تركزت اهتمامات الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الخميس، على مواضيع مختلفة من أبرزها الانتخابات الأوروبية، المقررة يوم 25 ماي الجاري، والتقارب الصيني الروسي، والفيضانات في البلقان، وقرصنة الموقع الإلكتروني الأمريكي العملاق "إيباي". ففي إسبانيا، وبالإضافة إلى تصريحات ممثلي الأحزاب السياسية الرئيسية خلال الحملة الانتخابية للانتخابات الأوروبية، المقررة في 25 مايو الجاري، أولت الصحف اهتماما خاصا لخطاب الملك خوان كارلوس ببرشلونة خلال اجتماع، حضره رئيس حكومة إقليمكاطالونيا، ذي الحكم الذاتي، القومي ارتور ماس، والذي شدد فيه العاهل الإسباني بالخصوص على احترام الدستور والدفاع عنه. وهكذا كتبت صحيفة (لاراثون)، تحت عنوان "الملك يدعو إلى الدستور أمام ماس"، أن خوان كارلوس دعا، خلال حفل استقبال فوج جديد من القضاة، بحضور أرتور ماس الذي لم يلتق الملك منذ 20 شهرا، القضاة "للدفاع عن النص الدستوري". وأضافت اليومية أن الملك خوان كارلوس، وفي إشارة إلى الاستفتاء الذي ينوي الزعيم الكاطالوني تنظيمه يوم 9 نونبر المقبل، حث القضاة الجدد على "استحضار قيم وقوانين الدستور"، مشيرة إلى أن الاجتماع كان "وديا" بين العاهل الإسباني والرئيس الكاطالوني طيلة الوقت. ومن جهتها، ذكرت صحيفة (إلموندو)، تحت عنوان "الملك أمام ماس: يتعين على القضاة حماية الدستور"، أن العاهل الإسباني أبرز أمس ببرشلونة "المبادئ والقيم والحقوق التي ينص عليها الدستور ويحميها" أمام رئيس كاطالونيا، الذي يريد اغتصابها بالدعوة لاستفتاء حول استقلال هذه المنطقة. أما صحيفة (إلباييس)، فكتب أن الملك أصر أمام القضاة الجدد على ضرورة "استحضار الدستور في مهمتهم"، مضيفة أن العاهل الإسباني خاطب الفوج الجديد من القضاة بأنه "في هذا العمل، عليكم أن تعلموا أنه يمكنكم الاعتماد دائما على الدعم الثابت للملكية". المنحى ذاته سارت عليه صحيفة (أ بي سي) التي نشرت صورة للملك خوان كارلوس بمعية الزعيم الكاطالوني، تحت عنوان "الملك يدعو ماس للدفاع عن الدستور"، مضيفة أن "العاهل الإسباني أكد أمام ماس أن التاج سيدعم أولئك الذين يحترمون الدستور". وفي روسيا، قالت صحيفة (كمسمولسكايا برافدا) أن حلف الناتو أرسل أول دفعة من الخبراء المتخصصين في مجال أمن وسلامة الوقود النووي "بملابس مدنية" إلى أوكرانيا للعمل في المحطات الكهرو-ذرية لتوليد الطاقة الكهربائية. وأضافت أن هذا ما أعلنه الأمين العام للناتو، أندرس فوغ راسموسن، بقوله إنه "بناء على طلب السلطات الأوكرانية أرسلنا مجموعة خبراء مدنيين ليساعدوا السلطات في حماية أمن المحطات الكهرو-ذرية لتوليد الطاقة الكهربائية". وتحت عنوان "واشنطن تفرض عقوبات على عسكريين صينيين"، كتبت (نيزافيسيمايا غازيتا) أنه قد يكون مجرد صدفة ظهور فضيحة جديدة بين واشنطن وبكين بخصوص التجسس الإلكتروني في وقت يجري فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين محادثات في الصين، حيث اتهم وزير العدل الأمريكي، إريك هولدر، خمسة عسكريين صينيين بسرقة أسرار تجارية مطالبا بمثولهم أمام محاكم أمريكية. وأضافت أن الخارجية الصينية وصفت هذه المطالبة بأنها مثيرة للضحك، وذكرت الطرف الأمريكي