اهتمت الصحف الأوربية الصادرة اليوم الخميس بالعديد من المواضيع أهمها مكافحة التهرب الضريبي في أوربا والاتفاق الذي توصلت إليه كل من الولاياتالمتحدةوالصين في اجتماع بكين للمرة الأولى حول أهداف حماية المناخ والمذكرة الأخيرة التي بعثت بها الترويكا الى اليونان والأزمة الأوكرانية وتنظيم الدولة الاسلامية وتصريح رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي الذي رفض فيه أي حوار بشأن إجراء استفتاء نهائي حول استقلال جهة كتالونيا. ففي بلجيكا علقت الصحف على رد فعل اللجنة الأوروبية في أعقاب التقرير الذي تم نشره الأسبوع الماضي من قبل 40 وسيلة إعلام دولية والذي يشير الى أن لوكسمبورغ أبرمت ما بين عامي 2002 و2010 اتفاقيات ضريبية مع 340 من شركات متعددة الجنسيات للحد من ضرائبها، مما أدى الى حرمان الدول الأوروبية من مليار أورو من عائدات الضرائب. وفي هذا الصدد كتبت ( لوسوار) أن رئيس المفوضية الأوروبية قد خرج باستنتاجات مفادها أنه يفتقر الى التواصل وفعل ما كان ينتظر منه لاتخاذ الإجراءات اللازمة. وأشارت الصحيفة إلى أن رئيس اللجنة الأوربية يونكر أعلن قراره بإعداد قانون أوروبي يجبر تبادل الاتفاقيات الضريبة، الى جانب عزمه أيضا على توسيع نطاق السلطة التنفيذية الاوربية حول هذه القضايا. من جهتها أبرزت (لا ليبر بلجيك) أن الرئيس الجديد للجنة الاوروبية اغتنم هذه الفرصة لتقديم خطة ذات مصداقية لمكافحة التهرب الضريبي. وأوضحت الصحيفة أنه طلب من المواطن الأوروبي تحمل العبء الأكبر من الجهود المالية لتعزيز المالية العامة، "لكن من الصعب أن نفهم أن الاتحاد لا يريد إصلاح هذا الظلم الذي يعني أن الأقوياء يمكنهم بسهولة التهرب من الضرائب وحرمان الدولة من المليارات" ،مضيفة أنه سيكون من غير المعقول أن تضيع لجنة يونكر اليوم هذه الفرصة لكي تعيد الأمور الى نصابها. وفي ألمانيا تناولت الصحف جملة من المواضيع كان أبرزها الاتفاق الذي توصلت إليه كل من الولاياتالمتحدةوالصين في اجتماع بكين للمرة الأولى ، حول أهداف حماية المناخ. وذكرت الصحف أن هذا الاتفاق الذي وصفه الرئيس الأمريكي ب"التاريخي" قد يمهد إلى اتفاق عالمي في المؤتمر حول المناخ المقرر عقده في باريس أواخر 2015. ورغم ذلك فإن صحيفة ( شتوتغارته تسايتونغ) شككت في هذا الاتفاق معتبرة أن "الطريق نحو اتفاق جوهري ونهائي صعب ، وتحديد التزامات جديدة في سياق مكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري وانبعاث الغازات الدفيئة من قبل البلدين ، أمر غير واضح". من جانبها ترى صحيفة (تاغسشبيغل) أن الاتفاق الذي أبرمه البلدان اللذان يعتبران مصدرا لأعلى حجم من انبعاث للغازات الدفيئة ، "يتضمن التزامات تجنبتها الدولتان في السنوات العشرين الماضية لكن يمكن اعتبارها في مستوى قانون دولي ملزم ، لأنها تزيد من فرص إنجاح اتفاق عالمي حول المناخ". أما صحيفة (برلينر تسايتونغ) فاعتبرت أن الاتفاق "مناورة" تهدف من خلالها الولاياتالمتحدة إلى "كسبت المزيد من الوقت وهي لا تختلف في ذلك عن الصين" مشيرة إلى أن هذه الخطوة