سلطت الصحف الأوروبية، اليوم الجمعة، الضوء على وفاة الرئيس الجنوب إفريقي السابق نيلسون مانديلا، وقمة باريس حول الامن في افريقيا، وعدد من القضايا الدولية والمحلية الراهنة. ففي بلجيكا، كتبت صحيفة (المستقبل) في افتتاحيتها أن نيلسون مانديلا، يشكل رمزا بالنسبة للعديد من الأجيال، لنضاله في مواجهة سياسة الميز العنصري (الأبارتايد)، وهو ما جعله يحظى بالكثير من الاحترام والتقدير لديها. وأضافت أن كفاح مانديلا وإصراره الضروريان مكنا من تقدم الانسانية وجعلا من الرجل نموذجا يحتذى وساهما في توحيد الجهود والطاقات. ومن جانبها، كتبت صحيفة (لوسوار) في افتتاحية بعنوان (مانديلا، بطل كوني)، أن الحزن يخيم على النفوس، غير أن هناك شعورا بالقلق والانشغال بعد وفاة هذا القائد الافريقي، لأنه "مع رحيل مانديلا، فإننا نخشى على جنوب إفريقيا التي ما زالت فيها مظاهر العنف وغياب المساواة(..). إننا نخشى على أنفسنا أيضا". وأضافت أن المكانة الحقيقية لمانديلا ليست دفات كتب التاريخ، ولكن في وعي وضمير الشباب والفتيات الذين يقرؤونها". وأبرزت صحيفة (لوليبر بلجيك)، من جهتها، أن مجتمع جنوب إفريقيا متعدد الأعراق والطوائف، والذي كان نيلسون مانديلا يرنو إليه، ما زال في حكم الحلم، مشيرة إلى أن مانديلا الذي ناضل من أجل المساواة بين البشر طيلة سنوات عديدة، مات شهيدا، ولن تضيع جهوده سدى. وخلصت إلى أن "رجلا عظيما قضى. رجلا استطاع أن يحظى بالإعجاب". أما صحيفة (لا ديغنيع أور)، فكتبت في افتتاحيتها، أنه بالرغم من رحيله يوم أمس، فإن سجله سيظل خالدا. وأضافت أن الجميع سيحتفظ لمانديلا بذكرى عظيمة لرجل حكيم كان بإمكانه أن يسير في طريق إشعال نيران الفتنة والتوتر في بلده، ولكنه اختار طريقا آخر. بدورها، ركزت الصحف البريطانية اهتماماتها على رحيل رئيس جنوب افريقيا السابق نيلسون مانديلا، بطل النضال ضد نظام الميز العنصري (الأبارتايد)، حيث نشرت صحيفة (الديلي تلغراف)، على صدر صفحتها الأولى صورة كبيرة لمانديلا، الذي أعلن الرئيس الجنوب إفريقي جاكوب زوما عن وفاته في نعي مباشر عبر شاشات التلفزيون العمومي. من جهتها، احتفت صحيفة (الصن) بشكل خاصا بنيلسون مانديلا، الذي يعد أول رئيس أسود لجنوب إفريقيا بعد إقرار النظام الديمقراطي بها، والذي توفي عن سن الخامسة والتسعين، بين أهله وذويه. وخصصت الصحيفة 12 صحفة من عدد اليوم لتسليط الضوء على المنجزات الديمقراطية التي راكمها الراحل والتي مكنت جنوب افريقيا من إنجاح مسلسل الانتقال السلمي نحو الديمقراطية متعددة الأعراق وتجنب حرب أهلية طاحنة. وخصصت صحيفة (التايمز) من جانبها 16 صفحة لاستعراض مسيرة حياة رجل استثنائي شكل رمزا للسلام ومحاربة التمييز العنصري. ونشرت الصحيفة تحليلات ومقتطفات من الخطب التاريخية لمانديلا، والتي ألقاها خلال فترة الكفاح ضد نظام (الابارتايد)، فيما نوهت صحيفة (الاندبندنت) بشجاعة وإصرار مانديلا الذي أضحى مصدر إلهام للمناضلين من أجل قيم الحرية في العالم أجمع. أما صحيفة (الغارديان) فاقترحت على قرائها ملفا خاصا حول حياة مانديلا، فيما تطرقت يوميتا (الديلي ميل) و(الديلي ميرور) إلى اللحظات القوية في مسار المناضل الاستثنائي من أجل قيم الحرية والكرامة الانسانية، والذي