اهتمت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الثلاثاء، على الخصوص، بقرار الحكومة الفرنسية سحب مشروع قانون حول الأسرة، وتداعيات الوضع في أوكرانيا، وقضية الفكاهي الفرنسي ديودونيه المتهم بدعم معاداة السامية، وظاهرة الفساد داخل الفضاء الأوروبي. ففي فرنسا، شكل قرار الحكومة العدول عن تقديم مشروع قانون حول الأسرة أمام البرلمان، عقب المظاهرات التي شهدتها مدينتا باريس وليون أول أمس الأحد، أبرز اهتمامات الصحف، حيث كتبت صحيفة (ليبراسيون) أن الحكومة خضعت بهذا القرار لمطالب المتظاهرين من اليمين، مشيرة إلى أنه بعد يوم من التصريحات انتهت رئاسة الوزراء إلى الإعلان عن أن النص الذي أعدته وزيرة الأسرة، دومينيك بيرتينوتي، والذي كان منتظرا عرضه على المجلس الوزاري في أبريل المقبل، لن تتم دراسته خلال سنة 2014 . وأضافت الصحيفة أن محيط رئيس الوزراء، جان مارك أيرو، حسم رسميا في الأمر "لاعتبارات تقنية". ومن جهتها، تساءلت صحيفة (لاكروا) عما إذا كان المتظاهرون، الذين جابوا شوارع باريس وليون، قد اطمأنوا بعد اتخاذ الحكومة لقرار عدم تقديم القانون المذكور أمام البرلمان سنة 2014 ، مبرزة أن هؤلاء الفرنسيين قلقون على مجتمع يضرب القيم التي يتشبثون بها عرض الحائط. وقالت الصحيفة إن الحكومة برهنت مع ذلك على أنها استمعت لانشغالات الفرنسيين، معتبرة أن لا أحد يمكنه ادعاء أي نصر سواء من هذا التوجه أو ذاك. أما صحيفة (لوفيغارو)، فقالت إن السحب المؤقت لقانون الأسرة يجد تفسيره في عدم الاتفاق داخل الحكومة، وكذا في الأغلبية التي تشكلت عقب نجاح المظاهرة، داعية المتظاهرين إلى اليقظة. وفي روسيا، واصلت الصحف الحديث عن الوضع في أوكرانيا، حيث تساءلت صحيفة (نيزافيسمايا غازيتا) عما إذا كان بإمكان روسيا والولايات المتحدة استخدام الخيار العسكري خلال الصراع على أوكرانيا، مشيرة إلى أن سفينتين حربيتين أمريكيتين تحملان 600 عنصرا من مشاة البحرية عبرتا أمس الاثنين المضائق البحرية التركية وتوجهتا نحو المياه الإقليمية الأوكرانية في البحر الأسود. وذكر مصدر مطلع للصحيفة أن هذا الأمر له علاقة بالألعاب الأولمبية الشتوية في سوتشي، لكن بعض المراقبين في كييف لا يستبعدون أن يكون اقتراب السفن الحربية الأمريكية بمثابة تحذير لرئيس أوكرانيا، فكتور يانوكوفيتش، من مغبة التفكير في استخدام القوة لحل الأزمة في أوكرانيا. ولاحظت صحيفة (نوفيه ازفيستيا) أن فعاليات الاحتجاج الجماهيرية، المستمرة في أوكرانيا، أخذت تؤثر بشكل مباشر على العمل التشريعي داخل روسيا، مضيفة أنه في يناير الماضي تم إقرار عدة مشاريع قوانين تشدد المسؤولية الجنائية على التطرف. وفي موضوع آخر، قالت صحيفة (نيزافيسيمايا غازيتا) أن الشركات الأوروبية تسعى للحصول على موطئ قدم في إيران في انتظار إلغاء العقوبات المفروضة على طهران، موضحة أن تدفق الاستثمارات يبقى مرهونا بتنازلات طهران عن برنامجها النووي، في وقت أعلنت فيه عن استعدادها للاتفاق مع المجموعة السداسية المختصة بملفها النووي. وفي إسبانيا، تركز اهتمام الصحف على الاجتماع الذي عقد، أمس الاثنين ببرشلونة، بين رئيس