بأن حكومته نفسها اخترقت شبكات الشركات الصينية. ومن جهتها نقلت صحيفة (فيدموستي) عن وزير المالية الروسي، أنطون سيلوانوف، قوله بأن منظومة الدفع الإلكتروني الدولية"فيزا" و"ماستر كارت" ستواصلان العمل في روسيا، خلافا لما جاء على لسان المدير العام ل"فيزا" تشارلي شارف، بأنها قد تتوقف عن العمل في روسيا. وفي بلجيكا، وعلى بعد ثلاثة أيام من الانتخابات الفدرالية والإقليمية لا يزال زعيم التحالف الفلمنكي الجديد (معارضة) يحظى باهتمام الصحف، معلقة على آخر خرجتين إعلاميتين قام بهما واللتين تسببتا في ارتباك في المشهد السياسي بالبلاد. وأشارت الصحف إلى أن رئيس التحالف الفلامانكي الجديد نجح إعلاميا بخروجه مرتين، أمس الأربعاء، بشريط فيديو يخاطب فيه الفرانكفونيين طالبا منهم وضع ثقتهم فيه، ثم في برنامج تلفزيوني صرح فيه لأول مرة أنه يطمح لرئاسة الحكومة المقبلة. وكتبت صحيفة (لوسوار)، تحت عنوان "المساعدة، لقد فقدنا جهاز التشفير"، هذا هو السياسي الذي يسعى إلى تقسيم البلاد ويحتقر الناطقين بالفرنسية، والذي أقسم أنه سيبقى عمدة لأنفير، والذي فجأة وعلى بعد أربعة أيام من انتخابات حاسمة بعث رسالة إلى الفرانكفونيين، مخاطبا إياهم أنه يمثل مصلحتهم. ومن جهتها، تساءلت (آخر ساعة) عمن يخاطب دي ويفر، ولماذا يكلف زعيم التحالف الفلامنكي الجديد نفسه عناء التوجه للفرانكفونيين الذين لن يصوتوا، بأي حال من الأحوال، لصالحه. أما (لا ليبر بلجيك) فردت على السؤال بأن الرسالة كانت موجهة في الواقع إلى جزء من الناخبين الفلمنكيين، الذين قد يكونوا مفزوعين من برنامجه الاجتماعي والاقتصادي أو نواياه الانفصالية. المنحى ذاته سارت عليه صحيفة (هيت لاتست نيوز)، التي تساءلت عن ماهية سياسي يهتم بالانتخابات أربعة أيام فقط قبل الاقتراع، وبناخبين لن يستطيعوا التصويت لصالحه. ووافقتها صحيفة (نيوزبلاد) الرأي تماما، مع إشارتها إلى أن بارت دي ويفر يخاطب، على الخصوص، الناخبين الفلمنكيين لإبلاغهم أن حزبه مستعد لتولي الحكم. وبالنسبة لصحيفة (مورغان)، فإن بارت دي ويفر يروم، من خلال هذه الرسالة، دحض صورة حزب لا يريد مد يده للناطقين بالفرنسية، مشيرة إلى أنه لهذا السبب قدم نفسه كمرشح لرئاسة الوزراء ليظهر أن التصويت لصالحه ليس تصويتا مفقودا. وفي فرنسا، استأثرت الانتخابات الرئاسية، التي ستجري الأحد المقبل بأوكرانيا، باهتمام الصحف الصادرة اليوم. وكتبت صحيفة (لا كروا)، تحت عنوان "أوكرانيا: انتخابات متوترة"، أن "الانتخابات الرئاسية التي ستجرى يوم 25 مايو الجاري قد تساهم في استقرار هذا البلد الذي يوجد على حافة الحرب الأهلية"، معتبرة أن "رئيس الدولة الجديد سيسعى إلى تحقيق المثل العليا للحرية والكرامة والشفافية المعبر عنها" من قبل المتظاهرين. وتحت عنوان "في أوكرانيا، مليوني ناخب لا صوت لهم" كتبت صحيفة (ليبيراسيون) أن "هذه الانتخابات مختلفة عن سابقاتها على أكثر من مستوى"، لاسيما أن البلاد تعيش أزمة وأن مناطق بأكملها خارج سيطرة كييف، مشيرة إلى أن تنظيم هذه الانتخابات "ليس شأن روسيا، التي ترغب في اعتبار سلطات كييف مñنóصøóبóة كما في دونيتسك". ومن جهتها، كتبت صحيفة (لوموند)، التي تناولت جانبا آخر من القضية