أولت الصحف الأروبية الصادرة اليوم الثلاثاء اهتماماتها لعدة مواضيع، أبرزها انتخاب الباجي قيد السبسي رئيسا لتونس، والانتخابات الرئاسية اليونانية في دورها الثاني، والأزمة الاقتصادية والمالية التي تمر بها روسيا، فضلا عن قرار القضاء الاسباني متابعة رئيس جهة كتالونيا، أرتور ماس، لتنظيمه استفتاء حول الاستقلال رغم معارضة الحكومة المركزية والمحكمة الدستورية، وتطورات الحرب على داعش. ففي ألمانيا اهتمت الصحف بعدد من المواضيع كان أبرزها انتخاب الباجي قائد السبسي رئيس حركة "نداء تونس" في الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية في تونس بنسبة 68ر55 في المائة على منافسه منصف المرزوقي. وكتبت صحيفة (دي فيلت) في تعليقها أن السبسي، السياسي المخضرم البالغ من العمر 88 عاما "ليست لديه رؤية واضحة" لتدبير الحكم في تونس مشيرة إلى أنه "صحيح يمكن اعتباره أحد رجالات النظام القديم أيضا، لكنه بالرغم من ذلك يمكن أن يحقق الأمن للتونسيين". من جانبها عبرت صحيفة (تاغستسايتونغ) "عن أسفها لترك أمر بناء الهياكل الديمقراطية والاجتماعية في تونس التي عاشت الثورة بيد كبار السن". أما صحيفة (برلينر تسايتونغ) فكانت لها وجهة نظر مغايرة حيث اعتبرت أن تونس باكتمال الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية أكدت أنها "تسير على الطريق الصحيح". من جهة أخرى اهتمت الصحف بالمظاهرة الجديدة التي نظمتها أمس الاثنين ما يسمى بحركة "بيغيدا" التي دعت أتباعها لترديد أغاني أعياد الميلاد، حيث تساءلت صحيفة (راين نيكتار تسايتونغ) عن هذا السلوك مشيرة إلى أن "المسيح لا يدعو إلى الإساءة والتطرف، فرسالته رسالة سلام، والاحتجاج ضد أسلمة أوروبا أمر مفتعل بل هو نفاق ومناف لقيم المسيحية التي تستخدمها الحركة". *أما صحيفة (مونشنر ميركور) فأكدت في تعليقها أنه "يجب علينا جميعا أن نردد أغاني المسلمين في حفلات عيد الميلاد للتعبير عن سخطنا والاشمئزاز الذي نشعر به اتجاه حركة بيغيدا ورفضنا لأسلوبها". وفي اليونان واصلت الصحف اهتمامها بالدور الثاني من الانتخابات الرئاسية الذي سيجري اليوم الثلاثاء وسط أجواء سياسية مشحونة بسبب غياب التوافق حول الرئيس، وسعي المعارضة الى إفشال التصويت للسير نحو انتخابات تشريعية سابقة لأوانها. صحيفة "كاثيمينيري" كتبت أنه يبدو أن جميع الأحزاب السياسية أصبحت تستعد للانتخابات التشريعية السابقة لأوانها، معربة عن مخاوف من احتمال فشل انتخاب الرئيس. وأضافت ان تنازلات رئيس الوزراء يوم الاحد بتعديل حكومي لضم النواب المؤيدين للاتحاد الاوربي الى حكومته قد يؤتي أكله وهو ما سيتبين من خلال تصويت اليوم، مشيرة الى انه رغم ذلك فإن البعض فقط من النواب تحمس للتصويت على المرشح سترافوس ديماس المفوض الاوربي السابق في البيئة. وأضافت الصحيفة انه بحسب التوقعات فإن الحكومة قد تنجح خلال تصويت اليوم في جمع ما بين 163 و169 من الاصوات، وسيكون عليها البحث عن نواب آخرين في الاقتراع الاخير والحاسم ل29 دجنبر والحصول على 180 صوتا الضرورية لانتخاب الرئيس. صحيفة "تو فيما" كتبت أنه خلال تصويت اليوم يبدو ان الحكومة ستحصل على اصوات اضافية لكنها غير كافية لانتخاب الرئيس وسيتم اللجوء الى دور ثالث وأخير في 29 دجنبر . واضافت الصحيفة انه اذا فشلت ايضا في الموعد الثالث والاخير فالامور ستسير نحو حل البرلمان والدعوة لانتخابات سابقة لاوانها في 25 يناير او 1 فبراير المقبلين. من جهتها، اهتمت الصحف النرويجية على الخصوص بالأزمة الاقتصادية والمالية التي تمر منها روسيا خاصة بعد التراجع الحاد في سعر الروبل والعقوبات الاقتصادية الغربية المفروضة عليها. وفي هذا الصدد، أشارت صحيفة (داغبلاديت) إلى أن سنة 2015 قد تكون الأسوأ بالنسبة لروسيا نظرا لعد استقرار الوضع. وأوردت الصحيفة تحليلات لعدد من الخبراء حول توقعاتهم بالنسبة للاقتصاد العالمي خاصة بالنسبة للقوى الكبرى مثل روسيا والصين والولايات المتحدة وأوروبا والتحديات التي يمكن أن تواجهها خلال السنة المقبلة. واعتبرت أن روسيا ستعيش تحدي النظام العالمي الذي يحتم على القوى العظمى تقاسم النفوذ واعتماد السياسة