واصلت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الثلاثاء، تسليط الضوء على الحركة الاحتجاجية التي يقوم بها أنصار التيار الأوروبي في أوكرانيا، إلى جانب عدد من القضايا والملفات المحلية والدولية المتفرقة. ففي فرنسا، كتبت صحيفة (لوموند) عن الغضب المتزايد للأوكرانيين المؤيدين للتقارب مع أوروبا، وسخطهم العارم ضد الرئيس فيكتور إيانوكوفيكش، الذي بادر إلى إنهاء المفاوضات بخصوص توقيع اتفاق شراكة مع الاتحاد الأوروبي بشكل مفاجئ. وأشارت إلى أن المظاهرات التي تعرفها العاصمة كييف تعد إحدى الحركات الاحتجاجية النادرة التي تنظم تأييدا للاتحاد الأوروبي الغارق في أزمة الديون والصراع من أجل الخروج من الأزمة الاقتصادية ومكافحة البطالة وتزايد التيار الشعبوي وتدبير عملية توسيعه. وأبرزت (لوموند)، في افتتاحيتها، أن التجمعات الكثيفة للمتظاهرين في كييف وغرب أوكرانيا، والتي تأتي في غياب تظاهرات مؤيدة للرئيس في الجانب الشرقي من البلاد (الناطق بالروسية)، يؤكد بوضوح تأييد أغلب الأوكرانيين للاتحاد الأوروبي وللتعاون معه على حساب الالتفات إلى الجار الكبير (روسيا). وشددت الافتتاحية على ضرورة أن تبادر أوروبا إلى دعم التطلعات الديمقراطية في كييف. ومن جانبها، كتبت صحيفة (لاكروا) أنه بعد مرور تسع سنوات على ثورة البرتقال، فإن أوكرانيا على موعد جديد مع حدث فاصل يقسم وحدة صفها. وأشارت الصحيفة، في افتتاحيتها، إلى أن الأوكرانيين وحدهم قادرون على البحث عن مخرج سلمي للوضع الراهن، بعيدا عن كل موقف استفزازي أو تحريضي، مشددة في المقابل على إمكانية تقديم أوروبا يد العون للتيار المؤيد للانفتاح على الاتحاد الأوروبي مع الأخذ بعين الاعتبار أيضا مخاوف التيار الموالي لروسيا. ومن جهتها، سجلت صحيفة (ليبراسيون) أن رفض أوكرانيا لاتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي ساهم في تأجيج حركة احتجاجات أضحت تتنامى وتتقوى يوما بعد آخر، موضحة أن الأوروبيين يعون جيدا بأن الشراكة مع دول أوروبا الشرقية، تعد ناقصة وبدون مصداقية في ظل غياب أوكرانيا. وفي سويسرا، كتبت صحيفة (لوطون) أن المظاهرات الضخمة التي تجتاح شوارع كييف تكشف النقاب عن "تحالف انتهازي للقوى القومية المتشددة"، مضيفة أن "الحس الوطني الأوكراني يتنامى، بما يخدم مصالح المتظاهرين، ويزيد من تقوية لحمة وتحالف أحزاب المعارضة الثلاث". وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الأحزاب السياسية أضحت تمسك بزمام قيادة الحركة الاحتجاجية، وأنه بالرغم من خلافاتها العميقة التي كانت تجعل أمر تحالفها أمرا مستبعدا بشكل مطلق، فإنها قررت توحيد صفوفها من أجل هدف مشترك يتمثل في إنقاذ أوكرانيا. ولاحظت أن هذا التحالف مرشح للانهيار في أي وقت بسبب التجاذبات السياسية بخصوص انتقال مقاليد السلطة بالبلاد. ومن جهتها، كتبت صحيفة (لاتريبين دو جنيف) عن "تدبير المصالحة" بين معارضي رئيس البرلمان، فولوديمير ريباك، والذي نجح في تدبير قضية التصويت على ملتمس حجب الثقة عن الحكومة. وفي روسيا، واصلت وسائل الإعلام المحلية متابعتها لتطورات الوضع في أوكرانيا، بعد قيام الشرطة بتفريق أنصار التكامل الأوروبي بالقوة. وكتبت صحيفة (كوميرسانت) في هذا السياق أن توجه "يورو ميدان-2013" ( نسبة إلى تجمع المعارضين في ساحات العاصمة تأييدا للتكامل الأوروبي) بات أقل ثورية وأكثر سياسية، مشيرة إلى مواصلة آلاف المتظاهرين التجمع حول المباني العامة والرسمية، كما أبرزت أن مركز المواجهة انتقل إلى المكاتب الرسمية الرفيعة المستوى. ومن جانبها، نقلت صحيفة (نيزافيسمايا غازيتا)، عن مصدر ديبلوماسي، قوله إن الجانب الأوكراني واصل إلى غاية أمس الاثنين محاولة إجراء مباحثات مع الأوروبيين بمشاركة روسيا، مشيرة إلى أن الاتحاد الأوروبي رفض قبول هذا العرض، من منطلق اعتبار أن روسيا كانت وراء قرار قيادة أوكرانيا، وسببا في اندلاع هذه الأزمة. ومن جهتها، كتبت صحيفة (إزفيستيا) عن "وجود محاولات غربية جديدة لجذب أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي"، وأشارت إلى أن الرئيس الأوكراني، فيكتور يانوكوفيتش، طالب النيابة العامة