تحول إلى أيقونة عالمية للمصالحة. وفي روسيا، تناولت صحيفة (روسيسكايا غازيتا)، وفاة الزعيم الافريقي نيلسون مانديلا، مشيرة إلى أن هذا البطل القومي كان قد اعتزل السياسة منذ أزيد من عشر سنوات مفضلا الاستقرار في قريته (كوين). وأبرزت أن مانديلا الذي ولد سنة 1918 قاد شعب جنوب إفريقيا إلى الحرية عن طريق النضال. وتوقفت الصحيفة، من جهة أخرى، عن موضوع مراقبة وكالة الأمن القومي الأمريكية للهواتف المتنقلة عبر العالم، مشيرة إلى أن صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية كشفت عن حصولها على دفعة جديدة من الوثائق السرية من العميل السابق للوكالة إدوارد سنودن، تضم معطيات تفيد بمراقبة تنقلات أصحاب الهواتف المحمولة وكشف اتصالاتهم السرية. وأشارت إلى أن تقنيات البرمجيات الجديدة تمنح الاستخبارات إمكانية كبيرة لمحلليها القيام بمراقبة شاملة لأي هاتف نقال في جميع انحاء العالم وتحديد مكان حامله. وكتبت صحيفة (ازفيستيا) من جانبها، عن اجتماعات منظمة الامن والتعاون الاوروبي التي تنعقد بالعاصمة الأوكرانية كييف، مشيرة إلى أنه في الوقت الذي يترأس وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وفد بلاده، فإن نظيره الأمريكي جون كيري فضل عدم التوجه إلى كييف، حيث تتولى فيكتوريا أولاند مساعدة وزير الخارجية ترؤس الوفد الأمريكي في هذه الاجتماعات. وبخصوص الأوضاع في أوكرانيا، كشفت الصحيفة عن امتناع المسؤولين الأمريكيين عن الإدلاء بأي تصريحات معادية للسلطات الأوكرانية، مبرزة أن صمت الرئيس اوباما بهذا الشأن أعطى الانطباع لبعض الخبراء، بأن الولاياتالمتحدة حريصة على عدم الزج بنفسها في خضم الأزمة الأوكرانية الحالية على خلاف موقفها سنة 2004. وفي ألمانيا، اهتمت الصحف الصادرة اليوم بعدة مواضيع، كان أهمها رحيل نيلسون مانديلا ، والجدل القائم حول المهاجرين الوافدين من بلغاريا ورومانيا ، وأحدث الاكتشافات بخصوص أنشطة تجسس وكالة الأمن القومي الأمريكي . وبخصوص رحيل مانديلا أفردت الصحف حيزا هاما من صفحاتها للحديث عن الراحل وتاريخ نضاله من أجل الحرية لشعبه، وسعيه لمكافحة الفصل العنصري وتحقيق المساواة بين أبناء البلد الواحد، حتى أضحى رمزا لمكافحة التمييز العنصري في العالم. واستعرضت الصحف حياة الرئيس الأسبق لجمهورية جنوب إفريقيا، الذي لقبه أفراد قبيلته باسم "ماديبا" وتعني "العظيم المبجل"، وهو لقب يطلقه أفراد عشيرته على الشخص الأرفع قدرا فأصبح مرادفا لاسم مانديلا.وكتبت صحيفة (برلينغ تسايتونغ ) أنه بعد بضع دقائق عن إعلان وفاته مانديلا اكتسح مئات الأشخاص الفضاء المحيط بالمنزل، يبكون فقيدهم إلى جانب العشرات من كاميرات التلفزات التي تنقل الصور إلى العالم بأكمله ، مشيرة إلى أن المشهد كان فريدا من نوعه حيث جسد حدادا على رجل عاش حياة متميزة ليس لها مثيل. وتناولت الصحف من جهة أخرى، المعلومات الأخيرة التي كشفت عن أنشطة تجسسية جديدة قامت بها وكالة الأمن القومي الأمريكية، ورصدها لملايين مكالمات الهواتف المحمولة يوميا لعدد من الدول. واعتبرت صحيفة (فيتسلاغر نوين تسايتونغ)، في هذا السياق، أن هوس جمع البيانات في أمريكا التي عانت من الهجمات الإرهابية الخطيرة ، يهدد الحرية في هذا البلد، مشيرة