تناولت الصحف الأوروبية الصادرة اليوم السبت جملة من المواضيع، أبرزها ، المظاهرات التي شهدتها بوركينا فاسو والتي انتهت بتنحي الرئيس بليز كومباوري، والنزاع التركي القبرصي بشأن التنقيب عن الغاز والنفط في السواحل القبرصية، فضلا عن الانتخابات المقررة غدا الاحد في جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك المعلنتين من جانب واحد. ففي فرنسا سلطت صحيفة (ليبراسيون) الضوء على المظاهرات التي شهدتها بوركينا فاسو والتي اضطرت الرئيس بليز كومباوري إلى ترك السلطة، مبرزة أن المتظاهرين سيطروا منذ الثلاثاء المنصرم على مقر الجمعية الوطنية، قبل ان تتوالى الاحداث بهذا البلد الافريقي على نحو مذهل. وتساءلت الصحيفة عن مستقبل هذه الحركة غير المسبوقة بالمنطقة، والتي تعتبر كبداية ل"ربيع إفريقي". من جهتها تطرقت صحيفة (لوفيغارو) إلى تعبئة الفلسطينيين من أجل الدفاع عن المسجد الاقصى ضد المناورات الإسرائيلية الرامية إلى تغيير الوضع المعمول به لعشرات السنين في ما يتعلق بالولوج إلى ثالث أقدس مكان في الاسلام. وتجسدت هذه التعبئة ، تضيف الصحيفة، في ضغوط الولاياتالمتحدةالامريكية والاردن التي اضطرت الاحتلال إلى التنازل والترخيص بالتالي لآلاف المسلمين بدخول باحة الاقصى من أجل الصلاة على الرغم من أن هذا الدخول يقتصر فقط على الاشخاص الذين يفوق سنهم خمسين سنة. وفي اليونان واصلت الصحف اهتمامها بالنزاع التركي القبرصي بشأن التنقيب عن الغاز والنفط في السواحل القبرصية، وإرسال أنقرة لباخرة استكشاف وتأكيدها على ضرورة حماية حقوق القبارصة الأتراك. وكتبت صحيفة (كاثيميريني) أن قرار القيادة الأمنية العليا في تركيا الاحتفاظ بسفينة الرصد الزلزالي "باربروس" في المنطقة الاقتصادية الخالصة حيث منحت قبرص لشركات دولية تراخيص للتنقيب عن النفط والغاز تثير المخاوف من تزايد التوتر في المنطقة. وأضافت أن قرار مجلس الأمن القومي التركي يوم الجمعة بين أن تركيا ستواصل "حماية حقوق ومصالح" الاقلية التركية في الشطر الشمالي من قبرص وستواصل تتبع أنشطة التنقيب في المنطقة. وأضافت الصحيفة أن مصادر ديبلوماسية فسرت هذا الموقف الجديد كرد على البيان الصادر عن الاجتماع الثلاثي بين اليونان وقبرص ومصر، يوم الأربعاء المنصرم في نيقوسيا والذي ندد ب "الاعتداءات غير الشرعية لتركيا" ودعاها إلى "الانسحاب من المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص". أما صحيفة (ايليفثيروتيبيا) فتوقفت عند زيارة أمين عام حلف شمال الأطلسي الجديد ستولنبرغ الى اليونان ومباحثاته مع عدد من المسؤولين وقادة المعارضة، مشيرة الى أنه ظل متحفظا بخصوص اتخاذ أي موقف من تركيا واكتفى في تصريحاته بتوجيه الدعوة لكل الأطراف المعنية ب"ضبط النفس" والتركيز على التحديات الهامة التي تواجه البلدان الأعضاء في الحلف والمتعلقة ب"التهديدات القادمة من الجنوب، وعدم الاستقرار في العراق وسوريا والسياسة العدائية التي تنهجها روسيا". أما في روسيا فاهتمت الصحف بالانتخابات في جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك المعلنتين من جانب واحد ، والمقررة يوم غد الأحد ، حيث ذكرت صحيفة (كوميرسانت) في هذا السياق أن مبارزة كلامية شديدة تجري بين روسيا والغرب حول شرعية انتخابات يوم غد. ونقلت الصحيفة عن مصادر في الهيئات الحكومية الروسية وفي قيادة جمهورية دونيتسك قولها ، إن التصويت في ذلك اليوم بالذات يتوافق مع ما ورد في الملحق السري لمذكرة مينسك الموقعة يوم 19 شتنبر الماضي ، موضحة أن مصادر في سلطات كييف وفي منظمة الأمن والتعاون في اوروبا لم تؤكد للصحيفة وجود هذا الملحق فعلا. وذكر مصدر في الاتحاد الاوروبي للصحيفة أنه لم يسمع بوجود هذا الملحق وهدد بتشديد العقوبات ضد روسيا في حال اعترفت بنتائج الانتخابات في دونباس. من جهتها أشارت صحيفة (موسكوفسكي كومسوموليتس) إلى أن الجدل ساد قبيل حلول موعد الانتخابات بين روسيا والغرب، حيث اعلنت سلطات كييف وبعض الدول الغربية أنها لن تعترف بنتائج هذه الانتخابات. وقالت الصحيفة إن كل واحدة من الجمهوريتين ستقوم بشكل مستقل بانتخاب رئيسها وأعضاء برلمانها ولن تجري في الوقت الراهن أية انتخابات مشتركة