جاءت أساسا على اثر الضغوط السياسية الداخلية الواسعة من قبل المدافعين عن البيئة الذين سيواصلون معركتهم ضد التلوث ، تقول الصحيفة. من جهتها ترى صحيفة (تاغستسايتونغ) أن "الرئيس باراك أوباما بالتأكيد بين على أنه جاد بشأن موضوع المناخ ، لكن مسألة التصديق على الاتفاقيات الدولية المتعلقة بالمناخ رهينة بموافقة مجلس الشيوخ الأمريكي الذي توجد به غالبية الجمهوريين ، والذين أعلنوا بالفعل خططا لحجب موافقتهم". وفقا لصحيفة (فرانكفورتر روندشاو) فإن "حماية المناخ يتطلب مزيدا من الجهود التي يتعين أن تأتي من الاتحاد الأوروبي ، هذا الاتحاد الذي يوجد الآن على متن قطار التصحيح من أجل تحديد هدفه وجر دول أخرى". وفي اليونان واصلت الصحف اهتماماتها بالمذكرة الأخيرة التي بعثت بها الترويكا (الاتحاد الاوربي وصندوق النقد الدولي والبنك العالمي) الى اليونان والتي تضمنت 19 إجراء يتعين على الحكومة اعتماده قبل إتمام تقويم برنامج الإصلاحات بحلول 8 ديسمبر، وهو البرنامج الذي ترعاه الترويكا التي ضخت 240 مليار أورو في الاقتصاد المتعثر لليونان. وكتبت "كاثيمينيري" أن الحكومة تسعى للتوافق بشأن الرد على المطالب ال19 للترويكا، بين الحزبين الرئيسيين في الائتلاف (الديموقراطية الجديدة المحافظ لرئيس الوزراء انطونيس سامارانس والحزب الاشتراكي لوزير الخارجية انجيلوس فينيزيلوس). ويخشى الحزبان بإثقال المناخ السياسي بهذا النقاش الجديد في أفق الانتخابات الرئاسية المتوقعة في فبراير المقبل. وطالبت الترويكا اليونان بضرورة سد العجز في الميزانية للعام 2015 المقدر ب 6ر2 مليار أورو، وعبرت عن تحفظات بخصوص إجراءات الحكومة لتسهيل سداد القروض المتعثرة ازاء ادارة الضرائب وصناديق التأمين من خلال توزيعها على مائة قسط شهري، وتطالبها بالالتزام بألا تعتمد إجراءات مماثلة بخصوص القروض العقارية والاستهلاكية المتعثرة للاسر. وتلاحظ الترويكا أن اعادة هيكلة ادارة الضرائب ما يزال متأخرا، كما تطالب بضرورة التقليل أكثر من التقاعد النسبي، وإتمام الاصلاحات بشأن إجراءات التسريح الجماعي في القطاع الخاص، وتطبيق السلم الجديد للأجور بالنسبة للموظفين وإعادة النظر في القانون المنظم للإفلاس والتقليص بشكل حاد من مصاريف الادارة العمومية خارج الاجور وتقديم قانون للبرلمان حول تحرير سوق الغاز الطبيعي. كما تطالب الترويكا في مذكرتها بتوسيع قاعدة المنتوجات الخاضعة للضريبة على القيمة المضافة في أعلى نسبتها وهي 23 في المائة، وتسريع مسلسل الخوصصة. وكتبت "دو فيما" أن الترويكا تواصل ضغوطها الشديدة على الحكومة اليونانية وترفض بشكل صارم أية تعديلات على النقاط 19، مشيرة الى أن بعض المسؤولين الاوربيين تحدثوا عن امكانية إرجاء تطبيق بعض الاجراءات الى غاية 2015 أما تليينها فلن يكون ممكنا. ونقلت الصحف أن أبرز القضايا العالقة والتي تشكل مشكلا للحكومة هو تكثيف العمل لجمع الضرائب والرسوم العمومية، ثم كيفية استرجاع الديون غير المسددة. ونقلت عن رئيس المجموعة الاوربية ديجسيلبولم قوله أن اليونان ستخرج من برنامج