انتهت فصول التراجيدية المؤسفة التي كانت مدينة القنيطرة مسرحا لها، على إثر إقدام موظف أمن، اليوم، على قتل زوجته ووالدها ووالدتها دفعة واحدة برصاص سلاحه الوظيفي، بأن سلم نفسه لرجال الأمن، بعد أن قدم والداه ليأخذا ابنيْه الذين شاهدا أطوار الجريمة البشعة. ودارت مفاوضات شاقة بين رجال أمن هرعوا إلى مكان الحادث، وبين الشرطي الهائج الذي أجهز على حياة زوجته وصهريه معا، حيث تحصن المفتش الأمني بشقته، ورفض الخروج منها، واشترط حضور أمه وأبيه ليسلم لهما ولديْه، قبل أن يسلم نفسه لقوات الأمن التي حاصرت مسرح الجريمة. واستطاعت مصالح ولاية أمن القنيطرة أن تقنع موظف أمن، وهو برتبة مفتش شرطة ممتاز، بأن لا مناص له من تسليم نفسه، وعدم إيذاء روحه، أو مس ابنيه بأي سوء أو أذى، حيث غادر مسكن الزوجية الذي عرف إطلاق رصاصات قاتلة صبها في أجساد زوجته ووالديها. وذكر بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني أن عملية التوقيف جاءت بعد عملية تفاوض باشرها مسؤولون أمنيون، انتهت بتسليم المعني بالأمر لنفسه وتسليم سلاحه الوظيفي، بالإضافة إلى تسليم طفليه اللذين كان يحتجزهما داخل شقته. وأورد المصدر ذاته بأن "المعلومات الأولية للبحث تشير إلى أن مشاكل أسرية هي السبب المباشر وراء ارتكاب هذه الجريمة، وذلك في انتظار ما ستسفر عنه الأبحاث والتحريات التي تباشرها المصلحة الولائية للشرطة القضائية تحت إشراف النيابة العامة المختصة". ولأن الجريمة الشنيعة التي ارتكبها موظف الأمن ليست بالعادية، ويصعب أن تمر دون تداعيات سلبية على نفسية الطفلين خصوصا، باشرت لجنة طبية تتألف من أخصائيين نفسيين تابعة للمديرية العامة للأمن الوطني بتقديم الدعم النفسي لأفراد عائلة الضحايا"، يقول ذات البلاغ.