بإجراء تحقيق عاجل في حادث تفريق المتظاهرين في ساحة الاستقلال بالعاصمة الأوكرانية كييف. وأضافت الصحيفة أن يانوكوفيتش سعى إلى إبلاغ السياسيين الأوروبيين باستعداده لمواصلة الحوار رغم عدم توقيعه على اتفاقية الانضمام للاتحاد الأوروبي، حين صرح بأن "قمة الاتحاد الأوروبي في فيلنيوس أبانت عن وجود تفاهم أوكراني مع الشركاء الأوروبيين حول القضايا الموجودة والرغبة المشتركة في العمل على تجاوزها". وفي بريطانيا، سلطت الصحف الضوء على الزيارة التي يقوم بها رئيس الوزراء ديفيد كاميرون للصين لتشجيع المبادلات التجارية والتعاون الاقتصادي بين البلدين. وأشارت صحيفة (الغارديان) إلى توقيع العديد من الاتفاقيات التي بلغت قيمتها 5,6 مليار جنيه استرليني بمناسبة زيارة كاميرون لبكين والتي يرافقه خلالها وفد ضخم يضم نحو 130 رجل أعمال ومقاول. وأضافت أن الاتفاقيات تشمل، بالخصوص، اتفاقا بين شركات صناعة السيارات في البلدين بخصوص تسليم 100 ألف سيارة من طراز (جاغوار /لاند روفر) للصينيين خلال سنة 2014. وفي سياق متصل، تحدثت صحيفة (الاندبندنت) عن رفض السلطات الصينية السماح للصحفيين البريطانيين بتغطية المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده ديفيد كاميرون ببكين رفقة نظيره الصيني لي كيكيانغ، مشيرة إلى أن رئيس الوزراء البريطاني أثار الموضوع مع المسؤول الصيني من دون أن يؤثر ذلك على جدول أعمال المسؤولين. ومن جانبها، كتبت صحيفة (الديلي تلغراف) أن بإمكان الصين، التي تعد ثاني أكبر اقتصاد عالمي وتتوفر على موارد هامة، الاستثمار في مشروع بناء الخط الثاني للقطار الفائق السرعة ببريطانيا. وأشارت إلى أن المشروع الذي تبلغ تكلفته نحو 51 مليار أورو، سيمكن من توسيع الشبكة السككية للقطار الفائق السرعة انطلاقا من لندن وفي اتجاه مدن بيرمينغهام وليدز ومانسشتر. وفي اسبانيا، عادت الصحف إلى قرار الحكومة اللجوء إلى صندوق الاحتياط لدفع بعض معاشات التقاعد. وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة (أ بي سي)، المقربة من الحكومة، تحت عنوان الحكومة تسحب 5,4 مليار أورو من صندوق الاحتياط لدفع معاشات المتقاعدين لشهر دجنبر، عن ارتفاع إجمالي المبالغ التي سحبتها الحكومة ، ما بين سنتي 2012 و2013، بعد هذا الإجراء، إلى 18,6 مليار أورو . وذكرت اليومية بأن حكومة ماريانو راخوي كانت قد اضطرت اللجوء إلى هذا الصندوق لأول مرة السنة الماضية، وللأسباب نفسها، وذلك في حدود 7 مليارات من الأورو. ومن جهتها أوردت صحيفة (إلموندو) أن "الحكومة لجأت إلى صندوق الاحتياط لدفع معاشات التقاعد"، مشيرة إلى أن حجم المدخرات بالصندوق يبلغ 53,7 مليار أورو بعد هذا السحب، وهو ما سيمثل أزيد بقليل من 5 في المائة من الناتج الداخلي الخام. وفي السياق ذاته كتبت صحيفة (إلباييس) أنه أخذا بعين الاعتبار ما تم سحبه من صناديق أخرى، فإن مجموع ما سحبته الحكومة من الضمان الاجتماعي ما بين 2012 و2013 لتمويل معاشات التقاعد بلغ 23,6 مليار أورو. وفي إيطاليا، سلطت الصحف الضوء على النقاش الذي سيحتضته البرلمان يوم 11 دجنبر الجاري بخصوص منح الثقة للحكومة. وفي هذا الصدد، استبعدت صحيفة (لاريبوبليكا) تقديم رئيس الحكومة، إنريكو ليتا، استقالته، مشيرة إلى أنه يفضل طرح مسألة الثقة أمام مجلسي البرلمان (النواب والشيوخ) من أجل إبراز الفوارق بين الأغلبية الحكومية السابقة والحالية. وأشارت إلى أن موضوع الثقة أضحى واردا بعد انتقال حزب (فورزا إيطاليا) إلى صفوف المعارضة وبعد مطالبة رئيس الدولة، جيورجيو نابوليتانو، الحكومة بتقديم طلب ثقة جديد للتأكد من توفرها على الأغلبية. ولاحظت الصحيفة أن البرلمانيين التابعين لحزب سيلفيو بيرلوسكوني (فورزا إيطاليا) يحاولون ممارسة ضغوط من أجل تشجيع الوصول إلى أزمة حكومية. ولاحظت صحيفة (كوريي دولاي سيرا) أن رئيس الحكومة سيتقدم للبرلمان، للمرة الخامسة خلال سبعة أشهر، من أجل الحصول على الثقة. وأشارت صحيفة (إل ميساجيرو) من جهتها إلى أنه بالرغم من تأكيد رئيس الجمهورية ثقته في الحكومة الحالية إلا أنه طالب بمثولها أمام البرلمان للحصول على الثقة تأييدا لموقف (فورزا إيطاليا).