التقويم الاوربي في الاول من يناير 2015 لكن يتعين عليها وعلى منطقة الاورو تحديد مصادر التمويل التي ستحصل عليها ابتداء من ذلك التاريخ، معتبرا أن اليونان التي ما تزال في وضع حجر عليها مواصلة الاصلاحات. وفي السويد، اهتمت الصحف بالأزمة في أوكرانيا. وذكرت (داغينس نيهيتر) أن حلف شمال الاطلسي (الناتو) قد أكد دخول القوات الروسية الى أوكرانيا، مضيفة أن الجنود والدبابات والمدافع المضادة للطائرات والمدفعية دخلت شرق أوكرانيا. وقالت الصحيفة أن هناك احتداما للقتال بين القوات الحكومية والمتمردين في جميع أنحاء مدينة دونيتسك، مضيفة أن هذا التصعيد يتزامن مع تقارير عن تحركات قوات كبيرة وتدفق المعدات العسكرية الروسية في منطقة دونباس التي يسيطر عليها الانفصاليون الموالون لروسيا.وقالت إن كييف تستعد لهجوم محتمل للمتمردين بدعم من روسيا. من جانبها، تساءلت صحيفة (سفينسكا داجبلاديت) عن الفائدة من انضمام السويد من عدمه إلى الناتو. وقالت الصحيفة إن الأزمة الأوكرانية أثارت جدلا كبيرافي السويد حول الانضمام الى الناتو، مضيفة أنه برأي السياسيين والخبراء فان انضمام دولة اسكندنافية إلى هذه المنظمة يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الأزمة في المنطقة. في نفس السياق شددت (افتونبلاديت) على أن مجلس الأمن سيعقد اجتماعا طارئا حول أوكرانيا، وذلك في أعقاب الاشتباكات العنيفة التي تجري في المناطق التي يسيطر عليها المتمردون في شرق البلاد. وقالت الصحيفة ان عقد هذا الاجتماع يأتي بعد تأكيد الناتو دخول القوات الروسية الى أوكرانيا. وفي إسبانيا تركز اهتمام الصحف على تصريح رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي الذي رفض فيه أي حوار بشأن إجراء استفتاء نهائي حول استقلال جهة كتالونيا. وهكذا كتبت صحيفة (إيل باييس)، الواسعة السحب، أن "راخوي رفض الحوار مع أرتور ماس واستبعد أي حل سياسي" ردا على دعوة رئيس الحكومة الكتالونية إلى فتح حوار بين الحكومتين. وأضافت اليومية أن رئيس حكومة جهة كتالونيا أرتور ماس بدأ اليوم الخميس مفاوضات مع الأحزاب القومية الكتالونية الأخرى لبحث إمكانية الدعوة إلى انتخابات مبكرة. من جهتها كتبت (إيل موندو) أن "راخوي ترك المبادرة للحزب الاشتراكي العمالي الإسباني (معارض) لاقتراح تعديل الدستور"، مبرزة أن رئيس الحكومة المركزية لا ينوي القيام بإصلاح دستوري يقوض وحدة إسبانيا. وأضافت اليومية أن الأمين العام للحزب الاشتراكي العمالي الإسباني بيدرو سانشيث يحاول الضغط على الحكومة المركزية لتشجيع الحوار مع حكومة كتالونيا بهدف إنهاء الوضع الحالي. أما (أ بي سي)، الموالية للحكومة، فأوردت الرسالة الحاسمة لراخوي الذي أكد أنه "لا تفاوض حول السيادة الوطنية" لإسبانيا، واصفا الاستشارة الرمزية للأحد الماضي بجهة كتالونيا بأنها "فشل كبير للاستقلاليين". وفي سياق متصل ذكرت صحيفة (لا راثون) أن راخوي برر رفضه لإجراء استفتاء في كتالونيا، وشدد على أن حكومته "دافعت عن الشرعية بحزم"، مشيرة إلى إن أرتور ماس لم يغير موقفه أمام موقف مدريد.