إقليم كتالونيا أرتور ماس ورئيسة إقليم الأندلس في الحكم الذاتي، سوزانا دياث، في سياق الجدل الدائر حول الاستفتاء الذي دعا إليه ماس في نونبر المقبل. وهكذا كتبت صحيفة (إلباييس)، الواسعة الانتشار، تحت عنوان "سوزانا دياث قدمت لماس مخرجا للتحدي السيادي" أن الزعيمة الاشتراكية اقترحت إعادة هيكلة جذرية لمجلس الشيوخ، وتحسين تمويل كاتالونيا، والاعتراف بتفرد هذه الجهة. واعتبرت هذه اليومية، المقربة من الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني (معارضة)، أن الأمر يتعلق ب"خطة طموحة" من شأنها تعزيز تمثيل الجهات بمجلس الشيوخ. ومن جهتها، ذكرت صحيفة (إلموندو) أن سوزانا دياث دعت راخوي وماس إلى العودة إلى طريق "الحوار المؤسساتي"، مشيرة إلى أنه بالنسبة لرئيسة الأندلس لن يتم إجراء استفتاء تقرير المصير الذي دعا إليه ماس. وشددت اليومية على أنه وفقا لدياث فإن الوضع الراهن لا يخدم مصالح الطرفين وأن حوارا قد يكون "صعبا ومعقدا" بات ضروريا لتجاوز هذا الوضع. والمنحى ذاته سارت عليه صحيفة (أ بي سي)، مشيرة إلى أن سوزانا دياث اقترحت على ماس وراخوي خطة للحوار بغية "تغيير المسار وتفادي الاصطدام". وفي بريطانيا سلطت الصحف الضوء على قضية الفكاهي الفرنسي ديودونيه الذي تم منعه من دخول بريطانيا بعد أن عبر عن دعمه للاعب كرة القدم الفرنسي نيكولا أنيلكا المتهم بالقيام بحركات معادية للسامية أثناء احتفاله بتسجيل أحد الأهداف. وكتبت صحيفة (الغارديان) عن قرار وزارة الداخلية البريطانية التي أعلنت أن ديودونيه شخص غير مرغوب فيه بعد تعبيره عن تضامنه مع "صديقه" نيكولا أنيلكا. وأضافت أن الأمر يتعلق بإجراء إداري نادرا جدا ما تلجأ إليه السلطات البريطانية، التي اعتبرت أن تواجد الفكاهي الفرنسي فوق التراب الانجليزي يشكل تهديدا للأمن العام. وبحسب الصحيفة فإن السلطات تعتبر أن الحركات التي قام بها أنيلكا تعبر عن تحية نازية معكوسة أو حركة معادية للسامية. ومن جانبها، نقلت صحيفة (الديلي تلغراف) عن متحدث باسم وزارة الداخلية تأكيده على "فرض تدابير لمنع ديودونيه من دخول البلاد" في وقت كان هذا الأخير يستعد فيه لتقديم عرض فني وعقد مؤتمر صحفي دعما للاعب الفرنسي نيكولا أنيلكا. وأضافت الصحيفة أن المتحدث باسم الوزارة شدد على أن السلطات البريطانية ستقوم بترحيل وطرد كل شخص تعتبر أن هناك أسبابا سياسية أو تهم النظام العام تستوجب القيام بذلك. وأشارت صحيفة (الديلي ميل)، من جهتها، إلى أن ديودونيه "شخص غير مرغوب فيه ببريطانيا"، مبرزة في هذا السياق تصريحاته لشبكة (سكاي) التلفزيونية الإخبارية والتي جدد فيها دعمه لأنيلكا مهاجم فريق ويست بروميتش ألبيون لكرة القدم. وفي إيطاليا، خصصت الصحف تعاليقها وتحليلاتها لتقرير حول الفساد، الأول من نوعه الذي يجعل شبه الجزيرة في صدارة الترتيب على هذا الصعيد. وفي هذا السياق، كتبت صحيفة (لاكورير ديلاسيرا) أن هذه الآفة تكبد ايطاليا نحو ستين مليون أوروº أي نصف التكلفة الإجمالية في دول أروبا ال28 . ومن جانبها، تطرقت صحيفة (الميساجيرو) إلى الزيارة التي قام بها الوزير الأول أنريكو ليطا لدول الخليج