأراء سرية لزعماء أجانب. وشملت الوثائق التي نشرتها في ألمانيا صحيفة دير شبيجل الأسبوعية 1719 برقية دبلوماسية من السفارة الأمريكية في برلين تضمنت إعطاء دبلوماسيين تقييمات صريحة لساسة كبار من بينهم المستشارة انجيلا ميركل. واستشهدت دير شبيجل بدبلوماسي أمريكي قال عن ميركل أنها «تتفادي المجازفة ونادرا ما تكون مبدعة». وأضاف تقرير دير شبيجل أن «الأمريكيين يرون أن المستشارة تنظر إلى الدبلوماسية الدولية بشكل أساسي من منظور كيف يمكن أن تستفيد منها محليا». وعلى الرغم من أن هذه التقارير صريحة تجاه ميركل فإنها تؤكد بشكل ساحق كيف يجد الدبلوماسيون الأمريكيون أن العمل معها أسهل من فسترفيلي الذي نال اشد انتقادات. ووصف فسترفيلي بأنه صاحب «شخصية مفعمة بالحيوية» تؤدي أحيانا إلى صدام مع ميركل ولكن ليس لديه خبرة تذكر في مجال السياسة الخارجية وله وجهة نظر متضاربة تجاه الولايات المتحدة. وقال تقرير كتب قبل أن يصبح فسترفيلي وزيرا للخارجية «هناك إجماع بين المسؤولين .. ربما نتيجة تحيز سياسي بأن فسترفيلي متغطرس ومولع جدا بالتأكيد على (إعجابه بذاته)». وكانت الآراء المتعلقة بوزير الدفاع الألماني كارل تيودور تسو جوتنبيرج وهو أكثر الساسة شعبية في ألمانيا أفضل ووصف بأنه «صديق وثيق ومعروف للولايات المتحدة» لا يتردد في إعطاء السفارة رؤية عن السياسة الداخلية الألمانية. وقالت التقارير إن جوتنبيرج ابلغ السفير الأمريكي فيليب ميرفي ان فسترفيلي وليس الحزب الديمقراطي الاشتراكي المعارض هو العقبة الحقيقية أمام زيادة كانت تسعى إليها الولايات المتحدة في عدد الجنود الألمان في أفغانستان. ونقل عن ميرفي ترحيبه بالمعلومات الواردة من «حزبي موال شاب متوقع له النجاح» عضو بالحزب الديمقراطي الحر الذي ينتمي إليه فسترفيلي قام بإعطاء السفارة تقارير مفصلة عن إستراتيجية الحزب. ودفع نشر هذه الوثائق ميرفي إلى كتابة رسائل لعدة صحف ألمانية ليقول أن عمل سفارته عادي وانه غير نادم حتى إذا سبب ذلك بعض الإزعاج. وقال في صحيفة فيلت أم زونتاج «يصعب القول ما هو الأثر الذي سيتركه ولكنه سيكون على الأقل جدا غير مريح.. لحكومتي ولهؤلاء الذين ورد ذكرهم في التقارير ولي شخصيا كسفير للولايات المتحدة في ألمانيا». 4- كاميرون «سطحي» والأمير أندرو «فظ» قالت صحيفة الجارديان البريطانية إن محافظ بنك انجلترا المركزي ميرفين كينج اتهم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ووزير المالية جورج أوزبورن «بالسطحية» وان الولايات المتحدة صدمت لما وصفته الصحيفة «بالسلوك الفظ» للأمير اندرو عضو الأسرة المالكة في بريطانيا حين يكون خارج البلاد. وكانت صحيفة الجارديان من بين عدد من الصحف على مستوى العالم اطلعت بشكل مبكر على نحو 250 ألف برقية دبلوماسية نشرها موقع ويكيليكس الالكتروني المتخصص في تسريب الأسرار. وذكرت الصحيفة أول أمس الأحد أن البرقيات تضمنت أيضا انتقادات للعمليات العسكرية البريطانية في أفغانستان. وقالت الصحيفة إن تعليقات كينج كانت للسفير الأمريكي في لندن لكن موعدها لم يتضح على الفور كما لم يتوفر المزيد من التفاصيل. لكن تردد أن التسريبات الالكترونية الحديثة تعود إلى شهر فبراير حين كان كاميرون وأوزبورن في صفوف المعارضة. وتولى كاميرون مهام منصبه في مايو. ومن السخرية أن ادم بوسين عضو لجنة السياسات النقدية في بنك انجلترا المركزي انتقد كينج الأسبوع الماضي لأنه أدخل نفسه في السياسة حين أيد خطة التقشف التي طرحها الائتلاف الحاكم بقيادة المحافظين بعد وقت قصير من انتخابات مايو. وأدان السفير الأمريكي لويس سوسمان الذي اطلع رئيس الوزراء البريطاني على التسريبات الأسبوع الماضي نشرها. وقال في بيان «لكن على الرغم من ذلك فأنا واثق من أن علاقتنا الفريدة البناءة مع المملكة المتحدة ستظل وثيقة وقوية لتركز على تعزيز أهدافنا وقيمنا المشتركة». 