واصلت الصحف الأوروبية الصادرة، اليوم الثلاثاء، اهتمامها بتطور الأوضاع في أوكرانيا التي تشهد احتجاجات شعبية مطالبة برحيل الرئيس الأوكراني، وبحفل تأبين الرئيس الأسبق لجنوب إفريقيا نيلسون مانديلا ، وبالجدل الحاد بين الحكومة الاسبانية المركزية والحكومة المحلية لكاطالونيا ، بالإضافة إلى التدخل العسكري الفرنسي في إفريقيا الوسطى. وهكذا، سلطت الصحف البريطانية الضوء على مراسيم تشييع نيلسون مانديلا الذي توفي يوم الخميس الماضي عن سن الخامسة والتسعين. وكتبت صحيفة (الديلي تلغراف) أن أزيد من تسعين رئيس دولة وحكومة وآلاف الشخصيات القادمة من مختلف ربوع العالم، ستحضر مراسيم التشييع والتأبين التي تنظم اليوم بملعب (سوكر سيتي) بضواحي جوهانسبورغ. وأكدت صحيفة (الغارديان) من جانبها أن لائحة رؤساء الدول والحكومات المشاركين في حفل تأبين الزعيم التاريخي للنضال ضد نظام الميز العنصري (الأبارتايد) تشمل بالخصوص الرئيس الأمريكي باراك أوباما وأسلافه جورج بوش وبيل كلينتون وجيمي كارتر. وأضافت أنها تشمل أيضا رؤساء البرازيل والهند ونائب الرئيس الصيني، ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وعددا من الشخصيات رفيعة المستوى. وبحسب صحيفة (الاندبندنت)، فإن مراسيم تشييع مانديلا ستكون الأكبر في التاريخ بالنظر للحشد الكبير من رؤساء الدول والحكومات وكذا الشخصيات المرموقة التي أكدت حضورها لإلقاء النظرة الأخيرة على أول رئيس أسود لجنوب إفريقيا والذي يعد أيقونة عالمية للمصالحة. وفي فرنسا، واصلت الصحف الاهتمام بالتدخل الفرنسي بإفريقيا الوسطى من خلال تسليط الضوء على بدء عملية نزع أسلحة المجموعات المسلحة ،حيث كتبت صحيفة (ليبراسيون) أن باريس ترغب في إنجاز مهمتها بسرعة كبيرة في هذا البلد، مشيرة إلى أن عملية نزع أسلحة المجموعات المسلحة التي تزرع الرعب في صفوف الساكنة منذ أشهر طويلة دون أن يطالها العقاب، قد بدأت أمس. وأضافت الصحيفة أن هذا المسلسل يستهدف المجموعات المسلحة ،وخاصة أعضاء حركة (سيليكا) التي استحوذت على السلطة في مارس الماضي ،مشيرة إلى أن باريس بإطلاقها هذه المرحلة من نزع الأسلحة ، ثلاثة أيام فقط بعد بداية عملية (سانغاري)، قد تجد نفسها في مواجهة أحد الفاعلين في هذا النزاع. من جهتها اعتبرت صحيفة (لوموند) أن تصريحات الرئيس فرنسوا هولاند بشأن ضرورة تغيير النظام كان لها وقع (القنبلة) في بانغي ،مبرزة أن التعزيز السريع لاعداد الجنود الفرنسيين بدأ يعطي نتائجه بعاصمة افريقيا الوسطى. وأكدت الصحيفة أنه لم يتم بعد استثباب الامن بشكل كامل في العاصمة بانغي ،ذلك أن اعضاء حركة (سيليكا) لا زالوا يسيطرون على ملتقيات الطرق الاستراتيجية ،ولا زالوا يرتكبون اعمال عنف بالاحياء ،لكن يبدو ، حسب الصحيفة، أن الهدوء بدأ يعم خاصة في وسط المدينة. وأشارت الى أن دوريات الجيش الفرنسي وخاصة الراجلة منها ،ساهمت في تخفيض عدد أعضاء الميلشيات في الأزقة مما خلف ارتياحا لدى السكان. وبإسبانيا، خصصت الصحف صفحاتها الأولى للجدل الذي أثاره تنظيم ندوة الأسبوع المقبل ببرشلونة حول استقلال إقليم كاتالونيا، تمهيدا لإجراء استفتاء سيادي سنة 2014. وكتبت صحيفة (إلباييس)، الواسعة السحب، في هذا السياق أن اليسار الجمهوري بكتالونيا هدد بالانسحاب من الحكومة الإقليمية التي يقودها ارتور ماس من حزب الوفاق والوحدة، في حال ما لم يقحم هذا الأخير سؤالا حول استقلال كاتالونيا في الاستفتاء السيادي. وأوضحت اليومية أن حزب اليسار الجمهوري الكتالوني أعلن التعبئة ويسعى إلى الضغط على ماس في فترة حاسمة بالنسبة لتنظيم استفتاء حول سيادة كاتالونيا، مشيرة إلى أن انسحاب هذا الحزب يهدد استمرارية الحكومة الإقليمية. بدورها قالت (إلموندو) إن أرتور ماس يسعى لتجنب كلمة "استقلال" فيما حزب اليسار الجمهوري الكتالوني يهدد ب "استعراض للقوة"، مشيرة إلى أن الأول يرغب في تحديد نموذج للعلاقة بين كاتالونيا و"بقية إسبانيا"، بينما يريد الثاني استجواب الكتالونيين مباشرة حول الاستقلال. أما صحيفة (أ بي سي)، الموالية للحكومة، فذكرت من جهتها ب "تهديد حزب اليسار الجمهوري لماس بالتعبئة إن هو لم يسأل الكتالونيين حول مبدأ الاستقلال"، مشيرة إلى رفض الحزب الشعبي تنظيم ندوة ببرشلونة تحت شعار "إسبانيا ضد كاتالونيا". واهتمت