بين الجمهوريتين. أما صحيفة (نيزافيسيمايا غازيتا) فنقلت تصريحات لبعض السياسيين أشاروا فيها إلى أن اعتراف روسيا بنتائج الانتخابات في نوفوروسيا سيعني أن الكرملين لا ينوي التراجع، مضيفة أنهم اعتبروا أن الامر المؤكد الوحيد هو أنه لو اعترفت روسيا بنتائج الانتخابات في الجمهوريتين سيتوجب نسيان ولفترة طويلة اي حديث عن إلغاء العقوبات الغربية ضدها. وفي ألمانيا تناولت أغلب الصحف في تعليقاتها اتفاق الغاز الذي توصلت إليه كل من روسياوأوكرانيا بعد شهور من المفاوضات والذي يقضي بتزويد كييف بالغاز من قبل موسكو. واعتبرت صحيفة (فرانكفورتر أليغماينه تسايتونغ) في تعليقها أن هذا الاتفاق خطوة جيدة بين الطرفين لأن قضاء شتاء في أوكرانيا بدون تدفئة، تقول الصحيفة ، سيزيد من مشاكل القيادة السياسية الجديدة في كييف وربما قد يهدد استقرارها في حين جنب الاتفاق أوروبا خطر نقص في الغاز. أما بالنسبة لصحيفة (براونشفايغه تسايتونغ) فإن عملية تسوية نزاع الغاز ، أظهرت قوة روسيا بطريقة مثيرة ، بفضل ما تتوفر عليه من احتياط من الطاقة مشيرة إلى أن التسوية يمكن اعتبارها كمؤشر على التقارب بين موسكو وكييف ، ومع ذلك ، تقول الصحيفة ، يبقى الاتفاق متسما بحسن نية من قبل روسيا لأن أوكرانيا تعاني من أزمة مالية خانقة. أما صحيفة (ميتلدويتشه تسايتونغ) فاعتبرت من جانبها أن إبداء بوتين استعداده لتقديم تنازلات لا ينبغي تجاهله لأن التعامل معه هو تعامل مع سلطة سياسية قوية تستخدم جميع الطرق للحفاظ على موقعها، لذلك تقول الصحيفة ، فالاتفاق يشكل أفضل صفقة معه. ووفقا لصحيفة (فيستفاليشن ناخغيشتن) فإن الاتفاق يشكل بذرة أمل على طريق تحقيق انفراج سياسي بين أوكرانياوروسيا مشيرة إلى أن الاتفاق فرصة جيدة جعلت كل الأطراف المعنية تربح الوقت وتتوصل إلى ترتيبات التزويد بالغاز بطريقة سلسلة ومضمونة . وعبرت الصحيفة عن اعتقادها بأن هذه الحزمة الشتوية من الغاز لكييف ربما ستمكن أوكرانيا من بحث حل شامل للنزاع ، وخلصت ، إلى أن الضغط الاقتصادي هو الآخر يمكن في بعض الأحيان أن يصنع المعجزات. وفي السويد خصصت الصحف تعليقاتها لقرار البنك المركزي التخفيض من معدل الفائدة الرئيسي إلى نسبة الصفر ، حيث كتبت صحيفة (دانجنس نهيتر) ان هذا القرار استقبل من قبل البعض بذهول وقلق مشيرة إلى أن البنك دشن بذلك توجها نحو تخفيض معدلات الفائدة في العالم . وأضافت الصحيفة أن بعض المسؤولين السويديين يعتقدون أن هذا القرار كان ضروريا بالنظر إلى ارتفاع حجم الادخار في آسيا والتطور على المستوى الديموغرافي في الغرب والتحولات التي يشهدها الاقتصاد العالمي حاليا. من جهتها أوردت صحيفة (سفينكا داغبلاديت) ردود فعل الابناك الكبرى في البلاد عقب هذا القرار مشيرة إلى أن هذه المصارف تخشى من ارتفاع الدين العمومي. وقالت الصحيفة إن بعض التحليلات ذهبت إلى أن هذا القرار لم يكن ضروريا حيث كان على البنك المركزي اتخاذ إجراءات أخرى على المدى البعيد. وفي بإسبانيا اهتمت الصحف بالتطورات في كتالونيا على بعد نحو 10 أيام من عقد "الاستشارة البديلة" التي قررها رئيس الجهة أرتور ماس، ورد فعل الحكومة المركزية لوقف هذه المبادرة. وكتبت (لا راثون) أن أرتور ماس مصر على عصيانه وأكد التزامه بتنظيم هذه الاستشارة بإمكانات حكومة الجهة، مبرزة أن الأمر بالنسبة للزعيم القومي الكتالوني لا يتعلق باستفتاء رسمي وإنما باستشارة مواطنة. وأضافت اليومية أن أرتور ماس قرر، أيضا، وضع شكاية ضد الحكومة المركزية متهما فيها إياها ب"الشطط في استعمال السلطة" بعد الخطوات التي اتخذتها للطعن في هذه الاستشارة. المنحى ذاته سارت عليه (إلموندو) التي أشارت إلى أن حكومة ماريانو راخوي لجأت إلى المحكمة الدستورية عقب تطور الوضع في كتالونيا محذرة من عواقب عصيان محتما لماس. وأضافت أن مجلس الدولة الإسباني، الذي التأم أول أمس الخميس بناء على طلب من الحكومة المركزية، صادق على رأي يدعم قرار الحكومة، معتبرا أن ما يسمى بالاستشارة "المواطنة" بكتالونيا غير قانونية. وفي سياق متصل اعتبرت (أ بي سي)، الموالية للحكومة، أن الاستشارة البديلة التي أعلنها أرتور ماس تسيء لصورة كتالونيا في الخارج، وتضر بمصالح المواطنين.