إلى توقف النقاش في أوروبا بخصوص ممارسات الوكالة الأمريكية وهو ما يقلل من حجم الضغوط عليها. وأضافت أنه بالنسبة لبرلين، فإن التحالف الموسع يخطط لحماية بيانات المواطنين في ألمانيا على نطاق واسع. أما بالنسبة لصحيفة (فلودر تسايتونغ)، فاعتبرت أنه "تم لحد الساعة، نشر واحد في المائة فقط من الوثائق التي سربها الموظف السابق بالوكالة الأمريكية إدوارد سنودن " معتبرة أن ذلك ينم عن "خطر مؤكد"، في حين ترى (نوي أوسنابروكر تسايتونغ) أن الوكالة الأمريكية التي لديها شبكة مراقبة قوية اخترقها بالصدفة موظف صغير، لم تستخدم سوى جزء ضئيلا من البيانات التي تجمعها. وفي اسبانيا، خصصت الصحف المحلية حيزا مهما من مواضيعها لرحيل رئيس جنوب إفريقيا السابق نيلسون مانديلا، مشيرة إلى أنه برحيله يفقد العالم واحدا من أكثر الشخصيات تأثيرا. وأضافت وسائل الإعلام المحلية أن الرجل الذي "غير العالم" وقضى على الميز العنصري رحل إلى العالم الآخر، مشددة على أن مانديلا يعد "بطل القرن ال20" بحق. وبحسب الصحافة الإيبيرية، فإن العالم فقد برحيل مانديلا رمزا ونموذجا ألهم أجيالا من قادة ووعماء الدول وأقام أسس المساواة والمصالحة. ومن جهة أخرى، واصلت الصحف الاسبانية، ولليوم الثاني على التوالي، رصد تطورات الأزمة المستفحلة داخل وكالة الضرائب عقب استقالة وإقالة عدد من مسؤوليها. وهكذا، اعتبرت صحيفة (إلباييس) أن "إقالة مسؤولين كبار آخرين بوكالة الضرائب فاقم الأزمة داخل وزارة المالية"، مشيرة إلى أن المدير العام الجديد لهذه المؤسسة العمومية أقدم أمس على إقالة أربعة مسؤولين. وأضافت اليومية أنه بعد استقالة رئيس التفتيش، عمد المدير الجديد للوكالة سانتياغو منديز إلى إنهاء مهام ثلاثة مندوبين إقليميين وكذا مديرة التخطيط في قرار أحرج سير هذه المؤسسة. ومن جهتها، كتب صحيفة (إلموندو) تحت عنوان "إنه التطهير داخل وكالة الضرائب"، أن المسؤولين تم إبلاغهم بقرارات إقالتهم من مهامهم عبر الهاتف. وأضافت أن هذه القرارات أثارت قلق حزب المعارضة الرئيسي، الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، الذي طالب بمثول وزير المالية كريستوبال مونتورو أمام البرلمان لشرح حيثيات هذه القضية. وإضافة إلى موضوع وكالة الضرائب ، تطرقت الصحف لحكم القضاء بالسجن سبع سنوات على رئيس نادي إشبيلية خوسيه ماريا ديل نيدو بتهمة الفساد. وفي هولندا، اعتبرت صحيفة (فولكسكرانت)، التي خصصت ملفا كاملا لسرد تاريخ حياة نيلسون مانديلا الذي أضحى يمثل "رمزا للحرية وأسطورة، بالرغم من حرصه على أن يعيش حياة عادية"، أن نيلسون مانديلا، "يعد واحدا منا، لكنه أكبر منا جميعا". وسلطت الصحيفة الضوء على جانب من اللحظات القوية في مسيرة الراحل الفريد من نوعه، مشيرة إلى أن أشهر سجين في العالم أضحى "الرجل الذي يحظى بأكبر قدر من المحبة على مستوى العالم". ومن جانبها، كتبت صحيفة (تروو) أنه "بدون مانديلا، فإن جنوب افريقيا، كانت ستواجه مصيرا مختلفا"، معتبرة أن من سخرية القدر، أن سنوات السجن الطويلة حولت مانديلا إلى بطل. وأشارت الصحيفة في افتتاحيتها إلى أن نيلسون مانديلا يعد "رجل دولة حقيقي بالنسبة للعديد من مواطني جنوب افريقيا، الذين عايشوا خلال السنوات الأخيرة العديد