5- مصر وحركة فتح رفضتا طلبا إسرائيليا لدعم الهجوم على قطاع غزة كشفت وثائق ويكيليكس التي نشرتها الصحف الإسرائيلية الاثنين أن مصر وحركة فتح بزعامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس رفضتا طلب إسرائيل دعمها في الهجوم العسكري الذي شنته على قطاع غزة الخاضع لسيطرة حركة حماس في نهاية 2008. وبحسب برقية دبلوماسية صادرة عن السفارة الأميركية في تل أبيب ونقلها الموقع, فان وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أبلغ وفدا من الكونغرس عام 2009 إن إسرائيل أجرت اتصالات مع مصر والسلطة الفلسطينية قبل شن عملية «الرصاص المصبوب». وتابعت البرقية أن «باراك أوضح (للوفد) أن الحكومة الإسرائيلية أجرت مشاورات مع مصر وفتح وسألتهما إن كانتا على استعداد للسيطرة على قطاع غزة بعد هزيمة حماس». وأوضحت الوثيقة أن «باراك تلقى ردا سلبيا, وهو أمر غير مستغرب». وأضافت أن باراك انتقد «ضعف» السلطة الفلسطينية «وعدم ثقتها بنفسها». كما أشارت البرقية إلى أن إسرائيل أبقت «الحوار» مع كل من مصر وفتح خلال العملية. من جهة أخرى عبر رئيس الموساد الإسرائيلي مئير داغان عن وجهة نظر أكثر سلبية حول القيادة الفلسطينية في برقية دبلوماسية تحمل تاريخ 26 يوليو 2007. وكتبت السفارة «خلافا للسياسة الرسمية الإسرائيلية, عبر داغان عن رأيه الشخصي القائل بأنه بعد أكثر من عقد على محاولة التوصل إلى اتفاق نهائي مع الفلسطينيين (لن يتم إبرام شيء)». وبعد فوزها في الانتخابات التشريعية الفلسطينية في يناير 2006 سيطرت حركة حماس بالقوة على قطاع غزة في يونيو 2007 وطردت منه القوات الموالية لحركة فتح بعد أسبوع من المواجهات الدامية. وبعد سنة ونصف السنة شن الجيش الإسرائيلي هجوما مدمرا على قطاع غزة بين ديسمبر 2008 ويناير 2009 أوقع 1400 قتيل فلسطيني بحسب مصادر طبية فلسطينية و13 قتيلا إسرائيليا. 6- القذافي يغضب من طريقة استقباله في نيويورك فيقرر الاحتفاظ بكمية من اليورانيوم نقلت صحيفة نيويورك تايمز إحدى البرقيات الدبلوماسية الأميركية التي نشرها موقع ويكيليكس, تفيد أن الزعيم الليبي معمر القذافي غضب من الاستقبال الذي خصص له خلال زيارته إلى نيويورك عام 2009, فامتنع عن الوفاء بوعد قطعه بتسليم روسيا كمية من اليورانيوم موجودة في بلاده. وكتبت الصحيفة الأميركية على موقعها على الانترنت نص هذه البرقية التي تفيد ان الزعيم الليبي استاء جدا في سبتمبر 2009 من منعه من نصب خيمته في نيويورك, ومنعه من زيارة موقع «غراوند زيرو» حيث وقعت اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر خلال مشاركته في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة. وتعبيرا عن استيائه هذا رفض القذافي الوفاء بوعد كان قطعه بإرسال كمية من اليورانيوم تملكها ليبيا إلى روسيا. وجاء في البرقية أيضا أن الزعيم الليبي الذي كان في السابعة والستين عام 2009 كان طوال تحركاته في نيويورك برفقة «ممرضة أوكرانية» وصفت في البرقية الأميركية بأنها «شقراء مثيرة». 7- الأميركيون يعتبرون شقيق كرزاي «فاسدا ومهرب مخدرات» أكدت وثائق دبلوماسية كشف عنها موقع ويكيليكس أن دبلوماسيين أميركيين ينظرون إلى احمد والي كرزاي شقيق الرئيس الافغاني حميد كرزاي على أنه «فاسد إلى حد كبير وضالع في تهريب المخدرات» في جنوب البلاد. وهذه البرقيات الدبلوماسية التي أعدت في السفارة الأميركية في كابول تؤكد, لكن بدون تقديم أدلة, الاتهامات التي وجهتها أجهزة الاستخبارات ووسائل الإعلام الأميركية في الآونة الأخيرة لرئيس مجلس ولاية قندهار (جنوب). لكن احمد والي كرزاي نفى على الدوام هذه التهم مؤكدا انه