الصحف الألمانية بالوضع في تايلاند التي تشهد احتجاجات منذ عدة أسابيع، وداخليا بموافقة المندوبين بالاتحاد المسيحي الديمقراطي على اتفاق ائتلاف المبرم مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي. فبخصوص الوضع في تايلاند حيث حلت رئيسة الوزراء بنغلوك شيناواترا البرلمان ودعت إلى انتخابات مبكرة، اعتبرت صحيفة "فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ" أن شيناواترا أرادت بذلك أن تترك للمواطنين الفرصة للتقرير بشأن مستقبلهم رغم أن الخطوة تعتبر مخاطرة كبيرة بالنسبة لها، خاصة مع قرارها الترشح للانتخابات مرة أخرى لأن خصومها اعتبروا ذلك استفزازا ، فأجج القرار ردود فعل قوية لا يمكن معها استبعاد تدخل الجيش لاحتوائها. أما صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" فاعتبرت في تحليلها أن ما يقع في تايلاند "ليس انتفاضة شعبية واسعة ، ولكن انتفاضة محدودة داخل النخب القديمة التي تريد القيام بانقلاب على السلطة" لذلك فالمحتجون "الأقلية " يرغبون في وضع الحكومة في مأزق، مشيرة إلى أن المعارضة كانت تريد الإطاحة برئيسة الوزراء وانتخاب مجلس شعب جديد لكن تقول الصحيفة " ثمة هدف للمعارضة مشكوك فيه قد يخالف الدستور". وترى صحيفة "نوي أوسنابروكر" أن الرغبة في بداية سياسية جديدة تجعل الكثير من المحتجين يواصلون احتجاجاتهم لأنهم يدركون أن شيناواترا لديها حظوظ كبيرة في الفوز في الانتخابات الجديدة بفضل الدعم الكبير الذي تتمتع به في المناطق الريفية، معربة عن تخوفها من أن خطر تصلب المواقف بين الطرفين قد يخلق حركة سياسية متشددة في البلاد. وبالنسبة لموافقة الاتحاد المسيحي الديمقراطي خلال مؤتمر مصغر ، على الاتفاق حول تشكيل الائتلاف الحاكم المبرم مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي ، اعتبرت صحيفة "زاخسيشن تسايتونغ" أن كل شيء تم كما كان مخططا له في بيت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ، سواء بالنسبة للمفاوضات حول الائتلاف أو بالنسبة لموافقة المؤتمر الذي انعقد أمس على الاتفاق حول الائتلاف بالإجماع ، لكن ترى الصحيفة أن الحزب كان عليه استشارة قاعدة كبيرة من أعضائه للحصول على أغلبية واسعة. من جانبها كتبت صحيفة "شتراوبينغه تاغبلات" أنه من وجهة نظر ميركل لا يمكن القيام بأفضل مما تم القيام به حتى الآن بخصوص الائتلاف، لأن التحالف مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي أفضل بكثير مع حزب الخضر. أما صحيفة "روتلينغر غينرال أنتسايغر" فاعتبرت أنه في نهاية الأمر تمكنت ميركل مرة أخرى من الوصول إلى الهدف ومواجهة بعض الانتقادات حول مضامين الاتفاق حول الائتلاف. وبخصوص الصحف الروسية ، كتبت صحيفة "كومسومولسكايا برافدا" أن الاضطرابات تتواصل في العاصمة الأوكرانية منذ 21 نونبر الماضي حينما أعلنت الحكومة الأوكرانية تعليق توقيع اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي. وأبرزت الصحيفة أن نائبة وزير الخارجية الأمريكي فيكتوريا نولاند التي زارت العاصمة الأوكرانية كييف حملت معها ضمن البريد الدبلوماسي، 15 مليون دولار "لتسخين اليوروميدان"، مشيرة إلى أن الولاياتالمتحدةالأمريكية لا تخفي دعمها للقوى التي تعمل على فصل أوكرانيا عن روسيا. وكتبت "كوميرسانت" مقالا ذكرت فيها أن الدافع الجديد، الذي شحذ همم انصار المعارضة كان ظهور الإشاعات حول احتمال توقيع أوكرانيا قريبا على اتفاقية حول الانضمام إلى الاتحاد الجمركي الذي يضم روسيا وبيلاروس وكازاخستان. وفي حديث للصحيفة، أعلن مصدر مقرب من إدارة رئيس أوكرانيا، أن موسكو لا تصر على أية مواعيد ولا تدعو كييف إلى الإعلان عن أية خطوات في هذا الاتجاه أو ذاك بما في ذلك نحو الاتحاد الجمركي. فالكرملين يدرك مدى تعقد الوضع، الذي يوجد فيه رئيس أوكرانيا فكتور يانوكوفيتش في الوقت الراهن ولا يرغب تعقيده ومنح المعارضين أوراقا جديدة لصالحهم في المواجهة مع يانوكوفيتش. وتدل المعطيات المتوفرة لدى الصحيفة على أن موسكو وعدت كييف بأن تقدم لها 15 مليار دولار على شكل مساعدات مباشرة وقروض وتسهيلات مختلفة. ويبدو العرض الروسي أكثر جاذبية من الوعد الأوروبي، الذي تلخص في تقديم 600 مليون أورو لأوكرانيا في حال ما وقعت على اتفاقية مع الاتحاد الأوروبي.