الواقعية التي تفرضها التحالفات القائمة حاليا. من جهتها، تطرقت صحيفة (افتنبوستن) إلى قرار المستشارة أنجيلا ميركل مواصلة فرض العقوبات على روسيا، مشيرة إلى أن ذلك يعني أن عقوبات الاتحاد الأوروبي ضد موسكو سيستمر خلال السنة المقبلة. وقالت إنه يبدو أن هناك اتفاقا بين دول الاتحاد الأوروبي على استمرار العقوبات ضد روسيا في السنة المقبلة بسبب ضمها شبه جزيرة القرم. وذكرت الصحيفة بتأكيد الرئيس الجديد للمجلس الأوروبي، البولوني دونالد توسك، على وجود توافق بين دول الاتحاد الأوروبي بخصوص قضية الموقف من روسيا وسلوكاتها والعقوبات المفروضة عليها. وفي إسبانيا اهتمت الصحف بقرار المحكمة متابعة رئيس جهة كتالونيا، أرتور ماس، لتنظيمه استفتاء حول الاستقلال رغم معارضة الحكومة المركزية والمحكمة الدستورية. وأوردت صحيفة (أ بي سي)، الموالية للحكومة، أن محكمة العدل العليا بكتالونيا قضت، أمس الاثنين، بقبول الشكاية التي تقدم بها المدعي العام للدولة الإسبانية ضد أرتور ماس. وأضافت أن الهيئة الوحيدة المخول لها التحقيق مع القومي أرتور ماس، قبلت، أيضا، الشكايتين المقدمتين ضد نائبة رئيس كتالونيا، جوانا أورتيغا، ومستشارة الجهة في التعليم، إيرين إيغو. ومن جهتها كتبت (إلموندو) أنه بعد تنظيم هذه الاستشارة، التي منعتها المحكمة الدستورية بناء على طلب من الحكومة، سيتعين على أرتور ماس مواجهة اتهامات مدريد، والدفاع عن موقفه. وأوضحت الصحيفة أنه بحسب الادعاء العام، فإن تنظيم هذه الاستشارة الممنوعة، لاسيما في المدارس، يعد عصيانا مدنيا، كما يشكل استغلالا للنفوذ وإساءة لاستخدام السلطة. وفي سياق متصل ذكرت (إلباييس) أن المدعي العام، الذي اعتبر أن تنظيم هذا الاستفتاء الرمزي يشكل استغلالا للمنصب، اتهم ماس بالاختلاس، للاستخدام "غير القانوني" لأموال الدولة. وذكرت اليومية أن هذا الإجراء قد يمنع رئيس حكومة جهة كتالونيا من الترشخ لانتخابات محلية مقبلة. وفي فرنسا اهتمت صحيفة (لوموند) بالمغادرة المرتقبة لرئيس الجمهورية الايطالية جورجيو نابوليتانو لمنصبه، علما أنه كان قد تحدث مؤخرا عن استقالته "الوشيكة"، مذكرة بأن نابوليتانو لم يفتأ يؤكد انه لن يكمل ولايته التي تستمر سبعة أعوام. وكان البرلمانيون الذين لم يتمكنوا من التوافق على شخص يخلفه قد طلبوا منه في سنة 2013، الاستمرار في منصبه لولاية جديدة. وأضافت الصحيفة أن الرئيس يريد أن تتزامن مغادرته للرئاسة مع النهاية الرسمية لرئاسة ايطاليا للاتحاد الاروبي في 13 يناير المقبل مشيرة الى ان خلافة نابوليتانو الذي شغل مكانة هامة في النظام السياسي الايطالي باعتباره الضامن للدستور ورئيس القوات المسلحة تبدو صعبة بالنظر الى غياب اغلبية في البرلمان. من جهتها سلطت صحيفة (لوفيغارو) الضوء على التطورات الاخيرة للحرب على تنظيم الدولة الاسلامية في العراقوسوريا، مبرزة ان التنظيم الارهابي الذي يواجه ضغطا جراء الضربات الجوية للتحالف الدولي، يقوم بعمليات تطهير في صفوفه من اجل ابعاد الجهاديين الاجانب الذين ساورهم الندم ويريدون التخلي عن المعركة. وأضافت الصحيفة ان نحو مائة جهادي اجنبي تمت تصفيتهم عندما كانوا يعتزمون مغادرة الرقة عاصمة الدولة الاسلامية بشرق سوريا بحسب معلومات للفاينانشل تايمز. واشارت الصحيفة حسب المصدر نفسه الى ان الجهاديين كانوا دوما حذرين ازاء الاجانب ويتهمونهم بكونهم متسللين يعملون لفائدة مصالح الاستخبارات الغربية. وفي بلجيكا اهتمت الصحف بالاجراءات الأمنية التي تحيط برئيس الوزراء بعد التهديدات بالقتل التي تلقاها مؤخرا، حيث كتبت صحيفة (لوسوار) أنه منذ تشكيل حكومته في الصيف الماضي وخلال الأسابيع الاخيرة، تلقى شارل ميشيل عدة رسائل تهديد بالقتل، مشيرة الى ان الامر يتعلق بتهديدات واضحة ومتكررة سواء منها التي تتخذ طابعا إجراميا والموجهة ضده وضد عائلته أو تلك مرتبطة بمشاركة بلجيكا في الحرب على داعش. من جهتها اعتبرت صحيفة (لاليبر بيلجيك) ان الاجرءات الامنية المصاحبة للوزير الاول يعتريها الخلل مشيرة في هذا السياق الى الحادث الذي وقع اثناء ندوة لشارل ميشيل بنامور، عندما القت عليه فتاتان بطاطس مقلية ومايونيز.