من فضائح قادتهم". واعتبرت صحيفة (أن إر سي) أن مانديلا "يعد رمزا عالميا للمصالحة الانسانية"، مضيفة أن رحيله لا يشكل نهاية رئيس سابق وناشط إنساني، وإنما نهاية حكيم كان يقود جنوب افريقيا ومعها العالم برمته. وفي فرنسا، سلطت الصحف الصادرة اليوم الضوء على قمة (الإيليزي) حول السلم والأمن في افريقيا، مشيرة إلى أن الوضع في جمهورية افريقيا الوسطى يطغى على أجواء هذا اللقاء. وكتبت صحيفة (لاكروا) أن "القمة تسعى إلى طرح العديد من الإشكاليات الأساسية بالنسبة لمستقبل القارة، والواعدة بالنسبة للعلاقات مع فرنسا ولاسيما فيما يتعلق بالأمن والسلم، والتنمية الاقتصادية، ومحاربة التغيرات المناخية التي تكتسي أهمية بالغة بالنسبة للعديد من البلدان، سواء في إطار شراكات مربحة، كما يتم الإشارة إليه، أو بحث كل طرف عن مصالحه الخاصة". وأضافت أن الوضع في إفريقيا الوسطى يرخي بظلاله على أشغال القمة، وذلك في وقت فتحت الأممالمتحدة المجال أمام قوات الاتحاد الافريقي (ميسكا) المدعومة من الجيش الفرنسي، بالتدخل لإعادة الهدوء إلى البلاد التي تعيش على إيقاع العنف والفوضى منذ اثني عشر شهرا. ومن جانبها، أشارت صحيفة (لوموند) إلى موضوع التدخل العسكري في افريقيا الوسطى مبرزة الوضع الذي يعيشه هذا البلد والذي يتسم بالعنف والفوضى والابتزاز الذي يمارسه المتمردون اي حركة (سيليكا)، والذين يمسكون بمقاليد الحكم في بانغي منذ مارس الماضي. وأضافت أن القمة الفرنسية الافريقية الأولى للرئيس فرانسوا هولاند، تنعقد تحت شعار الطوارئ، مبرزة أنها تأتي في ختام سنة انطلقت مع التدخل العسكري الفرنسي في مالي خلال شهر يناير الماضي. ومن جانبها، خصصت الصحف الإيطالية الحيز الأكبر من مواضيعها لردود الفعل المرتبطة بقرار المحكمة الدستورية ، أول أمس الأربعاء، تعليق العمل بجزء من القانون الانتخابي لسنة 2005. وأشارت الصحف إلى أن قرار المحكمة الذي يهم شقين في القانون لا يتمتع بأي أثر رجعي، ولا يهدد بأي حال من الأحوال بنيته العامة وهيكلته الرئيسية، وإنما يعزز من موقف التيار الداعي إلى إعادة النظر في نمط الاقتراع. وكتبت صحيفة (إل كوريير ديلا سيرا) في هذا السياق أن القرار يشكل دفعة نحو اعتماد النموذج الألماني، مشيرة إلى أن الحكومة بصدد التحضير لورش إصلاح القانون الانتخابي من أجل الاستجابة لمنطوق حكم المحكمة الدستورية الذي قضى بعدم دستورية جزء منه. وفي تركيا، سلطت الصحف الضوء على الانتخابات المحلية المقبلة، والزيارة التي يقوم بها وزير البيئة الاسرائيلي لتركيا، والتي تعد الأولى من نوعها منذ هجوم القوات الاسرائيلية على سفينة (مرمرة) التركية، والتي كانت ضمن قافلة دولية انسانية متوجهة لقطاع غزة. وكتبت العديد من الصحف المحلية عن استعدادات الأحزاب السياسية للاستحقاقات المحلية، التي ستجري في مارس المقبل، وخاصة على مستوى اعداد لوائح المرشحين في الحزبين الرئيسيين (حزب العدالة والتنمية الحاكم والحزب الشعب الجمهوري المعارض). وأبرزت صحيفتا (تركيي) و(مليلييت) أهمية ترشيح قادر طوباس (68 سنة)، والذي تم اختياره من طرف حزب العدالة والتنمية للظفر بولاية ثالثة على رأس بلدية مدينة اسطنبول، أكبر المدن التركية والتي يبلغ عدد سكانها 15 مليون نسمة.