لم يتم تقديم أي دليل في هذا الصدد. وقالت إحدى هذه الوثائق التي أعدت اثر لقاء عقد في قندهار بين شقيق الرئيس ومبعوث أميركي أن «احمد والي كرزاي الذي يتعين علينا التعامل معه بصفته رئيسا لمجلس ولاية قندهار, يعتبر فاسدا إلى حد كبير مهرب مخدرات». وأضافت «هذا اللقاء مع احمد والي كرزاي يوضح واحدا من اكبر التحديات التي نواجهها في أفغانستان: كيفية مكافحة الفساد وإقامة علاقة بين الشعب وحكومته عندما يكون ابرز مسؤولي الحكومة فاسدين». وبين العناصر الملموسة التي قدموها, تشير الوثائق إلى انه في العام 2009 طلب شقيق الرئيس من مسؤولين أميركيين تمويل إضافي لمشاريع إعمار كبرى. وأضافت «لكن نظرا لسمعة احمد والي كرزاي في مجال العقود المشبوهة, يجب التشكك في طلبه مشاريع ضخمة ومكلفة». وتابع هذا التقرير «سنواصل مطالبة احمد والي كرزاي بتحسين سمعته». 8- خامنئي مريض بسرطان الدم قالت صحيفة لوموند الفرنسية إن البرقيات الدبلوماسية الأمريكية التي نشرها موقع ويكيليكس الالكتروني المتخصص في تسريب الأسرار تضمنت تصريحات لمصدر عام 2009 تحدث عن إصابة الزعيم الأعلى الإيراني أية الله علي خامنئي بسرطان في مراحله النهائية. وطبقا للبرقية المؤرخة في غشت عام 2009 علم المصدر وهو رجل أعمال غير إيراني يعمل في آسيا الوسطى ويسافر كثيرا إلى طهران «من أحد معارفه أن لرئيس الإيراني السابق علي أكبر رفسنجاني أبلغه أن الزعيم الأعلى علي خامنئي مصاب بسرطان الدم في مراحله الأخيرة ويمكن أن يموت خلال بضعة أشهر». وجاء في البرقية التي كتبها دبلوماسي أمريكي ان رفسنجاني وهو من منتقدي الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد والذي عبر عن تعاطفه مع الحركة الإصلاحية قرر حين علم بمرض خامنئي أن يبدأ إعداد نفسه ليكون خليفته. وخامنئي هو الزعيم الأعلى لإيران منذ عام 1989 وله القول الفصل في الجمهورية الاسلامية التي تخوض مواجهة مع الغرب بشأن طبيعة أنشطتها النووية. والوثيقة التي نقلت عنها لوموند هي واحدة من نحو 250 ألف برقية دبلوماسية نشرها موقع ويكيليكس في مطلع الاسبوع تكشف عن اراء ومعلومات سرية من جانب دبلوماسيين أمريكيين في الخارج كانت ستظل في الاحوال الطبيعية طي الكتمان لعشرات السنوات القادمة. 9- أردوغان طوق نفسه «بحلقة حديدية من المستشارين المتملقين» ذكر موقع مجلة دير شبيجل الألمانية على الانترنت أن دبلوماسيين أمريكيين أثاروا شكوكا في مصداقية تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي وصوروا قيادتها على أنها منقسمة على نفسها ومخترقة من قبل الإسلاميين. ونقلت دير شبيجل عن وثائق دبلوماسية أمريكية نشرها أول أمس الأحد موقع ويكيليكس الالكتروني المتخصص في نشر الأسرار أنه تم وصف مستشارين لرئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان بان ليس لديهم «فهم يذكر للأمور السياسية أبعد من أنقرة». وطبق اردوغان إصلاحات اقتصادية ليبرالية شاملة سعيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي منذ أن تم انتخاب حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه بأغلبية ساحقة في عام 2002. وينفي اردوغان اتهامات العلمانيين بأنه يضمر طموحات إسلامية خفية. ونقلت دير شبيجل عن برقية قولها إن اردوغان طوق نفسه «بحلقة حديدية من المستشارين المتملقين، بل المزدرين». ولتركيا علاقات وثيقة بشكل تقليدي مع واشنطن ولكن العلاقات توترت في الآونة الأخيرة وذلك إلى حد ما نتيجة لخلاف أنقرة مع إسرائيل بشأن غزوها لغزة. وقالت المجلة أن»البرقيات الدبلوماسية المسربة تكشف عن أن الدبلوماسيين الأمريكيين يتشككون في إمكانية الاعتماد على تركيا كشريك.. ويتم تصوير القيادة في أنقرة على أنها منقسمة على نفسها ومخترقة من الإسلاميين».