الأوكرانية، أن العقوبات التي فرضتها واشنطن وبروكسل في قضية أوكرانيا لم تقنع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لأن "لديه بديلا وشريكا تجاريا آخر هو الصين"، مضيفة أنه "إذا ما أرادت أوروبا، لأسباب سياسية، تقليل الاعتماد على روسيا في مجال الطاقة، فإن موسكو ستتحول إلى السوق الصينية". وفي سويسرا، استأثرت الانتخابات الأوروبية والسيناريوهات المحتملة بالنسبة لأهم استحقاق انتخابي في القارة باهتمامات الصحف. وكتبت صحيفة (تايم)، تحت عنوان "عملاقان من أجل مقعد واحد"، أنه ستكون للنواب الأوروبيين الجدد ولأول مرة كلمتهم في اختيار الرئيس الجديد للمفوضية الأوروبية، مشيرة إلى أن المرشحين الرئيسيين، جان كلود يونكر من اللوكسمبورغ والألماني، مارتن شولتز، يتقاسمان الأولوية نفسهاº وهي توفير فرص العمل للشباب. وتحت عنوان "أوروبا في مفارقة تامة"، كتبت (تريبيون دو جنيف) أن أغلب الأشخاص "غير مهتمين ببرلمان لا يعرفون عنه أي شيء"، فيما البعض الآخر "أقنعته الأحزاب المشككة في أوروبا بأن هذه الأخيرة هي سبب كل الشرور"، مشيرة إلى أن "المثير للسخرية هو أن هذا الازدراء يأتي في وقت يتمتع فيه البرلمان الأوروبي بستراسبورغ بهذا القدر من السلطة". وفي إيطاليا، خصصت الصحف تعاليقها لحملة الانتخابات الأوروبية ليوم 25 مايو الجاري، وللعقد الموقع بين روسياوالصين حول إمدادات الغاز. وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة (لا ريبوبليكا) أن رئيس الحزب الديمقراطي ورئيس الوزراء ماتيو رينزي، أعرب عن "تفاؤله" بشأن نتائج هذه الانتخابات رغم "الظروف المعاكسة". ومن جهتها، أوردت (المساجيرو)، التي أشارت إلى توتر الأسواق المالية عشية انتخابات وصفتها ب"الحاسمة"، تصريحات رئيس الدولة جورجيو نابوليتانو، الذي يزور سويسرا، والتي دعا فيها "إلى عدم الانخداع ببعض الأحزاب التي ترفع من حدة نبرتها". أما صحيفة (كورييري ديلا سيرا) فاهتمت بالعقد الضخم الموقع بين روسياوالصين في قطاع الغاز لمدة 30 عاما، بمبلغ قدره 400 مليار دولار، وكتبت تحت عنوان "روسياوالصين: صفقة الغاز التاريخية"، أنه بعد عقد من المفاوضات توصل البلدان إلى اتفاق بين عملاق النفط الصيني وغازبروم الروسية، بحضور فلاديمير بوتين ونظيره الصيني، شي جين بينغ. وفي بريطانيا، اهتمت الصحف بقضية القرصنة الإلكترونية التي كان العملاق الأمريكي للمزادات على الانترنت "إيباي" ضحيتها، وبحسب (ديلي تلغراف)، مست الهجمات السيبرانية، التي سمحت للقراصنة بالوصول إلى البيانات الشخصية لزبناء العملاق الأمريكي الذي له أكثر من 200 مليون مستعمل عبر العالم، أزيد من 15 مليون بريطاني. ومن جهتها، ذكرت صحيفة (الاندبندنت) أن القراصنة تمكنوا خلال هذا الهجوم السيبراني الكبير من الحصول على كلمات السر للعاملين بالموقع واختراق الشبكة المعلوماتية للشركة، مشيرة إلى أن القراصنة تمكنوا من سرقة بيانات المستخدم الشخصية التي من شأنها أن تسمح للمجرمين بالقيام بعلميات احتيال باسم زبناء "إيباي". أما صحيفة (الغارديان) فتطرقت إلى نقاط الضعف في المنظومة الأمنية التي استغلها المتسللون، وحاجة الشركات إلى تعزيز نظم أمنها المعلومياتي وحماية سرية زبنائها، مبرزة