التي قد تكون، حسب الصحيفة، مهتمة بمسلسل الخوصصة الجاري في ايطاليا. وفي سويسرا، تناولت الصحف بدورها ظاهرة الفساد في الفضاء الأوروبي، معربة عن أسفها لعدم فعالية الجهود الرامية إلى اجتثاث هذه الآفة التي أضحت متجذرة اليوم في أوروبا. وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة (لوتون) أن حالات الفساد تمس كافة قطاعات المجتمع، مكبدة دول الاتحاد الأوروبي نحو 120 مليون أورو في السنة، مشيرة إلى أن هذه الظاهرة تؤثر على ثقة المواطنين في المؤسسات الديمقراطية ودولة القانون. وأعربت صحيفة (لومتان) عن أسفها لوجود مكامن الخلل في منظومة تمويل الأحزاب السياسية، وفي قطاع الصفقات العمومية، معتبرة أن هذه الظاهرة تضر بالاقتصاد وبثقة الأوروبيين في مؤسساتهم. وفي ألمانيا، اهتمت الصحف بظاهرة التهرب الضريبي وبالوضع الذي ما يزال "مترديا" في أوكرانيا حيث اعتبرت صحيفة (فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ) بخصوص حزمة المساعدات التي خطط لها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدةلأوكرانيا أن هذا العرض سيزيد من الضغوط على الرئيس يانوكوفيتش لأنه مثير للاهتمام للذين لديهم مصالح تجارية في الغرب. وأضافت أن النقاش حول العقوبات التي تمت الدعوة إليها من قبل أوروبا وأمريكا، وفرض قيود على سفر وتجميد حسابات المسؤولين في أوكرانيا تثير مخاوف لدى بعض مؤيدي النظام الذين قد يفقدون ما لديهم إذا تم قمع الاحتجاجات بعنف. وترى الصحيفة أن الغرب فتح لسلطات أوكرانيا سبل تفادي الإفلاس وتحسين الظروف، لذلك تقول الصحيفة، يتعين على هذا البلد أن يحسم موقفه بشكل ملموس. ومن جهتها، اعتبرت صحيفة (زود دويتشه تسايتونغ) أنه كان من المفروض تهدئة التظاهرات في ساحة الميدان في أوكرانيا لأن البلاد بحاجة إلى بذل مزيد من الجهود لكسب ثقة الاتحاد الأوروبي الذي لا يمكنه تقديم المساعدات دون التأكد من استقرار البلاد، كما أنه "لن يقدم على تقديم شيك على بياض، وسيكون، في المقابل، على استعداد لذلك إذا تم إيجاد حل ديمقراطي". وبخصوص التهرب الضريبي، ركزت صحيفتا (هامبورغر أبيندبلات) و(فيست فاليشه) على تزايد عدد المتملصين من دفع الضرائب "بشكل مقلق"، وضرورة العمل على عدم التساهل مع المتهربين في ظل حاجة الدولة إلى هذا المال لإنجاز الكثير من مشاريع البنيات التحتية. وفي بلجيكا، اهتمت الصحف بموقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) الذي يطفىء اليوم شمعته العاشرة، حيث تساءلت صحيفة (لادينيير أور) عما إذا كان بإمكان هذه الشبكة الاجتماعية العملاقة الاستمرار، مؤكدة أن (فيسبوك) أضحى دليلا عالميا يصعب تجاوزه. ومن جانبها، قالت صحيفة (لافونير) أن موقع (فيسبوك) يضم حاليا مليار مستعمل، مشيرة إلى أن فئة الشباب المتراوحة أعمارهم ما بين 13 و17 عاما يبدون عدم الاهتمام بهذا الموقع ويفضلون شبكات أخرى. واعتبرت صحيفة (لوسوار) أن انتشار (فيسبوك ) قد يتقوض بسبب بعض الممارسات والانحرافات، فيما ركزت صحيفة (لاليبر بيلجيك) اهتمامها على النجاح المالي للشبكة حيث تحسن رقم أعمالها بنسبة 54 في المائة سنة 2013 .