أن "هذا الحادث يظهر فعلا أن لا أحد في مأمن من هجوم سيبراني". وفي هولندا، اهتمت الصحف بالانتخابات الأوروبية وبالعقوبات السعودية الموجهة ضد شركات هولندية. فبخصوص الانتخابات الأوروبية، كتبت (دي فولكس كرانت) أن الهولنديين يتوجهون اليوم إلى صناديق الاقتراع لانتخاب أعضاء البرلمان الأوروبي 26 للخمس سنوات المقبلة. أما صحيفة (تراوخ) فعلقت على الخرجة الإعلامية التي انتقدت بقوة لرئيس الوزراء، مارك روتا، عشية الانتخابات الأوروبية، والتي حدد فيها خمس أولويات لممثلي هولندا في المفوضية الأوروبية في السنوات المقبلة. أما (هيت بارول)، فعادت لحالة الارتباك في هولندا عقب إعلان المملكة العربية السعودية عقوبات ضد شركات ورجال أعمال هولنديين، مشيرة إلى استعداد الوزراء الهولنديين العمل على تهدئة التوتر مع الرياض عقب الأزمة التي أثارها ملصق زعيم اليمين المتطرف ضد الإسلام والمملكة العربية السعودية. وفي تركيا واصلت الصحف اهتمامها بكارثة منجم سوما التي خلفت 301 قتيلا، وأزمة قبرص، والأحوال الجوية في منطقة البلقان. وكتبت صحيفة (تودياز زمان) بخصوص كارثة منجم سوما أنه كان بإمكان عمليات التفتيش الرسمية أن تنقذ ضحايا هذا المنجم، مشددة على إهمال الشركة المستغلة للمنجم ومتوقفة عند حالة الغضب المعبر عنها بهذا الخصوص. وعادت الصحف التركية أيضا للتعليق على زيارة نائب الرئيس الأمريكي، جو بايدن، لقبرص في سياق بحث عملية السلام بهذه الجزيرة المقسمة إلى شطرين، حيث كتبت ال(ديلي الصباح) أن المسؤول الأمريكي عقد لقاءات بشطري الجزيرة لتقريب وجهات النظر والتوصل إلى سلام دائم بين الأخوين المتناحرين، معتبرة أن هذه الزيارة تحمل إشارات قرب التوصل إلى حل سلمي للأزمة القبرصية. وتطرقت الصحف من جهة أخرى للكارثة البيئية التي تعيشها منطقة البلقان بعد العواصف والفيضانات التي ضربت هذه المنطقة. وفي بولندا، ركزت الصحف اهتمامها على التقارب الصيني الروسي على خلفية الأزمة بين موسكو والغرب بسبب الوضع المتوتر في أوكرانيا، مشيرة إلى أنه "انتصار لبوتين" كما عنونت (بولسكا)، مشيرة إلى أن قيمة الاتفاق الروسي الصيني، الذي يمتد على 30 سنة، سيمكن شركة غازبروم الروسية من مداخيل بنحو 400 مليار دولار. واعتبرت (لاغازيت إلكتورال) بدورها أن التقارب الصيني الروسي سيسمح للرجل الأول في الكرملين من الصمود في وقت دخل فيه الاقتصاد الروسي حالة من الركود بعد العقوبات الغربية التي قد تتشدد في حال تدخل بوتين على نحو ما لتقويض الانتخابات الرئاسية الأوكرانية المقررة في 25 مايو الجاري. وفي السويد اهتمت الصحف، أيضا، باعتماد أوروبا على الغاز الروسي، والأحوال الجوية السيئة في البلقان والفيضانات التي ضربت هذه المنطقة، مشيرة، بخصوص الغاز الروسي، إلى أن أوروبا قد تواجه نقصا في هذه المادة في الشتاء المقبل، كما ذكرت (سفينسكا داجبلاديت)، في حال قررت موسكو خفض صادراتها من الغاز. وقالت إن الاتحاد الأوروبي يدرس حاليا كيفية التعامل مع الاضطرابات التي قد يعرفها معروض الغاز الروسي، متوقعة أن تتعرض الإمدادات الروسية للتعطل بشكل خطير بسبب النزاع الروسي الأوكراني، ما يفرض بالضرورة وضع خطط طوارئ على مستوى الاتحاد الأوروبي.